|
مشرف المنتدى الثقافي
|
رقم العضوية : 68149
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 6,657
|
بمعدل : 1.35 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نجف الخير
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 11-11-2014 الساعة : 09:10 AM
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
وَحْدَهُ الحُسَيَنْ
========== بقلمي ..
وحده الحسين كان الانسان الحيّ ؛ الذي إفتتح ملحمة الدم ، من عمق الظلام ، ومن رُكام الذُلّ ، أشرقت ( لا ) الحسين ، وكان صوته وحيدا في لحظة الجهاد ، ليُصحح المسار الى الله ، بعد أن صمت الجميع أمام فوضى الجاهلية الجديدة التي أماتها الإسلام بسيف عليّ في بدر وحنين .
فما أشبه إسمك بالحزن ، حتى حروفك لو تأملناها ، فبين الحسين والحزن ، دمعة الولاء ، يختلط الحزن والدمع ، وتتشح الروح بالسواد ، لترسم لوحة الفاجعة المتجددة الخالدة ، فتنسنا كل آلامنا وتتجه الجوارح بكلّها صوب كربلاء ، لتقدم الدم والدمع قربانا لذكرى الطف ، للحسين الذي سقى بدمه أرض كربلاء ، فخضعت كل الارض بطولها وعرضها راكعة له ، فصار شعار الدنيا ، كل أرض كربلاء ، وكل يوم عاشوراء.
وما بين الارض والسماء ترتفع الأكف خاشعة في محرابه وتحت قبته تطلب العفو من بارئها ، حُزنٌ أبكى السماء ، وأشجى الارض ، وأقرح القلوب ، لذلك الدمُ الحسيني المراق على صعيد الكرامة .
والى الفرات وخطيئته ، قطرات الماء كانت قطب الحدث في عاشوراء ، حتى ظل الدهر يعاتبه الى الحشر ، كيف لم ينتفض ويسير بنفسه للحسين ، حين نادى بعطشه ، أيُّ ذنب يا فرات إرتكبتْ ..! ولم تجري عليهم كطوفان نوح ، ولِمَ صَبَرْت ولجُمِتَ ؟ ذلك ذنبُ عظيم...!
فيا ترى مَنْ أدرك تلك الحمرة الممتدة من القبة المقدسة الى الفضاء ، حتى احالتها كبقعة دم ، وتلك الراية التي تصرخ يا لثارات الحسين ، لازالت بعنفوان الشهادة تترنم ، فبين السماء والحسين ، رابطة العشق المقدس ، أعطى الحسين دمه للسماء، فاعطته السماء سرّ المسار الى الجنان ، ذلك الدم الزاكي الذي أطلق الاسلام من أسره من براثن النفاق والجاهلية ، فظل طريا حيّا الى اليوم.
ويا حسين وكلّ شيء فيك عجب ، ولا عجب ، جسد ينتقل الى العالم الآخر ، فتحيا به أمة كاملة ، بدنٌ يُقتل مرة ، فيولد ألف مرة أو يزيدون ، ويصرع وحيدا بلا ناصر ، والملايين يلبون ندائه ، ويقضي ظمآنا ، فيرتله كل لسان يذوق الماء ، ويرحل غريبا ، فيصبح قبلة للعاشقين ، ويغيب بجسده الشريف ، فيصبح شعلة الثائرين ، كل هذا ولا عجب ، فالحسين اكرم واجلّ من هذا كله ، وله مع النبض حضوره البهيٌّ.
وكربلاء ، أرض الطف ، أرض كربٍ وبلاء ، عبق الزمان ، وملح الحياة ، ستظل شمسك مشرقة - كالراية الحمراء - بعنفوان الشهادة والدم الزاكي المراق .
|
|
|
|
|