|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 55939
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 250
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أبو حسين العاملي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 30-05-2014 الساعة : 12:49 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور على السؤال ، وأسأله من تعالت بوارقه أن يمدكم بلطف منه وعون ، وبعد .. **** إن الأدعية التي ذخرت بها المكتبة الشيعية كانت وما زالت عونا ثقافيا ومعنويا ، يقود الباحث إلى القيم العلية ، وينور درب السالك للمراتب البهية .
ثم إن هذه الأدعية ليست مجرد حالة روحية هبت في صدور الإنسان - بحيث لا تتعدى تلك الحالة الآنية - بل هي مصدر من المصادر التشريع ، التي تنفلق عنها الأبواب الفقهية والعقائدية .
وبعبارة أخرى : هي مصدر موثوق تلفه العصمة ، ولا يصح نسبته عبثا إلى المعصوم إلا إذا كان قد قاله ، وإلا عد كذبا على الدين ، وأوجب قائله العار والشنار ، وفي شهر الصيام حرمة الإفطار .
************* ******** إذا عرفت هذا ، فنقول :
أولا : أن أمثال السيد العظيم ابن طاووس رضوان الله عليه لا يمكن أن يتصور بحقه أن يدلِّس ، ويلفِّق بعد دعاء الإمام عليه السلام : دعاءً من عنده ، يُوهِم السامع أنّه للإمام عليه السلام .
ثانيا : أن العلماء والفقهاء في الرسائل العملية - كمناسك الحج - ذكروا هذه الزيادة ، ولم يذكروا أنها من مخترعات السيد ، بل ذكروا ما مؤداه : أن الدعاء في نسخة ابن طاووس قد ورد مزيدا عليه ، في قبال النسخ الأخرى في كتب العلماء الآخرين ، ولا أعتقد أن الفقهاء سيقحمون زيادة اخترعها ابن طاووس رحمه الله مع وضوح أنها لابن طاووس ، هذا يخالف الذوق الفقهي .
****** *********
** ****
وأما قولكم - طال عمركم - : ( يبدو أنه من إضافات السيّد ابن طاووس (رحمه الله)، ومما يؤيد ذلك اختلاف لحن الدعاء مع ما سبقه، ويبدو أنه من انفرادات السيّد ) فيلاحظ عليه :
أولا : أن الاختراع والتدليس ليس من شأن علمائنا الأعاظم ، خاصّة ابن طاووس رضوان الله عليه ، ومَنْ لم يعرف ابن طاووس وتقواه فليقرأ عنه ما شاء الله .
ثانيا : ليس هناك أي اختلاف في سياق الدعاء ، بل هناك نقلات عديدة تعرفها البلاغة ، وتقرها ، وقد وُجِد منها في القرآن الكريم الكثير لمن تأمل في آياته ، وهي تشد السامع وتجعله أكثر حيوية .
وأنت لو تأملت لاتضح لك عدم اللحن المدّعى : قال الإمام عليه السلام قبل الزيادة :
( وَأَسأَلُكَ اللّهُمَّ حاجَتِي الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي ، وَإِنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي ما أَعْطَيْتَنِي )
وفي الزيادة :
(إِلهِي أَنا الفَقِيرُ فِي غِنايَ فَكَيْفَ لا أَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي ، إِلهِي أَنا الجاهِلُ فِي عِلْمِي فَكَيْفَ لا أَكُونُ جَهُولاً فِي جَهْلِي ) .
وثالثا : كون ابن طاووس رحمه الله قد تفرد بهذا الزيادة لا يعني شيئا فكثيرا ما يتفرد العلماء بنقل بعض الزيادات ، خاصة بين كتاب الكافي للكليني رضوان الله وكتب الشيخ الطوسي رضوان الله عليه ، فإنه لم يدع أحد أنه قد جمع بين دفتي كتابه كل ما عند الشيعة ونسخ رواياتهم المتعددة ، بل أقر العلماء باختفاء واندثار العديد من الكتب والأصول بسبب الاضطهاد والملاحقة وحرق الكتب .
والنتيجة : أن هذه الزيادة من الدعاء الشريف على الظاهر ، ومن قال خلاف ذلك فعليه أن يأتي بتصريح خاص من ابن طاووس رحمه الله أنه قد زاده من عنده ، أو قد أحاط بكل الكتب الشيعية جمعاء ، وهذا متعذر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|
|
|