عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية الباحث الطائي
الباحث الطائي
بــاحــث مهدوي
رقم العضوية : 78571
الإنتساب : Jun 2013
المشاركات : 2,162
بمعدل : 0.50 يوميا

الباحث الطائي غير متصل

 عرض البوم صور الباحث الطائي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الباحث الطائي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 19-10-2014 الساعة : 12:39 AM


بسمه تعالى

علق احد الاخوان على الطرح ( في محل اخر ) وكما يلي :

حفظ القران بالمعنى المعروف تكفل به الله تعالى وقد صرح القران بذلك فربط الحفظ بتضحية الامام الحسين لابد ان يكون له معنى اخر غير هذا ؟؟؟

------------------------

الجواب ، اقول :
مقدمتاً القول المشهور الذي بدئنا به الطرح يقال عنه انه ليس قول يرجع لمعصوم ، بل هو قول مشهور قيلت بخصوص اهمية دور الامام الحسين ع وثورته في وجود الدين وحياة المسلمين ، واستحسنها كل من ذكرها من علماء ومشايخ ومتدينين لموافقتها للحق وكانها صدرت من معصوم .

المسالة الاخرى هي مسالة حفظ الدين وتكفل الله تعالى به طبقا لقوله تعالى ( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون )

هنا نقول الاصل هو ثبات تكفل الله به ،
والعمل / الطريقة ، هي في فهمها دينيا محل الاخذ والرد .
وحيث انه لدينا سنة من سنن الله في عالم الدنيا ان تجري الامور باسبابها ، وطرقها الطبيعية*
فان اولياء الله وجهادهم كالامام الحسين ع وعظيم دوره وثورته المباركة ليست بغريبة العلة والفهم لإن تكون سبباً جعله الله لحفظ الذكر والدين في حياة الناس*
وهنا اذا صح هذا فلدينا حيثيتين تحتاج مزيد عمق ، وهي الذكر / القران الكريم ، وكذالك الدين

فالذكر ( القرآن الكريم ) كما نعلم هو ذالك الكتاب الإلهي المنزّل على قلب الرسول محمد ص والذي نتناوله وموجود اليوم في ايدينا بصورته اللفظية كسور وآيات .
وهذا القران نعلم انه بهيئته وصورته اللفظية هي مرتبة من مراتبه الوجودية وله مرتبة / مراتب اخرى اعلى وجودا / تكوينا كما في مرتبة اللوح المحفوظ .

هذه المرتبة اللفظية وإن نحن نعتقد بحقيقتها بل هي يقين ثابت نتناوله بايدينا ككتاب اسمه القران وكلماته هي كلمات الرحمن
ولكن تمام حقيقته في حياتنا في تمام اثره وغايته
وتمام حقيقته واثره بمرتبته اللفظية لا تكون الا بوجود القران الناطق ، وهو مقام المعصوم الذي يُخرج حقيقة معانيه من مرتبة اللفظ الى مرتبة المعنى والمقصد والتاويل ومراتبه والتطبيق الفعلي والحسي وكل حيثياته الى عالم الوجود المحيط والذي يمكن ان يستفيد منه ،

وهذا يعني بعبارة اخرى ،أنّ الذكر الكريم تمام حفظه بتمام حفظ سوره واياته اللفظية مع وجود المطبق المعصوم / القران الناطق معه ، وإلا لا قيمة اثرية كبيرة لمرتبته اللفظية بغياب المعصوم ،
ومنه نفهم دور واهمية قول الرسول ص ( اني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا ) ، وها هو القران الكريم الذي فيه تبيان كل شيء هل يمكن لاحد ما بغير وجود المعصوم ان يستفيد منه تمام الاستفادة ويطبقه تمام التطبيق . !!! الجواب لا ولم يدعي هذا احد بذاته بل لعل اقصى ما يمكن به هو الاستنارة بالسنة النبوية والامامية لاستخراج بعض كنوزه التي لا تنتهي .


واما الدين : فهو هذا القران وتطبيقه الحقيقي الحق الذي يراد للناس السير عليه ، وخير طريق واسلم طريق هو صراط الرسول الخاتم محمد ص وال بيته الاطهار الذين انعم الله عليهم .
ولما كاد صراط الباطل والانحراف الذي على راسه شياطين الجن والانس ان يحرفّوا الدين ، ويميتوه في حياة / قلوب الناس ، كان عمل الامام الحسين وثورته وتضحيته هي اليد التي انقذت الدين من الموت في حياة الناس واعادته الى المسار الصحيح وان لم يلتفت اليه ويفهم حكمته بعض المؤمنين اول الامر .

وها نحن نعيش في عز الاسلام والعقيدة الاثني عشرية بفضل تلك التضحية الكبيرة لسيد الشهداء وال بيته وصحبه الابرار .*
بل ارتبطت قضيته بقضية الظهور ولها اثر وروح في اليوم الموعود ويكفينا دليل عليها ان يوم الخروج / القيام جعله الله وكما وصل الينا في يوم العاشر من محرم الحرام كيوم استشهاده ع . وهو ثائر الله المؤجّل وعلى يد حفده يعجّل ان شاء الله وبحوله وقوته . وهو اول الراجعين في الرجعة*

ولذالك ومنه نقول انه حقا وتماما قد حفظ الله الدين كما وعد في قرآنه ، والحسين ع هو احد اسبابه الكبرى وكل العترة كانت سببا في حفظ الذكر وبمراتب حسب الفهم الذي طرحناه .


( ملاحظة قد تفيد) : بل لعل مقام المعصوم ع في الدنيا واثره مقايستا بالمرتبة الوجودية للقران في الدنيا ( المرتبة اللفضية )، يظهر منها تفوق مقام المعصوم ع اكثر بكثير من المرتبة اللفضية للقران الكريم (على الاقل من الجهة التي اذكرها )
ذالك ان الامام المعصوم ع / حجة الله في ارضه هو سبب بقائها ( وهو واسطة الفيض الإلهي ) ولو رفع لساخت الارض باهلها ، بينما لم نسمع حديث يقول لو رفع القران ( مثلا) كمرتبته اللفضية من الارض لحل بها كما في حالة رفع الحجة ع*
بل لعل الواقع اصلا قبل نزول القران وعصر نزوله لم يكن اصلا نازلا كاملا وموجود بمرتبته اللفضية ،
وهذا ان دل على شيء فيدل على ان الحجة ع في وجوده واثره اعلى ، وهو الاصل ، فاذا كان الحجة موجود فهذا يعني باليقين وجود المرتبة اللفضية نصا تاما وحفضا ، لانها لا تنفك عنه بوجوده ، بينما العكس اذا رفع الحجة ع من الارض فلا يستطيع القران بمرتبته اللفضية البقاء وحفظ الارض وعالم التكوين رغم عظيم مرتبته ومراتبه الاخرى واثرها التكويني في عالم الامكان .


وادناه نضيف طرحا قد كتبناه سابقا قد يكون له علاقة بالمبحث الذي هنا ويزد توسع وفائدة وكما يلي :


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

عن الرسول الأكرم محمد ص ، 【حسين مني وانا من حسين】

1- حسين مني ، وهذا مصداق لقوله تعالى : فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي .
وهنا الاتباع الحقيقي عن إيمان وعمل ، بإخلاص وعلم ، يوجب تحقق الارتباط بأعلى معانيه*
وكذالك فنحن نعتقد أن الإمام الحسين ع هو أحد أهم مصاديق الاتباع والإيمان بالرسول وهو من أخلص واعلم الناس .
وكذالك حق وتحقق القول فيه " حسينا مني "
وكلما زاد اتباع المؤمن وإخلاصه ، نسب إلى جهته ، ولذلك قال الرسول في سلمان المحمدي ، سلمان منا ال البيت ، وهذا من أشرف الفضل والمقامات التي قيلت بمن هو دون المعصوم المنصوص ، فتأمل*

2- وانا من حسين .

هذه يرجع أصل فهمها والله أعلم إلى قوله تعالى : وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ

كان الله قد ابتلى / اختبر عبده ورسوله إبراهيم ع ، وواحدة منها هو أن يذبح ابنه إسماعيل ع كما في القصة القرآنية المعروفة في تفاصيلها وتفسيرها ،
ونعلم أن الرسول محمد ص هو من نسل إسماعيل ع لا إسحاق ع*
وعليه لو كان إسماعيل ع قد ذبح ، لمكان قد خرج النسل الطاهر المطهر منه وهو الرسول محمد ص .

ولكن الله افتدى الدين الإسلامي ( بعد أن نجح إبراهيم وابنه في الامتحان ) ، بالحسين ع ليكون به فداء الدين الإسلامي المحمدي الخاتم .
فمقابل هذا الفداء لإبقاء إسماعيل الذي منه خرج الرسول محمد ص بسبب افتداء ابنه الحسين ع ( وهو حقا كبش الله الأعظم الذي افتدى به الدين ) .
أي هنا الإمام الحسين ع كان فداء لاسماعيل ولولاه ما كان الرسول محمد ص ليخرج من نسله سببيا ، وفداء ولولاه ما بقي الإسلام حيا بعد أن كاد أن يموت في قلوب الناس .
أي لولا فداء / استشهاد الإمام الحسين ع فلا كان الرسول محمدا ص ، ولا كان من بعد بقاء لدينه .
لذالك حق قول الرسول فيه : وانا من حسين

فهو بحق " ذو الفدائين " العظيمين ، فسلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .


وأخيرا نترككم مع هذه الرواية لتتميم الفهم وربطه بعد التأمل :

روى الصدوق بسند معتبر عن الفضل بن شاذان ، قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : لما أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام أنْ يذبح مكان إبنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه ، تمنَّى إبراهيم عليه السلام أنْ يكون قد ذبح إبنه إسماعيل عليه السلام بيده ، وأنه لم يُؤمر بذبح الكبش مكانه ، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزَّ ولده بيده ، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب .

فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه : يا إبراهيم ، مَنْ أحبُّ خلقي إليك ؟ فقال: يا رب ، ما خلقتَ خلقاً أحبُّ إلي من حبيبك محمد . فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه : يا إبراهيم فهو أحبُّ إليك أو نفسك ؟ فقال : بل هو أحبُّ إلي من نفسي . فقال : فولده أحب إليك أو ولدك ؟ قال : بل ولده . قال : فَذبْحُ ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال : يا رب ، بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي . قال : يا إبراهيم ، إنَّ طائفة تزعم أنها من أمة محمد ستقتل الحسين إبنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يُذبح الكبش ، فيستوجبون بذلك غضبي . فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك ، وتوجَّع قلبه وأقبل يبكي ، فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليه : يا إبراهيم قد فديتُ جزعك على إبنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله ، وأوجبتُ لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب ، فذلك قول الله عزَّ وجلَّ " وفديناه بذبح عظيم " .[263]


والله أعلم


توقيع : الباحث الطائي
لا اله الا اللـه محمــــد رســــول الله
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

( الاسلام محمدي الوجود . حُسيني البقاء . مهدوي الغاية )

*
*

الباحـ الطائي ــث
من مواضيع : الباحث الطائي 0 القراءة السياسية والعلامتية لاحداث مصر
0 متى يخرج السفياني لغزو العراق
0 في أي فصول السنة يظهر القائم ع
0 الفتنة الشرقية الغربية وعلو بني إسرائيل الثاني
0 قراءة جديدة في رواية اذربيجان
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 19-10-2014 الساعة 12:51 AM.

رد مع اقتباس