|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 14431
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 783
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو شهاب
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 23-12-2007 الساعة : 08:48 PM
الجزء الرابع
ننتقل الآن - أحبابي في الله - إلى أفريقيا.. فحينما انتقلت الثورة الإيرانية بقيادة الخميني عام 1979 للميلاد من أرض الفرس أصبحت تتزعم الشيعة في العالم، وألقت على عاتقها مسؤلية نشر التشيع وحمايته، وعلى ذلك قدمت أدواراً مزدوجة في سبيل توسيع رقعة المعتقد وتصديره إلى أنحاء المعمورة.
وقد استطاع الشيعة في إيران توصيل مذهبهم إلى أصقاعٍ مختلفة من العالم ومنها منطقة شرق إفريقيا التي شهدت نشاطاً شيعياً مكثفاً واسع النطاق وبقنواتٍ مختلفة عن طريق الدعم الكبير الذي تقدمه السفارات والقنصليات الإيرانية في تحقيق مآربهم في شرق إفريقيا , ولا سيما في المناطق الساحلية والقريبة من هذه الجزيرة المباركة – أعني بها جزيرة العرب مهبط الوحي – ويتركز نشاطهم فيما يلي:
أولاً: فتح مراكز ثقافية في المنطقة، وهذه المراكز تتكون من مكاتب علمية، وقاعات للاجتماع، وعقد الندوات، وأماكن لتوزيع النشرات والكتب والأشرطة الدينية التي تدعوا إلى العقيدة الاثنى عشرية، وأحد هذه المراكز في كينيا يقع في وسط البلد، وفي مكان استراتيجي في العاصمة نيروبي، ويعتبر من أكبر المراكز في كينيا, وهو تحت إشراف مباشر بالقنصلية الإيرانية حيث يتلقى منها التمويل والدعم المادي والروحي علاوة على الحماية السياسية، وهذه المراكز يديرها مجموعات شيعية مدربة تتقن عدة لغات مثل الإنجليزية والعربية إضافةً إلى لغة السكان المحليين، وغالباً ما تضم هذه المراكز مكتبات علمية ضخمة فريدة من نوعها تحتوي على كتب علمية في مختلف صنوف العلم والمعرفة من تفسير وعلومه وحديث وعلومه، وفقه وأصوله، ولغة، وأدب، وتاريخ وسيرة، ومعارف أخرى، كما تحتوي على مجلات وجرائد أسبوعية أو شهرية وأخرى فصلية، وهذه الجرائد يغلب عليها الطابع الشيعي الجعفري الاثنى عشري؛ لأنها بطبيعة الحال يأتون بها من داخل دولة إيران.
ثانياً: فتح مدارس علمية وأكثرها ثانوية، وقد أنشأ الشيعة في المنطقة مدارس مختلفة المستويات التعليمية، وهذا النوع من المدارس كثير ومنتشر في العواصم والمدن الكبيرة، وهي في الغالب مدارس أهلية يديرها مدرسون وطنيون شيعة، غير أن رئيسهم الروحي إيراني ويطلق عليه لقب الفقيه، وهناك مدارس ابتدائية ومتوسطة.
ثالثاً: النشاط الدعوي الكبير بين الشباب المثقف:
وقد وجد الشيعة في الآونة الأخيرة آذاناً صاغية لبدعهم، وذلك بعد أن جندوا نخبة من السكان الأصليين الذين تعلموا المعتقد الشيعي، واجتهدوا لنشره بين صفوف المجتمع، وهؤلاء الدعاة يتقاضون الأجور من قبل السفارات والقنصليات الإيرانية في المنطقة الإفريقية.
والحقيقة - إخواني في الله - أن الشيعة تتبع أساليب وطرقاً مختلفة من إغراء بالأموال وإعطاء منح دراسية لمن تروقه أفكارهم المنحرفة من الشباب، ويستحسن طابعهم الشيعي، علماً بأن غالبية السكان الأفارقة ليس لديهم مناعة قوية وحصانة شرعية من هذه البدع المسمومة والموجهة إليهم، ومع هذا أخذت الشيعة توطء قدمها على أرض شرق إفريقيا، وبذلت – وما زالت تبذل – جهوداً في سبيل نشر التشيع والولاء لدولتهم الشيعية إيران، وذلك بعدة أمور منها:
* أهتمام الشيعة بالمسلمين الجدد في إفريقيا وزعزعة عقيدتهم وإدخالهم في التشيع.
* اهتمامهم باللاجئين الصومالين، وإغرائهم بالمنح الدراسية.
* فتح قنوات تلفزيونية ولا سيما في تانزانيا.
* اهتمامهم بإعداد المناهج الدراسية وتوفيرها.
* تركيزهم على المسلمين في المناطق الساحلية.
* اتحاد الجهود بين الشيعة والطرق الصوفية المنحرفة الضالة وخاصة في المناطق الساحلية، حتى تمكن الشيعة من الاستيلاء على المراكز الصوفية.
* نشرهم كتباً تسب تعاليم الإسلام وعقيدته الصحيحة، وكذلك علماء أهل السنة مثل شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه.
كما تبنى الشيعة الإيرانيون بناء جامعة خاصة في كينيا، حيث ذكر النائب الثاني لرئيس حزب فورد الكيني وهو الحزب المعارض للحكومة البروفسور راشد رمزي أن هناك خطوات جارية لبناء جامعة في منطقة الساحل بكينيا، وقد ذكر ذلك فور رجوعه من زيارة استغرقت أسبوعين إلى إيران، تلبية لدعوة قُدِمت إليه لحضور ذكرى الثورة الإيرانية، كما ذكر أنه على أتصال بالسفارة الإيرانية لتنفيذ الخطة، وأن الكلام حول المشروع المذكور قد تمت مناقشته خلال زيارته مع مندوب دولة إيران للشئون الإفريقية ونائب وزير الدارسات العليا، وفي المقابل – وأن أقولها بكل ألمٍ وأسف – إن بعض الجامعات الإسلامية في بعض الدول العربية لم تعد تقبل الطلاب من الدول الإفريقية إلا في أضيق نطاق، بينما إيران تفتح لهم الأبواب.
أما إذا أردنا أن نفصل قليلاً – إخواني في الله – وندخل إلى بعض الدول الإفريقية كالسودان مثلاً، فالسودان ذلك البلد الذي انهكته الحروب والانقلابات , وفرقت أهله الأحزاب والجماعات، والذي يئن تحت وطأة الفقر المدقع وتطارده المجاعة ويؤرقه اللاجئون، ويعاني من الفيضانات المدمرة وتتكالب عليه قوى الشر والتنصير من كل مكان, وتضرب الصوفية المنحرفة أطنابها في كثيرٍ من أجزاءه، كل هذه الظروف أوجدت أرضاً خِصبة للشيعة الرافضة فجمعوا قواهم، وجندوا كوادرهم، ورموا بثقلهم؛ وذلك بعد النجاح الي حققوه لدعوتهم في كثيرٍ من الأقطار كنيجيريا وبنين والسنغال والكاميرون وغيرها، حيث حققوا أعظم النتائج بأيسر التكاليف وأسرع الأوقات في ظل غياب أهل السنة عن إخوانهم في دولة السودان؛ مما جعل أحد الشيوخ في السودان يقول هذه العبارة المشهورة حيث يقول: ((سبحان الله!! ، كنا نقول ليس في السودان إلا مسلم مالكي، أو جنوبي وثني وها نحن نسمع اليوم بنصارى ورافضة وملحدين وعلمانيين)) ا.هـ.
ومن يرى واقع الدعوة الشيعية في السودان يرى أن الشيعة يعملون في مجال نشر دعوتهم الخبيثة على عدة محاور ويركزون عليها تركيزاً كبيراً لأنهم يحاولون الآن حصر أكبر قدرٍ ممكن من الناس في هذه الظروف والتي قد لا تتهيأ فيما بعد، وهذه المحاور والتي من خلالها يحققون هذا الهدف هي كالتالي:
أولاً: المحور الطلابي:
وهؤلاء الطلاب مصنفون في نظرهم إلى ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: طلاب الجامعات ذكوراً وإناثاً, وهؤلاء يحتلون الدرجة الأولى في الاهتمام عند الشيعة الإمامية، ولا عجب أن تعلم أخي الحبيب أن من شدة التأثير على هذه الفئة أنه وخلال السنوات الثلاثة الأخيرة تم تسجيل ثلاثة عشر رابطة طلابية بأسماء مختلفة في جامعات مدينة الخرطوم فقط بخلاف بقية جامعات المدن الأخرى، وهذه الرابطات لها أنشطتها الثقافية والدعوية القوية.
ومما يبين شدة تأثر فئات كبيرة من الطلاب بفكر الشيعة كثرة مناقشتهم لأساتذة التربية الإسلامية حول مسائل كانت مُسَلَمة عندهم قبل ذلك، مثل عدالة الصحابة، وخلافة الشيخين، وبراءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن جميع الصحابة، بل إن الحال وصل ببعض الطلاب أن تشبع بهذا المذهب؛ حيث قام يناقش أحد الأساتذة في جامعة الخرطوم، حتى أفحم هذا المدرس أمام طلابه مما يدل على شدة تمكنهم وقناعتهم بهذا الفكر الرافضي الدخيل، وقد نجحت الدعوة الشيعية في هذا الصنف من الطلاب، ونجحت نجاحاً أقض مضاجع المهتمين من الدعاة والمصلحين من أساتذة هذه الجامعات حتى أصبحت هي حديث منتدياتهم في مجالسهم الخاصة والعامة.
الصنف الثاني: الطلاب ذكوراً وإناثاً ممن هم تحت المرحلة الجامعية في المدارس النظامية:
وقد حاول الشيعة التأثير في هذا الصنف لكنه لم يلاقي نفس النجاح كما لاقاه مع الصنف الأول الجامعي، وقد فتحت مدارس شيعية في أحياء شعبية سودانية ثم فشلت لأسباب عديدة، فتم إغلاق الكثير منها.
الصنف الثالث: وهم طلاب الخلاوي والمدارس القرآنية:
وهذا الصنف ليس بأقل نجاحاً عندهم من الصنف الأول، فقد تم احتواء عدد من الخلاوي القديمة، والتأثير على شيوخها بالمال وغيره مع الجهل الذي يصاحب هؤلاء الشيوخ غالباً بدينهم وعقيدتهم، ومن ثَم يتم التأثير بكل بساطة على طلبة هذه الخلاوي والمدارس القرآنية، إضافة إلى احتوائها، حيث يقوم هؤلاء الرافضة الشيعة بزيارة تلك الخلاوي زيارات متتالية، يصحبون معهم الغذاء والكساء والهدايا والكتب والمصاحف ويقومون بتوزيعها على الطلاب، كذلك يقومون خلال هذه الزيارات بإلقاء الدروس والمحاضرات، وكذلك انتقاء الطلبة المتميزين وإعطائهم منح دراسية في المعاهد والمراكز التابعة لهم في العاصمة الخرطوم، ومن ثَم بعد حصولهم على هذه الشهادات يعطونهم منح دراسية إلى دولة إيران، وهكذا يرجع ذلك الطالب متشيعاً من رأسه إلى أخمص قدميه، فإلى الله المشتكى.
المحور الثاني: - والذي من خلاله يحقق الشيعة أهدافهم في السودان – هو محور شيوخ الطرق الصوفية ويمكن تقسيمهم إلى قسمين من حيث التأثر:
القسم الأول: شيوخ تشيعوا فعلاً بل صاروا دعاةً للرفض والتشيع ومنافحين عنه، ومن هؤلاء الشيخ محمد الريح حمد النيل، وهذا الرجل من كبار رجالات الطرق الصوفية وأتباعه كُثر، وقد اعتنيَّ به ولُمع حتى وصل إلى منصب كبير ألا وهو نائب أمين مؤتمر الذكرى والذاكرين، وهذا المؤتمر مهتمٌ بشئون الطرق الصوفية.
كذلك الشيخ أبو قرون وهو من أكبر المتبوعين على مستوى السودان، وبدأ يظهر أمام الناس وفي المحافل العامة، وقد اكتسى بالسواد الذي لا يفارقه منذ أن تشيع.
أما القسم الثاني من الصوفية:
فهم الذين مالوا إلى الرافضة بسبب ما وجدوه من دعم مالي، لكنهم لم يتشيعوا وإنما فتحوا للشيعة مساجدهم وقلوب أتباعهم ومريديهم ووقفوا موقف المحايد، ومن هؤلاء الشيخ الياقوت وهو من أكبر شيوخ الطرق الصوفية في السودان، وهذا الشيخ لا تتوقف زيارات الشيعة له ولا تنقطع أبداً، وكذلك الشيخ ود بدر وهو أيضاً من أكبر المتبوعين في السودان وقد تمت زيارته وتوثيق العلاقة به من قِبل أكبر وأشهر داعية إيراني شيعي على مستوى قارة إفريقيا ألا وهو محمد الشاهدي حيث كان يزوره وفي منزله الخاص.
المحور الثاني – أحبابي في الله – هي القيادات العلمية المؤثرة في التوجيه:
ممن يديرون مؤسسات علمية كبيرة من أمثال الدكتور عبد الرحيم علي، والدكتورة خديجة كرار، والدكتور حسن مكي، وهذا الأخير قد أثار ضجة إعلامية ضخمة بسبب نشر آراءه في الصحف حول الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه وعن جميع أصحاب رسول الله مما يوضح مدى تغلغل هذا الفكر الشيعي الدخيل في أنفسهم وشدة تأثرهم به ومحاولاتهم إقناع الناس بذلك.
ومن الإنجازات التي حققها الشيعة في السودان:
احتوائهم الواضح لأكبر الصحف قبولاً عند الناس وهي جريدة الوفاق التي بدأت تنشر مقالاتهم ومسائلهم وعقائدهم وتُلمع الكُتًَّاب المتأثرين بالتشيع وتنشر مقالاتهتم، كما ظهر كثير من كتب الشيعة ومراجعهم في المكتبات التجارية، وتباع جهاراً نهاراً بدون أدنى نكير مع قناعة البائعين بهذه الكتب، وتذكر المعلومات أنه قد بلغ عدد السودانيين المتشيعين حسب الإحصائيات الرسمية بالوثائق السرية المعتمدة لدى السفارة الإيرانية في السودان ما يزيد على خمسة عشر ألف سوداني متشيع، كما تم تشيع بعض القرى برمتها، فهذه قرية (أم دم) القريبة من مدينة الأبيض والتي أصبحت مفخرة للسفارة الإيرانية حيث تتباهى السفارة بهذا الإنجاز، وهذه القرية يُسب فيها الصحابة ويُلعن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما كل جمعة على لسان خطيبهم.. فعليه من الله ما يستحق.
كذلك من القرى التي تشيعت (الكربة) في شمال السودان التي يسكنها إحدى قبائل الشمال وهي (غير واضح) إضافة إلى ذلك مازالت الجهود على قدمٍ وساق في تشيع ثلاث قرى في غرب السودان في ولاية دارفور، وكذلك بدأ التشيع يتسلل إلى البلاد عن طريق ما تمنحه إيران من منح دراسية لطلاب السودانيين والذي عن طريقهم ولجت أفكار وعقائد التشيع أرض السودان المسلمة، وكانت تلك أرضية مناسبة لإنشاء ما يُعرف الآن بالمراكز الثقافية الإيرانية حيث تم تعين السفير الإيراني مهدي مروي سفيراً للسودان، وهو نشط في مجال تطوير العلاقات السودانية الإيرانية فقام بإنشاء تلك المراكز، ومن أبرز أنشطة هذا السفير انضمامه لجمعية الصداقة الشعبية العالمية باسم جمعية الصداقة السودانية الإيرانية، وقد رُبطت هذه الجمعية بالسفارة الإيرانية مباشرة، وقد أسهمت هذه الجمعية في تنشيط المراكز الثقافية الإيرانية، وغيرها من الأنشطة الدعوية، حيث يتوجه أعضاء هذه الجمعية إلى المكتبات التابعة لتلك المراكز.
والملفت للنظر – إخواني في الله – هي الزيارات المتكررة من الشيعة الإيرانيين لشيوخ الطرق الصوفية، وتوثيق العلاقة بهم وخصوصاً من يدعي منهم أنه من آل البيت والتظاهر لهؤلاء الشيوخ بأنهم يجتمعون وإياهم في محبة آل البيت ومناصرتهم، وأن أساس اعتقادهم واحد, وهكذا تتوالى الزيارات لهؤلاء مع الإإغراءات المادية لهم فتكونت العلاقات المتينة، ومن خلال هؤلاء الشيوخ تم الوصول إلى مريديهم وأتباع طريقتهم وُسمحَ لهم بإلقاء المحاضرات في مساجدهم وقُراهم، كل هذا حدث بسبب اجتماعهم مع الطرق الصوفية في محبة آل البيت.
ومن المعلوم أن العمل المؤسسي الإغاثي من أهم وأشد الأنشطة تأثيراً على الفرد والمجتمع، إذ يجد الفرد نفسه عضواً في العمل بالتدريج، ولابد أن يتشرب أثناء عمله – شاء أم أبى – بأفكار صاحب العمل، وهذا ما اتجهت إليه أنظار الشيعة في السودان فاستوعبت أكبر قدر ممكن من الموظفين السودانيين سواءً في السفارة الإيرانية أو المراكز أو المعاهد التابعة لهم علىشكل حراس ومستخدمين وسكرتارية وسائقين ومترجمين وغير ذلك, وهذا التوظيف بهذه الكثرة ليس سببه كثرة العمل وضغوطه بقدر ما هو استيعاب أكبر قدر ممكن للتأثير المباشر عليهم عقدياً، بالإضافة إلى ذلك اتجه اهتمام الشيعة في السودان إلى الأساليب التي تمس المجتمع مباشرة مثل إنشاء المدارس والمعاهد والجمعيات، ومنها كذلك المراكز الثقافية، حيث تعتبر هذه المراكز آليات لتنفيذ الأنشطة في مجال نشر عقيدة التشيع بين المثقفين وهي في نفس الوقت تُمثل واجهات تتستر خلفها السفارة الإيرانية؛ لتشيع المجتمعات المستهدفة في البلاد، ومن أبرزها المركز الثقافي الإيراني بالخرطوم، ويقع هذا المركز بجوار السفارة الهندية، وهو بمثابة العقل المدبر لنشر الفكر الشيعي بالسودان، ولهذا المركز- إخواني في الله- أقسام عدة:
أولاً: قسم الإعلام والثقافة:
ويحتوي على مكتبة لأشرطة الفيديو وأشرطة الكاسيت والجرائد الإيرانية، ومن أهم عروض الفيديو التي تُقدم عروض عن ولاية الإمام علي رضي الله عنه، وعن بطلان بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما يتم في هذا القسم نشر أشرطة فيها سبٌ للصحابة رضي الله عنهم وخاصة الإمامين أبى بكر وعمر رضي الله عنهما، كما توزع في هذا القسم الكتب الخاصة بفكر الشيعة لزوار المركز وخاصة الطلاب، ومن أخطر أنشطة هذا القسم تقديم المنح الدراسية للجامعات الإيرانية، وأكثر المنح تكون لجامعة الإمام الخميني لأن هذه الجامعة تقوم بتدريس ما يُعرف بفقه الجعفرية، وقد تم خلال التسع سنوات الأخيرة إرسال عدد كبير جداً من الطلاب السودانيين إلى تلك الجامعة، وخاصة الطالبات، وقد تخرج من تلك الجامعة عدد منهم، وتم تعين أغلبهم في المراكز الثقافية الإيرانية، وبعضهم في السفارة الإيرانية في الخرطوم.
ثانياً: قسم الدورات:
ويقدم هذا القسم عدداً من الدورات حول عدد من الموضوعات والمهارات منها:
دورات في اللغة الفارسية، وهي للعامة والمثقفين فيستشهدون أثناء تدريسها بأفكارهم ويناقشون فكرة الإمامة والرجعة ومسح القدمين وغيرها من عقائد الشيعة، ووقع بذلك كثيرٌ من الدارسين في هذه الدورات في شباك المعتقد الشيعي، كما يعطي هذا القسم دورات في الخط الفارسي وعبرها يضعون السم في العسل، فمثلاً يجعلون من النماذج المخطوطة للتطبيق ما يتناقلونه من قول جعفر الصادق: ((التقية ديني ودين آبائي، فمن لا تقية له لا دين له))، وأثناء التمرين على كتابة هذه المقولة يبدأ مدرس الخط بشرح هذه المقولة ومعناها وطرح شيء من أقوال جعفر الصادق وإقناع الطلاب بها، وهكذا بأسلوبٍ خبيثٍ ماكر.
كما يقدم القسم دورات في الفقه المقارن حيث يُدَّرس في منهجه كتاب اسمه (الفقه على المذاهب الخمسة)، ويعنون بها المذاهب السُنية الأربعة المعروفة، الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي بالإضافة لمذهب الرافضة الفقهي والذي يسمونه بالمذهب الجعفري ويأتى بالمعلمين الذين يوقومون بتدريس هذا النوع من الدورات من دولة إيران مباشرة، ومن هؤلاء حميد طيب الحسيني، وعدنان تاج، وصالح الهاشمي، وأمير الموسوي، وعلاء الدين وعطي، وأيوب الحائري، ويقوم من يدرس في هذه الدورات بترجيح جانب المذهب الجعفري دائماً وفي كل قضية، مركزاً على أن الإمام جعفر الصادق إمامٌ معصوم وأنه من آل البيت، وأن كل المذاهب السُنية قد أخذت منه, ويحرصون على تكرار مقولة مكذوبة منسوبة للإمام أبي حنيفة رحمة الله عليه أنه كان يقول: ((لولا السنتان لهلك النعمان)) ويعنون بذلك أن أبا حنيفة قد درس سنتين على الإمام جعفر الصادق وهذا كذبٌ ولم يثبت عن الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه أنه فعل ذلك.
وقد أقيمت الآن خلال العشر أعوام الماضية قرابة التسعين دورة في الفقه المقارن بينما يُلاحظ الضعف الكبير في أنشطة أهل السنة في السودان مقارنة بأنشطة الشيعة هناك من حيث أعداد الدورات وتأهيل الدعاة ونشر مذهب أهل السنة.
كما يقدم قسم الدورات في المركز الثقافي الإيراني دورات في علم المنطق، ويُدرَّس فيها كتاب (خلاصة المنطق) وهو مدخل للتشكيك في عقائد الطلاب، فبه يبدأون ثم يدخلون في الفقه المقارن حيث يُخرِجون الطلاب من السُنة إلى التشيع، كما تُلقى دورات في أصول الفقه وتقام هذه الدورات خاصة لطلاب الجامعيين، وبالأخص طلاب جامعة (أم درمان) الإسلامية، وجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، فيقوم المدرس الإيراني والذي قد يكون هو الملحق الديني الإيراني نفسه بتدريس هذه المادة لأهميتها عندهم ففي هذه المادة خاصة يتكلمون عن الخلاف بين السُنة والشيعة، وعن الإمامين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقد يتكلمون عن دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب بسوء القول في كل مناسبة بل وبغير مناسبة، ويكفرون الصحابة إلا قليلاً منهم فيثور النقاش بين الطلاب في مسألة لعن الصحابة، وقد ينتهي هذا النقاش أحياناً بإقناع عدد ليس بالقليل من الطلاب، ومن هؤلاء المتخرجين المتميزين المتشبعين بعقيدة الشيعة الرافضة من يكون داعيةً متجولاً يجوب الأندية الرياضية ومجامع الشباب، وقد رصدت حركات ثلاثة من هؤلاء الشباب قد قدِموا إلى مدينة (الحصاحيصا) وهم يدعون الشباب في أحد الأندية دعوةً فردية لإقناعهم لاعتناق عقيدة الرافضة.
ننتقل الآن – أحبابي في الله – إلى دولة السنغال حيث يرجع دخول التشيع وانتشاره إلى جهود السفارة الإيرانية، فهي التي كانت ولا تزال تتولى مهمة نشر الصحف والكتب واختيار العناصر المؤيدة لإيران لتقديم الدعوات إليها لزيارتها في أعياد الثورة، ولما تشيعت مجموعة من الناس بواسطة هذه الدعايات لعبت السفارة الإيرانية في السنغال دوراً كبيراً في دعمهم مادياً، وتقديم المعلومات لهم من الكتب والصحف، بل إنهم كانوا يجتمعون في أول الأمر داخل السفارة الإيرانية، ويتلقون فيها الدروس التكوينية حتى أسسوا أخيراً حركة تُعرف باسم حلقة المثقفين، أما عن دور اللبنانيين الشيعة فإن هجرتهم إلى إفريقيا تزامنت مع مجيء الاستعمار، ولكن اللبنانيين بحكم طبيعتهم وغرابة توجهاتهم الشيعية اعتزلوا المجتمع السنغالي المسلم ثقافياً وبقوا يمارسون شعائرهم التعبدية في معابدهم الخاصة والتي تُعرف بالحسينيات، وذلك إلى أن ظهر موسى الصدر بجولاته الإفريقية المشهورة في عام 1964 للميلاد وما بعدها حاملاً مشروع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وذهب موسى الصدر إلى كل بلد إفريقي فيه وجود لبناني فجمع الجالية اللبنانية الشيعية ونصب لها إماماً ومرشداً دينياً براتب يتحمله المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، فنصَّب للجالية اللبنانية في السنغال عبد المنعم الزين وبنى له بعض اللبنانيين مركزاً فخماً في داكار قرب وزارة المالية, وسموه المركز الاجتماعي الإسلامي، والبناية تحتوي على أربع طوابق، الطابق الأرضي وفيه نادي الرسول، والطابق الأول وفيه مسجد الإمام علي والمستوصف الإسلامي، أما الطابق الثاني ففيه جمعية الهدى الخيرية، والطابق الثالث وفيه الإدارة العامة، ويُعالج المرضى في المستوصف بأجورٍ زهيدة وتوجد في المركز مدرسة تسمى مدرسة الزهراء حيث يقوم فيها شيخهم عبد المنعم الزين بتدريس بعض الأفارقة السنغاليين وإذا وثق بهم يرسلهم إلى لبنان أو إلى دولة إيران ليواصلوا دراستهم، كما أنشأ اللبنانيون الشيعة – تحت إشراف شيخهم عبد المنعم الزين – مسجداً كبيراً في محطة السيارات وأسموه مسجد الدويش، ونُصِّب له إماماً سنغالياً كان قد تخرج على يدي شيخهم عبد المنعم، وهو يصلي بالناس الجمعة والجماعة تقية وذلك بصلاته كصلاة أهل السنة مع إدخال بعض الشعائر الشيعية دون أن يعرفها المؤمومون الذين لا يعرفون من الدين شيئاً، ومن أنشطة شيخهم عبد المنعم الزين أنه مَوَل رجلاً في منطقة تسمى كيجاواي ففتح مدرسة ابتدائية عربية يدرس فيها الأطفال السنغاليون، ويُبث فيهم سموم الشيعة خُفية، كما مَوَل رجلاً آخر ففتح مدرسة في كرماداروا وهي قرية تقع على بُعد خمسة عشر كيلو متر عن تاياس، والمدرسة سُميت بعد ذلك بدار القرآن.
أما عن الصحف والمجلات فيعتمد الشيعة السنغاليون على مطبوعات إيران التي يُنشر منها مثلاً جريدة كيهان العربي وهي يومية في إيران, أسبوعية خارجها، وكذلك جريدة الوحدة الإسلامية وهي عربية شهرية, وصوت الثورة الإسلامية في العراق أسبوعية, بالإضافة إلى الرسالة وهي أسبوعية ناطقة باللغة الفرنسية، وتصدر أحياناً شهرية، وتُأخذ كل هذه المطبوعات من السفارة الإيرانية كما يأخذون منها كتباً مثل كتاب (ثم اهتديت) وكتاب (لأكون من الصادقين) وكتاب (فاسألوا أهل الذكر) للصوفي المتشيع التيجاني الضال.
أما عن الطرق الصوفية في السنغال فإن إيران تحاول كسب ودهم بتقديم دعوات لمشايخهم لزيارة دولة إيران، وهذا يوضح لنا مدى العلاقة القوية بين شيوخ الصوفية وشيوخ الشيعة الذي يؤكد لنا التشابه الوثيق بين التصوف والتشيع، وهذا ما أحاول أن أوضحه في محاضرةٍ مستقلة بإذن الله تعالى تحت عنوان (العلاقة بين التصوف والتشيع).
أقول -إخواني في الله – وقد تشيع بعض الشباب السنغاليين وذلك بسبب الدعايات التي قامت بها دولة إيران في إفريقيا، وذلك بواسطة الصحف والمجلات والكتب التي وُزعت من قِبل سفارتها والزيارات التي قام بها الشباب السنغاليون إلى إيران وعددهم لا يبلغ عشرين، ومعظمهم يتمركزون في العاصمة داكار ويعملون على نشر التشيع والمعتقد الاثنى عشري.
أما عن العلاقات السياسية بين السنغال وإيران فقد كانت متوترة في البداية؛ لظن الحكومة السنغالية أن إيران تدعم الحركة الإسلامية السنغالية فأغلقت سفارتها واستدعت سفيرها من طهران، ولما عرفت أن إيران لا تريد دعم الحركة وإنما تريد دعم التشيع وهو يُضعف الحركة الإسلامية أعادت الحكومة السنغالية العلاقات مع إيران، ففتحت إيران سفارتها من جديد، وفتحت الحكومة السنغالية سفارتها في إيران.
يتبع
|
|
|
|
|