|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,416
|
بمعدل : 0.40 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صدى المهدي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 12-09-2022 الساعة : 09:20 AM
والخلاصة:
إنَّ هذه الصفات والمميّزات هي تدريب عملي وتمهيد حقيقي لخلق إنسان الظهور وما بعد الظهور، فالزيارة مدرسة أخلاقية كبيرة لشخصية الظهور المهدوي المبارك. خصوصاً وأنَّ هذا البناء ليس بناءً تنظيرياً فحسب، بل هو بناء عملي كبير يخلق روحاً سامية مؤهَّلة لمرحلة الظهور وما بعده.
المحور الثامن: المحور العسكري:
إنَّ المؤسَّسة العسكرية لا تُقاس بقوَّة تسليحها فقط، وإنَّما الأهمّ فيها هو وجود الموارد البشـرية فيها، خصوصاً الموارد البشرية الشابَّة والتي لها استعداد عالي للتضحية والفداء والإباء.
وزيارة الأربعين لهي من أهمّ موارد بناء الشباب المهدوي العسكري المقاوم والمضحّي، ولعلَّ تجربة مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق وتجربة الحشد الشعبي في العراق من أكبر الشواهد على ذلك، فإنَّ من أهمّ ما بنى هذه الشخصيات الشابَّة والمضحّية التي تتحدّى الصعاب وتواجه أشرس الأعداء مع قلَّة العدَّة والعدد هو حضور شخصية الحسين (عليه السلام) بين ظهرانينا، والتي تبرز في مواسم منها موسم الزيارة، فتكون الشخصية الحسينية صانعة لشخصية مهدوية.
فما سطره الأبطال في ساحات القتال من تضحيات لم يكن وليد اللحظة، بل هو صناعة حسينية بمستقبل مهدوي، لذا كانت شعاراتهم في المعركة هي شعارات الحسين والعبّاس والأكبر و...، وتحرّكاتهم وتطلّعاتهم تطلّعات مهدوية ثائرة تعدُّ لعصر الظهور.
فالتضحية - بالنفس بالمال بالراحة - لأجل الغير ولأجل المبدأ ولأجل الدين ولأجل الإسلام ولأجل المقدَّسات ولأجل العزَّة إنَّما هي دروس تعلَّمناها من مدرسة الحسين ومن شعائر الحسين، ربطت بالموعود ومستقبل العالم الذي يقوده الإمام المهدي (عليه السلام).
فهناك جيش عالمي قد تمَّ إعداده سابقاً، وخاض التجارب في عدَّة دول، ونجح نجاحات باهرة قد يكون هو نواة من جيش المهدي المنتظر (عليه السلام)، وزيارة الأربعين هي الرافد الأساسي لهذا الجيش القادم الذي يقوده صاحب الأمر (عليه السلام) نحو تحقيق العدل والقسط والسلام.
المحور التاسع: المحور الإعلامي:
من العادات الجارية لدى القوى السياسية أو غيرها استعراض جماهيرها من خلال مظاهرات أو تجمّعات أو احتفالات أو مناورات أو غيرها، وذلك لإيصال رسالة إلى الآخر بأنَّ لنا جماهير ونحن أقوياء من باب: ï´؟وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍï´¾ (الأنفال: ظ¦ظ*)، كلٌّ بحسب موقعه وعمله وقدرته.
والمؤمنون بالقضيَّة المهدوية لا بدَّ لهم من ذلك أيضاً، وما يحصل من تجمّع مليوني ليس له نظير وبشكل عفوي وبتنظيم ذاتي وبتمويل شخصـي لهو أعظم صور الاستعراض الإعلامي للجمهور المؤمن، فالشعيرة الأربعينية ليست عبادة فردية فحسب، بل أصبحت ذات طابع يحوي عبادة جماعية كشعائر الحجِّ وصلاة الجمعة، وهذا يُعطي أهمّية كبرى وثراءً معنوياً وانفجاراً إعلامياً يوصل رسالة واضحة للجميع (بأنَّنا حسينيون، بأنَّنا ممهِّدون، بأنَّنا مؤمنون، بأنَّنا أقوياء، بأنَّنا منظَّمون، بأنَّنا متكافلون، بأنَّنا مصلحون، وهكذا).
خصوصاً إذا عكسنا الصورة التي أراد لنا آل البيت (عليهم السلام) عكسها للإنسانية، وأنَّ الدين الإسلامي هو الخاتم، وأنَّ المهدي (عليه السلام) هو المخلِّص، وأنَّه لا نجاة إلَّا به.
فيبرز لنا أُمور:
ظ، - تحقيق منجز عددي وأنَّ جماهيرنا مليونية وبتزايد كلّ عام بحيث لا يسع المكان للجمهور.
ظ¢ - تحقيق منجز نوعي بأنَّ جماهيرنا مؤمنة وقويَّة ومخلصة ومطيعة لله ورسوله وآله.
ظ£ - تحقيق منجز دولي بأنَّ زيارتنا دولية وليست إقليمية أو قطرية، إذ يأتيها الناس من كلِّ فجٍّ عميق.
ظ¤ - تحقيق منجز حضاري بأنَّنا منظَّمون ولا يتعدّى بعضنا على بعض طوال أيّام الزيارة.
ظ¥ - تحقيق منجز تعارفي بين لغات مختلفة وثقافات متعدّدة وقوميات متنوّعة لتبادل الخبرات والهموم والمشكلات ومعالجة الأوضاع والشعور بالآخر.
المحور العاشر: المحور التمريني والتدريبي:
إنَّ الإنسان بطبعه يميل إلى الدعة والراحة وعدم الدخول بالصعاب، فإذا مرَّ بصعوبات قد يؤدّي به إلى الضعف أو الانهيار أو ترك المبادئ أو التخلّي عن بعضها، لذا يحتاج إلى دورة تدريبية لرفع ذلك.
وموسم الزيارة مع طول المسافات وكثرة الصعوبات وشدَّة الابتلاءات - خصوصاً مع البرد القارص أو الحرّ الشديد أو الخوف من الظالم كما في عهد النظام المقبور بل وغيره - لهو مركز تدريبي عامّ وشامل لتحمّل أنواع الصعاب والمحن والثبات على المبدأ الذي رسمه آل البيت (عليهم السلام).
فالزيارة تُمثِّل مركزاً لتدريب المؤمن للاستعداد والإعداد لعصـر الظهور، فيدخل ذلك في الإعداد للمهدي (عليه السلام) والنهوض معه في ثورته العالمية وتحمّل الصعاب، فلا يتفاجئ إذا ما بُلي بصعوبة أو شدَّة، بل يواجهها بعزم حسيني ومستقبل مهدوي.
فهذه الصعوبات والزلازل والمحن التي يمرُّ بها المؤمن ما هي إلَّا تقويةً لصلبه وتمريناً له لمواجهة العدوِّ.
فالزيارة الأربعينية ورشة عمل معمّقة لصناعة الشخصية المهدوية للظهور وما بعده.
|
|
|
|
|