عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.49 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عشاق حسينيون المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-08-2007 الساعة : 10:48 PM




سلمت اختي الكريمة

بحث وتحقيق رائع ... وفقك الله تعالى

وبودي لو اعيرك أهتماما بموضوع ( الكرامة الإســـلامية ) اختي الفاضلة ...، فأساس اعتماد الحقوق الأنسانية وتقريرها من الشارع المقدس وجريانها على رسله وانبيائه ومن خلفهم من خلف صالح وأوصياء الحق هو للنهوض بكرامة الأنسان وإعلائها علو الإنسان نفسه ... وعلو خلقه واتخاذه خليفة في ارضه ..


وإن من عظمة الإسلام أنه دين عظيم راسخ الأسس قوي العقيدة متطاول في بنيانه، صميم في محتواه لأنه استوعب كل ما سبقه من شرائع وكان سباقاً لكل ما لحق من قوانين وتشريعات وهذه هي عظمة الإسلام وعندما ننظر لواجبات الإسلام نجد أنها منطلقة من إعطائه الحقوق كاملة دون إنقاص، وكان الناس يعيشون قبل الإسلام وقد بذلوا الجهد الجهيد بالمطالبة بحقوقهم لكن هذه الحقوق لم تعط لهم ....

فلما جاء الإسلام أوضح أن (الحقوق ليست غايات يسعى إليها الإنسان لذاتها وإنما هي وسائل فحسب تمكن الإنسان من أداء واجباته في الحياة وإذا كان بعض الناس يمضي في تلك الحياة كما تمضي البهائم والأنعام.. لا تدرى الحياة بوجوده أو موته، فإن قيمة الإنسان الحقيقية فيما يتركه من آثار وما يجده من مظاهر تلك الحياة وفي إسهامه في خدمة المجتمع وتقدمه دينياً وخلقياً وعلمياً ومادياً ...

إن هذه أهم مميزات الإنسان على كل ما خلق الله وإلا كان وجوده عبثاً في هذه الحياة. إن الإنسان قد منح حقه في الحياة ليستفيد من ذلك فيما ينفعه من أقوال وأفعال حتى تكون وسيلته للآخرة من رحلته في الدنيا فيلقى ربه في وجه ناصع البياض وفي صحيفته يملك الحجة عند الفزع الأكبر فيكون بإذن الله مكرماً عند حساب ربه وإذا نظرنا إلى ما أعطاه الله سبحانه وتعالى للإنسان من حق الحرية فإن هذه الحرية جاءت لتفتح لهذا الإنسان كل المجالات التي يستخدمها فتبرز طاقاته دون قيود أو حواجز بشرط أن يحافظ على حريات الآخرين فلا يخدشها أو يحاول منعها أما واجبه الأكبر فهو رعاية حق رب العالمين سبحانه وتعالى الذي منحه كل هذه الحقوق والحريات التي أشرنا إليها وإذا نظرنا إلى حق المساواة التي أعطاها الله للإنسان حتى يتمكن من تأدية أعماله في جو متكافئ الفرص، محافظاً على كرامته الإنسانية فيبذل كل ما أعطاه الله من قوة لتنتفع بها الحياة وتستفيد من مواهبه المختلفة، أما حق العدالة والكرامة والتعليم فكلها حقوق تؤدي إلى واجبات فالإنسان يجب أن يحول كل هذه الحقوق إلى واجبات يلتزم بها نحو من يرعاهم ويتولى شئونهم بداية من أولي الأمر ونهاية برب الأسرة.
قال : (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)

كما على الإنسان أيضاً واجبات تجاه نفسه لا ينتقصها ولا يمنعها كأن يحافظ على صحته التي وهبها الله له. كما أن عليه واجبات نحو ربه وكلنا يعلم هذه الواجبات من خلال الأوامر والنواهي الربانية. كما أن عليه واجبات نحو أسرته من زوجة وأولاد وأب وأم وأخوة. كذا نحو مجتمعه الذي يعيش في داخله ويشكل لبنة فيه ونحو دنياه التي وهبه الله إياها ونحو آخرته التي إليها ميعاده كما جاء ذلك تفصيلاً في الإسلام إن الشعور بهذه الواجبات يعد مشكلة لإنسان عصرنا الحالي ولكن الثابت من تطبيق الشريعة الإسلامية أن الإنسان في الإسلام حين أُعطي حقوقه شعر بواجباته وأخذ في إزالة العقبات التي اعترضت طريق حقوقه وأخذ في تركيزه على أسس الحقوق القائمة وحاول إزالة كل مظاهر الظلم والاستعباد التي كانت سائدة قبل تطبيق الشريعة الإسلامية وأخذ في تطهير الأرض من كل من يدنسها فكان لتطبيق الشريعة الإسلامية في مجال حقوق الإنسان أعظم الأثر في حفظ وإبقاء حقوق الإنسان وكرامته.


كان لتطبيق الشريعة الإسلامية في قضية حقوق الإنسان أثر واضح في تكريم هذا الإنسان وإظهار الغاية من إيجاده والهدف من خلقه، فقد أضفى عليه خالقه، من كرامة وعزة وتفضيل على كثير من خلقه، وكانت نعمه التي لا تحصى، لهذا كان حرصنا نحن المسلمين على أداء الأمانة وإبلاغها كما أمرنا الله، لأن هذه الأمانة قد وضعها الإسلام في أعناقنا مع إدراكنا العميق لما يعاني منه عالم اليوم من أوضاع فاسدة، لهذا كانت رغبة المسلمين الصادقة في الوفاء بمسئوليتهم تجاه المجتمع الإنساني باعتبارنا أعضاء فيه، بهدف إقامة حياة كريمة فاضلة يحل فيها التعاون والإخاء كبديل للصراع والحروب، لأن في تطبيق الشريعة حياة جميلة بها متنفس للحرية والمساواة والإخاء والعزة والكرامة يحسها الإنسان بدلاً من أن يختنق تحت ضغط العبوية والطبقية والتفرقة العنصرية والذل والهوان، وبهذا التطبيق الرائع للحقوق كما جاءت الشريعة، يتهيأ الإنسان لأداء رسالته الحقيقية في الكون كما رسمها له الخالق سبحانه وتعالى. إن رسالة الإنسان في الكون قائمة على عبادته لخالقه سبحانه وتعالى، وإقامته بعمارة الأرض عمارة شاملة وقد أسبغ الله هذه النعم على الإنسان لتكريمه

ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا

إن هذ التكريم يتيح للإنسان أن يستمتع بنعم خالقه، في إبرار تام للإنسانية التي هي بمثابة الأسرة الكبرى له. إن علينا معشر المسلمين، حماة الدعوة الإسلامية وحملة راياتها ونحن في القرن الخامس عشر الهجري مسئوليات كبيرة يجب أن نعيها جيداً فكلها متعلقة بحقوق الإنسان وهي بهذا الوضع حقوق أبدية لا تقبل حذفاً ولا تعديلاً .. ولا نسخاً ولا تعطيلاً.. إنها حقوق شرعية من الخالق سبحانه فليس من حق بشر كائناً من كان أن يعطلها أو يعتدي عليها، ولا تسقط حصانتها الذاتية، لا بإرادة الفرد تنازلاً عنها ولا بإرادة المجتمع ممثلاً فيما يقيمه من مؤسسات أياً كانت طبيعتها، وكيف كانت السلطات التي تخولها. إن إقرار هذه الحقوق هو المدخل الصحيح لإقامة مجتمع إسلامي حقيقي .





والله من وراء القصد أخيتي

وفقك الله وايانا لما يحب ويرضى







والســـــــــــــــــــــلام


توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!
رد مع اقتباس