|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,416
|
بمعدل : 0.40 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صدى المهدي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 12-09-2022 الساعة : 09:21 AM
المحور الحادي عشر: المحور التكافلي:
من العناصر المهمَّة في الشخصية الممهِّدة للظهور وجود روح التكافل والإيثار في تلك الشخصية، ومن أهمّ سُبُل تحقيق هذا البناء هو التدرّب على التكافل ومساعدة الآخرين وإيثار راحة الآخرين على راحة النفس حتَّى مع التعب والخصاصة، والمشـي في زيارة الأربعين هو موسم تكافلي عظيم حيث إنَّ الخدمات تُقدَّم مجاناً بلا منَّة ولا ضجر، بل بفرحة وبهجة، ولعلَّ التكافل الذي يُقدِّمه أصحاب المواكب من أعظم صور التكافل والخدمة، وهذا واضح بالوجدان لكلِّ من مشى للزيارة، وكذلك روح الإيثار والمساعدة بين الزائرين وعطف الكبير على الصغير وتوقير الصغير للكبير ومساعدة الرجل للمرأة والعكس، وهكذا.
والتكافل والإيثار له صور، منها:
- التكافل والإيثار بالطعام ولو على حساب نفسك.
- التكافل والإيثار بالمبيت ولو بقيت سهراناً.
- التكافل والإيثار بالفراش والغطاء.
- التكافل والإيثار حال الرجوع من خلال إعطاء مقعدك لغيرك والبقاء واقفاً.
- التكافل والإيثار بتفضيل راحة الآخرين على راحة النفس.
وهكذا غيرها من الصور.
المحور الثاني عشر: البناء السياسي:
إنَّ زيارة الحسين (عليه السلام) موسم مهمّ لاستذكار مبادئ ثورته، ومنها المبدأ السياسي، وهو البراءة من الظالمين والثورة عليهم، وخلق إرادة سياسية صادقة لدى المؤمن للتغيير والخروج على الظالمين، والاستعداد لذلك تحت قيادة الإمام الحجَّة (عليه السلام) كي يعزّ الأولياء ويذلّ الأعداء ويملئها قسطاً وعدلاً كما مُلِئَت ظلماً وجوراً، كما أنَّها رفض للاتِّجاه السياسي المستبدّ وإن تلبَّس بلبوس الدين وادَّعى النيابة عن المسلمين، وكذلك رفض للسياسة الداعية إلى الخضوع والتذلّل للقوى العالمية المستبدّة تحت ذريعة سياسة الأمر الواقع ومداهنة الأعداء ممَّا يُضيِّع معالم الدين والعباد والبلاد.
فاستذكار شعارات الحسين (عليه السلام) في الثورة كخطابه: «أيُّهَا النَّاسُ! إنَّ رَسُولَ الله قَالَ: مَنْ رَأى سُلْطَانَاً جَائِراً مُسْتَحِلًّا لِحُرُمِ اللهِ، نَاكِثاً لِعَهْدِ اللهِ، مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ الله، يَعْمَلُ فِي عِبَادِ اللهِ بِالإثم وَالعُدْوَانِ، فَلَمْ يُعَيِّرْ عَلَيْهِ بِفِعْلٍ وَلَا قَوْلٍ، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَله»(ظ¤ظ§) يكون حافزاً كبيراً للاستعداد السياسي والتمهيد السياسي للإمام الحجَّة (عليه السلام) من خلال نشر الأفكار الدالّة على أنَّ الإمام هو المخلِّص السياسي من ظلم الدول الجائرة.
وبذلك تنخلق إرادة سياسية لدى الأُمَّة المؤمنة تُحفِّز المؤمن للالتحاق بالشخصية المنقذة والبراءة من الأُمَّة الظالمة والقاتلة والراضية بذلك كما ورد في الزيارة: «لَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً خَدَعَتْكَ»(ظ¤ظ¨).
خصوصاً إذا كانت الزيارة مقترنة ببعض النصوص التي تشير إلى نصـرة آل البيت وخاتمهم الإمام الحجة (عليه السلام) كما في الزيارة: «اللَّهُمَّ أَنْتَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيَارَةِ مَوْلَايَ وَوَلَايَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْصُرُ بِهِ [يُنْتَصَرُ بِهِ وَيَنْصُرُهُ]، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»(ظ¤ظ©).
وبالأخصّ الاستعداد للنصـرة الوارد في زيارة عاشوراء: «فَأَسْأَلُ اللهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقَامَكَ أَنْ يُكْرِمَنِي بِكَ وَيَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِكَ مَعَ إِمَامٍ مَنْصُورٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ»(ظ¥ظ*).
فزيارة الأربعين كفيلة بهكذا بناء سياسي للمجتمع المهدوي الذي يأبى الظلم والضيم ويثور على الظالمين والمعتدين ولا يداهن المنحرفين والمستبدّين وإن علوا وتغطرسوا.
هذا ما أردنا ذكره من محاور، وهناك محاور أُخرى قد تظهر للمتتبّع لم نذكرها دفعاً للإطالة.
النتيجة:
إنَّ زيارة الأربعين فيها عظيم البركات في كلِّ المستويات المادّية والمعنوية، ومن أعظم البركات دور وأهمّية هذه الزيارة المليونية في الإعداد العملي للظهور وصناعة شخصيات الظهور ومجتمعه، فحريٌّ بنا أن نجعل تلك الزيارة مناراً لنا للتمهيد وانطلاقةً للانتظار الحقيقي الخالص للإمام (عليه السلام)، فنكون ممَّن أسهم في تعجيل الظهور المهدوي المقدَّس ببركة الزيارة الحسينية المقدَّسة، فنحظى بالنصـر الإلهي التامّ على أعداء الله تعالى ورسوله وآله (صلوات الله تعالى عليهم أجمعين)، ويأخذ المهدي (عليه السلام) بثأر جدِّه الحسين (عليه السلام) ممَّن قتلوه وسلبوه وسبوا عياله، ويعزُّ الأولياء ويذلُّ الأعداء ويُظهِر الدين ولو كره الكافرون، إنَّهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.
|
|
|
|
|