|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 78571
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 2,162
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الباحث الطائي
المنتدى :
منتدى الشبهات والردود
بتاريخ : 14-10-2015 الساعة : 12:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم*
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي - سورة طه
************************************************** ***********
السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات
نجاوب على الطرح اذا وفقنا الله واصبنا الحق ، والله اعلم
اقول ( أنا القاصر ) :
- الانسان بل وأي موجود خلقه الله تعالى في عالم الامكان مرتبط وجوده تكوينيا بغايته ( احفظ هذه )
- وبتوضيح اكثر حتى يقف المتلقي على عمق/ دقة هذه القاعدة ، نقول والعلم عند الله بأنّ اي موجود ( مخلوق ) غايته حقيقته وحقيقته غايته ، وحقيقته وغايته نفس عين وجوده فاذا ارتفع احد اسس وجوده التكويني انتفى اصل علة وجوده من عالم الامكان ، ( فتامل عميقا هنا ) ودليلها القرآني نجده في قوله تعالى :
1- وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ
2- وما خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ
3- وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ
4- أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ
محصلة هذه الايات الاربعة على الاقل ، والربط بين مضامينها تثبت ان خلق السماوات والارض ، وكل موجود هو بالحق وله غاية من خلقه يسعى اليها المخلوق تكوينا " لزوما " لتحقيقها ، وعكس ذلك سيكون اصل وجود كل موجود هو باطل وعبث بأنتفاء غايته ، وحاشا الله من العبثية ، لذلك فان حقيقة كل موجود مرتبطة بغايته كما اسلفنا اولا وتكون غايته وحقيقته واحدة غير منفكة وجودا وبقائا . فافهم وثبت .
- الانسان هو نوع موجود ايضا بل اشرف الموجودات ، وتنطبق عليه هذه القاعدة / الحقيقة الوجودية التكوينية
وغاية الانسان كما اثبتها القرآن هي : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ .
وبالتالي هذه العبادة بذاتها حقيقة تكوينية ثابته غائية وليست عرضية او اعتبارية ، وانتفائها يعني انتفاء حقيقة اصل وجود الانسان لما علمنا واثبتنا من ارتباط حقيقة كل موجود بغايته ارتباطا وجوديا .
ومن هنا نفهم لعله علة دخول النار لمن خالف تحقيق غايته ، ذلك أنّ الغاية مرتبطة بتحصيل الكمالات الاخروية التي تقربه من الله وبخلافها لا تنتفي اصيلية وجود الانسان بل تختلف نهاية غايته ،
فمنهم المطيع تكون نهايته الى رحمة الله الواسعة وهي الجنة ، ومنهم العاصي تكون نهايته الى غضب الله وهي النار ، ولا يفنى لان الفناء يقتضي هنا نفي اصل الخلقة من الاساس! وحيث انهم مخلوقون موجودون في عالم الامكان وجب لزوما تكوينيا ان تكون لهم غاية / نهاية ، وهذا يمكن تحصيله ايضا من قوله تعالى في حق اهل النار : (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ) . يقضِ بمعنى يفني ، بعد ان آيسوا قبل هذا من الرجوع الى الدنيا ليعملوا صالحاً .
والله اعلم
الباحث الطائي
|
|
|
|
|