- الحميراء مؤنث أحيمر!
من هو الاحيمر الذي قرنه النبي ص بلقب عائشة فسماها بالحميراء؟
(قال النبي ص لعلي بحضور عمار بن ياسر : الا احدثكما بأشقى الناس رجلين !
قلنا : بلى يارسول الله
قال ص: ( احيمر ثمود الذي عقر الناقة , والذي يضربك ياعلي على هذه )( المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج 3 ص 151 رقم الحديث 4679)
(قال النبي ص لعلي : من اشقى الاولين ؟ قال : الذي عقر الناقة(يعني ناقة صالح) , قال النبي ص : صدقت , فمن اشقى الاخرين؟ قال : لا أدري , قال : الذي يضربك على هذا (يعني يافوخه) ويخضب هذه ( يعني لحيته)) ( الاستيعاب لابن عبد البر ج3 ص 60)
(أخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن عمار بن ياسر ، أن النبي ص قال لعلي : أشقى الناس رجلان :
أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه - يعنيقرنه - حتى تبتل منه هذه من الدم , يعني لحيته . وقد ورد ذلك من حديث علي وصهيب وجابر بن سمرة وغيرهم)( تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 173)
المميز في لاحاديث اعلاه هو قول النبي ص لعلي ع بأن هناك شقيان يتشابهان في الشقاء اولهما شقي ثمود أرم ذات العماد ولقبه الاحيمر وهو اشقى الاولين , وثانيهما هو قاتلك ياعلي فهو اشقى الاخرين .
وإذن من يحذو حذو اشقى الاولين احيمر ثمود أرم ذات العماد , سيكون الشقي الاخر وينال لقب شقي الاخرين بقتل أمير المؤمنين علي ع.
فما فعلت عائشة وما هو موقفها من علي ع ؟
لقد سعت عائشة لقتل امير المؤمنين وخرجت من بيتها الذي أمرت ان تبقى فيه ( وقرن في بيوتكن) وشكلت جيشا وقادت جملا وخرجت من المدينة المنورة (يثرب) وسارت مسيرة ليالي وايام حتى عسكرت في البصرة متمردة على أمير المؤمنين متوعدة بقتله ودحر قواته بحجة المطالبة بدم عثمان , وحقا تم الامر كما خططت له عائشة بمؤازرة صاحبيها طلحة والزبير وحدثت موقعة الجمل بين جيشها وبين جيش امير المؤمنين علي ع, تلك الموقعة التي فاق عدد القتلى فيها عشرون ألف قتيل من المسلمين لتنتهي بخيبة عائشة وفشلها عن تحقيق غايتها في قتل أمير المؤمنين.
فعائشة حذت حذو احيمر ثمود إرم وكادت ان تكون اشقى الاخرين فهي الحميراء التي ناداها النبي ص يوما بهذا اللقب وحدثها بأنها قد تسعى لقتل أمير المؤمنين وتخرج عليه وكما في الحديث الاتي
(حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد ثنا أحمدبن نصر ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا عبد الجبار بن الورد عن عمارالدهني عن سالم بن أبي الجعد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :
ذكر النبي ص خروج بعض أمهات المؤمنين فضحكت عائشة
فقال : انظري ياحميراء
أن لا تكوني أنت ثم التفت إلى علي فقال : إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها) ( المستدرك للحاكم النيسابوري ج 3 ص 129 , عن المكتبة الشاملة في النت)
والمعنى ب (خروج بعض امهات المؤمنين ) أعلاه أنه سيخرج منهن من تسعى للحرب والمعني بذلك عائشة ولذلك ضحكت لتلك النبوءة التي بدت لها أنها غير قابلة للحصول , ولكن النبي الكريم يستدرك تلك الضحكة بقوله له :
( انظري يا حميراء أن لاتكوني انت )
تأمل قوله ص: أنه يسميها بالحميراء في هذا السند الصحيح , ثم يلتفت الى علي ع ويقول : ( أن وليت من امرها شيئا فارفق بها) وهو ما تحقق بعد معركة الجمل , فالنبي ص سماها بالحميراء تشبيها لها بأحيمر ثمود أرم , فاشقى الاخرين هو قاتل امير المؤمنين ومن يحذو حذو ذلك يستحق لقب احيمر ثمود التي كادت عائشة ان تناله فنادها النبي العظيم بالحميراء ..
جمل عائشة !
هل صدفة ان يكون جمل عائشة (عسكر) أحمر اللون؟
(و ذكر أبو مخنف في كتاب الجمل أن عليا ع خطب لما سار الزبير و طلحة من مكة ومعهما عائشة يريدون البصرة فقال أيها الناس إن عائشة سارت إلى البصرة و معها طلحة والزبير و كل منهما يرى الأمر له دون صاحبه أما طلحة فابن عمها و أما الزبير فختنهاو الله لو ظفروا بما أرادوا و لن ينالوا ذلك أبدا ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعدتنازع منهما شديد و الله إن راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة و لا تحل عقدة إلا فيمعصية الله و سخطه حتى تورد نفسها و من معها موارد الهلكة إي و الله ليقتلن ثلثهم وليهربن ثلثهم و ليتوبن ثلثهم و إنها التي تنبحها كلاب الحوأب و إنهما ليعلمان أنهما مخطئان و رب عالم قتله جهله و معه علمه لا ينفعه و حسبنا الله و نعم الوكيل فقد قامت الفتنة فيها الفئة الباغية أين المحتسبون أين المؤمنون ما لي و لقريش أما والله لقد قتلتهم كافرين و لأقتلنهم مفتونين و ما لنا إلى عائشة من ذنب إلا أنا أدخلناها في حيزنا و الله لأبقرن الباطل حتى يظهر الحق من خاصرته فقل لقريش فلتضج ضجيجها )( نهج البلاغة شرح ابن ابي الحديد ج1 ص233 وقعة الجمل)
(ثم جاء إليها امير المؤمنين ع بذاته ، حتى وقف عليها ، وضرب الهودج بالقضيب ، وقال :
: يا حميراء ! هل رسول الله ص أمرك بهذا الخروج علي ؟ ألم يأمرك ان تقري في بيتك ؟ والله ما انصفك الذين أخرجوك من بيتك ، إذ صانوا حلائلهم وابرزوك !! )( الجمل لضامن بن شدقم المدني ص 146)
تأمل قول امير المؤمنين لعايشة ياحميراء , ولم يقل يا بنت ابي بكر ولا قال يا ام المسلمين, ولم يقل يا اخت اسماء ,ولم يقل يا زوجة خاتم الانبياء, ولم يقل يا بنت ام رومان ... ألخ
روى البلاذري في الانساب
(وانتهى علي إلى الهودج فضربه برمحه وقال: كيف رأيت صنيع الله بك يا أخت إرم ؟ فقالت: ملكت فأسجح. ثم قال لمحمد بن أبي بكر: انطلق بأختك فأدخلها البصرة.)
(عن ابن حاطب قال: أقبلت مع علي يوم الجمل إلى الهودج وكأنه شوك قنفذ من النبل، فضرب الهودج؛ ثم قال:إن حميراء إرم هذه أرادت أن تقتلني كما قتلت عثمان بن عفان.)
( انساب الاشراف للبلاذري ج2 ص 250 عن موقع الوراق على النت غير موافق للمطبوع)
وهكذا استحقت عايشة لقب حميراء أرم , فإن كان احيمر ثمود قد قتل ناقة وفصيلها, فأن حميراء قريش قتلت 20 ألفا من المسلمين في يومين ولازال الدماء تجري الى يومنا هذا بسببها وسبب حزبها , فاستحقت لقب حميراء!