|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 5515
|
الإنتساب : May 2007
|
المشاركات : 756
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
انا موشيعي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 20-10-2007 الساعة : 08:05 PM
الروايات لا يتجاوز السبع روايات; وهي بين ضعيف لا يعوّل عليه،وموثّق ـ حسب اصطلاح علماء الإمامية في تصنيف الأحاديث ـ وصحيح قابلين للتأويل،ولا يدلاّن على الارتداد عن الدين ، والخروج عن الإسلام بل يرميان إلى أمرآخر .
أمّا الضعيف فهو ما رواه الكشّي عن حمدويه وإبراهيمابني نصير قال : حدّثنا محمّد بن عثمان ، عن حنّان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفرـ عليه السلام _ قال : ( كان الناس أهل الردّة بعد النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـإلاّ ثلاثة . . .) رجال الكشي : 12 / 1
وكفى في ضعفها وجود محمّد بن عثمان في سندها; وهو من المجاهيل .
ما رواه أيضاً عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة،عن أبي بكرالحضرمي قال : قال أبوجعفرعليه السلام) : ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة نفر : سلمان ، وأبو ذر ، والمقداد ) رجال الكشي : 16 / 13
وكفى في ضعفها أنّ الكشّي من أعلام القرن الرابع الهجري القمري ، فلا يصحّ أن يروي عن عليّ بن الحكم ، سواء أكان المراد منها لأنباري الراوي عن ابن عميرة المتوفّى عام (217هـ ) أو كان المراد الزبيري الذي عدّه الشيخ من أصحاب الرضاـ عليه السلام المتوفّى عام 203هـ .
وما نقله أيضاً عن حمدويه بن نصير قال : حدّثني محمّدبن عيسى ومحمّد بن مسعود قال : حدّثنا جبرئيل بن أحمد قال : حدثنا محمّد بن عيسى،عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن البشير ، عمّن حدثه قال : ( ما بقي أحد إلاّ وقد جال جولة إلاّ المقداد بن الأسود; فإنّ قلبه كان مثل زبرالحديد ) رجال الكشي : 16 الحديث11
والرواية ضعيفة بجبرئيل بن أحمد; فإنّه مجهول كماأنّها مرسلة في آخرها .
وأمّا الروايات الباقية فالموثّق عبارة عمّـا ورد في سنده عليّ بن الحسن الفضال ، والثلاثة الباقية صحيحة ، ومن أراد الوقوف على أسنادها ومتونها فليراجع إلى رجال الكشّي المصدر نفسه : 13 / 3 و 4 و 6و 7
ومع ذلك كلّه فإنّ هذه الروايات لا يحتجّ بها أبداً لجهات عديدة نشير إلى بعض منها:
1 ـ كيف يمكن أن يقال إنّه ارتدّ الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبق إلاّ ثلاثة تمسّكوا بولاية عليّ ولم يعدلوا عنها ، مع أنّ ابن قتيبة والطبري رويا أنّ جماعة من بني هاشم وغيرهم تحصَّنوا في بيت علي معترضين على ما آل إليه أمرالسقيفة ، ولم يتركوا بيت الإمام إلاّ بعد التهديد والوعيد وإضرام النار أمام البيت . وهذا يدلّ على أنّه كان هناك جماعة مخلصون بقوا أوفياء لما تعهّدوا به في حياة النبي ّصلى الله عليه وآله وسلم _، وإليك نصّ التاريخ : قال ابن قتيبة :
إنّ بني هاشم اجتمعت عند بيعة الأنصار إلى عليّ بن أبي طالب ، ومعهم الزبير ابن العوّام ـ رضي الله عنه ـ الإمامة والسياسة 1 : 10 ـ 12 .
وقال في موضع آخر : إنّ أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ تفقّد قوماً تخلَّفوا عن بيعته عند عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة، فقال : وإن . . . المصدر نفسه .
روى الطبري : قال : أتى عمر بن الخطاب منزل عليّ وفيها طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال : والله لأُحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة ، فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه تاريخ الطبري 2 : 442
وقال ابن واضح الأخباري : وتخلّف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع عليّ بن أبي طالب ، منهم : العبّاس بن عبدالمطلب ، والفضل بن العبّاس ، والزبير بن العوّام بن العاص ، وخالد بن سعيد،والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبوذر الغفاري ، وعمّـار بن ياسر ، والبراء بن عازب ، وأُبي بن كعب . فأرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة فقال : ما الرأي؟ قالوا : الرأي أن تلقى العباس بن عبد المطلب فتجعل له في هذا الأمر نصيباً . . . تاريخ اليعقوبي 2 : 124
كلّ ذلك يشهد على أنّه كان هناك أُمّة بقوا على ماكانوا عليه ، في عصر الرسول الأعظمصلى الله عليه وآله وسلم _، ولم يغترّوا بانثيال الأكثرية إلى غير من كان الحقّد يدور مداره . وكيف يمكن ادّعاء الردّة لعامة الصحابة إلاّ القليل .
2 ـ كيف يمكن أن يقال : ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة مع أنّ الصدوق ـ رضي الله عنه ـ ذكر عدّة من المنكرين للخلافة في أوائل الأمر وقد بلغ عددهم اثنا عشر رجلا من المهاجرين والأنصار وهم : خالد بن سعيد بن العاص ، والمقدادبن الأسود ، وأُبي ابن كعب ، وعمّـار بن ياسر ، وأبوذر الغفاري ، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن مسعود ، وبريدة الأسلمي ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وسهل بنحنيف ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وأبو هيثم بن التيهان وغيرهم .
ثمّ ذكر اعتراضاتهم على مسألة الخلافة واحداً بعدواحد الخصال ، الشيخ الصدوق أبواب الاثني عشر : 461 ـ 465 .
3 ـ إنّ وجود الاضطراب والاختلاف في عدد من استثناهم الإمام يورث الشكّ في صحّتها ، ففي بعضها ( إلاّ ثلاثة ) وفي البعض الآخر ( إلاّ سبعة ( وفي ثالث ( إلاّ ستة ) فإنّ التعارض وإن كان يمكن رفعه بالحمل على اختلافهم في درجات الإيمان غير أنّه على كلّ تقدير يوهن الرواية .
4 ـ كيف يمكن إنكار إيمان أعلام من الصحابة مع اتّفاق كلمة الشيعة والسنّة على علوّ شأنهم ، أمثال : بلال الحبشي ، وحجر بن عدي ، وأُويس القرني ، ومالك ابن نويرة المقتول ظلماً على يد خالد بن الوليد ، والعبّاس بن عبدالمطلب وابنه حبر الأُمّة وعشرات من أمثالهم ، وقد عرفت أسماء المتخلّفين عن بيعة أبي بكر في كلام اليعقوبي ، أضف إلى ذلك أنّ رجال البيت الهاشمي كانوا على خطّ الإمام ولم يتخلّفوا عنه ، وإنّما غمدوا سيوفهم اقتداءً بالإمام لمصلحة عالية ذكرها في بعض كلماته نهج البلاغة ، الكتاب 62 ،
وأقصى ما يمكن أن يقال في حقّ هذه الروايات هو أنّه ليس المراد من الارتداد الكفر والضلال والرجوع إلى الجاهلية ، وإنّما المراد عدم الوفاء بالعهد الذي أُخذ منهم في غير واحد من المواقف وأهمّها غدير خم . ويؤيّد ذلك :
ما رواه وهب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه السلام جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك ( أي بعد بيعة أبي بكر ( إلى عليّ عليه السلام فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحقّ الناس وأولاهم بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمّ يدك نبايعك فوالله لنموتنّ قدامك . فقال عليّـ عليه السلام ـ : إن كنتم صادقين فاغدوا غداً عليّ محلّقين . فحلق أمير المؤمنين وحلق سلمان وحلق المقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم لاحظ رجال الكشي : 14 / 7 من هذا الباب .
وهذه الرواية قرينة واضحة على أنّ المراد هو نصرة الإمام عليه السلام لأخذ الحق المغتصب ، فيكون المراد من الردّة هو عدم القتال معه .
|
التعديل الأخير تم بواسطة حيــــــــــدرة ; 20-10-2007 الساعة 11:18 PM.
|
|
|
|
|