|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 78571
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 2,162
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الباحث الطائي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 08-12-2014 الساعة : 12:32 AM
بسمه تعالى
نكمل معكم طرحنا الذي توقفنا عنده في القسم المهدوي ، وناتي على اهم مبحث فيه وهو ما نعتقده من توجيهات المعصومين ع في مواجهة خطر السفياني .
ولعله في المصطلح الحديث ، هي التوجيهات الاستراتيجية العسكرية والسياسية لخطة التحرك الدفاعي والهجومي لخط اتباع ال البيت ع ، لمواجهة خط السفياني ومن معه منذ خروجه وحتى خروج/ قيام الامام الحجة ع.
طبعا مجرد النظر الى العنوان ومقصده لا شك يظهر للمتلقي اهمية الموضوع ، فضلا عن المتوفر الذي يمكن استظهاره من الروايات.
واول ما نبدأ به هو وضع اهم الروايات التي نحتاجها في مبحثنا هذا ، وستكون اولها هو المقطع الروائي الذي وصلنا اليه في طرحنا هذا ( ثم نذكر بعده الروايات الاخرى التي نحتاجها بالعموم)
1- قيل : إلى أين يخرج الرجال ويهربون منه ؟!.
فقال عليه السلام : من أراد أن يخرج منهم إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان ثم قال : ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها ، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم وإنّما فتنته حمل امرأة . تسعة أشهر ولا يجوزها ان شاء الله .
2- ما رواه الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكر بن محمد ، عن سدير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) :*
(يا سدير الزم بيتك ، وكن حلساً من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك ).
3- ما رواه الكليني عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأتاه كتاب أبي مسلم فقال عليه السلام : (ليس لكتابك جواب اخرج عنا) فجعلنا يسار بعضنا بعضا .
فقال عليه السلام : (أي شي ء تسارون..؛ يا فضل إنّ الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله ...، إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان...) .
قلت : فما العلامة فيما بيننا و بينك جعلت فداك؟!!!.
قال عليه السلام : (لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني ، فإذا خرج السفياني ، فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثا ، وهو من المحتوم).
4- روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيص بن القاسم ، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول :*
(عليكم بتقوى الله ، وحده لا شريك له ، وانظروا لأنفسكم ، فو الله إنّ الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي ، فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها ، يخرجه ويجي ء بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها..، والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ، ثمّ كانت الأخرى باقية ،فعمل على ما قد استبان لها ، ولكن له نفس واحدة ، إذا ذهبت ، فقد والله ذهبت التوبة ، فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم إن أتاكم آت منّا ، فانظروا على أي شيء تخرجون ، ولا تقولوا خرج زيد فإنّ زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً ، ولم يدعكم إلى نفسه ، إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه ، إنّما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ، فالخارج منّا اليوم إلى أي شيء يدعوكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ، فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به ، وهو يعصينا اليوم ، وليس معه أحد ، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منّا إلاّ مع من اجتمعت بنو فاطمة معه ، فو الله ما صاحبكم إلاّ من اجتمعوا عليه ، إذا كان رجب فأقبلوا على اسم الله عزو جل ، وإن أحببتم أن تتأخروا إلى شعبان ، فلا ضير ، وإن أحببتم أن تصوموا في أهاليكم ، فلعل ذلك أن يكون أقوى لكم ، وكفاكم بالسفياني علامة .
5- الطوسي في كتاب الغيبة عن حذلم بن بشير قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام : صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته ؟ . فقال : يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له : عوف السلمي بأرض الجزيرة ، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند . ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك .
-----------------
اقــــــول : الروايات الاربعة الاولى حسب اطلاعي السابق كلها صحيحة سندا. وهذا ( من حسن حظنا ) مهم مفيد وضروري لاهمية الطرح الذي نحن بصدده.
فقط الرواية الاخيرة الخامسة ، اظن في سندها ضعفا ، ولكن نستفاد من متنها لتتميم الفهم ،
* ناتي الان الى تحليل الروايات ، وسندخل في تفصيل ومحاولة فهم عميقة لها مع ربطها بغيرها لاستظهار ما نعتقده الخطة العملية لمواجهة السفياني الملعون وتوجيه الشيعة والانصار في ذالك الزمان.
نبدأ اولا بمقطع الرواية ، رقم (1) اعلاه
بعد ان بين المعصوم ع لشيعته انهم سيكونوا في مأمن مؤقت ( شهر الى شهرين) من شر السفياني عند اول خروجه ( في رجب عام الظهور) . وجه الامام ع شيعته من الرجال ( مع ترك النساء والاطفال في محلهم ) تغييب وجوههم عن جيش السفياني الزاحف من الشام/ الكور الخمسة والداخل الى العراق وحتى وصوله الكوفة.
هنا قبل الاسترسال لا بد ضروريا تثبيت امرين مهمين
1- من المعني من الرجال اتباع ال البيت ع.
2- اي المناطق الجغرافية المشمولة بهذا التوجيه .
الجـــواب ، نعلم ان ظاهر وصف الرجال عنوان عام لكل الرجال ( لعل اعمارهم تتراوح ما بين 15 - 60 سنة مثلا)
وهنا نحتاج الى تقسيم اخر ، نحتمله عموما - ونستظهره خصوصا
وهو ان الرجال الذين سوف يغيبون وجوههم عن جيش السفياني الزاحف اليهم والذي يهددهم بالخطر ، يمكن ان يصدق عليهم عنوانين ثانويين مهمين ، هما
الاول: رجال ، اتباع وموالين خط ال البيت ع ، يعيشون وقت خروج السفياني ويترقبون الظهور وليس لهم نية في التفاعل عمليا/ عسكريا مع خطر السفياني ولاي سبب مفترض ، ويريد الامام ع ان يوجههم الى الخطر القادم ويرشدهم الى المحل الآمن.
الثاني : رجال ، اتباع وموالين ال البيت ع ممن يعيشون فترة خروج السفياني ويترقبون الظهور ، ولهم النية في النصرة والمشاركة في الحرب/ الثورة ضد خط السفياني.
فاذاكان هذا معلوما ومنطقيا لنا ، نرجع للرواية ونرى ما تقول بخصوص الجهة التي يحتاج ان يتوجه اليها شيعتهم/ مواليهم ، سواء من يريد النجاة من خطر السفياني فقط ، او يريد ان يتفاعل ( يحارب) وينصر خط الامام الحجة ع ويواجه خطر السفياني وفق المخطط والتوجيه المعصوم.
يقول الامام ع لهم : هناك ثلاث خيارات
1- ان يخرجون متوجهين للمدينة
2ـ ان يتوجهون الى مكة
3ـ ان يتوجهون الى بعض البلدان
والرواية بعد ان ذكر المعصوم الجهات الثلاثة اعلاه ، يظهر انه حصل كلام لم ينقل الينا ، ولذالك جاء صيغة التكملة وبدأت كما يلي ، ( ثم قال الامام) حيث هذا دليل على حصول توقف او انقطاع في نقل الحديث ،
والارجح عندي من سياق الكلام ، انه حصل انقطاع في نقل حوار ، بدلالة قول المعصوم بعدها ( ما تصنعون بالمدينة ، وانّما يقصد جيش الفاسق اليها... الخ ) ،
وهذا يدل على ان الامام وجه عموما الشيعة بالذهاب الى المدينة مؤقتا للخلاص من خطر السفياني ، ولكن لكون حصول استفهام ما من بعض اصحابه ولم ينقل الينا - جاوب الامام بالجواب الذي يظهر فيه جواب تسائل من استفهم امر ما ولم ينقل.
ومع ذالك لعله استطيع تخمين ما اراد البعض السؤال عنه من خلال رد الامام ع
ذالك اننا قلنا سابقا ان الكلام التوجيهي للخلاص من خطر السفياني اول خروجه وبعد تفعله واقعيا مختص بالرجال ، وحيث اننا بينا منطقيا عنوانين اساسيين للرجال ، هما من يريد النجاة فقط من خطر السفياني ، والاخر من يريد النجاة ويريد القتال مع خط الامام ع ،
فهؤلاء المنتظرين الذين يترقبون الظهور ، ويعيشون الفترة الاولى لتفعل خطر السفياني عليهم في الاماكن الجغرافية محل الابتلاء ، يوجههم الامام ع بالذهاب الى مكة المكرمة تحديدا اذا امكنهم ذالك ، لانها محل انطلاق وخروج الامام الحجة ع لاحقا. وفي هناك سيكون التجمع ومن هناك الانطلاق بالتحرك العسكري ، فتامل .
ولهذا فمن المنطقي والواضح سيكون لنا الان لماذا يقول الامام ع لبعض شيعته ( ما تصنعون بالمدينة ) ، فبالتاكيد من يريد المشاركة مع جيش الامام ع لا يفيده التوجه الى المدينة الا مؤقتا او مضطرا او مارا بها . فافهم .
واما من يريد النجاة من خطر جيش السفياني فقط مثلا الذي سوف يستهدف اتباع ال البيت ع ومن الرجال خاصتا ، فان الخيارات الثلاثة كلها امامه وبدرجات
فالمدينة المنورة قد تكون ملجئ آمن مؤقتا ( لانها بعد فترة يغزوها جيش السفياني)
ومكة المكرمة جهة آمنة من خطر السفياني ، وهي كذالك محطة استراتيجية لانطلاق الثورة المقدسة.
وذكر الامام ع خيار اخر بالعموم وهو بعض البلدان ، وهذا يعني ما يمكن ان يعلمه اهل ذالك الزمان من البلدان التي تنجيهم من خطر السفياني ،
وهنا بالعموم فهذه " بعض البلدان " لا تخرج ان تكون اقليمية متصلة بمحل تواجدهم ، او ابعد .
ولذالك هنا نحتاج وكما ذكرنا سابقا ان نبين جغرافية المدن التي يمكن ان يتهدد الشيعة فيها من خطر السفياني.
المدن التي نعلم بانها ستكون تحت سيطرة السفياني ، او تحت اثر غزوه وتحركه العسكري ، هي باختصار مفيد
1- الكور الخمسة ( دمشق ، وفلسطين ، والاردن ، وحلب ، وحمص) ، وهذا في العصر الحاضر يعني دولة سوريا وعلى الاقل / محتمل بعض من الاردن كمنطقة درعا وامتدادها داخل الاردن ، وكذالك منطقة مرتفعات الجولان وبحيرة طبريا بين سوريا وفلسطين المحتلة.
2ـ اجزاء مهمة كبيرة من العراق ، تشمل منطقة دخوله للعراق بعد معركة قرقيسيا ، وهذا يعني محافظة الانبار وما محيط بها ، وكذالك محافظة الموصل وما محيط بها لوجود اخبار وصول السفياني الى هناك ، ثم نزولا من الانبار باتجاه بغداد ، ومن ثم من بغداد باتجاه النجف الاشرف ، ولا ادري بالدقة الطريق الذي سيسلكه من بغداد باتجاه النجف ، ولكنها ستكون حركة سريعة تسابقية من جهة ، وسهلة من غير معارضة كبيرة لانكسار الحكومة والجيش العراقي بعد دخول السفياني بغداد.
3- المدينة المنورة في الحجاز ، وهنا ايضا لا اعلم بالدقة الطريق الذي سوف يسلكه جيش الملعون ، وكذالك منطلقه بالقطع ولكنه من ضمن الجيش الداخل للعراق سيكون البعث الى المدينة وهو جيش الخسف .
هذه المدن والمناطق والمسارات هي في الاقل المتصور وبحدود فهم ومناقشة الرواية محل الطرح ، علما اننا لم نضم اليها فهم بقية الروايات ، وسوف نضيف ونعدل التصور بما يناسب التحليل الاوفق ، حيث اننا وما ذكرناه اعلاه نجد ان هناك مدن عراقية تحت النجف باتجاه الجنوب من العراق ، نظن انها خارج خطر السفياني (( حسب تحقيق الشيخ جلال الصغير ، حيث ذكر من الروايات ما يفيد بان من عبر الفرات كان آمنا من خطر السفياني) ، ومع ذالك كان التوجيه المعصوم لشيعته بان يتوجهوا الى المدينة او مكة او بعض البلدان ،
وهنا فلعل هناك امور وتحسبات اخرى مقصودة ، او لعل القصد الاساسي منصب على توجيه انصار الامام ع الى محل تجمعهم من مختلف الاماكن لغاية تكوين الحشد والقوة الكافية ليوم الخروج لاحقا. وهذا ينصب في صالح التوجيهات الاستراتيجية لمواجهة خطر السفياني اول دخوله ومن ثم تجميع الشيعة والانصار لتكوين قوة عسكرية كافية لانطلاق وقيام الامام لاحقا ،
لذالك نحن نتحرك في البحث والتحليل على اساس ظاهر ما وصل الينا ، وما يمكن احتماله منطقيا من فهم الروايات والربط بينها والله اعلم .
نكمل لاحقا بقيت البحث والتحليل
|
|
|
|
|