عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية Dr.Zahra
Dr.Zahra
شيعي حسيني
رقم العضوية : 429
الإنتساب : Oct 2006
المشاركات : 12,843
بمعدل : 1.91 يوميا

Dr.Zahra غير متصل

 عرض البوم صور Dr.Zahra

  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : Dr.Zahra المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-11-2007 الساعة : 08:36 PM


وشروطه وخلا من الرياء والشرك والعُجْب وباقي المفسدات، فهدفه
الوصول إلى إشباع شهوات البطن والفرج، فما قيمته كي تنقله الملائكة؟
هذه الأعمال من القبائح والفجائع، وينبغي للإنسان أن يخجل منها
ويسترها... إلهي ... بك نعوذ نحن المساكين من شر الشياطين والنفس
الأمارة بالسوء، اللهم فاحفظنا من مكائدهم بحق محمد وآله. [101]
الحَديـــث الرَابـــــــع " الكــــــبر" [102]
بالسند المتّصل إلى محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى،
عن يونس، عن أبان، عن حكيم، قال:"سألت أبا عبدالله - عليه السلام - عَنْ
أَدْنَى الإِلْحَادِ، فَقَاَل: الكِبْرُ أَدْنَاهُ"("أصول الكافي"المجلد الثاني - كتاب الإيمان
والكفر - باب الكبر - ح 1 ) [103] الشرح: الكبر عبارة عن حالة نفسية
تجعل الإنسان يترفع ويتعالى على الآخرين. ومن إماراته تلك الأعمال التي
تصدر عن الإنسان، والآثار التي تبدو منه بحيث يقال عنه أنه متكبر. وهذه
الصفة هي غير العُجب، بل هي كما سبق قوله، صفة رذيلة وخبيثة، تنجم
عن العجب، لأن العجب هو الإعجاب بالذات، والكبر هو التعالي والتعاظم
على الناس. فعندما يتوهم الإنسان أي فيه صفة من صفات الكمال، تنتابه
حالة، هي مزيج من السرور والتدلّل والتغنّج وغيرها. هذه ه ي
صفة"العُجب"ولكونه يرى الآخرين لا يملكون تلك الصفة التي يتوهمها في
نفسه، ينتابه شعور آخر هو تصور التفوق والتقدم، وهذا يؤدي إلى التعاظم
والترفع، وهذه هي صفة"الكـِبـَر". إن كل هذه الحالات تكون في
القلب وفي الباطن، وتظهر آثارها على الظاهر، في الملامح وفي الأفعال وفي
الأقوال. وبهذا يصبح الإنسان مغروراً وإذا ازداد أصبح معجبا بنفسه،
وعندما يطفح إعجابه بنفسه يتعاظم ويترفع ويتكبر. واعلم أن الصفات
النفسانية، سواء أكانت من صفات النقص والرذيلة أم من صفات الكمال
والفضيلة، فإنها دقيقه ومبهمة جدّاً. ولهذا فإن التمييز بينها والتعرّف عليها
يكون في غاية الصعوبة، ولربما يقع الكثير من الاختلاف بين العلماء الأعلام
عند تحديدها، أو أنه يصعب وضع تعريف لهذه الصفة الوحدانية من دون أن
تصيبها منقصة. لذلك فمن الخير ترك هذه الأمور للوجدان نفسه، ونحرر
أنفسنا من [104] اصطناع لمفاهيم حتى لا نتخلف عن الهدف المقصود
والمنشود. فلا بد أن نعرف أن للكبر درجات تشبه الدرجات التي ذكرناها في
العجب. ويضاف عليها درجات أخرى ذات صلة بالعجب أعرضنا عن
ذكرها هناك لعدم أهميتها، ولكننا نتعرض إليها هنا لكونها مهمة فنقول: أما
الدرجات التي ورد شبيهها في العجب فهي أيضاً ست: 1-الكبر بسبب الإيمان
والعقائد الحقّة. ويقابله الكبر بسبب الكفر والعقائد الباطلة. 2-الكبر بسبب
الملكات الفاضلة والصفات الحميدة. ويقابله الكبر بسبب الأخلاق الرذيلة
والملكات القبيحة. 3-الكبر بسبب العبادات والصالحات من الأعمال. ويقابله
الكبر بسبب المعاصي والسيئات من الأعمال. وكل درجة من هذه يمكن أن
تكون وليدة مثيلتها من الدرجات العجب. وقد تكون وليدة سبب آخر سوف
تأتي الإشارة إليه فيما بعد. أما الذي نحن بصدده هنا على وجه الخصوص فهو
الكبر بسبب أمور خارجية، مثل الحسب والنسب والمال وا لجاه والرئاسة
وغيرها. ولسوف نشير إن شاء الله خلال الفصول اللاحقة إلى بعض مفاسد
هذه الرذيلة وعلاجها قدر الإمكان، سائلين الله تعالى التوفيق لحصول تأثير
ذلك فينا وفي الآخرين. فصل في بيان درجات الكبر اعلم أن للكبر، من منظور
آخر، درجات: الأولى: التكبر على الله تعالى. الثانية:التكبر على الأنبياء
والرسل والأولياء صلوات الله عليهم. الثالثة: التكبر على أوامر الله تعالى، وهذا
يرجع إلى التكبر على الله. [105] الرابعة: التكبر على عباد الله تعالى، وهذا
أيضا يراه أهل المعرفة راجعا إلى التكبر على الله. أما التكبر على الله فهو أقبحها
وأشدها هلكة ويأتي على رأس درجات الكبر، وتراه في أهل الكفر والجحود
ومدّعي الألوهية، وقد تراه أحيانا في بعض أهل الدين ولا يناسب ذكره هنا.
وهذا هو منتهى الجهل وعدم معرفة"الممكن"حدود نفسه وعدم معرفة
مقام"واجب الوجود". وأما التكبر على الأنبيء والأولياء، فكثيرا ما كان
يحصل في زمان الأنبياء قال تعالى على لسانهم: {... أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا ...}
(المؤمنون47). وقال تعالى على لسان آخرين منهم: - {... لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا
الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} (الزخرف31). وفي صدر الإٍسلام
وقع الكثير من التكبر على أولياء الله، وفي هذا الزمان أيضاً نجد نماذج منه في
بعض المحسوبين على الإسلام. وأما التكبر على أوامر الله فيظهر في بعض
العاصين، كأن يمتنع أحدهم عن الحج بحجة أنه لا يستسيغ مناسكه من إحرام
وغيره. أو يترك الصلاة لأن السجود لا يليق بمقامه، بل قد يظهر ذلك أحيانا
عند أهل النسك والعبادة وأهل العلم والتدين، كأن يترك الآذان تكبرا، أو لا
يتقبل مقولة الحق إذا جاءت ممن هو قريب له أو دونه منزلة. فقد يسمع
الإنسان قولاً من زميل له فيردّه بشدة ويطعن في قائلـه، ولكنه إذا سمع ذلك
الق ول نفسه، من كبير في الدين أو الدنيا، قَـبِلَهُ ( لا يخفى أن لترك القبول
ناحيتان: إحديهما تكبر على أوامر الله. ثانيهما تكبر على عباد الله تعالى ( منه
عُفي عنه ). بل قد يكون جادا في ردّ الأول وجادّاً أيضا في قبول الثاني. إن
شخصا هذا شأنه لا يكون من طلاب [106] الحق، بل يكون تكبره قد
أخفى عنه الحق، وأعماه تملّقه لذاك الكبير وأصمّه. ومثل هذا التكبر يتصف به
أيضا من يترك تدريس علم أو كتاب باعتباره لا يليق به، أو يرفض تدريس
أشخاص لا مركزية لهم، أو لأن عددهم قليل، أو يترك صلاة الجماعة في
مسجد صغير ولا يقتنع بعدد من المأمومين حتى وإن علم أن في مثل تلك
الجماعة رضا الحق تعالى. وقد تصبح هذه الحال من الدقة بحيث أن صاحبها لا
يدرك أن عمله هذا يرجع إلى الكبر، إلاّ إذا تدارك الأمر بإصلاح نفسه وتخلّص
من مكائد هذه الحال. أما التكبر على عباد الله فأقبحه التكبّر على العماء بالله،
ومفاسده أكثر من كل شيء وأهم. ومن هذا التكبر رفض مجالسة الفقراء،
والتقدم في المجالس والمحافل، وفي المشي، وفي السلوك. وهذا النوع من التكبر
رائج وشائع بين مختلف الطبقات، ابتداء من الأشراف والأعيان والعلماء
والمحدّثين والأغنياء حتى الفقراء والمعوزين، إلاّ من حفظة الله من ذلك. إن
التمييز بين التواضع والتملّق، والتكبر والإباء يصبح أحياناً على درجة كبيرة من
الصعوبة، فلابُدَّ للإنسان أن يتعوذ بالله ليهديه إلى طريق الهداية، وإذا تصدّى
الإنسان لإصلاح نفسه وتحرك نحو المقصود، فإن الله تعالى سوف يشمله برحمته
الواسعة وييسّر له سبيل الهداية. فصل في الأسباب الأساسية للتكبر للكبر
أسباب عديدة ترجع كلها إلى توهم الإنسان الكمال في نفسه، مما يبعث على
العُجب الممزوج بحب الذات، فيحجب كمال الآخرين ويراهم أدنى منه ويترفع
عليهم قلبياً أو ظاهرياً. فمثلاً، قد يحصل ب ين علماء العرفان أن يتصور
أحدهم نفسه من أهل العرفان والشهود ومن أصحاب القلوب والسوابق
الحسنى، فيترفع على الآخرين ويتعاظم عليهم. ويرى أن الحكماء والفلاسفة
سطحيون، وأن الفقهاء والمحدّثين لا يتجاوزون الظاهر في نظراتهم، وأن سائر
الناس كالبهائم. وينظر إلى عباد الله بعين التحقير والازدراء. ويذهب هذا
المسكين ينمق الحديث [107] عن الفناء في الله والبقاء بالله، ويدق طبل
التحقق. مع أن المعارف الإلهية تقضي حسن الظن بالكائنات، فلو أنه كان قد
تذوق حلاوة المعرفة بالله لما تكبّر على مظاهر جمال الله وجلاله بحيث أنه في
مقام العلم والبيان يصرح خلاف حاله، ولكن الحقيقة هي أن هذه المعارف لم
تدخل قلبه، بل إن هذا المسكين لم يبلغ حتى مقام الإنسان ولكنه يتشدق
بالعرفان، ومن دون أن يكون له حظ من العرفان يتحدث عن مقام التحقق.
إن من بين الحكماء أيضاً أناساً، يرون أنهم بما يملكون ن براهين ومن علم
بالحقائق، وبكونهم من أهل اليقين بالله وملائكته وكتبه ورسله، ينظرون إلى
سائر الناس يعين التحقير، ولا يعتبرون علوم الآخرين، علوما، ويرون عباد الله
جميعا ناقصي علم وإيمان، فيتكبرون عليهم في الباطن، ويعاملونهم في الظاهر
بكبرياء وغرور، مع أن العلم بمقام الربوبية، وفقر الممكن ( المخلوق )، يقضيان
بخلاف ذلك. والحكيم من تحلّى بملكة التواضع بوساطة العلم بالمبدأ والمعاد.
لقد وهب الله لقمان الحكمة بنص من القرآن الكريم ومن جملة وصايا ذلك
العظيم لإبنه، كما ورد في القرآن الكريم: {وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ
فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}(لقمان18). ونجد في
الذين يدّعون الإِرشاد والتصوف وتهذيب الباطن، أشخاصا يعاملون الناس
بالتكبر ويسيؤون الظن بالعلماء والفقهاء وأتباعهم، ويطعنون بالعلماء والح
كماء، ويرون الناس، عدا أنفسهم ومن يلوذ بهم، من أهل الهلاك. وبما أنهم
صفر اليدين من العلوم، يصفون العلوم بأنها أشواك الطريق، ويرون أصحابها
شياطين طريق السالك، مع أن كل ما يزعمونه لأنفسهم من مقام يقتضي
خلاف ذلك كله. إن من يدعي أنه هادي الخلائق ومرشد الضالّين يجب أن
يكون هو بنفسه منزّها عن المهلكات والمُوبقات، زاهداً في الدنيا، غارقاً في
جمال الله، لا يتكبر على حلقه ولا يسيء الظن بهم. [108] كذلك نجد
أحيانا بين الفقهاء وعلماء الفقه والحديث وطلاّبهما من ينظر إلى سائر الناس
بعين الإحتقار ويتكبّر عليهم، ويرى نفسه جديرا بكل إكرام وإعظام، ويعتقد
إن من المفروض على الناس أن يطيعوا أمره إطاعة عمياء، وأنه {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا
يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الأنبياء23).، وما من أحد يستحق الجنة، في رأيه، إلاّ
هو مع أفراد معدودون مثله وكلما جاء ذكر طائفة مقترنا بأيعلم من العلوم
طعن فيهم، من دون أن يعترف بأي علم سوى علمه القليل الذي يتمتع به
ويرى أن تلك العلوم تافهة وغير نافعة ومدعاة للهلاك، فيرفض العلماء وسائر
العلوم جهلا وسفها، ويُظهر كأن تديّنه هو الذي يحتم عليه أن يحتقرهم
ويستهين بهم مع أن العلم والدين منزّهان عن أمثال هذه الأطوار والأخلاق.
إن الشريعة المطهرة تحرم التصريح بقول من دون علم. وتوجب الحفاظ على
كرامة المسلم. أما هذا المسكين الذي لا معرفة له بالدين ولا بالعلم، فيعمل على
خلاف قول الله ورسوله، ثم يقول إن ذلك من صلب الدين، مع أن سيرة
السلف والخلف من العلماء العظام تكون مغايرة لهذا. إن كل علم من العلوم
الشرعية يقضي بأن يتصف العلماء بالتواضع، وأن يقتلعوا جذور التكبر من
قلوبهم. ولا يوجد علم يدعو إلى التكبر ويرفض التواضع. وعليه، سوف نبيّن
العلة في كون علم هؤلاء الأشخاص يخالف عملهم. إن الكبر منتشر بين علم
اء سائر العلوم الأخرى أيضا، في الطب والرياضيات والطبيعة، وكذلك
أصحاب الصناعات الهامة، كالكهرباء والميكانيك وغيرهما. إنهم أيضا لا
يقيمون وزناً للعلوم الأخرى مهما تكن، ويحتقرون أصحابها، وكل منهم
يحسب أن ما عنده وجده هو العلم، وما عند غيره ليس بعلم، فيتكبر على
الناس في باطنه وظاهره، مع أن ما عنده من علم لا يستدعي مثل هذا التكبر.
وهناك من غير أهل العلم، مثل أهل النسك والعبادة، من يتكبّر أيضا على
الناس ويتعالى عليهم، ولا يعتبر الناس حتى العلماء من أهل النجاة، كلها جرى
حديث عن العـلم قـال: ما فائدة علم بلا عمل؟ العمل هو الأصل. إنهم
يهتمون بما يقومون به من عمل وطاعة، وينظرون بعين الاحتقار إلى جميع
الطبقات، مع أن المرء إذا كان من أهل الإخلاص والعبادة ينبغي لعمله أن
يصلحه. فالصلاة تنهى [109] عن الفحشاء والمنكر، وهي معراج المؤمن،
ولكن هذا الذي أمضى خمسين سنةفي الصلاة وأداء الواجبات والمستحبات
مصاب برذيلة الكبر التي هي من الإلحاد، وبالعُجب الذي هو أكبر من
الفحشاء، وبالتقرب من الشيطان وخلقه. إن الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء
ولا تحافظ على القلب، بل لكثرتها تبعث على ضياع القلب، إن مثل هذه
الطاعة ليست بصلاة. إن صلاتك التي تحافظ عليها كثيرا وتحرص على إقامتها،
إذا كانت تقربك من الشيطان وخصيصته من الكبر، فهي ليست بصلاة، لأن
الصلاة لا تستدعي ذلك. كل هذه الأمور تحصل من العلم والعمل. أما الذي
يحصل من غير ذلك فيرجع أيضا إلى تصور المرء بأنه يمتلك إحدى الكمالات
وأن غيره يفتقر إليها. فهذا الذي يملك الحسب والنسب يتكبّر على من لا
يملكهما. وقد يتكبر صاحب الجمال على فاقده، وطالبه، أو إذا كان كثير
الأتباع والأنصار أو ذا قبيلة كبيرة أو له تلامذة كثيرون، وأمثال ذلك، فإنه
يتعالى ويكتبّر على الذي ليس له مثل ذلك. وبناء على ذلك ، فإن سبب الكبر
إنّما هو تصور وجود كمال موهوم، والابتهاج بذلك والعُجب به، ورؤية
الآخرين خلواً منه. وقد يحدث أحيانا أن صاحب الأخلاق الفاسدة والأعمال
القبيحة يتكبّر على غيره، ظانّاً أن ما فيه، ضرب من الكمال. وعلى الرغم من
أن المتكبر قد يمتنع أحيانا لسبب ما من إظهار التكبر علانية، ولا يفصح عن
أي أثر لذلك، إلا أن هذه الشجرة الخبيثة تمد جذورها في قلبه ولا بُدَّ أن يتبين
أثر ذلك منه إذا خرج عن طوره الطبيعي، كأن يستولي عليه الغضب فيفلت
منه الزمام، وإذا به تظهر عليه إمارات الكبرياء و التعاظم، ويباهي الآخرين بما
عنده من علم أو عمل أو أي شيء آخر ويفاخرهم به. وفي أحيان أخرى قد
لا يهتم بإخفاء تكبره على من حوله، كما لو كان العنان قد أفلت من يده
فتظهر آثار الكبر في أعماله وحركاته وسكناته، كأن يتقدم في المجالس ويسبق
الآخرين في الدخول والخروج، ولا يسمح للفقراء بحضر مجالسه، ولا يحضر
مجالسهم، ويحيط نفسه بهالة من الحرمة، ويظهر التعالي في مشيته وفي نظرته
وفي حديثه مع الناس. يقول أحد المحققين، والذي أخذنا منه الكثير من أصول
هذا البحث [110] وترجمناه:"إن أدنى درجة الكِبر في العالِم هي أن يدير
وجهه عن الناس كأنه يعرض عنهم، وفي العابد هي أن يعبس في وجوه الناس
ويقطب جبينه، وكأنه يتجنبهم أو أنه غاضب عليهم، غافلا من أن الورع ليس
في تقطيب الجبين، ولا في عبوس ملامح الوجه، ولا في البعد عن الناس
والإعراض عنهم، ولا في ليّ الجِيد، وطأطأة الرأس، ولملمة الأذيال، بل الورع
يكون في القلب"لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"هاهنا
التقوى"وأشار إلى صدره. وقد يظهر الكبر على اللسان بتبيان المفاخرة
والمباهاة وتزكية الذات. فهذا العابد، وهو في مقام التفاخر، يقول: إنني قمت
بكذا عمل. فينتقص بهذا من الآخرين عن طريق إضفاء الأهمية على أ عماله.
وأحيانا لا يصرح بذلك، ولكنه قد يتفوه بما يوحي بأنه يزكّي ذاته. والعالم
يقول للآخرين: ما أدراك أنت؟ إنني طالعت الكتاب الفلاني مرات عديدة،
وأمضيت سنوات لدى المجامع العلمية، ورأيت عددا من أساطين العلم
وأساتذته، لقد أجهدت نفسي كثيرا، صنّفت وألّفت الكتب الكثيرة، وما إلى
ذلك. وعلى كل حال. ينبغي أن نتعوذ بالله من شرَّ النفس ومكائدها. فصل في
مفاسد الكبر اعلم أن لهذه الصفة القبيحة بحد ذاتها مفاسد كثيرة، وهذه
المفاسد تتمخض عنها مفاسد أخرى كثيرة. إن هذه الرذيلة تحول دون وصول
الإنسان إلى الكمالات الظاهرية والباطنية والاستمتاع من الحظوظ الدنيوية
والأُخروية. إنها تبعث في النفوس الحِقد والعداوة، وتحط من قدر الإنسان في
أعين الخلق وتجعله تافهاً، وتحمل الناس على أن يعاملوه بالمثل تحقيراً له واستهانة
به. جاء في"الكافي"عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: [مَ مِنً عَبدٍ إلاَّ
وَفِي رَأْسِهِ حِكَمَة وَمَلِكٌ يُمْسِكِهَا، فَإِذَا تَكَبَّرَ قَالَ لَهُ: اتّضعْ وَضَعَكَ اللهُ، فَلا
يَزَالُ أَعْظَمُ النَّاسِ فِي نَفْسِهِ وَأَصْغَرُ النَّاسِ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ. وَإِذَا تَوَاضَعَ رَفَعَهُ
اللهُ عَزَّ وجَلَّ. ثُمَّ قَالَ: انْتَعِشْ الله، فَلا يَزَالُ أَصْغَرُ النَّاسِ فِي نَفْسِهِ وَأَرْفَعُ
النَّاسِ [111] فِي أَعْيُنِ النَّاسِ] ("أصول الكافي"المجلد الثاني، كتاب الإيمان
والكفر، باب الكبر ح 16 ). أيها فيا أيها العزيز ما يحتوي عليه رأسك من
الدماغ، تحتويه رؤوس الآخرين أيضاً، إذا كنت متواضعا، احترمك الناس قهرا
واعتبروك كبيرا، وإذا تكبرت على الناس لم تنل منهم شيئا من الاحترام. بل إذا
استطاعوا أن يذلوك لأذلوك ولم يكترثوا بك. وإن لم يستطيعوا إذلالك، لكنت
وضيعا في قلوبهم، وذليلا في أعينهم، ولا مقام لك عندهم. افتح قلوب الناس
بالتواضع فإذا أقبلت عليك القلوب ظهرت آثارها عليك وإن أدبرت تكون
آثارها على خلاف رغباتك. فإذا فرضنا أنك كنت من المبتغين للاحترام والمقام
الرفيع، لكان اللازم عليك أن تسلك الطريق الذي يفضي بك إلى الاحترام
والسمو، وهو مجاراة الناس والتواضع لهم. إن التكبر ينتج ما هو على خلاف
طلبك وقصدك. إنك لا تكسب من وراء التكبر، نتيجة دنيوية مجديه، بل
ستحصد من ورائه نتيجة معكوسة. ويضاف إلى ذلك أن مثل هذا الخلق
يوجب الذل في الآخرة والمسكنة في ذلك العالم. فكما إنك احتقرت الناس في
هذا العالم، وترفعت على عباد الله وتظاهرت أمامهم بالعظمة والجلال والعزّة
والاحتشام، كذلك تكون صورة هذا التكبر في الآخرة، الهوان كما ورد في
الحديث الشريف من كتاب أصول الكافي: بإسناده، عن داود بن فرقد، عن

توقيع : Dr.Zahra
سألت نفسي كتير مرسيتش يوم على بر
انا الي فيا الخيرر ولا الي فيا الشر
مليان عيوب ولا .؟
خالي من الذنوب ولا .؟
ولاايه.؟
ولا انا جوايا ومش داري الاتنين في بعض..؟
وخمسميه حاجه وملهمش دعوه ببعض..!!
من مواضيع : Dr.Zahra 0 صباحكم جوري..*
0 الدنيا منافع ..*
0 انجازاتي ...*
0 أنا أتد ... ♥
0 عراقي عنده معامله مستعجله ..,'
رد مع اقتباس