|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,412
|
بمعدل : 0.40 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صدى المهدي
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
بتاريخ : 22-02-2025 الساعة : 12:54 PM
السجود، أعظم حالة للإقلاع عن الإدمان على المعاصي والقرب إلى الله تعالى
ومما يعين الحريص على دينه الراغب في تغيير ذاته: المثابرة على السجدات الطويلة.. وعلى كثرة السجود.. فإنها حالة يكون العبد فيها أقرب ما يكون إلى الله تعالى كما انها الحالة التي ترغم أنف الشيطان وتكفل للإنسان رضا الرحمن.
وقد ورد عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ((أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ))[29]
بل قد دخل ذلك في دائرة ضمان الرسول (صلى الله عليه وآله) لدخول الشخص الجنة فعن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ((إِنَّ قَوْماً أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اضْمَنْ لَنَا عَلَى رَبِّكَ الْجَنَّةَ.
قَالَ: فَقَالَ: عَلَى أَنْ تُعِينُونِي بِطُولِ السُّجُودِ.
قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَضَمِنَ لَهُمْ الْجَنَّةَ))[30]
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: سَلْ مَا شِئْتَ.
قَالَ: تَحَمَّلْ لِي عَلَى رَبِّكَ الْجَنَّةَ.
قَالَ: تَحَمَّلْتُ لَكَ، وَلَكِنْ أَعِنِّي عَلَى ذَلِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ))[31]
ولعل من أسباب ذلك أن السجود يرغم أنف الشيطان فعن معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَطَالَ السُّجُودَ حَيْثُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ، قَالَ الشَّيْطَانُ: وَا وَيْلَاهْ أَطَاعُوا وَعَصَيْتُ، وَسَجَدُوا وَأَبَيْتُ))[32].
بل إذا أراد المرء أن يحشر مع أعظم خلائق الله تعالى، فعليه بإطالة السجود فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَ: عَلِّمْنِي عَمَلًا يُحِبُّنِي اللَّهُ عَلَيْهِ، وَيُحِبُّنِي الْمَخْلُوقُونَ، وَيُثْرِي اللَّهُ مَالِي، وَيُصِحُّ بَدَنِي، وَيُطِيلُ عُمُرِي، وَيَحْشُرُنِي مَعَكَ،!!
فَقَالَ: هَذِهِ سِتُّ خِصَالٍ تَحْتَاجُ إِلَى سِتِّ خِصَالٍ:
إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُحِبَّكَ اللَّهُ فَخَفْهُ وَاتَّقِهِ،
وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُحِبَّكَ الْمَخْلُوقُونَ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِمْ وَارْفُضْ مَا فِي يَدَيْهِمْ،
وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُثْرِيَ اللَّهُ مَالَكَ فَزَكِّهِ،
وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُصِحَّ بَدَنَكَ فَأَكْثِرْ مِنَ الصَّدَقَةِ،
وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُطِيلَ اللَّهُ عُمُرَكَ فَصِلْ ذَوِي أَرْحَامِكَ،
وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ يَحْشُرَكَ اللَّهُ مَعِي فَأَطِلِ السُّجُودَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار))[33]
بل ان فائدة كثرة السجود تصل إلى إيصال القابل إلى مرتبة الخُلّةَ مع الله تعالى فقد ورد عن ابن أبي عمير عمن ذكره قال: ((قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام): لِمَ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا؟ قَالَ: لِكَثْرَةِ سُجُودِهِ عَلَى الْأَرْض))[34].
وهنالك علل أخرى لاتخاذ الله تعالى إبراهيم خليلاً فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنَّه قال: ((اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا لِأَنَّهُ لَمْ يَرُدَّ أَحَداً، وَلَمْ يَسْأَلْ أَحَداً غَيْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَل))[35]، والظاهر ان تعدد الأسباب نظراً لأن الـخُلّةَ على درجات فكل مرتبة منها سببه واحد مما ذكره (عليه السلام).. ألا ترى أنك تقول: أحببتك لأنك غيور، وتقول في موضع آخر: أحببتك لأنك كريم.. وفي موضع آخر: أحببتك لأنك طالب مجد.. وكلها صحيحة لا مانعة جمع بيها: إما لأن المراد المراتب والدرجات وهو ما سبق.. وإما لأن كلّا منها كان في سياقٍ يقتضيه.. وإما لأن كل منها علّة تامة على سبيل البدل فتدبر.
الأئمة (عليهم السلام) الاسوة العملية في السجود
وقد شكّل أئمة الهدى (عليهم السلام) الاسوة العملية لنا في كثرة السجود، كسائر الشؤون، فقد روي عن منصور الصيقل قال: ((حَجَجْتُ فَمَرَرْتُ بِالْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) سَاجِداً فَجَلَسْتُ حَتَّى مَلِلْتُ، ثُمَّ قُلْتُ لَأُسَبِّحَنَّ مَا دَامَ سَاجِداً فَقُلْتُ: سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثَمِائَةِ مَرَّةٍ وَنَيِّفاً وَسِتِّينَ مَرَّةً، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ نَهَضَ.
فَاتَّبَعْتُهُ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: إِنْ أُذِنَ لِي فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتُمْ تَصْنَعُونَ هَكَذَا فَكَيْفَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَصْنَعَ؟))[36]
وحدّث مولى للإمام علي بن الحسين (عليه السلام): ((أَنَّهُ (عليه السلام) بَرَزَ يَوْماً إِلَى الصَّحْرَاءِ قَالَ: فَتَبِعْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَجَدَ عَلَى حِجَارَةٍ خَشِنَةٍ، فَوَقَفْتُ وَأَنَا أَسْمَعُ شَهِيقَهُ وَبُكَاءَهُ، وَأَحْصَيْتُ عَلَيْهِ أَلْفَ مَرَّةٍ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعَبُّداً وَرِقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِيمَاناً وَتَصْدِيقاً وَصِدْقاً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ وَإِنَّ لِحْيَتَهُ وَوَجْهَهُ قَدْ غُمِرَا بِالْمَاءِ مِنْ دُمُوعِ عَيْنَيْهِ...))[37]
ماذا خطّط شياطين الإنس لشهر رمضان؟
الفصل الثالث: ولأن شهر رمضان هو شهر رباني استثنائي.. وهو شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وتغل فيه أيدي الشياطين.. لذلك فإن شياطين الإنس أعدوا العدة لإفساد الأجواء الإيمانية التربوية والروحية المعنوية في شهر رمضان.
وهذه بعض أنواع الحرب التي تشن سنوياً على شهر رمضان كما أشار إليها عدد من الباحثين:
- الإعلام والترفيه المبتذل في رمضان
- إنتاج مسلسلات وأفلام تُعرض في رمضان تتضمن محتوى غير لائق، مثل مشاهد تخدش الحياء أو تشجع على الفساد الأخلاقي.
- زيادة ساعات بث البرامج الترفيهية والمقالب التي تركز على الضحك والمزاح السخيف، بهدف إشغال الناس عن العبادات.
استغلال وقت الإفطار والسحور للإعلانات التي تروج للاستهلاك المفرط، مثل عروض المطاعم الفاخرة والمأكولات الغالية.
كما جاء في بعض الإحصاءات: في موسم رمضان لعام 2024، بلغ عدد المسلسلات العربية المنتجة خصيصاً لهذا الشهر حوالي 82 مسلسلاً، موزعة على النحو التالي:
المسلسلات المصرية: حوالي 30 مسلسلاً.
المسلسلات الخليجية: أكثر من 27 مسلسلاً.
المسلسلات السورية: حوالي 25 مسلسلاً، انتهى.
وإذا علمنا ان كل مسلسل عبارة عن (30) حلقة وكل حلقة ساعة أو ساعتان فذلك يعني انهم أعدوا مجموعاً لكل يوم من أيام شهر رمضان أكثر من 82 ساعة! أي أربعة أضعاف ساعات اليوم الواحد! حتى إذا لم يعجبك مسلسل وقعت في شباك الآخر.. وهكذا!!
ولكن ما هو الحل؟ والحل هو أن يتخذ المرء وأن تتخذ الأسرة قراراً صارماً بأن لا يشاهدوا أي مسلسل أبداً في شهر رمضان المبارك.. بل ان ينشغلوا بالعبادة.. وقراءة القرآن الكريم والدعاء.. وطلب العلم.. وصلة الرحم.. وزيارة الأصدقاء.. وإقامة المجالس.. فذلك خير لديناهم ولآخرتهم.
وقال بعضهم متطرقاً لبعض مظاهر الحرب على شهر رمضان:
- إضعاف الهوية الدينية والصيام
- الترويج للإفطار العلني والتقليل من أهمية الصيام.
- نشر الفتاوى الشاذة التي تحاول التشكيك في فرضية الصيام أو التخفيف من أهميته.
- محاولات تغيير ثوابت الصيام، مثل التلاعب بمواقيت الإفطار والسحور.
وأشار آخر إلى مظاهر أخرى للحرب على شهر رمضان فقال: أن بعض وسائل الإعلام والمشاهير تنشر محتوى يُظهر الإفطار العلني كحرية شخصية، خاصة في الدول ذات الغالبية المسلمة.
إضافة إلى شنّ حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى إفطار التضامن مع غير المسلمين أو غير الصائمين.
- نشر مقالات وأبحاث تروج لفكرة أن الصيام مضر بالصحة أو يقلل الإنتاجية.
- نشر الشبهات حول الحكمة من الصيام وتأثيره على الصحة والعمل.
- تطبيع المظاهر غير اللائقة مثل الاحتفالات الصاخبة بدلاً من أجواء الخشوع.
وقال بعض:
- استهداف الجوانب الاقتصادية لرمضان عبر:
- استغلال حاجة الناس للطعام والشراب في شهر رمضان لرفع الأسعار، خاصة في المواد الأساسية كالتمور والألبان واللحوم.
- الترويج لنمط استهلاكي مبالغ فيه، مثل العروض الضخمة التي تشجع الناس على الشراء بكميات كبيرة رغم عدم حاجتهم الفعلية.
- إغراق الأسواق بمنتجات رمضانية غير ضرورية، مثل أدوات الزينة باهظة الثمن، والتي تروج على أنها جزء أساسي من شهر رمضان.
إضافة إلى ذلك نجد انهم يسلكون سبيل محاربة المظاهر الإسلامية في الأماكن العامة:
- في بعض الدول، تُفرض قوانين تمنع الإفطار الجماعي في الساحات العامة بحجة الحفاظ على النظام العام.
- التضييق على المساجد ومنع استخدام مكبرات الصوت.
- منع العاملين في بعض الشركات من أداء الصلاة في أوقات العمل بحجة الإنتاجية.
- وذلك كله إضافة إلى استغلال شهر رمضان لإشعال الخلافات الطائفية، من خلال تسليط الضوء على قضايا حساسة وإثارة الجدل حولها.
- تضخيم الخلافات الفقهية حول مواقيت الصيام أو رؤية الهلال، لجعل المسلمين في حالة انقسام مستمر.
- استخدام وسائل الإعلام لنشر أخبار كاذبة أو مضخمة حول أحداث قد تثير المشاعر الطائفية أو العرقية.
ومن أهداف هذه الحرب: إبعاد المسلمين عن روح شهر رمضان الحقيقية: بحيث يصبح شهراً استهلاكياً بدلاً من كونه شهراً للعبادة والتقرب إلى الله.
- نزع هيبة الصيام والشعائر الإسلامية: بحيث يصبح الالتزام بها مجرد خيار شخصي باهت وليس جزءاً من الهوية الدينية الجماعية.
- إشغال المسلمين بقضايا جانبية: حتى لا يستفيدوا من رمضان في تقوية إيمانهم وعلاقتهم بالله، ويظلوا في حالة تشتت ديني وثقافي. والله العاصم الهادي إلى سواء السبيل
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
|
|
|
|
|