[كربلائية حسينية]

بسمه تعالى

تناقضات كثيرة وقع بها أهل الخلاف في نقل حادثة الشاة المسمومة جعلت القارئ و المتتبع يقع في حيرة من أمره .. من تلك التناقضات الظاهرة و البارزة :

1 - الرسول قال لليهودية (( الله لا يسلطك على قتلي )) مما يعني أن الله حفظ رسوله من السم
لكنه قُتل بهذا السم ..!
2 - لم يعلم رسول الله بالسم الذي بالشاة إلا بعد أن أكل منها فعلمه تحصيل حاصل فقد وقع التسمم
و الله ترك نبيه يتعذب كل عام من أثر هذا السم ..
3 - يقولون أن الرسول أكل من الشاة و أثره بقي لسنوات ثم ظهرت أعراضه فجأة و استشهد بسببه و قُتل بشر بن البراء لكن رواية أخرى تقول أن رسول الله علم بسم الشاة ثم قال لأصحابه سموا و كلوا فلم يصيبهم شيئاً و لم يتأثر لا الرسول و لا أحد من أصحابه .. الرواية :


المستدرك على الصحيحين - الحاكم - بتعليق الذهبي في التلخيص - الجزء 4 الصفحة 122

7090 - حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا أبو قلابة الرقاشي ثنا أبو عتاب سهل بن جماد ثنا عبد الملك بن أبي نضرة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن يهودية أهدت شاة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم سميطا فلما بسط القوم أيديهم قال لهم النبي صلى الله عليه و سلم كفوا أيديكم فإن عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة قال : فأرسل إلى صاحبتها فقال : أسممت طعامك هذا قالت : نعم أحببت إن كنت كاذبا أن أريح الناس منك و إن كنت صادقا علمت أن الله سيطلعك عليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اذكروا اسم الله و كلوا فأكلنا فلم يضر أحدا منا شيئا
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح

فنستطيع أن نستخدم هذا الأثر كشاهد على أن اليهودية لم تكون القاتلة و الشاة المسمومة لم تكون أداة الجريمة .. يعضد ذلك ما قلناه في الجزء الأول من التحقيق حيث أن اليهودية أطلقت تحدي لله و رسوله و جعلت نتيجة عملية سم الشاة هي الفاصل إن كان رسول الله نبياً حقاً أو ملكاً كذاب ..
و بلا أدنى شك الله لن يجعلها تنتصر بهذا التحدي فكان لابد من نجاة رسول الله حتى لو أكل من الشاة المسمومة لن يجد أثر السم أبداً .. فعندما أكل و أكلوا معه الصحابة لم يصبهم شئياً و بهذا يبطل ما جائت به اليهودية و أظهر الله نبيه عليها و نصره و بين أنه النبي حقاً فرواية الحاكم السابقة دليل على أن النبي لم يتأثر بذلك السم و من يقول أنه تأثر فهو يجعل اليهودية تنتصر على رسول الله و ثيبت معها أنه ليس نبياً ..

4 - تضاربت أقوال علماء أهل الخلاف حول مصير هذه اليهودية .. هل قتلها الرسول أم لم يقتلها قسم قالوا لم يقتلها و قسم قالوا أنه قتلها بعد فترة لكن ما نجده في كتب التراجم أن هذه اليهودية و تدعى زينب بنت الحارث أسلمت بعد هذه الحادثة و تركها النبي ..

الإصابة في تمييز الصحابة - أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي -الجزء 7 الصفحة 670
11223 - زينب بنت الحارث بن سلام الإسرائيلية ذكر معمر في جامعه عن الزهري أنها اليهودية التي كانت دست الشاة المسمومة للنبي صلى الله عليه و سلم فأسلمت فتركها النبي صلى الله عليه و سلم انتهى وقال غيره إنه قتلها وقيل إنما قتلها قصاصا لبشر بن البراء لأنه كان أكل معه من الشاة فمات بعد حول .

- السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو لماذا كانت هذه المحاولة الفاشلة لاتهام المرأة اليهودية بقتل رسول الله هل هناك شخصيات يحاولون التستر عليها .. من قام بهذه الجريمة التي تتصدع منها السماوات و الأراضين ..؟؟

نقرأ في صحاح القوم أن عائشة سقت رسول الله شراباً رغماً عنه مع أنه نهاها عن ذلك ..

صحيح البخاري - كِتَاب الْمَغَازِي - قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته

4189 حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا يَحْيَى وَزَادَ قَالَتْ عَائِشَةُ لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي فَقُلْنَا كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَلَمْ أَنْهَكُمْ - ص 1619 - أَنْ تَلُدُّونِي قُلْنَا كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَقَالَ لَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي الْبَيْتِ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

صحيح البخاري - كِتَاب الطِّبِّ - بَاب اللَّدُودِ
5382 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبَّلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَيِّتٌ قَالَ وَقَالَتْ عَائِشَةُ لَدَدْنَاهُ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ لَا تَلُدُّونِي فَقُلْنَا كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي قُلْنَا كَرَاهِيَةَ الْمَرِيضِ لِلدَّوَاءِ فَقَالَ لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ .
______________________

كالعادة التي لا نستغربها من عائشة أنها تخالف كل أمر من أوامر رسول الله قال لها لا تلدوني مما يعني كراهيته لهذا الشيء لكنها فعلت .. فعاقبهم رسول الله بأن أمر بهن أن يشربوا من هذا الشيء إلا العباس و في الواقع الرواية تثير التعجب هل رسول الله طفل صغير حتى يقال له كراهية المريض للدواء ..؟؟
و هل رسول الله الذي يوحى اليه لا يعرف ما هو الأصلح له (( يشرب أو لا يشرب من دواء عائشة المزعوم )) .. و عائشة من ساعدها أفهم منه و أعلم بما هو في صالحه ..؟؟
و هل يقوم رسول الله بمعاقبة كل من كان حاضراً بسبب شربه للدواء ..؟؟ هل هكذا يصور أهل الخلاف الرسول الأعظم بأنه شخص يفكر بهذه السطحية ..؟؟
حقيقة أسئلة كثيرة و شبهات تدور حول هذا الذي سقت أو لدت به عائشة رسول الله ..
خصوصاً أن ذلك حدث بعد محاولة قتل النبي بالعقبة .. فالحزب السقيفي على رأسهم أبو بكر و عمر و عائشة من معهم من المنافقين هم المجرمين الحقيقيين الذين قاموا بدس السم لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و قتلوه فهم كرهوا تنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ربي و سلامه عليه كخليفة و وصي لرسول الله لهذا كانت عملية الاغتيال ليتخلصوا من رسول الله و يختلي لهم الجو بالعبث في دين الله و الانقلاب على الله و على الرسول و الامام علي ..!
من يستقرأ هذه الأحداث و المعطيات يصل لنتيجة حتمية أن رسول الله إنما قُتل بيد عائشة و المنافقين أبو بكر و عمر هم المستفيدين الوحديدن من قتل رسول الله ..
أما قصة اليهودية كانت ستار حاولوا التستر خلفه لاخفاء جريمتهم الشنيعة لأن قصتها كما رأينا تحمل الكثير من التضاربات و لا يقبلها عقل لبيب يكفينا أنها لو ثبتت و كانت اليهودية و سمها من قتلا النبي تكون اليهودية أثبتت عدم نبوة النبي و هذا بلا شك لا يقبله أي مسلم ..
من قتل النبي و لماذا قتلوه ؟
نحن قدمنا خيوط مبدئية للباحث و من هنا تبدأ مهمته في اكتشاف الحقيقة .. و لعلني أكمل التحقيق بطريقة أكثر دقة و جمع المزيد من الأدلة في وقت لاحق .. لعن الله قاتليك و مؤذييك حبيبي يا رسول الله ..
كربلائية حسينية