[المستمسِك]

بورك يراعكم أخي الباحث الطائيّ وسدّد الله خطاكم..

لدينا ملحوظتان صغيرتان بعد إذنكم:

الأولى: تتعلق بتعيين موقع (الجزيرة) ..
فإنّ الموقع الذي حدّدتموه هو الجزء السوريّ (بحسب الحدود الحديثة) من الجزيرة، وإلا فإن الجزيرة أعمّ وأكبر من هذا..
فإن العرب يطلقون اسم الجزيرة على المناطق الممتدة بين دجلة والفرات (القسم الاشمالي بينها).. لا على المناطق التي تقع بين الخابور والفرات.





وتقسم إلى ثلاث أجزاء:
الجزيرة العليا، وهي داخل الحدود التركية الآن.
والجزيرة الوسطى، وهي ضمن الحدود التركية.
والجزيرة السفلى، وهي ضمن حدود جمهورة العراق.

قال البكري الأندلسي (معجم ما استعجم 2/ 282):
"وسميت الجزيرة لأنها بين الفرات ودجلة مثل الجزيرة ".

وقال ياقوت الحمويّ (معجم البلدان 2/ 134):
"وهي التي بين دجلة والفرات
مجاورة الشام تشتمل على ديار مضر وديار بكر ،
سميت الجزيرة لأنها بين دجلة والفرات......
ومن أمهات مدنها (حران) و(الرها) و(الرقة)
و(رأس عين) و(نصيبين) و(سنجار) و(الخابور) و(ماردين) و(آمد)
و(ميافارقين) و(الموصل)".

بل حتى (تكريت) و(هيت) و(عانة) هي من توابع الجزيرة..

وهذه الخريطة هي الخريطة الدقيقة لـــ(الجزيرة):






وينقل أن البدو لا يزالون يطلقون اسم الجزيرة على مناطق شرق الفرات إلى دجلة.

------------------------------------------

أما الملحوظة الثانية:
فتتعلق بالمقصود من (قيس)..

فإن كلام الشيخ جلال الدين الصغير -أدامه الله- في المقام لا يخلو عن بعض اشتباهات..
فإنّ (قيس) إذا أطلقت أريد بها (قيس عيلان) حصراً وهي نصف (مضر) العدنانيين، وإن كان في العرب قبائل تدعى بقيس، ولكنها إن أريدت قُيّدت، فيقال مثلاً (قيس بن ثعلبة)..
فلا علاقة للجبور والطائيين بمسمى قيس..
والقيسيون الموجودون في المناطق الغربية ليسوا بقوة وحضور غيرهم..

ونشير إلى أنّ (السلميّ) إن اطلق أريد به النسبة إلى قبيلة (سُليم) وهي من كبريات قبائل (قيس عيلان)..

وعموماً.. ليس واضحاً المقصود من (قيس) في هذ المناطق..
فقيس القبيلة (جيس): وهي بقايا قبائل قيس عيلان.. لا يشكلون جبهة مستقلة أو طرفاً قوياً..

فلعل المقصود -والله العالم- جهة معادية لأهل البيت وللأمويين معاً.. فهم نواصب يعادون المنهج الأموي سياسياً..

فإن (قيس) في التأريخ أيدت ابن الزبير ضدّ الأمويين، بل إن قيساً بقضها وقضيضها وقفت مع الزبيريين في معركة (مرج راهط) ضد الأمويين والمروانيين خاصة، وقد كانت كبرى القبائل التي تدعم الأمويين هي قبيلة (كلب)!
مما سبب شرخاً كبيراً بين العرب.. بين (قيس) والمضريين من جهة وبين (كلب) والقحطانيين من جهة أخرى.. حتى انتقل العداء بينهم إلى الأندلس في حوادث معروفة..