[خادمة الشيخ المهاجر]

مقارنة بين نموذجين من حرية التعبير:-

والآن انظروا إلى تدبير الأمام عليه السلام ونهجه في الحرية التي لا يؤمن بها وقارنوا بين هذا الموقف وبين ما تدعيه أرقى الدول والتي تزعم أنها راعية الحرية اليوم أجل أن المسئولين في تلك الدول لا يوجهون بنادقهم للمتظاهرين -كما تفعل بعض الدول المسماة بالإسلامية مع الأسف!-ولكن غالبا ما ينتهي المظاهرات بوقوع قتلى وجرحى واعتقال بعض وإحالتهم إلى المحاكم والسجون. من أن ما يتبجح به من حرية المظاهرات- في الدول التي تدعي الحرية- أنما هي تجري بعد:

أ. استرخاص للمظاهرة

ب. تعيين مكان وزمان انعقادها

ت. تحديد الشعارات

ث.الجهة التي تتصدى المظاهرة

ج. لزوم كون تلك الجهة لها صبغة رسمية سلفا وغير ذلك

فما قيمة ما وصل إليه الغرب إذا قيس إلى الحرية في ظل حكومة أمير المؤمنين عليه السلام؟

أقوى وأكبر حكومة على وجه الأرض:-

والأعجب من هذا أن الأمام عليه السلام قد منح الحريات للناس في عصر كان العالم كله يعيش في ظل الاستبداد الفردية في الحكم، علما أن الأمام كان رئيس أكبر حكومة لا نظير لها اليوم سواء من حيث القوة أو العدد ، لأنه كان يحكم زهاء خمسين دولة من دول العالم

وقد توجد اليوم في العالم حكومة تحكم ما ينيف عن المليار إنسان كالحكومة الصينية ولكنها ليست الأقوى. وقد توجد حكومة تحكم دولة قوية كالولايات المتحدة ولكنها لا تحكم أكبر عدد من الناس ؛ أما الأمام أمير المؤمنين عليه السلام فكان يحكم أكبر رقعة من الأرض وأكبر عدد من الناس، وكانت الحكومة الإسلامية يوم ذاك أقوى حكومة على وجه الأرض ، وكان يكفي أن يقول للرافضيين:لا.ولكنه آثر الحرية على الاستبداد والفردية وأعلن للبشرية علميا أنه{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }البقرة256

فلئن كان العالم شيء من الحرية اليوم فإنما يعود الفضل فيه لإمامنا ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام وكما أن المسلمين الذين عاشوا في ظل حكومته عليه السلام بل الأقليات والكفار أيضا قد رفلوا بالهناء والسعادة والرفاء والسلام.والكل كانوا عنده سواسية في حفظ الحقوق والعيش وبكرامة .بخلاف ما نجده اليوم من تميز وظلم وتضييع للحقوق حتى في أرقى وأغنى دول العالم التي تدعي المدينة والتحضير و التطوير .

مر شيخ مكفوف يسأل، فقال أمير المؤمنين عليه السلام :ما هذا؟! قالوا يا أمير المؤمنين، نصراني ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : استعملوه حتى إذا كبر وعجز منعتموه؛ أعطوه من بيت المال.(وسائل الشيعة للعاملي :66/15,ح1، باب نفقة النصراني إذا كبر وعجز عن الكسب من بيت المــال.)

مسؤولية الشعب العراقي:-

يتحتم اليوم على الشعب العراقي المظلوم والأبي والفخور والمرفوع الرأس بأهل البيت عليهم السلام بطبقاته كافة ويلتزموا بأمرين مهمين جدا هما:

الأول: التحلي بالصبر . فالمحنة هي طريقها إلى الزوال الصحيح أن الصبر أوله مر ولكن آخره حلو ، وهو ما نراه قريبا إن شاء الله تعالى ببركة أهل البيت عليهم السلام

الثاني :تفويت الفرصة على الأعداء ، وذلك بتثقيف الأمة العراقية بثقافة أهل البيت عليهم السلام وهي البلسم والعلاج وهي التي من أجلها قدم الأمام الحسين عليه السلام مهجته الكريمة لينقذ عباد الله من التيه والضلال كما قال الصادق عليه السلام " وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة ".(زيارة الحسين عليه السلام في يوم الأربعين.) وثقافة أهل البيت عليهم السلام هي التي قال عنها الأمام الرضا عليه السلام "فإن الناس ولو علموا محاسن كلامنا لأتبعونا".(وسائل الشيعة للعاملي :/ج27/باب8 وجوب العمل بأحاديث النبي صلى الله عليه وآله ..ص92/ح33297)

فإذا استوعبت الأمة الإسلامية لا سيما في العراق ثقافة أهل البيت عليهم السلام فستكون في قمة الشموخ والعظمة وتسير يوما بعد يوم نحو الأفضل والأحسن،

وستكون لها حياة مرفهة واقتصاد سليم وحرية للجميع. وكلما تثقف العراقيون بهذه الثقافة زادوا قربا من أهل البيت عليهم السلام وزاد استعدادهم لاستقبال سيدنا ومولانا بقية الله الأعظم عليه السلام والذي نسأل الله تعالى أن يكون ظهوره قريب عاجل بحول الله تعالى وقوته.

يتبع