|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 78673
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 4,881
|
بمعدل : 1.14 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ربيبة الزهـراء
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 28-07-2014 الساعة : 12:12 AM
حواريّة الجنابة
سبقني على غير العادة أبي هذا اليوم اِلى جلسة الحوار هذه .
وحين حضرت لم يلحظ أبي أول الاَمر حضوري.. كان صامتاً، متأمّلاً مطرقاً برأسه اِلى الاَرض. مرخياً عينيه في قلبه، تاركاً ـ كما يبدو ـ لمشاعره حريّة التسلّل خارج جدران الغرفة المفضضة ببياض الاَسئلة وبراءة قلب الطفل.
وما أن لمحني حتّى عاد لعينيه حزمهما الجميل الهادئ ، فرنا اِليَّ قائلاً:
سأبدأ حواري بمقدّمة تسلمني اِلى فحوى حديث اليوم.. اِلى حواريّة الجنابة. ثم أردف:
ـ حدّثتك في «حواريّة النجاسة» عن النجاسات، تلك التي تسلب من أجسادنا وأجسام الاَشياء طهارتها الاَولى التي كانت عليها.
ثم حدّثتك في «حواريّة الطهارة» عن المطهّرات، تلك التي تعيد مرّة اُخرى لاَجسادنا وأجسام الاَشياء طهارتها المغصوبة.
ولو رجعت اِلى «النجاسات» لوجدت أنّها أشياء مادّية طارئة على الجسد، منه، أو من غيره.
اِنّ هناك اُموراً معنوية غير محسوسة، لو «حدثت» لسلبت من الانسان طهارته، ولاحتاج بعدئذٍ اِلى ما يعيد له طهارته المسلوبة ونقاءه الجميل المفقود.
ذلك «الحدث» على نحوين.. أكبر وأصغر.
فالحدث الاَكبر: الجنابة والحيض والنّفاس والاستحاضة الكثيرة ومسّ الميّت والموت.
والحدث الاصغر: كالبول والغائط والريح والنوم والاستحاضة القليلة وغيرها.
والحدث الاَكبر «يغسله الغسل» أو «يمسحه التيمّم».
والحدث الاَصغر «يغسله الوضوء» أو «يمسحه التيمّم».
وستتناول حوارياتنا القادمة هذه الاُمور أمراً أمراً مبتدئين اليوم بـ«الجنابة».
قلت لاَبي:
بماذا تتحقّق الجنابة؟
قال:
تتحقّق بأحد أمرين:
أولاً: خروج السائل المنوي، سواء أخرج بممارسة جنسيّة، أم باحتلام، أم بعادة سريّة، أم بغير ذلك.
وما هي صفات السائل المنوي؟
ـ سائل لزج كثيف، رائحته كرائحة العجين المختمر، حليبي اللّون يميل لون أحياناً اِلى الصفرة أو الخضرة، يخرج في الغالب عند بلوغ الشهوة الجنسيّة ذروتها مصحوباً بالدفق وملحوقاً بارتخاء وفتور للجسد.
واِذا شككت بأن هذا السائل اللزج الخارج هل هو سائل منوي أو هو غيره من السوائل الاخرى؟
ـ سأعطيك علامات ثلاث: اذا اجتمعت ثلاثتهن فهو سائل منوي.
هذه العلامات هي: الشهوة، والدفق. وارتخاء الجسد أو فتوره.
وفي المريض تكفي الشهوة.
ولو تحقّقت واحدة منهنّ أو اثنتان..؟
ـ قل انّه ليس سائلاً منويّاً، سوى المريض كما ذكرت قبل قليل.
وهل للمرأة سائل منوي كالرجل؟
ـ نعم السائل الخارج من مهبلها عندما تبلغ الشهوة الجنسية ذروتها بحكم السائل المنوي في الرجل سواء في حال النوم أو في حال اليقظة.
ثانياً: الاتصال الجنسي ولو لم يؤدّ اِلى نزول السائل المنوي. ويكفي في تحقّق الاتصال الجنسي دخول رأس العضو التناسلي الذكري «الحشفة» في فرج الانثى أو شرجها.
واِذا خرج السائل المنوي أو تحقّق الاتصال الجنسي؟
ـ تحقّقت الجنابة، للفاعل والمفعول به من غير فرق بين الكبير والصغير، والعاقل والمجنون والحيّ والميّت.
واذا تحقّقت الجنابة..؟
ـ وجب عليك الغسل لتصلّي ـ مثلاً ـ أو لتطوف في حجّك. فان الصلاة والطواف تتوقّف صحتهما على الغسل، وسأشرح لك في «حواريّة الغسل» التي ستأتي، كيف تغتسل.
ثمّ اِنّه حرمت عليك ما دمت جُنباً أمور:
(1) ـ مسّ كتابة القرآن الكريم.
(2) ـ مسّ لفظ الجلالة «الله» [وأسماء الله وصفاته الخاصة به كـ «الخالق»].
(3) ـ قراءة آية السجدة من كل سورة من سور العزائم الاربع وهي «اقرأ، والنجم، والسجدة، وفصّلت».
(4) ـ دخول المساجد او المكث فيها، أو أخذ شيء منها أو وضع شيء فيها [وان كان من خارجها أو في حال الاجتياز فيها].
ويجوز للجنب اجتيازها كالدخول من باب والخروج من باب آخر اِلاّ المسجدين الشريفين «المسجد الحرام بمكّة» و«المسجد النبويّ بالمدينة»، [وتلحق المراقد المقدّسة للمعصومين عليهم السلام بالمساجد].
وهل يلحق الصحن والرواق اذا لم يكن مسجداً بالمسجد فيحرم دخولهما؟
ـ كلا لا يلحقان به.
قبل أن نودع حواريّة الجنابة أحبّ أن أسألك وأخجل.
ـ سل ما شئت دون خجل فلا حياء في الدّين، أقولها دائماً.. دائماً.
أحياناً بعد أن أُثار جنسيّاً اشاهد نقطة لزجة لسائلٍ أبيض شفّاف تخرج من القضيب.
ـ نعم هذا السائل طاهر لا ينجس الملابس ولا الجسد، ولا يجب عليك الغسل ولا الوضوء اذا خرج، وهناك سائل آخر يخرج بعد البول أحياناً، اِنّه كذلك طاهر ولا يجب عليك الغسل اذا خرج.
والعادة السرّية؟
ـ العادة السرّية محرّمة يجب عليك اجتنابها وقد نزّلها الاِمام الصادق عليه السلام في بعض النصوص المرويّة عنه منزلة الزّنا!!
|
|
|
|
|