|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 429
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 12,843
|
بمعدل : 1.90 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
Dr.Zahra
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 20-08-2007 الساعة : 02:59 AM
- هوية التشيع - الدكتورالشيخ أحمد الوائلي ص 58 علي ( ع ) ، أنه سأل النبي ( ص ) يوم خيبر على ماذا أقاتل الناس ؟ فقال ( ص ) : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم( 1 ) .
وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( ع ) : الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله والتصديق برسول الله به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس( 2 ) فصفة الإسلام ثابتة لمن قال بالشهادتين سواء اعتقد أن الإمامة
نص من الله تعالى فهي حق إلهي ، أو بالشورى فهي حق للجماعة يضعونه حيث تتوفر المؤهلات ، وحتى لو لم يكن لمعتقد الإمامة بالنص شبهة من دليل بل لو ذهب إلى أبعد من ذلك فابتدع وكان من أهل البدع فإن علماء المسلمين لا ينبزونه ولا يكفرونه .
فقد عقد ابن حزم فصلا مطولا في كتابه الفصل في باب من يكفر أو لا يكفر وقد قال في ذلك الفصل : ذهبت طائفة إلى أنه
لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاد أو فعل ، وأن كل من اجتهد في شئ من ذلك فدان بما رأى أنه الحق فإنه مأجور
على كل حال إن أصاب فأجران وإن أخطأ فأجر واحد وهذا قول ابن أبي ليلى وأبي حنيفة والشافعي وسفيان الثوري وداوود بن علي وهو قول كل من عرفنا له قولا في هذه المسألة من الصحابة لا نعلم خلافا في ذلك أصلا ( 3 ) .
ويروي أحمد بن زاهر السرخسي وهو من أصحاب الإمام أبي الحسن الأشعري وقد توفي الأشعري بداره وقال : أمرني الأشعري بجمع أصحابه فجمعتهم له فقال اشهدوا علي أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة بذنب لأني رأيتهم كلهم يشيرون إلى معبود واحد والإسلام يشملهم ويعمهم ( 4 ) .
وبعد ذلك كله فما هو وجه ربط التشيع باليهودية لأن فيه أفكار فارسية أو
* ( هامش ) *
( 1 )أنظرصحيح مسلمج2 باب فضائل علي ، والبخاريج3 باب غزوة خيبر .
( 2 )الفصول المهمةلشرف الدين ص 18 .
( 3 )الفصل لابن حزمج 3 ص 247 .
( 4 )الفصولالمهمةلشرف الدين ص 32 . ( * )
- هوية التشيع - الدكتورالشيخ أحمد الوائلي ص 59 نعته بأنه أثر فارسي إذا كان هناك بضعة أفكار نقلها معه بعض من أسلم منهم ودان بها وهي لا تتعدى رأيا أخذ به بشبهه من دليل أو حتى ببدعة كما مر عليك وقد عرفت آراء العلماء في ذلك .
إن هذا التهور على المسلمين والتهريج عليهم من خطل الرأي وسنوقفك عن قريب على مصادر ما ذهب إليه الشيعة من الكتاب والسنة وإن حسبه البعض أنه اقتباس من الفرس أما لقلة اطلاع أو لسوء قصد والله من وراء القصد .
ج - إن هذه الدعوى المقلوبة وهي فارسية التشيع سنوقفك قريبا على إثبات عكسها وأقول على فرض صحتها فما هو البأس في ذلك إذا كان الفارسي مسلما ونحن نتكلم بلغة الإسلام طبعا وشعارنا * ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) * 13 / الحجرات .
فلماذا هذا الموقف وكيف ينسجم مع روح الإسلام ولو كنا نتكلم من منطلق قومي فإن لغة أخرى ستكون لنا حينئذ ولا يكون لنا أي مناقشة مع المتكلم بها هذا مع أن العقل والمنطق القومي السليم يحتم احترام القوميات الأخرى إذا أراد احترام قوميته وما
أروع كلمة الإمام الصادق ( ع ) في هذا المقام إذ يقول : ليس من العصبية أن تحب قومك ولكن من العصبية أن تجعل شرار قومك خيرا من خيار غيرهم ، إن لغة الإسلام لا تفرق بين جنس وجنس فلا يعتبر مسلما من يتكلم بهذه اللغة ، أما إذا كان له
دوافع وراء هذه اللغة غير إسلامية فلا تخفى على القارئ الفطن إن من يعتبر الناس مغفلين لهو المغفل الأكبر وسنرى عن قريب الدوافع من وراء هذه المزاعم .
هناك فرض آخر في تصور فارسية التشيع وهو أن كل أو غالبية الشيعة فرس وقد طغت أفكارهم الفارسية على التشيع حتى غطته وربما أدت إلى الاصطدام مع الشريعة الإسلامية لمخالفة تلك العقائد للإسلام هذا الفرض صرح به بعضهم
- هوية التشيع - الدكتورالشيخ أحمد الوائلي ص 60 كما ستقرأه مع ما نعرضه من آراء في هذا الموضوع - وسترى أن هذا الرأي باطل ويعلم بطلان ذلك كل من له إلمام بتاريخ المسلمين وعقائدهم وبطلانه للأسباب التالية :
أ -إن عقائد الشيعة تحفل بها مئات الكتب والمراجع وهي ميسورة تحت أيدي الباحثين والكتاب في كل مكتبات العالم ، وإن عقائد الشيعة مصدرها الكتاب والسنة وفقه الشيعة مصدره الكتاب والسنة والإجماع والعقل كما مر علينا وأشرنا إلى الكتب
التي تشرح ذلك مفصلا ونضيف إليها كتاب أوائل المقالات للشيخ المفيد وعقائد الصدوق والدرر والغرر للسيد المرتضى وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ، ومن كتب الأخبار والأحاديث الكتب الأربعة وهي الأصول المعتمدة عند الشيعة بالجملة
وهي من لا يحضره الفقيه للصدوق ، والكافي أصولا وفروعا لمحمد بن يعقوب الكليني والتهذيب والإستبصار للشيخ الطوسي ، مع ملاحظة أن ليس كل ما فيها معتمدا عندنا ولكل رواية حساب ولذلك قلت إنها معتمدة بالجملة وقد تعرضت كتب التقريرات لنقد كثير من مضامين الكتب المذكورة .
ب -إن الفرس لا يكونون إلا جزءا قليلا من ناحية الكم الشيعي فالتشيع منتشر عند العرب والهنود والترك والأفغان والكرد والصينيين والتبتيين والخ ويشكل الفرس جزءا من الشيعة ليس كما يصوره البعض عن سوء فهم أو سوء نية .
ج -إن بذرة التشيع نشأت في مهد العرب في الجزيرة العربية وإن الرواد الأوائل للتشيع يشكلون مؤشرا واضحا في ذلك ، وما كان من غير العرب في الرواد الأوائل من الشيعة عدى واحدا هو سلمان المحمدي كما سماه النبي ( ص ) وكان فارسيا
وقد ذكرنا الطبقة الأولى من الشيعة الذين تتوزع وشائجهم على مختلف البطون والقبائل العربية ، وأنت إذا تتبعت الطبقة الثانية والثالثة من الشيعة فسوف تجدهم عربا في الأعم الأغلب ولا أريد الإطالة في هذا المورد
- هوية التشيع - الدكتورالشيخ أحمد الوائلي ص 61 فلذلك مكانه من كتب السير والتراجم ، وسيرد في نهاية هذا الفصل ما يثبت دعوانا من آراء الباحثين والمنقبين . ومع ما أسلفناه من كلام فما هو وجه نسبة التشيع للفارسية والذي أصبح يرسل عند بعضهم إرسال المسلمات كأنه من الأمور
المفروغ منها . ولأجل أن نستوعب الموضوع سنضطر إلى الخوض في جوانب متنوعة ونستعرض آراء كثيرة وما بررت
به هذه الآراء صحة هذه النسبة للتشيع وهي لا تختلف في مستواها من العلم عن أصل صحة هذه النسبة ولا أشك أنك
ستضحك كثيرا عندما تقرأ هذه الأسباب ويأخذك العجب كيف أن مثل هؤلاء الباحثين وهم على منزلة من العلم والتحقيق لا يستهان بها : يقتنعون بوجاهة هذه الأسباب فضلا عن أنهم يسوقونها لإقناع غيرهم لولا الهوى والعصبية أعاذنا الله تعالى
وإياك منها ، ولولا الأسر الذي يقع فيه من نشاء على عقيدة ولا يسمح للضوء أن يسلط على عقيدته ومسبقاته حتى يرى منها ما كان ناتجا من مجرد تقليد أعمى ويصطدم بالمقاييس الصحيحة فينبذه وما كان على أرض صلبة ويلتئم مع قواعد الشرع فيتمسك به .
|
|
|
|
|