شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,467
|
بمعدل : 1.59 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 25-10-2013 الساعة : 12:47 AM
المعلم
-------
يقولون كاد المعلم ان يكون رسولا
من هنا ننطلق الى حكايتنا اليوم
موقفان
اول موقف حدث بين طالب في الصف الاول متوسط ومدرس اللغة العربية
الزمن بعد عطلة نصف السنة او كما تسمى العطلة الربيعية في العراق
حيث توزيع درجات الطلبة بعد امتحان نصف السنة
هذا الطالب الذي حصل معه الموقف مع مدرس اللغة العربية
طالب مجد ومواظب على دروسه اليوميه سجل درجاته ممتاز ذكي وخلوق جدا كان معنا في الصف الاول متوسط
تفاجئ الجميع اذ ان درجته في مادة اللغة العربية كانت ستين درجه من مائة
استغرب الطلبة كلهم فدرجاته جيدة جدا في بقية المواد وهي ذكي وقال قد اجبت جيدا في مادة اللغة العربية
سكت هذا الطالب ولم يقل لاستاذ المادة انه هذه الدرجة ليست استحقاقة
ولكن
كان يومها صدفة احد الطلاب المشاكسين ذهب يتشمت بهذاالطالب المجد
ويقول له انا افضل منك وانت كسول وكثير هي كلمات الطلبة المشاكين
وسبحان الله
ان الشامت لا يظهر شماتته الا حين يضعف القوي
والكاسل لا يرى نفسه شاطرا الا حين كبوة المجد
والغبي لا يرى نفسه ذكي الا حين هفوة الذكي
وكثيرة هي الامثال في حياتنا اليومية
نعود الى صاحبنا هذا الطالب المجد
من كثرة ما شمت به زميله في الصف
تاثر كثيرا
قال استاذ ان درجتي هذه ليست استحقاقي
فانا متاكد من اجابتي
ودرجتي اعلى من ستين
وحصل ما توقعه هذا الطالب
اذ ثارت ثائرة الاستاذ وبدأ بالكلام الخشن والجارح لهذا الطالب
وللامانه استمر الاستاذ غاضبا ما يقارب العشرة دقائق الى خمسة عشر دقيقة
صب جم غضبه على هذا الطالب
بحيث ان الطالب لا حول ولا قوة له الا السكوت والجلوس في رحلته
ولتزداد شماتة الطالب الكسول الذي للامانة ايضا رسب نهاية السنة الدراسية وخرج من الدراسة نهائيا ولم يعد الى دراسته
واستمر الحال والصياح على هذا الطالب المسكين
( اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك )
واذا منحنا كبر العمر والجسم قوة فلا نظلم الصغار
وهذه النصيحة لي قبل غيري انا كاتب هذه السطور
ما الذي غير الموقف ام بقي على حاله
الاستاذ اسد مفترس ينهش بلحم ضحية ضعيفة مسكين
\
نعم
تغير الموقف
اذ قلنا ان صياح استاذ اللغة العربية مستمر وعال الصوت
بحيث ان استاذ اللغة الانكليزية في حينها سمع صوت زميله مرتفع ومستمر
جاء وسال زميله
لما الصياح من اغضب ما ازعجك ما الذي حصل
فاجاب مدرس اللغة العربية
هذا الطالب فلان يقول ان درجته اعلى مما اعطيته وانه قد اجاب جيدا
ويشكك في تصحيحي للدفتر والمادة
كان
استاذ اللغة الانكليزية طيب جدا ومحبوب
فقال ببساطة وتواضع
هل اعطيته دفتره ليرى اجابته
حينها يرى انه لم يجب جيدا ولم يقرأ جيدا وهذا استحقاقه
( ثمرة العقل مداراة الناس )
بالفعل بعد كلمات بسيطة وهادئة
ذهب استاذ اللغة العربية وعاد يحمل دفاتر كل الطلبة لا دفتر ذاك الطالب وحده
المفاجاة
وزعت الدفاتر
ووصل دفتر ذلك الطالب الى يجه نظر جيدا جمع درجاته
لاحظ ان الاستاذ قد نسي ان يضيف درجة الامتحان الشفوي
التي هي من ثلاثين درجة
وهكذا تصبح درجته الكلية 88 من مائة
وبذلك يكون اعلى درجة في الصف
فسكت الشامت وخرس
وهذا حال الدنيا ان الشامت شماتته قصيرة وترجع غصة في قلبه
لان الله موجود
وثانيا
لم يعتذر ذلك المدرس اقصد مدرس اللغة العربية
بل استمر في طغيانه
وقال لن تكون اعلى طالب في الصف
وقام على فوره بتقليل درجة الطالب بضع درجات ليكون ثاني اعلى درجة في الصف
لا الاول
سبحان الله العظيم
فاين العدل واين كاد المعلم ان يكون رسولا
واين نتعلم الاخلاق من المدرس قبل ان نتعلم الدرس
الجواب نجده في الموقف الثاني
بطلة الموقف معلمة متواضعه كبيرة بالعمر ذات خلق وعلم
الزمان بعد سقوط الطاغية صدام 2007 او 2008
في منطقة نائية فقيرة من مناطق البصرة في جنوب العراق
الوقت صعب جدا لاي سبب هنالك تسليب وكثير لا يعرف معنة كلمة تسليب
هي كلمة عراقية تشير الى حالات الخطف والسلب والنهب وقطع الطرق
وهي اشارة ايضا الى كلمة سالب وموجب
وهكذا كانت مواظبة طوال فترة السقوط على مدرستها ودروسها
المسافة بين بيتها وبين مدرستها مسافة طويلة وتحتاج الى ساعة او اكثر للوصول الى بيتها من مدرستها والعكس
والطريق صعب غير امين وخوف ورعب حقيقة وبلاء منذ السقوط الى فترة ليست بالقصيرة
واستمرت تلك المعلمة
لا اسميها المعلمة بل تلك الام الحنونة على طلبتها
في اداء واجبها تجاه مدرستها وطلبتها
مواظبة كل يوم بلا انقطاع
تخرج من الفجر لتصل الى تلك المدرسة البعيدة
ومن ثم تعود متاخرة الى بيتها
وراتبها القليل بعد فترى السقوط لم يمنعها من اداء واجبها ودروسها
واستمر حالها هكذا ثلاث سنوات او اكثر
وذات يوم
لم يكن هنالك من سيارات على الطريق لتحملها
وتاخرت ساعات وهي تقف منتظرة على حافة الطريق عل سيارة تحملها الى اهلها وزوجها وبيتها
وبعد ان تعبت كثيرا
جلست على حافة الطريق على التراب حيث فتشت عن طابوقة لتجلس عليها
فمع تعب ذيك الدروس والوقوف في الصف
اضيف تعب الانتظار الى قارعة الطريق ساعات
وجلست ولم تتذمر
وهي تحدث نفسها
كله في سبيل الواجب
والحمد لله ان جعل فينا هكذا انموذج حي نتعلم منه الوفاء في الدرس
نكمل حكايتنا
وحتى ساعة قريبة من المغرب
الحمد لله مرت سيارة حملتها الى بيتها
وصلت متاخرة بعد اذان المغرب
وسط قلق وخوف الاهل
الحمد لله
وصل الامر الى اسماع المسؤولين عن هكذا معلمة وفية صادقة امينة
وانها عانت ما عانت من الطريق
وانها تصرف جل راتبها على اجور النقل
الحمد لله وفقت تلك المعلمة بعد فترة قصيرة للانتقال الى مدرسة قريبة من بيتها
لتطمئن قلوب اهلها وزوجها وابناءها عليها من خوف الطريق
واقول الحمد لله ان لا زال في يومنا معلمة هكذا تعلمنا كيف نعلم وكيف نحب وكيف نتفانى في درسنا ودروسنا وواجبنا
ونعم
هذه يصدق عليها
كاد المعلم ان يكون رسولا
حميد الغانم
|