عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية أبوبخيت
أبوبخيت
عضو برونزي
رقم العضوية : 5107
الإنتساب : May 2007
المشاركات : 283
بمعدل : 0.04 يوميا

أبوبخيت غير متصل

 عرض البوم صور أبوبخيت

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الرهيف المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-12-2007 الساعة : 01:58 PM


لقد حث الأئمة الأطهار شيعتهم بالتبرك بتربة الحسين ( عليه السلام ) ، حتى صاروا يحملونها معهم للتبرك أو للسجود عليها عند كل صلاة ، وقد انتشرت هذا العادة بين المسلمين منذ بداية الدعوة أي في السنة الثالثة للهجرة ، عندما وقعت الحرب بين المسلمين والمشركين في موقعة أحد ، وقد انهد فيها أعظم ركن للإسلام ، وأقوى حامية من حماته ، وهو حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأخوه من الرضاعة ، فعظمت مصيبته على النبي وعلى عموم المسلمين ، لا سيما وقد مثلت هندا أم معاوية تلك الشنيعة التي قطعت أعضاءه واستخرجت كبده فلاكتها ثم لفظتها ، وأمر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نساء المسلمين بالنياحة عليه في كل مأتم ، واتسع الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به ويسجدون عليه لله تعالى ، ويعملون المسبحات منه . وتنص بعض المصادر أن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جرت على ذلك ، ولعلها أول من ابتدأ بهذا العمل في حياة أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولعل بعض المسلمين اقتدى بها ، وكان لقب حمزة يومئذ سيد الشهداء ، وسماه النبي أسد الله وأسد رسوله (الأرض والتربة الحسينية : 60 ) . ويؤيد ما ذكره الشيخ المجلسي : عن محمد بن إبراهيم الثقفي ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : إن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، وكانت تديرها بيدها تكبر وتسبح حتى قتل حمزة بن عبد المطلب ، فاستعملت تربته وعملت منها المسابح فاستعملها الناس ( بحار الأنوار : 146 ) . فكانت عادة الناس تقديس تربة الشهداء ، وتربة قبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتربة بعض الصحابة أيضا ، والاستشفاء بها عادة مألوفة عند المسلمين الأولين ، فعندما استشهد حمزة سيد الشهداء صاروا يأخذون من تربته للاستشفاء ومعالجة الصداع . وكذلك كانوا يتبركون ويتداوون بتراب حرم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( كربلاء وفضل الحائر : 119 . ( * ) / صفحة 85 / ) . فعندما توفي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صاروا يأخذون من تربته الشريفة كما يستفاد ذلك مما نقله السيد نور الدين الشافعي بما نصه : " كانوا يأخذون من تراب القبر - يعني قبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - فأمرت عائشة بجدار فضرب عليه ، وكانت في الجدار كوة فكانوا يأخذون منها ، فأمرت بالكوة فسدت " . وقد تعدت هذه العادة حدود تربة الشهداء والنبيين إلى تربة بعض من الصحابة ، فكانوا يتبركون ويتداوون بتربة صهيب الرومي وغيره . ويظهر أن أول من صلى من المسلمين ، بل من أئمة المسلمين على تربة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، هو زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، بعد أن فرغ من دفن أبيه وأهل بيته وأنصاره ، أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف الذي بضعته السيوف ، فشد تلك التربة في صرة وعمل منها سجادة ، ومسبحة ، وهي السبحة التي كان يديرها بيده حين ادخلوه على يزيد ، فسأله : ما هذه التي تديرها بيدك ؟ فروى له عن جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خبرا محصله : " أن من يحمل السبحة صباحا ويقرأ الدعاء المخصوص ، لا يزال يكتب له ثواب التسبيح وإن لم يسبح " . ولما رجع الإمام ( عليه السلام ) وأهل بيته إلى المدينة صار يتبرك بتلك التربة ويسجد عليها ويعالج بعض مرضى عائلته بها ، فشاع هذا عند العلويين وأتباعهم ومن يقتدي بهم ، فأول من صلى على هذه التربة واستعملها هو زين العابدين ( عليه السلام ) ، ثم تلاه ولده الباقر ( عليه السلام ) ، فبالغ في حث أصحابه عليها ونشر فضلها وبركاتها ، ثم زاد على ذلك ولده جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، فأنه نوه بها لشيعته ، وكانت الشيعة قد ازدادت في عهده وصارت من كبريات طوائف المسلمين وحملة العلم والآثار . وقد ذكر الشيخ الطوسي : إنه كان لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) خريطة من ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، فكان إذا حضرته الصلاة صبه على سجادته وسجد عليه ، ثم قال : إن السجود على تربة أبي عبد الله ( عليه السلام ) يخرق الحجب السبع : ولعل المراد بالحجب السبع هي الحاءات السبع من الرذائل التي تحجب النفس عن الاستضاءة بأنوار الحق وهي : ( الحقد ، والحسد ، والحرص ، والحدة ، والحماقة ، والحيلة ، والحقارة ) . فالسجود على التربة من عظيم التواضع والتوسل بأصفياء الحق ، يمزقها ويخرقها ويبدلها بالحاءات السبع من الفضائل وهي : ( الحكمة ، والحزم ، والحلم ، والحنان ، والحصافة ، والحياء ، والحب ) . ولم تزل الأئمة تحرك العواطف ، وتحفز الهمم ، وتوفر الدواعي إلى السجود عليها والالتزام بها ، وبيان تضاعف الأجر والثواب في التبرك بها والمواظبة عليها ، حتى التزمت بها الشيعة إلى اليوم ، هذا الالتزام مع عظيم الاهتمام ، ولم يمض على زمن الصادق ( عليه السلام ) قرن واحد حتى صارت الشيعة تضعها ألواحا في جيوبها كما هو المتعارف عليه اليوم

توقيع : أبوبخيت
[/IMG]
من مواضيع : أبوبخيت 0 سيرة المنابر الحسينة الولائية(الموضوع متجدد)
0 سؤال لأهل الســــــــــــــــــــــنة والجماعه؟؟؟!!!
0 نور الزهراء في الملكوت الأعلى
0 لتقديم التعازي لآل الشيرازي والمدرسي لفقيدتهم
0 تداعيات قضية قناة المجد الوهابيه الاخيره
رد مع اقتباس