[الباحث الطائي]

بسمه تعالى

يتبع

قبل ان ندخل في تصور المحتمل الثاني لبنو فلان( او بنو العباس) ، نحتاج الى تفسير بعض ما يتعلق بالمحتمل الاول السابق بخصوص القضاء عليهم من قبل جيشي الخرسان والسفياني.

حيث ان الرواية تقول < حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان > .

والمعلوم ان الاسقاط الاول لبنو فلان او بنو العباس كان على القيادات السياسية الشيعية الثلاثة الرئيسية المتصدية لزمام الامر( كلها او حتى بعضها) . وهؤلاء منتحلين عقيدة مذهب ال البيت ع ولو ظاهريا اذا اردنا التنزل اكثر.

فكيف يمكن تصور ان يكون استأصالهم على يد الخرساني( نستبعد السفياني لانه لا اشكال متعلق فيه عليهم) . وهم يشتركون في نفس العقيدة الولائية. ولعل الواقع المشهود حاليا انهم قريبين من السياسيين الايرانيين لاسباب ومصالح مشتركة متعددة!

* هنا سيكون الجواب المحتمل ، ان راية الخرساني سوف يكون موقفها من حكام العراق بنو فلان قد جرى عليه تغيير مهم يستوجب ان تصفه الرواية بان يؤدي الى الحرب بينهما ومن ثم يكون الخرساني طرف في استأصالهم مع السفياني.

ولعل مثال على ذالك بلا حصر كأن يتاكد الخرسانيين( الايرانيين) ان حكام العراق هم سبب رئيسي في انهيار العراق وضعفه وانهم انكشفوا وتبينت حقيقتهم التي هي مصالحهم الفئوية الخاصة على حساب الدين والمقدسات والارواح والمذهب الشيعي الذي يترأسون قيادته السياسية.

ومع وجود تحدي خطر السفياني باتجاه العراق ، فان راية الخرساني( مع راية اليماني) المتجهة للكوفة/ العراق لانقاذه ولدعم خط ظهور الامام الحجة ع. سوف تحارب كل الاعداء المتصورين على خط الظهور-ومصالح الشيعة العليا كمذهب واتباع ، وهنا بالطبع السفياني هدف رئيسي وحكومة بنو فلان هدف اخر وكل خطر اخر متصور يدخل معه.

****************

المحتمل الثاني لبنو فلان او بنو العباس

هنا في هذا الفرض اذا استبعدنا حكام العراق المتمثلين بالقيادات الشيعية السياسية في ظل فرضية عصر الظهور مع دلائل الواقع المشهود.

سيكون المحتمل المتصور الثاني هو كما لعله تصوره وطرحه سماحة الشيخ جلال الدين الصغير مؤخرا حسب اطلاعي.

ويدخل الشيخ الصغير لهذا الفرض من خلال الرواية التالية:

عن عبد الله بن ابي يعفور قال: قال لي ابو جعفر الباقر (ع) : (("ان لولد العباس و المرواني لوقعة بقرقيسيا يشيب فيها الغلام الحزور، و يرفع الله عنهم النصر، و يوحي الى طير السماء و سباع الارض [أن]اشبعي من لحوم الجبارين، ثم يخرج السفياني")).

ويرى الشيخ الصغير ان ذكر ولد العباس هنا ارتبط بمعركة قرقيسيا المعروفة المشهورة في روايات الظهور ، التي ستكون في الجزيرة السورية .

ومن ملابسات الاحداث والقرائن الاخرى الموجودة في روايات اخرى مع ما جرى في الواقع المشهود الحالي من تدهور امني عسكري سياسي كاحداث سقوط الانبار والموصل مؤخرا.

فان الشيخ يرى ان هذه مقدمات التصور الذي يفترض ان تكون فيه جزيرة الموصل وامتداداته وتواصلا مع جزيرة سوريا مع قبائل قيس التي ستشترك في معركة قرقيسيا وتهلك على يد السفياني ، وحركة عوف السلمي التي مركزها تكريت . كل هذه الشواهد والقرائن تدلل عند الشيخ مع ربطها وفهمها روائيا وواقعيا بان بنو العباس هم احد هذه الاطراف المسيطرة على الوضع المتمرد في الانبار وجزيرة الموصل .

اذن قرينة اشتراك بنو العباس( بنو فلان) في قرقيسيا ، مع تمرد وخروج منطقة الانبار وجزيرة الموصل عن سيطرة الحكومة العراقية . ستكون دلالة على اسقاط بنو العباس عليهم لا على حكومة العراق السياسية الشيعة التي افترضناها في المحتمل الاول. !

وهذا بالعموم فرض مهم ايضا نضعه لتغطية المحتملات المهمة المطروحة في الساحة العلاماتية العراقية الان في ظل فرضية عصر الظهور

ولعل الاخ الباحث الاكاديمي لديه طرح هنا مقارب لطرح الشيخ الصغير من جهة اسقاط بنو العباس على غير حكومة العراق الحالية ، وحصر محتملاتها في المنطقة الشمالية والغربية للعراق بين السنة والاكراد ( وان كان له تصور يفترض ان بنو المرواني وبنو العباسي لهم قرقيسيا غير قرقيسيا جزيرة سوريا) لمن يريد الاطلاع واضافته للمحتملات الاخرى.


وطبعا هنا في ظل هذا الفرض ، فان تصور استهدافهم من قبل رايتي الخرساني والسفياني واضحة واكثر قبولا بدلائل الروايات والمنطق. لان بنو العباس مع المرواني لهم وقعة مع السفياني بقرقيسيا وهذا يعني انهم اعداء مصالح سياسية او غيرها من اسباب وان اشتركوا في العقيدة المنحرف .

ونفس الحال فان الخرساني سيستهدفهم لانهم اعداء خط الظهور واعداء الشيعة واعداء الخرسانيين ايضا. ولكن هناك نكته في الرواية تحتاج مزيد تدقيق لاستخراج قيمتها ، لعلها اول مرة تطرح. وهي ان الرواية تقدم ذكر الخرساني على السفياني عندما ينطلقون صوب بنو فلان وكما في المقطع التالي:

< حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب هذه هي المحتملات الرئيسية المهمة ولكن ليس على سبيل الحصر >

وهذا لعله اشارة الى ان انطلاق او وصول الخرساني لبنو فلان او بنو العباس وتلاحمه معهم سيكون قبل السفياني ، رغم ان السفياني وكما نفهم من الروايات سوف يصل الى الكوفة/ النجف لاحقا قبل رايتي الخرساني واليماني ولعله يبقى فيها 18 عشر يوما حتى تصله طلائع رايتي الخرساني واليماني.

ولعل هذا قد يفسر سبب تاخر راية الخرساني من الوصول ، فلعل انشغالها مع بنو فلان او بنو العباس عسكريا في تلك المنطقة المتمردة والواسعة اخذ منها وقت اطول! رغم انها في سباق مع راية السفياني باتجاه الكوفة كهدف اصيل رئيسي في ملابسات احداث الظهور. فتامل


***********

بقي هنا قبل الختام ، ان نظع تصور اخر لبنو فلان او بنو العباس المذكوري . ولكن ليس على اساس استحصاله من الواقع الفعلي المشهود في الساحة العراقية الان وفي ظل فرضية عصر الظهور.

وهذا التصور والذي هو محتمل ايضا ، سيكون ان مصداق بنو فلان هو تطور جديد سوف يحدث في الساحة العراقية السياسية والعسكرية ينتج منه اصحاب مصداق بنو فلان او بنو العباس.

وهنا اذا فرضناهم هم حكام العراق الرسميين( المتغلبين) فهذا يعني سيكون هناك في المستقبل القادم المتوقع تحولات جذرية سياسية وعسكرية تؤدي الى تشكله وخروج بنو فلان قبيل الظهور ومن ثم تجري بقية ملابسات الاحداث عليهم كما في الروايات والقرائن وكما فصلانه في المحتملات المنطقية الممكنة.

واذا افترضنا انهم ليس الحكومة الرسمية للعراق او المتغلبة عليه ، بل هم مصداقهم من جهة جزيرة الموصل ومحافظة صلاح الدين ولعل تغيرات وتشكلات اخرى تحدث تفرزهم للخارج بشكل اوضح يضيفهم للاحتمال الممكن.

هذه هي المحتملات المتوقعة في الساحة العراقية الان وفي ظل فرضية عصر الظهور.
ويبقى الفاصل هو الواقع المستقبلي الذي يمكن به كشف حقيقة الامور. وتستمر المتابعة للتدقيق.

والسلام عليكم.

الباحث الطائي