عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.91 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 09:18 PM


المعنى المتداول على ألسنة الحكماء. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى
السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}(ق37). وهو الاصطلاح الجاري عند العرفاء. وما جاء في الحديث
الشريف بشأن التفكر هو المتداول عند الحكماء. أما القلب في اصطلاح العرفاء، فلا علاقة
له بالتفكر، وخصوصاً في بعض مراتبه، كما يعرف ذلك أهل الإصلاح. وقول الإمام عليه
السلام:"جافِ عَنِ اللَّيْلِ جَنْبَكَ"، الجفاء بمعنى"البُعد"و"جافاه عنه، فتجافى جنبه عن
الفراش"أي"نبا"كما في الصحاح. ونسبة المجافاة إلى الليل من الإسناد إلى المجاز، أو من
جعل الليل فراشاً ادعاءً، أو أن الكلمة استعملت في معناها الحقيقي وأن الإسناد يكون
حقيقياً ولكن الفرق في الإرادة الجدية والاستعمالية، كما احتملوه في مطلق المجازات،
وحسبما أسهب في شرحه الشيخ الفقيه والأصولي والأديب المتبحر ( الشيخ رضا
الأصفهاني ) في"جليّة الحال". ومهما يكن، فتلك كناية عن النهوض عن فراش النوم في
الليل من أجل العبادة. وبعد ذلك سوف يتم بيان التقوى ومراتبها، إن شاء الله... ولكننا
سوف نبيّن ضمن فصول عديدة مناسبات الحديث الشريف فيما يلي: فصل في بيان فضيلة
التفكر اعلم أن للتفكر فضائل كثيرة. فالتفكر هو مفتاح أبواب المعارف وخزائن
الكمالات والعلوم، وهو مقدّمة لازمة وحتمية للسلوك الإنساني، وله في القرآن [223]
الكريم والأحاديث الشريفة تعظيم بليغ وتمجيد كامل، كما أن تاركه معيّر ومذموم. وقد
جاء في ( الكافي ) الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام: "أفـْضَلُ الْعِبَادَةِ إدمانُ
التَّفَكّرِ فِي الله وَفِي قُدْرَتِهِ"( أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب
التفكر، ح 3). ويرد ذكر لهذا الحديث فيما بعد. وفـي حديث آخر:"تـَفـَكـُّرَ
سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيامِ لَيْلَةٍ". وفي حديث عن رسول الله صلـّى الله عليه وأله وسلم:"إِنَّ
تـَفَكُّرَ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ". وفي حديث غيره:"إِنَّ تَفَكُّـرَ سَاعَـةٍ خَيْـرٌ مِنْ
عِبَـادَةِ سِتِّيـنَ سَنَةٍ"، وفي رواية:"سـَبـْعـِينَ سَنَةٍ"، وعن بعض علماء الفقه
والحديث:"أَلْفَ سَنَةٍ"وعلى كل حال، إن للتفكر درجات ومراتب، ولكل مرتبة نتيجة أو
نتائج، وسوف نتناول بعضها. الأول: هو التفكر في الحق تعالى، وأسمائه وصفاته وكمالاته.
ونتيجة ذلك هو العلم بوجوده وبأنواع تجلياته، التي منها الأعيان الواقعية والمظاهر
الخارجية. وهذا أفضل مراتب التفكر، وأع لى مراتب العلوم، وأتقن مراتب البرهان. إذ أن
الانتباه إلى ذات العلة، والتفكر في السبب المطلق، يدفع بالإنسان إلى العلم به وبالمسبَّبات
والمعلومات. وهذا هو رسم تجليات قلوب الصدّيقين، ولذلك سمي باسم:"برهان
الصديقين". فالصدّيقون بمشاهدة الذات يشهدون الأسماء والصفات، وفي مرآة الأسماء،
يشهدون الأعيان والمظاهر. وما تسمية هذا القسم من البرهان باسم"برهان الصدّيقين"إلاّ
لأن الصدّيق إذا أراد أن يظهر مشاهداته في صورة برهان، وأن يضع ما وجده ذوقاً وشهوداً
في قالب الألفاظ، لكان هكذا. ولا يعني هذا الاسم أن كل من استدل بهذا البرهان على
ذات الله وتجلياته كان من الصديقين، ولا أن معارف الصدّيقين هي من نسخ البراهين، فإن
لهم براهين خاصة وهيهات أن تكون علومهم من جنس التفكر، أو أن تكون ثمّة مشابهة
بين مشاهداتهم وبين البرهان ومقدّماته. فما دام القلب في حجاب البرهان، وخطوته هي
خطوة لتفكر، لا يكون قد وصل إلى أول مراتب الصدّيقين. وإذا ما خرج من حجاب
العلم والبرهان السميك، فلا علاقة له بالتفكر، بل يفوز في آخر الأمر ومنتهى السلوك
بمشاهدة جمال الجميل المطلق، من دون واسطة البرهان، وحتى من دون واسطة أي كائن،
ويذوق اللذة الدائمة السرمدية، ويتحرر من الدنيا وما [224] فيها، ويبقى في الفناء التام
تحت قباب الكبرياء، ولا يبقى منه اسم ولا رسم ويصبح مجهولاً مطلقاً، إلا إذا شملته العناية
الإلهية وأرجعته إلى مملكته وممالك الوجود على قدر سعة وجود عينه الثابتة، ويتم له في هذا
الرجوع كشف سبحات الجمال والجلال، ويشهد في مرآة الذات الأسماء والصفات، ومنها
يفوز بمشاهدة عينه الثابتة وكل ما هو تحت ظل حمايته، وتتكشف كيفية سلوك المظاهر
والرجوع إلى الظاهر، على قلبه، ثم يتشرف برداء النبوة. إذ في هذا المقام يظهر اختلاف
مقامات الأنبياء والرسل، وتنكشف لهم في هذا المق ام سعة دائرة الرسالة أو ضيقها
والمبعوث منه والمبعوث إليه. إن الإسهاب في المقال بهذا الشأن لا يتناسب مع هذه
الأوراق، حتى أننا تغاضينا عن برهان الصدّيقين أيضاً لأن له مقدمات يطول شرحها هنا.
تتميم في بيان التفكر الممنوع والمرغوب في ذات الحق لابُدَّ أن نعرف أن قولنا:"التفكر في
الذات والأسماء والصفات"قد يحمل الجاهل على الظنّ بأن التفكر في ذات الله ممنوع بحسب
الروايات، دون أن يعلم أن التفكر الممنوع هو التفكر في اكتناه الذات وكيفيتها، حسب ما
يستفاد من الأحاديث الشريفة ("تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله فإنكم لن تقدروا
قدره""المحجة البيضاء "ج 8 ص 193 ). وقد يـُمنع غير المؤهل، من النظر في بعض
المعارف ذات المقدمات الدقيقة. وهذان المقامان يتفق بشأنهما الحكماء أيضاً. إلاَّ أن
استحالة اكتناه الذات الإلهية مبرهنة في كتبهم، ومنع التفكر فيها مسلّم به عند الجميع. أم ا
شرائط الدخول في هذه العلوم، ومنع تعليم غير المؤهل، فمذكورة في كتبهم، ووصاياهم في
خصوص شرائط الدخول ومسطورة في أوائل كتبهم أو أواخرها، كما فعل إماما الفن
وفيلسوفا الإسلام العظيمان،"الشيخ ابن سينا"في آخر"الإشارات"(الإشارات
والتنبيهات"ج 3، ص 419 ط. الحيدري طهران. ) و"صدر المتألهين"في
آخر"الأسفار"("الأسفار الأربعة ج 1، ص 10 (دار المعارف الإسلامية ) ) حيث أوردا
وصاياهما [225] البليغة في ذلك ( فراجع )( الكتابين المذكورين ) . أما النظر في ذات
الله لغرض إثبات وجوده وتوحيده وتنزيهه و تقديسه، فهو الغاية من إرسال الأنبياء
والمقصد لآمال العرفاء. والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة مشحونة بالأخبار حول العلم
بذات الله وكمالاته وأسمائه. وكتب الأخبار المعتبرة، مثل"الكافي"و"توحيد"الشيخ
الصدوق، تتعمق في إثبات ذات الله وأسمائه وصفاته. والفرق بين المأثورات عن الأنبياء
وكتب ا لحكماء إنما هو في الاصطلاحات والإِيجاز والتفصيل فقط، مثلما أن الفرق بين
الفقه والأخبار الخاصة بالفقه هو الاصطلاحات والإيجاز والتفصيل أيضاً، لا في المعنى. لكن
المصيبة في أن هناك بعض الجهلاء في لباس أهل العلم الغير عارفين بالكتاب والسنَّة
والجاهلين بهما، ظهروا في القرون الأخيرة، من دون أية رؤية صحيحة أو اعتماد على
معيار صحيح أو معرفة بالكتاب والسنة، وجعلوا جهلهم وحده دليلاً على بطلان العلم
بالمبدأ والمعاد، ولكي يروجوا بضاعتهم حرّموا النظر في المعارف التي هي غاية ما يقصده
الأنبياء والأولياء سلام الله عليهم، والتي امتلأ بها كتاب الله وأخبار أهل البيت عليهم
السلام وراحوا يرمون أهل المعرفة بكل شتيمة واتهام، وسبّبوا انحراف قلوب عباد الله عن
العلم بالمبدأ والمعاد، وكانوا سبباً في تفريق الكلمة وتشتيت شمل المسلمين. ولو سأل سائل:
لِمَ كل هذا التكفير والتفسيق؟ لتشبث ال مجيب بالحديث القائل:"لا تـَتـَفـَكـّرُوا في
ذاتِ اللهِ". إن هذا الجاهل المسكين مخطئ وجاهل من جهتين: الأولى: أنه ظن أن الحكماء
يقومون بالتفكر في ذات الله، مع أنهم يرون أن التفكر في ذات الله واكتناهها ممتنع، وهذا
من المسائل المبرهن عليها في هذا العلم. والثاني: إنه لم يفهم معنى الحديث، فظن أنه لا
يجوز التفوّه بأي شيءٍ عن ذات الله المقدسة مطلقاً. إننا سنذكر بعض الأحاديث ونجمع
بينها وبين ما في نظرنا القاصر، ونجعل الإنصاف هو الحكم، على الرغم من أن هذا يخرج
قليلاً [226] عن موضوعنا، ولكن لعل فيه بعض الضرورة لرفع الشبهة وإبطال الباطل.
الكافي بإسناده عن أبي بصير: قال أبو جعفر عليه السلام:"تَكَلَّمُوا في خَلْقِ اللهِ وَلا
تَتَكَلَّمُوا فِي اللهِ فَإِنَ الكَلامَ في اللهِ لا يَزْدادُ صاحِبَهُ إلاّ تَحَيُّراً"( أصول الكافي، المجلد
الأول، كتاب التوحيد، باب النهي عن الكل ام في الكيفية، ح1 ). يدل هذا الحديث بذاته
على أن المراد هو التكلم في اكتناه ذات الله وكيفيته ومحاولة تعليله. وإلاّ فإن الكلام في
إثبات ذاته تعالى وسائر كمالاته وتوحيده وتنزيهه لا يوجب التحيّر. ولعل النهي موجّه إلى
الذين يكون التكلم حتى في هذه الأمور موجباً لحيرتهم. وقد احتمل المرحوم المحدّث
المجلسي رحمه الله هذيـن الاحتمالين، اللذين قربناهما، من دون تعليق، ولكن قوّى
الاحتمال الأول. وفي رواية أخرى عـن حريـز:"تـَكـَلـَّمـُوا فـِي كـُلِّ شَيءٍ
وَلا تَتَكَلَّمُوا في ذاتِ اللهِ"( أصول الكافي، المجلد الأول، كتاب التوحيد، باب النهي عن
الكلام في الكيفية، ح 1 و ح 7.) وهناك روايات أخرى بهذا المضمون أو قريبة منه، مما
لا نجد ضرورة لذكرها. وفي"الكافي"عن أبي جعفر (محمد الباقر) عليه السلام قال:"إِيَّاكُمْ
وَالتَّفَكُّرَ فِي اللهِ وَلَكِنْ إِذا أَرَدْتُمْ أَنْ تَنْظُروا إلى عَظَمَتِهِ، فَاْنْظُرُوا إِلى عَظيمِ خَلْقِهِ"( أصول
الكافي، المجلد الأول، كتاب التوحيد، باب النهي عن الكلام في الكيفية، ح 1و ح 7) .
الظاهر أن هذا الحديث أيضاً يشير إلى التفكر في كنه ذات الله، لأنه يقول في نهايته:"إذا
أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه". أي استدلوا من عظمة المخلوق على
عظمة الخالق عزَّ وجلَّ. ويكون هذا على سبيل المثال لمختلف طبقات الناس الذين يمر
طريق معرفتهم من خلال المخلوق. هذه الأحاديث وأمثالها التي تنهى عن التكلم في ذات
الله والتفكر فيه هي نفسها دليل على ما نقصده. والحديث الذي يوضح هذا الأمر هو
الحديث الشريف في"الكافي"في باب التفكر. عن أبي عبد الله ( جعفر ) الصادق عليه
السلام قال:"أَفْضَلُ العِبَادَةِ إدْمَانُ التَّفَكُّرِ فِي اللهِ وَفِي قدرَتِهِ"( أصول الكافي، المجلد الثاني،
كتاب الإيمان والكفر، باب التفكر، ح3 ). [227] وفي حديث آخر في"الكافي": سئل
علي بن الحسين ( عليهما السلام ) عن التوحيد، فقال: "إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلِمَ أَنَّهُ يَكُونُ
فِي آخرِ الزَّمَانِ أقْوامٌ متعمقون فَأَنْزَلَ اللهُ تعالى{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ]، والآياتِ مِنْ سُورةَ
الحَديدِ إِلى قَوْلِهِ:{وَهُو عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ} فَمَنْ رامَ وَراءَ ذلك فَقَدْ هَلَكَ"( أصول
الكافي، المجلد الأول، كتاب التوحيد، باب النسبة، ح 3 ). إذاً، يتضح أن هذه الآيات التي
تشير إلى التوحيد، وتنزيه الله، والبعث، ورجوع الكائنات [ إلى الله ] نزلت للمتعمقين
وأهل التفكير العميق. فهل مع كل هذا يمكن القول إن التفكر في ذات الله حرام؟ أي
حكيم أو عارف جاء بمعارف أكثر مما جاء في أول (سورة الحديد)؟ إن منتهى معرفتهم هو
الوصول إلى قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }. هل هناك أفضل بياناً
في وصف الله تعا لى وتجلّى ذاته المقدسة من الآية الشريفة: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ
وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(الحديد3). أقسم بحياة الحبيب أنه لو لم تكن لبيان حقيّة
كتاب الله الكريم غير هذه الآية الشريفة لكفت ذوي القلوب. ارجعوا قليلاً إلى كتاب الله،
وإلى خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبار خلفائه المعصومين سلام الله
عليهم، وقارنوا لتروا مَن مِن الحكماء والعارفين جاء ببيانات أجلى وأوضح مما جاء بها
أولئك في كل موضوع من مواضيع المعارف؟ إن أقوالهم مشحونة بوصف الحق والاستدلال
على ذات الله وصفاته المقدسة، بحيث أن كل طائفة تحظى على قدر سعتها وإدراكها. إذاً،
يتضح من مجموع هذه الأخبار أن التفكر في ذات الله ممنوع إذا كان ذلك في مرتبة التفكر
في كنه ذات الله وكيفيته. كما جاء في حديث"الكافي":"مـَنْ نَظَرَ فِي اللهِ كَيْفَ هُوَ،
هَلَكَ"( أصول الكاف ي، المجلد الأول، كتاب التوحيد، باب النسبة، ح 3)،أو أن الجمع
بين الأخبار الناهية والآمرة يستدعي منع فريق من الناس الذين لا تطيق قلوبهم الاستماع
إلى البرهان وليس لهم [228] الاستعداد للدخول في مثل هذه البحوث. والدليل على
هذا الجمع موجود في الأخبار نفسها. أما الذين لهم الاستعداد والأهلية، فيكون من الراجح
لهم التفكر، بل هو أفضل من جميع العبادات. على كل حال، لقد خرجنا كليّـاً عن
المقصد. ولكن لم يكن لنا مناص من أن نتعرض لهذا الرأي الفاسد والتهمة التي لا ترضي
الحق، والمتداولة في هذا الزمان على الألسنة، لعل ذلك يُحدث بعض التأثير في قلوب
بعضهم. ولو تم تأثير هذا القول في قلب شخص واحد لكفاني. والحمد لله وإليه المشتكي.
فصل في التفكر في المصنوع ومن مراتب التفكر، التفكر في روائع الصنع واتقانه ودقائق
الخلق، بما يتناسب وقدرة الإنسان من طاقة للتفكر. ونتيجة هذا التفكر هي مع رفة المبدأ
الكامل والصانع الحكيم، وهذا على العكس من"برهان الصدّيقين". إذ أن مبدأ البرهان في
ذاك المقام هو الحق تعالى عزَّ اسمه، ومنه يحصل العلم بالتجلّيات والمظاهر والآيات. وأما في
هذا المقام فمبدأ البرهان هو "المخلوقات التي عن طريقها يتم العلم بالمبدأ والصانع". وهذا
البرهان يكون للعامة من الناس الذين لاحظّ لهم من برهان الصدّيقين. ولهذا، قد ينكر
الكثيرون أن يصبح التفكر في الحق مبدأ العلم به، وأن يؤدي العلم بالمبدأ إلى العلم
بالمخلوق. وملخّص الكلام، أن التفكر في لطائف الصنعة ودقائقها وفي اتقان نظام الخليقة،
من العلوم النافعة، ومن أفضل الأعمال القلبية، وخير من جميع العبادات، لأن نتيجته أشرف
نتيجة. وعلى الرغم من أن النتيجة الأصلية لجميع العبادات والسرّ الحقيقي لها هو الحصول
على المعرفة. فإن كشف هذا السر والحصول على تلك النتيجة ليسا متيسرين للجميع، بل
إن ل ذلك أهلاً تكون لهم في كل عبادة بذرة لمشاهدة أو لمشاهدات. وعلى أيّ حال أن
الإطلاع على لطائف الصنعة وأسرار الخليقة بحسب الحقيقة والواقع لم يتيسّر للبشر، حتى
الآن. إن [229] أساس الخليقة ونظامها يكون من الدقة والاستحكام ومن الجمال
والكمال في مستوى لو أن الإنسان أمعن النظر في أي كائن مهما كان حقيراً، مستخدماً
كل علومه التي اكتسبها خلال قرون، لما استطاع أن يطلع على نسبة واحد بالألف، من
ذلك، فكيف له أن يتمكن من إدراك النظام الكلي الجميل، ساعياً عن طريق الأفكار
البشرية الجزئية الناقصة، لفهم بدائعه ودقائقه. إننا سنلفت انتباهك إلى إحدى دقائق الخلق
مما هو قريب بعض الشيء من الإِفهام ويعدّ من المحسوسات، (اقرأ الحديث المفصل عن هذا
المجمل). أيها العزيز، انظر وتأمل في العلاقة التي بين هذه الشمس والأرض. وفي المسافة
المعينة بين الأرض والشمس، وحركة الأرض حول نفسها وحول الشم س. تلك الحركة
التي تكون على مدار محدّد فيحصل منها الليل والنهار والفصول. فما أتقنه من صنع وما
أكملها من حكمة؟ ولولا هذا التنظيم، أي لو كانت الشمس أقرب أو أبعد، لما تكوّن في
الأرض - في الحالة الأولى من الحر، وفي الحالة الثانية من البرد - معدن، ونبات، وحيوان.
وكذلك لو توقّفت الأرض عن الحركة، على ما هي عليه من البعد عن الشمس لما كان

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'
رد مع اقتباس