|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.69 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
melika
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 21-10-2007 الساعة : 08:12 AM
فاجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان وقال : یا بنت رسول الله ، لقد كان ابوك بالمؤمنین عطوفا كریما ، روؤفا رحیما ، وعلى الكافرین عذابا الیما ، وعقابا عظیما ، ان عزوناه وجدناه اباك دون النساء ، واخا إلفك دون الاخلاء [ الالف : هو الالیف بمعنى المألوف والمراد به هنا الزوج لانه إلف الزوجة ، وفی بعض النسخ : ابن عمك ] آثر على كل حمیم ، وساعده فی كل امر جسیم ، لا یحبكم الا سعید ، ولا یبغضكم الا شقی بعید ، فأنتم عترة رسول الله ، والطیبون الخیرة المنتجبون ، على الخیر ادلتنا ، إلى الجنة مسالكنا ، وأنت یا خیرة النساء ، وأبنة خیر الانبیاء ، صادقة فی قولك ، سابقة فی وفور عقلك ، غیر مردودة عن حقك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ماعدوت رأی رسول الله ، ولا عملت الا بإذنه ، والرائد لا یكذب أهله ، وانی اشهد الله وكفى به شهیدا ، أنی سمعت رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) یقول : ( نحن معاشر الانبیاء ، لا نورث ذهبا ولا فضة ، ولا دارا ولا عقار ، وإنما نورث الكتاب والحكمة ، والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة ، فلولی الامر بعدنا ، ان یحكم فیه بحكمه ) وقد جعلنا ماحولته فی الكراع والسلاح ، یقاتل بها المسلمون ویجاهدون الكفار ، ویجالدون المردة الفجار ، وذلك باجماع من المسلمین ، لم انفرد به وحدی ، ولم استبد بما كان الرأی عندی ، وهذه حالی ومالی ، هی لك وبین یدیك ، لاتزوى عنك ، ولا ندخر دونك ، وانك وانت سیدة امة أبیك ، والشجرة الطیبة لبنیك ، لا ندفع مالك من فضلك ، ولا یوضع فی فرعك واصلك ، حكمك نافذ فیما ملكت یدای ، فهل ترین ان اخالف فی ذلك أباك ( صلى الله علیه وآله ) ؟
فقالت ( علیها السلام ) : ( سبحان الله ما كان أبی رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) عن كتاب الله صادفا [ أی معرضا ] ولا لاحكامه مخالفا ! بل كان یتبع اثره ، ویقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا علیه بالزور ، وهذا بعد وفاته شبیه بما بغى له من الغوائل [ أی المهالك ] فی حیاته ، هذا كتاب الله حكما عدلا ، وناطقا فصلا ، یقول : ( یرثنی ویرث من آل یعقوب ) [ مریم : 6 ] ویقول : ( وورث سلیمان داود ) [ النمل : 16 ] وبین عزوجل فیما وزع من الاقساط ، وشرع من الفرائض والمیراث ، واباح من حظ الذكران والاناث ، ما ازاح به علة المبطلین ، وأزال التظنی والشبهات فی الغابرین ، كلا بل سولت لكم انفسكم أمرا ، فصبر جمیل ، والله المستعان على ما تصفون ) .
فقال ابو بكر : صدق الله ورسوله ، وصدقت ابنته ، أنت معدن الحكمة ، وموطن الهدى والرحمة ، وركن الدین ، وعین الحجة ، لا ابعد صوابك ، ولا انكر خطابك ، هؤلاء المسلمون بینی وبینك ، قلدونی ما تقلدت ، وباتفاق منهم أخذت ما أخذت ، غیر مكابر ولا مستبد ، ولا مستأثر ، وهم بذلك شهود .
فالتفتت فاطمة ( علیها السلام ) إلى الناس وقالت : ( معاشر المسلمین المسرعة إلى قیل الباطل [ فی بعض النسخ : قبول الباطل ] المغضیة على الفعل القبیح الخاسر ، افلا تتدبرون القرآن ؟ أم على قلوب أقفالها ؟ كلا بل ران على قلوبكم ما اسأتم من اعمالكم ، فأخذ بسمعكم وابصاركم ، ولبئس ما تأولتم ، وساء ما به أشرتم ، وشر ما منه اغتصبتم ، لتجدن والله محمله ثقیلا ، وغبه وبیلا ، اذا كشف لكم الغطاء ، وبان باورائه الضراء ، وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون ، وخسر هنالك المبطلون ) .
ثمّ عطفت على قبر النبی ( صلى الله علیه وآله ) وقالت :
قد كان بعدك انباء وهنبثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
وكل اهل له قربى ومنزلة عند الاله على الادنین مقترب
ابدت رجال لنا نجوى صدورهم لما مضیت وحالت دونك الترب
تجهمتنا رحال واستخف بنا لما فقدت وكل الارض مغتصب
وكنت بدرا ونورا یستضاء به علیك ینزل من ذی العزة الكتب
وكان جبریل بالآیات یؤنسنا فقد فقدت وكل الخیر محتجب
فلیت قبلك كان الموت صادفنا لما مضیت وحالت دونك الكثب
ثمّ انكفئت ( علیها السلام ) ، وأمیر المؤمنین ( علیه السلام ) یتوقع رجوعها الیه ، ویتطلع طلوعها علیه ، فلما استقرت بها الدار ، قالت : لأمیر المؤمنین ( علیه السلام ) : ( یابن أبی طالب ، اشتملت شملة الجنین ، وقعدت حجرة الظنین ، نقضت قادمة [ قوادم الطیر : مقادم ریشه وهی عشرة ] الاجدل [ أی الصقر ] فخانك ریش الاعزل [ العزل من الطیر : ما لا یقدر على الطیران ] هذا ابن ابی قحافة یبتزنی [ أی یسلبنی ] نحلة أبی وبغلة [ البغلة ما یتبلغ به من العیش ] ابنی ! لقد اجهد [ فی بعض النسخ : اجهر ] فی خصامی ، والفیته [ أی وجدته ] الد [ الالد : شدید الخصومة ] فی كلامی ، حتى حبستنی قیلة نصرها والمهاجرة وصلها ، وغضت الجماعة دونی طرفها ، فلا دافع ولا مانع ، خرجت كاظمة ، وعدت راغمة ، اضرعت [ ضرع : خضع وذل ] خدك یوم اضعت حدك إفترست الذئاب ، وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا اغنیت طائلا [ أی ما فعلت شیئا نافعا ، وفی بعض النسخ : ولا اغیت باطلا : أی كففته ] ولا خیار لی ، لیتنی مت قبل هنیئتی ، ودون ذلتی عذیری [ العذیر بمعنى العاذر أی : الله قابل عذری ] الله منه عادیا [ أی متجاوزا ] ومنك حامیا ، ویلای فی كل شارق ! ویلای فی كل غارب ! مات العمد ، ووهن [ الوهن : الضعف فی العمل او الامر او البدن ] العضد ، شكوای إلى أبی ! وعدوای [ العدوى : طلبك إلى وال لینتقم لك من عدوك ] إلى ربی ! اللهم انك اشد منهم قوة وحولا ، واشد بأسا وتنكیلا ) .
فقال أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) : ( لا ویل لك بل الویل لشانئك [ الشانیء : المبغض ] ثم نهنهی عن وجدك [ أی كفی عن حزنك وخففی من غضبك ] یاابنة الصفوة ، وبقیة النبوة ، فما ونیت [ أی ماكللت ولا ضعفت ولا عییت ] عن دینی ، ولا اخطأت مقدوری [ أی ما تركت ما دخل تحت قدرتی أی لست قادرا على الانتصاف لك لما اوصانی به الرسول ] فان كنت تریدین البلغة ، فرزقك مضمون ، وكفیلك مأمون ، وما اعد لك اضل مما قطع عنك ، فاحتسبی الله ) .
فقالت : ( حسبی الله ) ، وامسكت .
|
|
|
|
|