عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية جعفر المندلاوي
جعفر المندلاوي
مشرف المنتدى الثقافي
رقم العضوية : 68149
الإنتساب : Sep 2011
المشاركات : 6,657
بمعدل : 1.35 يوميا

جعفر المندلاوي غير متصل

 عرض البوم صور جعفر المندلاوي

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : نجف الخير المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-11-2014 الساعة : 09:10 AM


اللهم صلّ على محمد وآل محمد
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

وَحْدَهُ الحُسَيَنْ
==========
بقلمي ..

وحده الحسين كان الانسان الحيّ ؛ الذي إفتتح ملحمة الدم ، من عمق الظلام ، ومن رُكام الذُلّ ، أشرقت ( لا ) الحسين ، وكان صوته وحيدا في لحظة الجهاد ، ليُصحح المسار الى الله ، بعد أن صمت الجميع أمام فوضى الجاهلية الجديدة التي أماتها الإسلام بسيف عليّ في بدر وحنين .
فما أشبه إسمك بالحزن ، حتى حروفك لو تأملناها ، فبين الحسين والحزن ، دمعة الولاء ، يختلط الحزن والدمع ، وتتشح الروح بالسواد ، لترسم لوحة الفاجعة المتجددة الخالدة ، فتنسنا كل آلامنا وتتجه الجوارح بكلّها صوب كربلاء ، لتقدم الدم والدمع قربانا لذكرى الطف ، للحسين الذي سقى بدمه أرض كربلاء ، فخضعت كل الارض بطولها وعرضها راكعة له ، فصار شعار الدنيا ، كل أرض كربلاء ، وكل يوم عاشوراء.
وما بين الارض والسماء ترتفع الأكف خاشعة في محرابه وتحت قبته تطلب العفو من بارئها ، حُزنٌ أبكى السماء ، وأشجى الارض ، وأقرح القلوب ، لذلك الدمُ الحسيني المراق على صعيد الكرامة .
والى الفرات وخطيئته ، قطرات الماء كانت قطب الحدث في عاشوراء ، حتى ظل الدهر يعاتبه الى الحشر ، كيف لم ينتفض ويسير بنفسه للحسين ، حين نادى بعطشه ، أيُّ ذنب يا فرات إرتكبتْ ..! ولم تجري عليهم كطوفان نوح ، ولِمَ صَبَرْت ولجُمِتَ ؟ ذلك ذنبُ عظيم...!
فيا ترى مَنْ أدرك تلك الحمرة الممتدة من القبة المقدسة الى الفضاء ، حتى احالتها كبقعة دم ، وتلك الراية التي تصرخ يا لثارات الحسين ، لازالت بعنفوان الشهادة تترنم ، فبين السماء والحسين ، رابطة العشق المقدس ، أعطى الحسين دمه للسماء، فاعطته السماء سرّ المسار الى الجنان ، ذلك الدم الزاكي الذي أطلق الاسلام من أسره من براثن النفاق والجاهلية ، فظل طريا حيّا الى اليوم.
ويا حسين وكلّ شيء فيك عجب ، ولا عجب ، جسد ينتقل الى العالم الآخر ، فتحيا به أمة كاملة ، بدنٌ يُقتل مرة ، فيولد ألف مرة أو يزيدون ، ويصرع وحيدا بلا ناصر ، والملايين يلبون ندائه ، ويقضي ظمآنا ، فيرتله كل لسان يذوق الماء ، ويرحل غريبا ، فيصبح قبلة للعاشقين ، ويغيب بجسده الشريف ، فيصبح شعلة الثائرين ، كل هذا ولا عجب ، فالحسين اكرم واجلّ من هذا كله ، وله مع النبض حضوره البهيٌّ.
وكربلاء ، أرض الطف ، أرض كربٍ وبلاء ، عبق الزمان ، وملح الحياة ، ستظل شمسك مشرقة - كالراية الحمراء - بعنفوان الشهادة والدم الزاكي المراق .


توقيع : جعفر المندلاوي
إِلهي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاع إِلَيْكَ، وَأَنْرِ أَبْصَارَ قُلوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ
حَتّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ العَظَمَةِ وَتَصِيرَ أرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ
من مواضيع : جعفر المندلاوي 0 عنوان الإباء (علي الأكبر)
0 شهيد السجن
0 الصحابة في ميزان الحسين
0 سرُّ الهدى
0 ونراه قريباً (نصرة لفلسطين ولبنان)
رد مع اقتباس