|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 78571
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 2,162
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الباحث الطائي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 18-12-2016 الساعة : 12:54 PM
بسمه تعالى وبه نستعين
نكمل البحث معكم
وصلنا فيما سبق الى عنوان الهداية الامرية
مقدمتاً - لفهم هذه الهداية نحتاج الاطلاع على مقصد عالم الامر الذي هو مقابل عالم الخلق ، أو يعبر عن عالم الأمر بالملكوت الذي هو مقابل عالم الملك ، ولقد بين القران الكريم ذلك في بعض آياته المباركة نذكرها ادناه :
1- إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف: 54]
2- وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا (الإسراء/85)
3- فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ( سورة يس )
4- تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( سورة الملك / 1 )
باختصار - يفسر العلماء عالم الامر او عالم الملكوت في اختلافه عن عالم الخلق او عالم المُلك ، بان عالم الامر / الملكوت هو باطن وحقيقة عالم الخلق / المُلك ، وفي عالم الامر لا يحتاج في الوصول الى الغاية او الهدف من خلال التوسل بالاسباب كما هو الحال في عالم الخلق المشهود لدينا والمعلوم بقوانينه واحواله في حياتنا الدنيا .
هذه الحيثية المهمة اعلاه وهي بواطن وحقائق ظواهر الاشياء وآثارها لها الاثر المهم والضروري لتحقق اليقين في نفوس المطلعين على حقائق هذا العالم الاعلى رتبتاً من عالم الدنيا .
ولكي نضرب مثال توضيحي لفهم الهداية الأمرية وفرقها عن الهداية الغير امرية او الهداية التشريعية ،
فالهداية التشريعية اشبه بمن يريد السفر من محل الى آخر ويسترشد باحد يعلم الطريق ، فيقوم بوصف الطريق والاتجاهات والعلامات والتفاصيل الاخرى المتعلقة بكل ما يحتاجه المسافر ، وهنا سيسترشد المسافر بهذه التفاصيل ولكن ليس مضمون الوصول دون شبهة او خطأ تحص لديه في طريق الوصول .
بينما الهداية الامرية هي اشبه بمن يريد السفر الى محل آخر ويسترشد بأحد يعلم الطريق حقا ، فيقوم بأخذه بنفسه معه ويوصله الى المحل الذي يريد دون ان يحتاج الى ان يفصل له علامات واتجاهات الطريق . وهنا لا أمكان للخطأ بالمقابل والحالة الاولى .
ومن هنا تتبين اهمية الاطلاع على عالم الملكوت في طريق الهداية وتحقق اليقين في النفوس وثبات ايمانها واستقامتها على الصراط المستقيم
ولقد تحدث القران الكريم وكانه معاتبا الناس والمؤمنين في الاية المباركة التالية : أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
فالنظر في الملكوت ليس مستحيلا بل هو وسيلة ومرتبة هداية يحتاج كل انسان ان يجهد في الوصول اليها في طريق عودته ورجوعه الى الله تعالى
وعليه فالهداية الامرية هي من مختصات من وصل الى مرتبة الإمامة ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )
والذين يمكن ان يستقبلوا ويتلقوا هذه الهداية الامرية هم المؤمنين الموحدين الذين يسيرون على الصطراط المستقيم ، صراط محمد واله الطاهرين الحجج الأئمة المعصومين .
وهنا وعندما يتحقق الفتح المبين وينادى بلا اله الا الله في جميع اهل الارض ، تنفتح على الناس بركات السماء والارض ، اي بركات العلم واليقين وبركات الخيرات من نعم الله في الارض ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ )
وسيفتح الامام المهدي ويبث العلم المخزون في زمان دولته المباركة ، وورد حديث مهم بهذا الخصوص عن الصادق ع : العلمُ سبعةٌ وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فاذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس، وضم اليها الحرفين، حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً .
وورد في بعض الروايات ان الناس في دولته سينكشفون على عالم الملكوت وعالم الجنة ويتواصلون معها .
من جميع ما سبق يتبين اهمية هذه الهداية الامرية والتي هي شبه معطّلة في حياة المؤمنين واهل الارض بسبب ابتعادهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم والدين الحق وجحدهم وانكارهم وظلمهم لحجج الله .
والله اعلم
الباحث الطائي
|
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 18-12-2016 الساعة 12:57 PM.
|
|
|
|
|