عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.91 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 27  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 09:11 PM


الجهول، يا من تظلم نفسك! كيف تكافئ أوليائك الذين بذلوا أموالهم وأرواحهم في سبيل
هدايتك، وتحمّلوا أشد المصائب، وأفظع القتل، وأقسى السبي لنسائهم وأطفالهم من أجل
إرشادك ونجاتك؟ فبدلاً من أن تشكرهم على ما فعلوا وتحفظ لهم أياديهم البيض نحوك، تقوم
بظلمهم ظنا منك أنك إنما تظلم نفسك وحدها! استيقظ من نوم الغفلة، واخجل من
نفسك، [201] واتركهم يعانون من الظلم الذي تحمّلوه من أعداء الدين من دون أن
تضيف على ظلامتهم ظلامة أخرى، لأن الظلم من المحب أشد ألماً وأكثر قبحـاً!.
فصــــــل في تعــدد هـوى النـفــس لا بُـدَّ أن نعرف أن أهواء النفس
متعددة ومتنوعة من حيث المراتب والمتعلقات، وقد تكون أحيانا من الدقة بحيث أن الإنسان
نفسه يغفل عن ملاحظة أنها من مكائد الشيطان ومن أهواء النفس، ما لم يـُنَبّه على ذلك،
ويوقظ من غفلته. إلاّ أنها جميعها تشترك في كونها تمنع الحق وتصدّ عن طريقه، رغم
اختلاف مراتبها ودرجاتها، فإن أصحاب الأهواء الباطلة من الذين يتخذون الآلهة من
الذهب وغيرهم - كما يخبر الله سبحانه عنهم في قوله {أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ }(
الجاثية/ 23) وغيرها من الآيات الشريفة - ينقطعون عن الله، بصورة معيّنة، وإن أتْبَـاع
الأهواء النفسية وال أباطيل الشيطانية في عقائدهم الباطلة وأخلاقهم الفاسدة يحتجبون عنه
سبحانه بصورة أخرى، وإن أصحاب المعاصي الكبيرة والصغيرة والموبقات والمهلكات كل
حسب درجة المعصية ومرتبتها يبتعدون عن سبيل الحق بصورة ثالثة. وإن أهل الأهواء في
الرغبات النفسية المباحة مع الانشغال والانهماك فيها يتخلّفون عن سبيل الحق بصورة رابعة.
وإن أهل المناسك والطاعات الظاهرية الذين يعبدون من أجل عمران الآخرة وتلبية الشهوات
النفسية ومن أجل البلوغ إلى الدرجات العلى أو الخشية من العذاب الأليم والنجاة من
الدركات السفلى يحتجبون عن الحق وسبيله بصورة خامسة، وإن أصحاب تهذيب النفس
وترويضها، لإظهار قدرتها والوصول إلى جنة الصفات، فيفصلون عن الحق ولقائه بشكل
آخر، وإن أهل العرفان والسلوك والانجذاب ومقامات العارفين الذين لا يهمهم سوى لقاء
الحق والوصول إلى مقام القرب، يحتجبون عن الحق وتجلياته الخاصة بنوع سابعلأن التلوّن
وآثار وجوده الخاص لا يزال عندهم موجودا. ثم توجد بعد هذه المراتب درجات أخرى لا
يناسب ذكرها في هذا المقام. [202] فإن على أصحاب هذه المراتب أن يراقبوا بدقة
حالهم، وأن يطهّروا أنفسهم من الأهواء لئلا يتخلّـفوا عن طريق الله ولا يظلّوا عن
مسالك الحقيقة، حتى تظلّ أبواب الرحمة مفتوحة عليهم، مهما تكن مقاماتهم ومنازلهم.
واللّهُ وَليُّ الهِدَايَةِ. المقام الثاني في ذم طـول الأمل وفيه فصلان فصل في بيــان أن
طول الأمــل ينسي الآخــرة اعلم أن المنزل الأول من منازل الإنسانية هو منزل
اليقظة كما يقوله كبار أهل السلوك في بيانهم لمنازل السالكين، ولهذا المنزل كما يقول
الشيخ العظيم الشأن الشاه آبادي - دام ظله - بيوت عشرة، لسنا الآن بصدد تعدادها.
ولكن ما يجب قوله هو أن الإنسان ما لم ينتبه إلى أنه مسافر، ولا بُدَّ من السير، وأن له
هدف وتجب الحركة نحوه، وأن البلوغ إلى ال مقصد ممكن، لما حصل له العزم والإرادة
للتحرك. ولكل واحد من هذه الأمور، شرح وبيان لو ذكرناه لطال بنا المقام. ويجب أن
نعرف أن من أهم أسباب عدم التيقظ الذي يؤدي إلى نسيان المقصد ونسيان لزوم المسير،
وإلى إماتة العزم والإرادة، هو أن يظن الإنسان أن في الوقت متسعاً للبدء بالسير، وأنه إذا لم
يبدأ بالتحرك نحو المقصد اليوم، فسوف يبدأه غداً، وإذا لم يكن في هذا الشهر، فسيكون
في الشهر المقبل. فإن طول الأمل هذا وامتداد الرجاء، وظن طول البقاء، والأمل في الحياة
والرجاء سعة الوقت، يمنع الإنسان من التفكير في المقصد الأساسي الذي هو الآخرة. ومن
لزوم السير نحوه ومن لزوم اتخاذ الصديق وتهيأة الزاد للطريق، ويبعث الإنسان على نسيان
الآخرة ومحو المقصد من فكره - ولا قدّر الله - إذا أصيب الإنسان بنسيان للهدف المنشود
في رحلة بعيدة وطويلة ومحفوفة بالمخاطر مع ضيق الوقت، وعدم توفّـر العُـدّ َة والعدد
رغم ضرورتهما في السفر، فإنه من الواضح لا يفكر في الزاد والراحلة، ولوازم السفر
وعندما يحين وقت السفر يشعر بالتعاسة، ويتعثر ويسقط في أثناء الطريق، ويهلك دون أن
يهتدي إلى سبيل. [203] فصــــــل ( موعظة حول طول الأمل ) اعلم إذاً،
أيها العزيز، أن أمامك رحلة خطرة لا مناص لك منها، وأن ما يلزمها من عدّة وعدد وزاد
وراحلة هو العلم والعمل الصالح. وهي رحلة ليس لها موعد معين، فقد يكون الوقت ضيقاً
جداً، فتفوتك الفرصة. إن الإنسان لا يعلم متى يقرع ناقوس الرحيل للانطلاق فوراً. إن
طول الأمل المعشعش عندي وعندك الناجم من حب النفس ومكائد الشيطان الملعون
ومغرياته، تمنعنا من الاهتمام بعالم الآخرة ومن القيام بما يجب علينا. وإذا كانت هناك مخاطر
وعوائق في الطريق، فلا نسعى لإزالتها بالتوبة والإنابة والرجوع إلى طريق الله، ولا نعمل
عل تهيئة زاد وراحلة، حتى إذا ما أزف الوعد الم وعود اضطررنا إلى الرحيل دون زاد ولا
راحلة. ومن دون العمل الصالح، والعلم النافع، اللذان تدور عليهما مئونة ذلك العالم، ولم
نهيأ لأنفسنا شيئاً منهما. حتى لو كنا قد عملنا عملاً صالحاً، فإنه لم يكن خالصاً بل مشوباً
بالغش، ومع آلاف من موانع القبول. وإذا كنا قد نلنا بعض العلم، فقد كان علماً بلا
نتيجة وهذا العلم إما أنْ يكون لغواً وباطلاً، وإما أنه من الموانع الكبيرة في طريق الآخرة.
ولو كان ذلك العلم والعمل صالحين، لكان لهما تأثير حتمي وواضح فينا نحن الذين صرفنا
عليهما سنوات طوالاً، ولغيّرا من أخلاقنا وحالاتنا. فما الذي حصل حتى كان لعملنا
وعلمنا مدة أربعين أو خمسين سنة تأثير معكوس بحيث أصبحت قلوبنا أصلب من الصخر
القاسي؟ ما الذي جنيناه من الصلاة التي هي معـراج المؤمنين؟ أين ذلك الخوف وتلك
الخشية الملازمة للعلم؟ لو أننا أجبرنا على الرحيل ونحن على هذه الحال - لا سمح اله -
لكان علينا أن نتحمل الكثير من الحسرات والخسائر العظيمة في الطريق، مما لا يمكن إزالته!.
إذاً، فنسيان الآخرة من الأمور التي يخافها علينا وليّ الله الأعظم، الإمام أمير المؤمنين عليه
السلام، ويخاف علينا من الباعث لهذا النسيان وهو طول الأمل، لأنه يعرف مدى خطورة
هذه الرحلة، ويعلم ماذا يجري على الإنسان الذي يجب أن لا يهدأ لحظة واحدة عن التهيؤ
وإعداد الزاد والراحلة، عندما ينسى العالم الآخر، ويستهويه النوم والغفلة من دون أن يعلم
أن هناك عالما آخر، وأن عليه أن يسير إليه [ 204] حثيثاً. وماذا سيحصل له وما هي
المشاكل التي يواجهها؟ يحسن بنا أن نفكر قليلاً في سيرة أمير المؤمنين والنبي الكريم صلّى
الله عليه وآله وسلم، وهما من أشرف خلق الله ومن المعصومين عن الخطأ والنسيان والزلل
والطغيان، لكي نقارن بين حالنا وحالهم. إن معرفتهم بطول السفر ومخاطره قد سلبت
الراحة منهم، وأن جهلنا أوجد النسيان والغفلة فينا. إن نبينا صلّى الله عليه وآله وسلم قد
روّض نفسه كثيرا في عبادة الله، وقام على قدميه في طاعة الله حتى ورمت رجلاه،
فنزلـت الآيـة الكريمة تقول له: {طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}(طه/1-2 ).
وعبادات علي عليه السلام وتهجّـده وخوفه من الحق المتعال معروف للجميع. إذاً، اعلم
أن الرحلة كثيرة المخاطر، وإنما هذا النسيان الموجود فينا ليس إلاّ من مكائد النفس
والشيطان، وما هذه الآمال الطوال ألاّ من أحابيل إبليس ومكائده. فتيقظ أيها النائم من
هذا السبات وتنّبه، واعلم أنك مسافر ولك مقصد، وهو عالم آخر، وأنك راحل عن هذه
الدنيا، شئت أم أبيت. فإذا تهيأت للرحيل بالزاد والراحلة لم يصبك شيء من عناء السفر،
ولا تصاب بالتعاسة في طريقه، وإلاّ أصبحت فقيراً مسكيناً سائراً نحو شقاء لا سعادة فيه،
وذلّه لا عـزّة فيها وفقر لا غناء معه وعذاب لا راحة منه. إنها النـار التي لا تنطفئ
والضغط الذي لا يخفف، والحزن الذي لا يتبعه سرور، والندامة التي لا تنتهي أبداً. أنظر
أيها الأخ إلى ما يقوله الإمام في دعاء كميل وهو يناجي الحق عـزَّ وجـلَّ: "وَأَنْـتَ
تَـعْـلَمُ ضَعْفِي عَـنْ قَلِيلٍ مِـنْ بَلاَءِ الدُّنْـيَا وَعُـقُوبَاتِهَا"إلى أن يقـول :"وَهـذَا
مَـا لا تَـقُومُ لَـهُ السَّـمَوَاتُ وَالأَرْضُ". ترى ما هذا العذاب الذي لا تطيقه
السماوات والأرض، الذي قد أعـدّ لك؟ أفلا تستيقظ وتنتبه، بل تزداد كل يوم استغراقاً
في النوم والغفلة؟ فيا أيها القلب الغافل! انهض من نومك وأعـدّ عدتك للسفر،"فـَقـَدْ
نُـودِيَ فِـيكُمْ [205] بِالـرَّحِـيلِ"( نهج البلاغة - الخطبة-204- ( الشيخ
صبحي الصالح ) )، وعمّـال عزرائيل منهمكون في العمل ويمكن في كل لحظة أن
يسوقوك سوقاً إلى العالم الآخر. ولا تـزال غارقاً في الجهل والغفلة؟ "الـلّ َهُمَّ إِنّـي
أَسْـأَلُكَ التَّجَافِيَ عَنْ دَارِ الغُـرُورِ، وَالإِنَـابَةَ إِلَى دارِ السُّـرُورِ والاسْـتِعْـدَادَ
لِلْمَوْتِ قَبْـلَ حُـلُولِ الْـفَـوْتِ"( مفاتيح الجنان، دعاء ليلة السابع والعشرين من شهر
رمضان ). [207] الحَديث الحَادي عـشرَ "الفطـرة" بالسند المُتَّـصِلِ إلى محمّد بن
يعقوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَن ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِـيِّ بْنِ
رِئابِ، عن زُرارَةَ قال:"سألتُ أبَا عبْدِالله عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَـلَّ: {فِطْرَتَ
اللهِ الّتي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها}. قال:"فَطَرَهُم جَميعاً على الـتّوحيد".( أصول الكافي، المجلد
الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب فطرة الخـلق على التوحيد، ح 3 ) [209] الشرح:
يقول أهل اللغة والتفسير: إن"الفطـرة"تعني الخلـق. وفي
الصحاح:"الفِطرة"بالكسر"الخِلقة". ويمكن أن تكو ن الكلمة مأخوذة من"فَطَرَ"أي"شقّ
ومزّق"كأن الخلق أشبه بشق حجب العدم والغيب. وبهذا المعنى يكون إفطار الصائم،
فكأنه يمزق استمرارية الإمساك المتصل. على كل حال، البحث اللغوي خارج عن نطاق
بحثنا. إنما هذا الحديث الشريف إشارة إلى الآية المباركة في سورة الروم: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ
لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}(الروم30). فصـــــــل فــي معنــى
الفطـــرة اعلم أن المقصود من"فـِطـْرَة الله"التي فطر الناس عليها هو الحال
والكيفية التي خلق الناس وهم متّصفون بها والتي تعد من لوازم وجودهم.
ولذلك"تخمّرت"طينتهم بها في أصل الخلق. والفطرة الإلهية - كما سيتبيّن فيما بعد - من
الألطاف التي خصّ الله تعالى بها الإنسان من بين جميع المخلوقات، إذ إن الموجودات
الأخرى غير الإنسان إمّا أنها لا تملك مثل هذه الفطرة المذكورة وإما أن لها حظاً ضئيلا
منها. [210] وهنا لا بـُدَّ من معرفة أن الفطرة، وإن فسرت في هذا الحديث الشريف
وغيره من الأحاديث بالتوحيد، إلاّ أن هذا هو من قبيل بيان المصداق، أو التفسير بأشرف
أجزاء الشيء، كأكثر التفاسير الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، وفي كل مرة
تفسر بمصداق جديد بحسب مقتضى المناسبة، فيحسب الجاهل أن هناك تعارضا. والدليل
على أن المقام كذلك هو أن الآية الشريفة تعتبر"الدين"هو"فطرة الله"مع أن الدين يشمل
التوحيد والمبادئ الأخرى. وفي صحيحة عبدالله بن سنان فسرت الفطرة على أنها
تعني"الإسلام". وفي حسنة زرارة فسرت بالمعرفة، وفي الحديث المعروف:"كلُّ مولودٍ يولَدُ
عَلَى الفِطْرَةِ"(غوالي اللئالي، المجلد الأول، ص 35 ) جاءت في
قبال"التهوّد"و"التنصـّر"و"التمجّس". كما أن الإمام البا قر عليه السلام في حسنة زرارة
المذكورة فسّرها بالمعرفة. وعليه، فالفطرة ليست مقصورة على التوحيد، بل إن جميع المبادئ
الحقة هي من الأمور التي فَطَرَ الله تعالى الإنسان عليها. فصـــــــل فــي
تحــديد أحكــام الفطــرة لا بُدَّ أن تعرف بأن ما هو من أحكام الفطرة لا
يمكن أن يختلف فيه اثنان. من ناحية أنها من لوازم الوجود وقد تخمّرت في أصل الطبيعة
والخلقة. فالجميع، من الجاهل والمتوحش والمتحضر والمدني والبدوي، مجمعون على ذلك.
وليس ثمّة منفذ للعادات والمذاهب والطرق المختلفة للتسلّل إليها والإخلال بها. إن اختلاف
البلاد والأهواء والمأنوسات والآراء والعادات، التي توجب وتسبّب الخلاف والاختلاف في
كل شيء، حتى في الأحكام العقلية، ليس لها مثل هذا التأثير أبداً في الأمور الفطرية. كما
أن اختلاف الإدراك والإفهام قوة وضعفاً لا تؤثر فيها. وإذا لم يكن الشيء بتلك الكيفية
فليس من أ حكام الفطرة ويجب إخراجه من فصيلة الأمور الفطرية. ولذلك تقول الآية:
{فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}( الـروم/ 30 ) أي أنها لا [211] تختص بفئة خاصة ولا طائفة
من الناس. ويقول تعالى أيضا:{لاَ تبديلَ لِخَلْقِِ الله} (الروم/ 30 ) أي لا يغيـّره شيء،
كما هو شأن الأمور الأخرى التي تختلف بتأثير العادات وغيرها. ولكن مما يثير الدهشة
والعجب أنه على الرغم من عدم وجود أي خلاف بشأن الأمور الفطرية، من أول العالم
إلى آخره، فإن الناس يكادون أن يكونوا غافلين عن أنهم متفقون، ويظنون أنهم مختلفون،
ما لم ينبههم أحد على ذلك، وعند ذلك يدركون أنهم كانوا متفقين رغم اختلافهم في
الظاهر - كما سيتضح ذلك فيما يأتي من البحث إن شاء الله -. هذا ما تشير إليه الجملة
الأخيرة من الآية الشريفة: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}(الروم/ 30 ) فيتضح مما سبق
ذكره أن أحكام الفطرة أكثر بداهة من كل أمر بديهي. إذ لا يوجد في جميع الأحكام
العقلية حكم مثلها في البداهة والوضوح، حيث لم يختلف فيه الناس ولن يختلفوا. وعلى هذا
الأساس تكون الفطرة من أوضح الضروريات وأبده البديهيات، كما أن لوازمها أيضاً يجب
أن تكون من أوضح الضروريات. فإذا كان التوحيد أو سائر المعارف من أحكام الفطرة أو
من لوازمها، وجب أن يكون من أوضح الضروريات وأجلى البديهيات {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}. فصـــــــل ( الدين فطرة الله ) اعلم أن المفسرين، من
العامة والخاصة، فسّروا كلٌ على طريقته، كيفية كون الدين أو التوحيد من الفطرة. ولكننا
في هذه الوريقات لا نجري مجراهم وإنما نستفيد في هذا المقام من آراء الشيخ العارف الكامل
( الشاه آبادي ) الذي هو نسيج وحده في هذا الميدان. فقد أشار أن بعضها قد ورد بصورة
الإشارة والرمز في بعض [212] كتب المحققين من أهل المعارف، وبعضها الآخر مما خطر
في فكري القاصر. إذاً، لا بُـدَّ أن نعرف أن من أنواع الفطرة الإلهية ما يكون على"أصل
وجود المبدأ"تعالى وتقدس ومنها الفطرة على"التوحيد"وأخرى على"استجماع ذات الله
المقدسة لجميع الكمالات"وأخرى على"المعاد ويوم القيامة"وأخرى على"النبوة"و"وجود
الملائكة والروحانيين وإنزال الكتب وإعلان طريق الهداية". وهذه الأمور بعضها من
الفطرة، وبعضها من لوازم الفطرة. فالإيمان بالله تعالى وبملائكته وكتبه ورسله وبيوم القيامة،

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'
رد مع اقتباس