عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,416
بمعدل : 0.40 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-09-2022 الساعة : 09:17 AM


المحور الرابع: البناء الاجتماعي:
من أهمّ ما يُميِّز المجتمع الناجح والصالح هو قوَّة الترابط الاجتماعي بين أفراده وعملهم كخليَّة النحل الواحدة لإنجاز مهامّهم المناطة بهم، ممَّا يساعد على البناء السليم لكلِّ مفاصل الحياة سواء كانت فردية أو اجتماعية ويساعد على أن ينال كلُّ فرد فرصته في الحياة.
لذا نجد الروايات اهتمَّت كثيراً بالترابط الاجتماعي بين كلِّ أفراد المجتمع سواء كانوا من الأرحام أم لا، ومن هذه الروايات:
عن مرازم، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «عليكم بالصلاة في المساجد، وحسن الجوار للناس، وإقامة الشهادة، وحضور الجنائز، إنَّه لا بدَّ لكم من الناس، إنَّ أحداً لا يستغني عن الناس حياته، والناس لا بدَّ لبعضهم من بعض»(ظ،ظ¥).
وعن حبيب الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «عليكم بالورع والاجتهاد، واشهدوا الجنائز، وعودوا المرضى، واحضـروا مع قومكم مساجدكم، وأحبّوا للناس ما تُحِبُّون لأنفسكم، أمَا يستحيي الرجل منكم أن يعرف جاره حقّه ولا يعرف حقّ جاره»(ظ،ظ¦).
وعن زيد الشحّام، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «... صِلوا عشائركم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنَّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدّى الأمانة وحسن خُلُقه مع الناس قيل: هذا جعفري، فيسرّني ذلك، ويدخل عليَّ منه السرور...»(ظ،ظ§).
إلى غيرها من الروايات وآداب التعاشر والترابط الاجتماعي(ظ،ظ¨).
وبالمقابل من أهمّ ما يُدمِّر المجتمع هو كثرة النزاعات والخلافات والتحزّبات وتحوّله إلى شِيَع يتلاعب به الظلمة ï´؟إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَï´¾ (القصص: ظ¤)، وهذه سُنَّة قائمة يتَّخذها الظالمون لإضعاف المجتمع.
كما أنَّ التنازع سبب واضح لهدر الطاقات وضياع الفُرَص والتراجع الفردي والاجتماعي على كلِّ المستويات.
لذا يحرص علماء الاجتماع في البلدان على خلق جوٍّ اجتماعي بين أفراد مجتمعاتهم بعيداً عن الخلافات والصـراعات والشتات، والحرص على خلق روح التعاون والمحبَّة وتقوية الروابط الاجتماعية والأُسرية.
والذي يلاحظ الزيارة الأربعينية يرى قوَّة الترابط بين أفراد الزائرين كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً أثرياء وفقراء رؤساء ومرؤوسين، فلا تميّز بين غني أو فقير ولا بين مشهور أو مغمور... الخ.
فالكلُّ سواسية، بل في بعض الأحيان ينقلب الميزان وترى الكبير يخدم الصغير، أو المشهور يخدم المغمور، أو الرئيس يخدم المرؤوس، وهكذا.
فترى الترابط الاجتماعي بأعلى صورة وبأجمل ما يكون، وكأنَّك تسير في مجتمع ملائكي، وهذا البناء إنَّما هو بناء نابع من هذه الزيارة المباركة.
وهذا الترابط الاجتماعي ليس بين مدينة ومدينة، بل بين دولة ودولة، بل بين دول ودول وشعوب وشعوب، فإنَّ هناك جماهير من عشرات الدول تلتقي فيما بينها فتكوّن أواصر ووشائج قويَّة.
وهذا فضلاً عن أنَّ هناك حواجز اجتماعية ونفسية وثقافية بين شعوب بعض البلدان والبلدان الأُخرى بسبب حروب أو غيرها، ولكنَّنا نراها قد ذابت بسبب هذا الملتقى العامّ الحاصل في زيارة الأربعين.
فزيارة الأربعين تجعل الترابط الاجتماعي ليس بين أبناء بلد ما فحسب، بل بين الشعوب والبلدان الأُخرى ممَّا يُعزِّز خلق نسيج اجتماعي كبير يربط دولاً وشعوباً فيما بينها بالرغم من اختلافها باللغة أو اللون أو الثقافة أو غيرها، لخلق مجتمع مهدوي منسجم فيما بينه ممَّا يسهم في الظهور.
إنَّ زيارة الأربعين تلغي الطبقية، وتلغي القطرية، وتلغي العرقية، وتلغي القومية، وتلغي العنصرية، وتخلق مجتمعاً مترابطاً يرتبط بمنقذ عالمي اسمه المهدي (عليه السلام).
فزيارة الأربعين تُعمِّق الوجود التعارفي الذي خُلِقَ له الإنسان كما عبَّرت الآية: ï´؟يا أَيـُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌï´¾ (الحجرات: ظ،ظ£).
إنَّ زيارة الأربعغŒن فرصة كبيرة للانفتاح الحضاري بين أُمَّة الإيمان، ومجال لحوار الحضارات على أُسس دينية تدعونا إلى الانتظار للإمام والإعداد له كلٌّ من دولته ولغته وعرقه وقوميته، فيكون ذلك تمهيداً ودعوة إلى عالمية دولة الإمام الحجَّة (عليه السلام).
المحور الخامس: البناء الفكري والعلمي:
إنَّ تحصين الأُمَّة فكرياً وعلمياً من أهمّ الواجبات التي تقع على عاتق المؤسَّسات الدينية، ولعلَّ تسويق المعلومة إلى الجمهور يُعَدُّ من أهمّ المشكلات التي تواجه المبلِّغ.
لذا يجب علينا استثمار المواسم التي يسهل فيها تسويق المعلومات إلى الجمهور، والمتابع لسيرة النبيِّ وآل البيت (عليهم السلام) يرى أنَّهم يدأبون على استثمار المواسم العبادية لإيصال صوتهم للجماهير كما في مواسم الحجِّ والعمرة وصلاة العيد والجمعة والجماعة والمجالس والمآتم الحسينية.
لذا كانت لهم خطب وكلمات ومواقف في تلك المواسم سجَّلها التاريخ ونقلتها الأحاديث.
ولعلَّ شعائر الحسين (عليه السلام) عموماً وزيارة الأربعين خصوصاً من أهمّ ما يُسوِّق المعلومات الدينية للجمهور في هذه الأيّام.
إنَّ خلق مجتمع متعلِّم على سبيل النجاة يُعَدُّ من أهمّ ركائز البناء الديني للفرد والمجتمع، بل هو قوام للدين والدنيا، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «قوام الدين والدنيا بأربعة: عالم مستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلَّم...»(ظ،ظ©).
ومن جملة البناء الديني المهمّ في عقيدة المؤمن هو بنائه مهدوياً، وذلك من خلال استثمار ذلك الموسم لتبليغ القضيَّة المهدوية للناس وتعريفهم بتفاصيلها وتحصينهم فكرياً ضدَّ الدجّالين والمدَّعين والمشوّهين.
فيكون موسم الزيارة موسم تبليغ وترويج لقضيَّة الإمام المهدي (عليه السلام)، ويقع هذا التبليغ على عاتق الجميع - خصوصاً أهل التخصّص بالقضيَّة المهدوية - من خلال المحاضرات والإرشادات والنشرات والكتب وغيرها.
فالزيارة فرصة كبيرة لتسويق القضيَّة المهدوية للعالم ككلٍّ، وتوعية الجماهير بها، والتركيز على عنصر الانتظار، والاستعداد للظهور، وبناء الدولة العالمية الإلهية المنقذة لكلِّ الشعوب المظلومة.
ومن نماذج ذلك:
أوَّلاً: العمل على إزالة الشبهات التي تثار حول قضيَّة الإمام المهدي (عليه السلام) كولادته، وطول عمره، وفائدته في زمن الغيبة، وإرهاصات ظهوره، وغيرها.
ثانياً: ردُّ الشبهات المعاصرة كشبهة ابن گويطع وغيره بطرق علمية مبسَّطة.
ثالثاً: تشخيص القضايا المهدوية المهمَّة وبيانها للمجتمع بطرق سهلة ومناسبة.
ويتمُّ ذلك من خلال:
ظ، - عقد الندوات والبرامج المهدوية في وسائل الإعلام وخصوصاً المرئية.
ظ¢ - إجراء المسابقات العامَّة للاستكتاب في قضايا معاصرة تخصُّ القضيَّة المهدوية.
ظ£ - إجراء المسابقات العامَّة بين المؤمنين من خلال طرح أسئلة والإجابة عنها.
ظ¤ - الكتابة بالصحف والمجلّات العامَّة وخصوصاً المجلّات العالمية وبلغات مختلفة لإيصال القضيَّة المهدوية للعالم.
ظ¥ - إرسال المبلِّغين المتخصّصين إلى المجتمع لتبليغ القضيَّة المهدوية واستثمار المواسم العامَّة لذلك.
ظ¦ - حثُّ الخطباء عموماً وخطباء المنبر الحسيني خصوصاً على طرح القضيَّة المهدوية وكتابة محاضرات تخصّصية لهم في ذلك.
ظ§ - إنشاء مراكز تخصّصية علمية وبحثية في الإمام المهدي (عليه السلام) وأبعاد حركته.
ظ¨ - إنشاء مؤسَّسات تهتمُّ بإقامة فعّاليات ميدانية وكشّافة ومخيَّمات ودورات للجامعيين وطلّاب المدارس تُعرِّفهم بالإمام المهدي (عليه السلام) وحركته.
وغيرها من الوسائل(ظ¢ظ*).


من مواضيع : صدى المهدي 0 لماذا قبل النبي (صلى الله عليه وآله) المنافقين؟
0 النصف من شهر رمضان ولادة ريحانة الرسول صلى الله عليه وآله
0 حقائق عن شرب المياه بكثرة في السحور
0 في ذكرى المرأة الناجحة: خديجة أم المؤمنين
0 ما هو تفسيركم ومفهومكم للصيحة،
رد مع اقتباس