|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 78571
|
الإنتساب : Jun 2013
|
المشاركات : 2,162
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الشيخ الهاد
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 25-06-2014 الساعة : 02:28 PM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
اللهم افتح ابواب فهمنا وزدنا علما
اخي واستاذي وشيخي الهاد ، انار الله عين بصره وبصيرته
كان عنوان طرحكم متعلقه في هل يمكننا معرفة وقوع البدأ في تفاصيل العلامات واوقاتها ، وقلتم انها مسالة غيبية ولا طريق اليها الا باخبار الله ، مع استثناء المعصوم المؤيد بروح القدس...
وهذا كلام طيب معدنه لا خلاف فيه ان شاء الله.
ولكن انا اريد ان افرّق بين اصل العلم وبين تحققه .
فاصل علم البداء هو غيبي من عند الله وما يناله اي مخلوق منه اذا استطاع فهو تعلّم من الله العليم لا من ذاته . وهذا ما ذكرته من آيات شاهدة عليه
ومحل علم البدأ هو لوح المحو والاثبات ، الذي فيه تتغير خواتيم الامور بتغير اقدارها. واعلى منه هو اللوح المحفوظ الذي فيه العلم الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل. ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) .
فالذي اريد ان اصل اليه فيما ذكرته سابقا ان تفاصيل اي علامة من علامات الظهور كالحتمية مثلا ، لو ان المعصوم اخبر عنها فهي تعني اخبار عن علم غيبي من لوح المحو والاثبات له حقيقة ولكن ثبوته غير يقيني لانه مازال في متاثر الاقدار وقابل للتغير والبدأ.
وقبل التحقق الفعلي فلا طريق لدينا لمعرفة البدأ وهذا حق لغيبيته اصلا ومرتبة
وبعد التحقق يمكن معرفة البدأ لانه دخل في الواقع/ العلم الشهودي وخرج من دائرة الغيب.
والمثال الذي ذكرته عن رسول الله موسى ع لمّا واعده الله ثلاثين ليلة ثم اتمها بعشرة ، فان النبي موسى ع قبل البدأ لم يكن يعلم وبعدما تفعل البدأ وتحقق في عالم الواقع الشهودي صار معلوما له ، واما بالنسبة لقومه الذين لو فرضنا انه اخبرهم بموعده مع الله في ثلاثين يوما فهو اخبار عن علم متعلقه حقيقة في لوح المحو والاثبات ، فلما تاخر عليهم بازدياد عشرة ايام بسبب البدأ فهذه العشرة قبل وقوعها بالطبع هي غيبية عنهم ، وبعد تحققها في الواقع اصبحت معلومة مشهودة فعلا لانه تاخر حقيقتا عشرة ايام بعد الثلاثين.
ونفس الشيئ مع اي اخبار عن تفاصيل اي علامة صحيحة من المعصوم ع فهو اخبار لنا عن حقيقة في لوح المحو والاثبات نتعبد بها ونصدقها وكذالك نؤمن بان البدأ حقيقة ايضا يمكن ان تغير بعض التفاصيل ولكن لا طريق لنا لمعرفة ذالك طالما هي في دائرة الغيب ، فاذا خرجت من دائرة الغيب ونزلت في دائرة التحقق الواقعي المشهود الذي يطابق حقيقة اللوح المحفوظ فهنا اصبح لدينا الان علم بان ما ذكره المعصوم من تفاصيل سابقة من لوح المحو والاثبات هي إما ستبقى كما ذكرها او تتغير اذا طرء اي تغير فيها اي جرى البدأ عليها
لذالك ستكون خلاصة هذا التوضيح اذا وفقنا الله واصبنا الحق
انه لا طريق لنا لمعرفة تحقق البدأ على اي حقيقة او تفاصيل تصل الينا عن علامة من لوح المحو والاثبات الا باخبار المعصوم ع وبعد تحقق البدأ ، او تحقق تفاصيل هذه العلامة في الواقع المشهود الذي هو يطابق علم الله في اللوح المحفوظ على خلاف ما ذكره المعصوم ع من قبل ( وهنا بالمنطق والعقل سنعلم وإن لم يخبرنا المعصوم لان الواقع والتحقق هو نوع اخبار عملي لا لفضي فتامل) .
ولقد ذكر العلامة المجلسي رحمه الله طرفا حول ذالك كما ادناه:
*: "إعلم أن الآيات والأخبار تدل على أن الله تعالى خلق لوحين, أثبت فيهما ما يحدث من الكائنات, أحدهما : اللوح المحفوظ الذي لا تغيّر فيه أصلا ً وهو مطابق لعلمه تعالى, والآخر؛ لوح المحو والإثبات, فيثبت فيه شيئا ً ثم يمحوه لحكم ٍ كثيرة لا تخفى على أولي الألباب " (النص في بحار الأنوار, ج 4, ص130 ) .
والله اعلم
وشكرا
|
|
|
|
|