عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,416
بمعدل : 0.40 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : صدى المهدي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-09-2022 الساعة : 09:13 AM


تفصيل المحاور:
المحور الأوَّل: البناء المعنوي والروحي:

من أهمّ ما يساهم في التمهيد للظهور هو بناء شخصية معنوية وروحية لدى المؤمن تُؤهِّله لنصـرة القيام المهدوي، وهناك آليات عديدة لبناء الشخصية الإسلاميَّة عموماً، ولعلَّ أهمّ تلك الآليات هو اتِّخاذ القدوة الحسنة والسير على نهجها والتزوّد بالعلم والمعرفة وغيرها. وبناء هكذا شخصية يجعل الإنسان قويّاً عند الشدائد، صبوراً عند النوائب، عزيزاً يأبى الذلَّ، شجاعاً لا يعرف الجبن، صادقاً لا يكذب، أميناً لا يخون... الخ.
ومن الآليات المهمَّة أيضاً هو انتهاج السلوك العبادي واتِّخاذه وسيلةً للتقرّب لله وبناء ملكات وفضائل وكسـر الشهوات ومحو الرذائل، فالصلاة - مثلاً - لها آثارها المعنوية الكبيرة كما نطقت الآيات والروايات، فهي تُعطي حصانةً للإنسان عن الوقوع في الفحشاء والمنكر ï´؟إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِï´¾ (العنكبوت: ظ¤ظ¥)، وهي وسيلة للتقرّب للساحة الإلهيَّة والابتعاد عن الخطط الشيطانية «الصلاة قربان كلِّ تقي»(ظ¨)، وهي سبيل للعروج إلى الربِّ «الصلاة ميزان أُمَّتي»(ظ©)، إلى غير ذلك من الآثار.
وهكذا الصوم والحجّ والجهاد وأداء الحقوق الشـرعية وغيرها كلٌّ له آثاره وبناءه لشخصية الإنسان المؤمن وتربيتها تربية إسلاميَّة.
وزيارة الأربعين - وبالخصوص مشياً - تُمثِّل ممارسة عبادية متنوّعة وطويلة الأمد زماناً ومسافةً - تشابه إلى حدٍّ ما موسم الحجِّ من حيث التنوّع العبادي والجهد المعنوي والتعبوي، فيمارس فيها مجموعة من العبادات كالزيارة والصلاة - وخصوصاً صلاة الجماعة - والتسبيح والوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعاء والمشي - بناءً على عباديته - وغيرها.
وهذه الممارسات العبادية المتنوّعة تخلق - خصوصاً مع طول أمدها واستمراريتها - جوّاً روحياً عالياً من خلال ما يحصده المؤمن من حسنات ومحو للسيِّئات ورفع للدرجات وتوطين النفس على الصعوبات، وخصوصاً المشي مع تحمّل المتاعب والحرِّ والبرد وتورّم الأقدام وتغيّر اللون وذبول الشفاه والجوع والخوف - كما في زمن الطغاة -، وغيرها من الصعوبات.
وهذا يخلق شخصية دينية صلبة الإيمان كي تكون مؤهَّلة ومستعدَّة لنصـرة الإمام الحجَّة (عليه السلام)، ممَّا يُوفِّر أحد مقتضيات تعجيل الظهور، وهو وجود الموارد البشـرية الناضجة والمستعدَّة استعداداً حقّاً لنصـرة المنقذ سواء من عدَّة (ظ£ظ،ظ£) أو من عدَّة (ظ،ظ*.ظ*ظ*ظ*) كما نطقت الروايات، منها: «... فَإِذَا أُكْمِلَ لَهُ الْعَقْدُ وَهِيَ عَشَـرَةُ ألف [آلَافِ‏] رَجُلٍ خَرَجَ بِإِذْنِ اللهِ، فَلَا يَزَالُ يَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللهِ حَتَّى يَرْضَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»(ظ،ظ*)، فإكمال العِدَّة يُمثِّل أحد المقتضيات المهمَّة للظهور، فلا يبقى إلَّا بعض المقتضيات الأُخرى وزوال المانع.
بعض روايات المشي وأجرها:
لذا وردت روايات في المشـي وأهمّيته العبادية، نذكر منها وهي مستفيضة، بل متواترة، وفيها الصحاح، فلا حاجة لبحث سندها، منها:
ظ، - عن أبي الصامت، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «مَنْ أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ مَاشِياً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ دَرَجَةٍ...»(ظ،ظ،).
ظ¢ - عن عليِّ بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «يَا عَلِيُّ، زُرِ الْحُسَيْنَ وَلَا تَدَعْهُ»، قَالَ: قُلْتُ: مَا لِمَنْ أَتَاهُ مِنَ الثَّوَابِ؟ قَالَ: «مَنْ أَتَاهُ مَاشِياً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةً، وَمَحَى عَنْهُ سَيِّئَةً، وَرَفَعَ لَهُ دَرَجَةً، فَإِذَا أَتَاهُ وَكَّلَ اللهُ بِهِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ مَا خَرَجَ مِنْ فِيهِ مِنْ خَيْرٍ، وَلَا يَكْتُبَانِ مَا يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ مِنْ شَرٍّ، وَلَا غَيْرَ ذَلِكَ، فَإِذَا انْصَـرَفَ وَدَّعُوهُ، وَقَالُوا: يَا وَلِيَّ اللهِ، مَغْفُوراً لَكَ، أَنْتَ مِنْ حِزْبِ اللهِ وَحِزْبِ رَسُولِهِ وَحِزْبِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِهِ، وَاللهِ لَا تَرَى النَّارَ بِعَيْنِكَ أَبَداً، وَلَا تَرَاكَ، وَلَا تَطْعَمُكَ أَبَداً»(ظ،ظ¢).
ظ£ - عن بشير الدهّان، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ إِلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ فَلَهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ بِأَوَّلِ خُطْوَةٍ مَغْفِرَةُ ذُنُوبِهِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُقَدَّسُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَأْتِيَهُ، فَإِذَا أَتَاهُ نَاجَاهُ اللهُ تَعَالَى فَقَالَ: عَبْدِي سَلْنِي أُعْطِكَ، اُدْعُنِي أُجِبْكَ، اُطْلُبْ مِنِّي أُعْطِكَ، سَلْنِي حَاجَةً أَقْضِيها»(ظ،ظ£).
وغيرها.
فالروايات واضحة في دور المشـي لزيارة الحسين (عليه السلام) في البناء المعنوي وتحصيل الأجر الرافع للدرجات، وهو ممَّا تحتاجه الشخصية الممهِّدة للإمام الحجَّة (عليه السلام) خصوصاً مع اقتران الزيارة بالدعاء بالفرج من قِبَل هذا الزائر الذي يقول له الله تعالى - كما في الرواية الماضية -: «اُدعني أجبك...».


من مواضيع : صدى المهدي 0 لماذا قبل النبي (صلى الله عليه وآله) المنافقين؟
0 النصف من شهر رمضان ولادة ريحانة الرسول صلى الله عليه وآله
0 حقائق عن شرب المياه بكثرة في السحور
0 في ذكرى المرأة الناجحة: خديجة أم المؤمنين
0 ما هو تفسيركم ومفهومكم للصيحة،
رد مع اقتباس