|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 78571
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 2,162
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الباحث الطائي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 07-01-2017 الساعة : 05:33 PM
الترتيب العلاماتي في رواية مهمة
بسمه تعالى وبه نستعين
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين وعجل فرجهم
نكمل الطرح معكم ،،،
ملاحظة : لعله يحتاج المتابع الى مزيد تركيز وتمهّل حتى يستوعب تفاصيل الاحداث التالية
التقريب التوقعي الثالث ، وهو علامة " بني فلان "
الرواية محل البحث تجعل من علامة بني فلان المشار اليهم حدث علامتي اساسي مهم كحدث في ذاته وكدلالة على قرب توقع الظهور ، ولم اجد خلال تفحصي واطلاعي على روايات العلامات تأكيدا واشراطا وبطرق مختلفة ومكررة كما وعلامة بني فلان ، ولا تضاهيها سوى علامة السفياني وخروجه الحتمي في رجب !
فما هو واضح من صيغة المعصوم ع وما يمكن استظهاره ما يلي :
1- ( إذا اختلفت بنو فلان فيما بينهم فعند ذلك فانتظروا الفرج ) ، وهنا اشترط انتظار الفرج بعلامة اختلاف " بنو فلان " وعلامة الشرط ترفع من اهمية قيمة حصول العلامة في المستقبل ، وكذلك ايضا معلوم ان انتظار الفرج هو مطلب عام سائر في كل جيل بعد الغيبة الكبرى ولكن بعد تحقق اختلاف بنو فلان سيكون معناه توقع اقتراب فرج المنتظرين كثيرا .
2- ( وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان، فإذا أختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم ع ) ، وهنا النفي بـ ليس والاستثناء بـ إلا تفيد التأكيد لغتاً ، والمحصّل ان فرجكم لا يكون الا بتحقق اختلاف بنو فلان ! وهذا تأكيد بليغ على اهمية تحقق العلامة مستقبلاً .
بل ! هنا الرواية تفتح بعد هذا التاكيد الكبير باب مهم جدا للتقريب الزماني على توقع الفرج فتقول بالنص الواضح الصريح انه : " فإذا أختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان*" ، بمعنى ان تحقق حصول اختلافهم اشارة لترقب الصيحة / الظهور في شهر رمضان ، وهنا لا نعلم باليقين اهو رمضان القادم مباشرتا بعد تحقق اختلافهم او يتعدى ذلك ! الا انه بالتأكيد لا يطول كثيرا خاصة اذا ربطنا الرواية اعلاه مع رواية اخرى نظن انها مشتركة المضمون كما يلي :
( عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم)، ثم قال: (إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام)، فقلت: يطول ذلك؟ قال: (كلا). (الطوسي، الغيبة: 447 ) ... انتهى
اقول : فهنا تربط الرواية بموت شخصية حاكمة كعلامة اكيدة ( ضمانة من المعصوم ع ) لتحقق ظهور القائم ع وتزيد تفصيلا مهما لها انه سيؤدي موته الى اختلاف بينهم وتشتتهم وذهاب ملك السنين وحلول فترة حكم الشهور والايام واستمرار هذه الحالة لمدة ليست بالطويلة وهذا المهم ، بمعنى بعد تحقق الاختلاف سندخل مرحلة حكم الشهور والايام وهذه المرحلة بدورها ليست بالطويلة حتى يتحقق ضمان ظهور القائم .
فأذا اضفنا هذا الفهم والمضمون لروايتنا السابقة محل البحث فسيكون تأكيد اضافي الى ما اشرنا اليه من محصل الرواية وهو بتحقق اختلاف بنو فلان نتوقع حصول الفرج قريبا في رمضان ، ولكن يبقى غير مقطوع برهانا بحسب الادلة السابقة وبحدودها انه سيكون ذلك في رمضان التالي ام يتعدى الى رمضان اخر مثلا . ولعلنا سنبين لاحقا قرينة مهمة على تقريب وتحديد اكثر دقة من رواية اخرى ، والله اعلم
3 - ( ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان كذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة، وخرج السفياني ) ، وهنا التعبير من المعصوم ع بعد تكرار تأكيداته السابقة بصيغ مختلفة يأخذ نوع تأكيد وربط باعلى مراتبه واقرب الى توصيفه بالحتمي ، وهذا مستفاد من قوله عليه السلام " ولن " وهي تفيد الامتناع التام وهي ابلغ بكثير نفيا مما لو قال مثلا " لا " كما هو معلوم لغتاً ، فتأمل
وحيث انها علامة من علامات الظهور مهما بلغت اهميتها وليست شرطا من شروط تحقق الظهور ، فهذا يدخلها في علة الاسباب الطبيعية الضرورية لتحقق قيام القائم ع ( ويددل على اهمية وتداخل العامل السببي مع العامل الشرطي للظهور وهي من اعقد وادق مسائل فهم كيفية تحقق الظهور ، ولعلنا اذا وفقنا الله سنحاول الدخول فيه في محاولة فك الغاز فهمه ).
ثم يبين المعصوم ع وعلى اثر اختلاف بنو فلان انه سيترتب ثلاث امور / احداث علاماتية وهي :
اولا - ( طمع الناس فيهم ) ، وهذا لعله اشارة الى محيطهم الاقليمي والعالمي فضلا عن الداخلي ، وخاصة هنا وفق مقاييس العصر الحاضر وحسابات المصالح السياسية بين الدول وما نعلمه كأفتراض مقدم عن بلاد بنو فلان ( الحجاز ) ووضعها ومحلها من الإعْراب .
ثانيا - ( واختلفت الكلمة ) ، وهذا لعله اشارة الى حصول الاختلافات المترتبة على اختلاف بنو فلان فيما بينهم بعدما ان كان هناك نوع توافق فيما بينهم البعض ، وفيما بينهم والناس من المحيط الاقليمي والعالم حال فترة استقرار ملكهم قبل اختلافهم ومنه يستشعر ان بنو فلان كان لهم نوع سلطة او اثر مترتبة على الوضع الداخلي والاقليمي وعند اختلافهم يتبدل هذا الوضع ويصنع تغيرات سياسية مهمة في الداخل والمنطقة على الاقل .
ثالثا - ( وخرج السفياني ) ، وهنا اشارة الى الحدث الثالث بعد اختلافهم وهو تحقق علامة خروج السفياني ، ونحن نعلم ان خروج السفياني من المحتوم وخروجه في رجب سنة الظهور فهذا ايضا يستفاد منه كعلامة على قرب تحقق علامة حتمية قبيل قيام القائم وكذلك هو اشارة الى ترتيب تسلسلي للاحداث الثلاث السابقة وليس مجرد علامة بذاتها .
4- وقال ( لابد لبني فلان من أن يملكوا ) ، هنا - " لا بُـدّ " هو اشارة الى تأكيد مهم فوق العادة لحصول هذا الامر بالمستقبل ( مستقبل ما قبل الظهور ) ، ولكن هذا المقطع ياتي بعد المقطع الروائي السابق ولا اعلم بالقطع / اليقين هم نفس بني فلان السابقين المذكورين في المقطع الذي قبله او غيرهم ، وبدرجة اقل من القطع ارجح انـّهــم غيرهــم ولكن احد مصاديقهم وفي محل جغرافي اخر تم الاشارة اليهم بنفس الصيغة وهي "بني / بنو فلان " , وما يحصل لهم هو اشبه بكثير ما يحصل لاقرانهم من بنو فلان في المقطع الذي سبقه من حيث : " فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم " والسبب في ذلك ان ما نفهمه من صيغة المقطع ان محلهم الجغرافي هو الكوفة / العراق ، وانه بعد تشتت امرهم يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان ، هذا من هنا وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما أما إنهم لا يبقون منهم أحدا.
ونحن نعتقد ان بنو فلان في المقطع السابق ( رقم 3 الذي بدأ بقول : ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون ... ) محلهم الحجاز وكما سنزيد توضيحا لاحقا لهذه النقطة المهمة .
- وأخيرا وفي المقطع الاخير من الرواية السابقة فان المعصوم ع يبين سرعة ذهاب ملكهم وهو لعله يشير الى بني فلان الذين محلهم الكوفة وليس الحجاز بدلالة قرينتين من الرواية وثالثة من رواية اخرى ،
الاولى - ان المقطع الذي قبله يتحدث عن بني فلان الذين في الكوفة والاقرب سياقا سيكون المقطع الاخير يرتبط بالذي قبله .
الثانية - ان وصف ذهاب ملكهم اسرع توصيفا مقارنتا بتوصيف ذهاب ملك بنو فلان الذين محلهم الحجاز والذين علمنا انهم بعد اختلافهم سيذهب عنهم ملك السنين ويحل ملك الشهور والايام ولمدة ليست بالطويلة حتى تحقق الظهور ،
بينما الوصف في المقطع الاخير يشير الى سرعة اكبر تحصل لذهاب ملك بني فلان وكأنها شهور قليلة فقط اذا لم تكن اقل حيث يوصفه المعصوم عليه السلام : ( إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فأنكسرت، فقال حين سقطت: هاه - شبه الفزع - فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه ) ، وهذا يفهم منه سرعة كبير في حصول الحدث وهم في غفلة من امرهم وخارج سيطرتهم ومفاجئة كبيرة لهم . فتأمل .
الثالثة - معلوم من مضامين الروايات ان بنو فلان الذين محلهم الجغرافي في الحجاز قبيل الظهور يكون نهاية ملكهم على يد القائم ع وان اخر امهال لهم هو 15 يوما بعد قتلهم النفس الزكية رسول الامام المهدي اليهم كما في مضمون الرواية التالية : في غيبة النعماني بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث قال : ( ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان قلنا بلى يا أمير المؤمنين قال قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم من قريش والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة قلنا هل قبل هذا من شيء أو بعده من شيء فقال صيحة في شهر رمضان ) .
نكمل لاحقا ... والسلام عليكم ... الباحث الطائي
|
|
|
|
|