|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 78571
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 2,162
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الباحث الطائي
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
بتاريخ : 25-11-2020 الساعة : 11:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
يتبع ، تأملا في الصراط المستقيم من خلال آيات سورة الواقعة
انظر : وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) ...
وانظر آخر الايات : وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) .
اقول : ملاحظة ولعلها بحدود اطلاعي جديدة من نوعها وتحتاج تأمل وتدبر
وهي - خاطب الله تعالى اصحاب الشمال اولا فقال : ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ، وفينهاية الاياة خاطبهم فقال : وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ .
أي تبدل الخطاب من ( المكذبين الضالين ) الى ( الضالين المكذبين ) ، ونعلم ان التعبير القرآني دقيق الى ابعد الحدود فما السر في ذلك ولماذا
الجواب التدبري والتأملي برأيي هو ان الاعتقاد اساس لأي عمل ، وعليه كل رسول مبعوث في أمة ما يدعوا أمته الى الايمان بالله وتوحيده وتصديق نبوته ورسالته من خلال الايات المعجزة ومن ثم يطلب من المؤمنين به السير على شريعة الله التي جاء بها ، وهذا الرسول والشريعة بمجموعيهما هما مصداق الصراط المستقيم في الدنيا .
إذا كان هذا واضحا ، فأن كل أمة عموما تتعامل وتنقسم على دعوى رسولها المرسل اليها أما التصديق والقبول والايمان بالنبي المرسل وبما اخبر عنه وجاء به من شريعة وهنا يكونوا من المهتدين عقيدتا والمكلفون بالعمل الصالح لبلوغ كمالهم الاخروي ،
وأما الرفض والانكار بعد ثبوت الحجة وهذا هو الضلال ويترتب عليه التكذيب للرسول وما جاء به ، ويترتب على هذا انهم يكذبون الرسالة والرسول وما جاء به بسب ظلالهم ومستحقين لصفة الظلال لانهم انحرفوا عن الصراط المستقيم .
وعليه جاء الخطاب القرآني في اول الامر لوصف حالهم في الدنيا فقال في حقهم ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ، أي ثم انكم أيها الضالون عن الصراط المستقيم المكذبون بالله ورسوله ويوم الدين ... الخ وهذا بدوره يبين ان التكليف ومحل الاختبار والاختيار في الدنيا يبدا بالايمان والاعتقاد اولا ويترتب عليه العمل ثانيا ،
في حين نرى الخطاب الاخروي يقدم المكذبين على الضالين ( وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ) ، لان الدار ليست دار امتحان وعمل بل دار جزاء على ما عمل ، وحيث ان عملهم وصفتهم كانت التكذيب فيبدأ الجزاء والمحاسبة به اولا ويترتب عليه الطريق والمصير ،
فأذا كان من اهل الهداية فسيسير على الصراط المستقيم وراء إمامه الذي أئتم به .
وأما اذا كان من الضالين فلا يرى الا طريق جهنم كما في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) النساء )
وعليه في الآخرة : وَأَمَّا إِنْ كَانَ ممِنَ ختم عليه بالْمُكَذِّبِينَ لرسالة السماء وحشر على ذلك ، كان من الضَّالِّينَ عن الصراط المستقيم ، ويجزى نُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ
والله اعلم
الباحث الطائي
|
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 25-11-2020 الساعة 11:47 AM.
|
|
|
|
|