|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 50999
|
الإنتساب : May 2010
|
المشاركات : 514
|
بمعدل : 0.09 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبدالله الجزائري
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 09-10-2013 الساعة : 06:41 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بالاخ العزيز البصراوي
اشكر لكم حسن تقييمكم للبحث ومشاركتكم فيه والتي اثرت واثارت البحث ودفعته من السطوح والمضامين العالية الى الدهاليز العلمية العميقة الى اعمق وادق موضوع وهوعلم الله سبحانه وتعالى
لذا اجد من الضروري ان اقدم لذلك ونقول على بركة الله :
ان الله احاط بكل شيء علما ولا يعزب عنه شيء في السموات والارض وان وجود اي شيء من الممكنات منوط بمشيئته تعالى فأن شاء اوجده ، وان لم يشا لم يوجده .
ان علم الله تعالى قد تعلق بالاشياء كلها منذ الازل ، وان الاشياء باجمعها كان لها تعين علمي في علم الله الازلي وهذا التعين يعبر عنه ب ( تقدير الله ) تارة وب (قضائه ) تارة اخرى . فمعنى تقدير الله تعالى للاشياء وقضاءه بها :
ان الاشياء جميعها كانت متعينة في العلم الالهي منذ الازل على ما هي عليه من ان وجودها معلق على ان تتعلق المشيئة بها حسب اقتضاء المصالح والمفاسد التي تختلف باختلاف الظروف والتي يحيط بها العلم الالهي .
ادرج لكم حديثين يوضحان سلسة وتراتبية الصفات :
1- الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد قال: سئل العالم عليه السلام كيف علم الله؟ قال:
عَلِمَ وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى، فأمضى ما قضى، وقضى ما قدر، وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشيئة، وبمشيئته كانت الارادة، وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الامضاء، والعلم متقدم على المشيئة، والمشيئة ثانية، والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء.
فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء، وفيما أراد لتقدير الاشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء، فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشيئة في المنشأ قبل عينه، والاراده في المراد قبل قيامه، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء هو المبرم من المفعولات، ذوات الاجسام المدركات بالحواس من ذوي لون وريح ووزن وكيل وما دب ودرج من إنس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس.
فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء، والله يفعل ما يشاء، فبالعلم علم الاشياء قبل كونها، وبالمشيئة عرف صفاتها وحدودها وأنشأها قبل إظهارها، وبالارادة ميز أنفسها في ألوانها وصفاتها، وبالتقدير قدر أقواتها وعرف أولها وآخرها، وبالقضاء أبان للناس أماكنها ودلهم عليها، وبالامضاء شرح عللها وأبان أمرها وذلك تقدير العزيز العليم.
2- علي بن محمد، عن سهل بن زياد وإسحاق بن محمد وغيرهما رفعوه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفين إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه(1)، ثم قال له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام أجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر، فقال له الشيخ: عند الله أحتسب عنائي(2) يا أمير المؤمنين؟ فقال له: مه يا شيخ ! فوالله لقد عظم الله الاجر في مسيركم وأنتم سائرون وفي مقامكم وأنتم مقيمون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شئ من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين.
فقال له الشيخ: وكيف لم نكن في شئ من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين.
وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟ فقال له: وتظن أنه كان قضاء حتما وقدرا لازما؟ إنه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والامر والنهي والزجر من الله وسقط معنى الوعد فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ولكان المذنب أولى بالاحسان من المحسن ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب، تلك مقالة إخوان عبدة الاوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان وقدرية هذه الامة ومجوسها.
إن الله تبارك وتعالى كلف تخييرا ونهى تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يملك مفوضا ولم يخلق السماوات والارض وما بينهما باطلا، ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار(3) فأنشأ الشيخ يقول:
أنت الامام الذي نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالاحسان إحسانا
والمتحصل
يوجد قضاء بالامضاء فهو القضاء المبرم المحتوم
وقضاء بدون امضاء وهو الغير محتوم والمشروط
هذا جواب موجز وعلى عجالة دون الولوج في البحث العميق المرتبط بعلم الله سبحانه وتعالى الذي لا يبدو له من جهل ولا يطرأ التغيير في علمه وانما مفهوم البداء يعني الانكشاف
اما فيما يتعلق بربط البداء بقضية الامام المهدي عليه السلام فان قضيته من القضايا الكلية المحتومة ووعد الهي غير مكذوب
ولكن اختلف العلماء في العلامات فقالوا :
اراء العلماء
اختلف العلماء في مسألة وقوع البداء في المحتوم ومنه العلامات الحتمية لظهور الامام المهدي(عليه السلام) ويمكن ذكر اقوال ثلاثة في المسألة:
أولاً: ان البداء في العلامات الحتمية ممكن وجائز واستدل له بما رواه ابو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنا عند ابي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهم السلام) فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من ان امره من المحتوم فقلت لابي جعفر: هل يبدو الله في المحتوم؟ قال: نعم . فقلنا له :فنخاف ان يبدو الله في القائم. فقال: ان القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد) الغيبة للنعماني 314 – 315 وممن ذهب الى هذا الرأي العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتابه دراسة في علامات الظهور ص 45 .
ثانياً: ان البداء في المحتوم غير ممكن ويستحيل ان يقع ويظهر ان بعض ما استندوا اليه هو ما قاله الامام الرضا(عليه السلام)لسليمان المروزي:.. ان عليا(عليه السلام) كان يقول: العلم علمان فعلم علمه الله وملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فانه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه احدا من خلقه يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء) عيون اخبار الرضا(عليه السلام) 2/162 وممن ذهب الى هذا الراي السيد الخوئي في كتابه البيان حيث قال ص 389 : وخلاصة القول ان القضاء الحتمي المعبر عنه باللوح المحفوظ وبأم الكتب والعلم المخزون عند الله يستحيل ان يقع فيه البداء ...).
ثالثاً: ان البداء لا يقع في اصل المحتوم وانما يقع في خصوصيات المحتوم وهذا الرأي وسط وجمع بين ادلة المنع والجواز وممن احتمل ذلك هو العلامة المجلسي في بحار الانوار 52/251 قال :.. ثم انه يحتمل ان يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته لا في اصل وقوعه كخروج السفياني قبل ذهاب بني العباس ونحو ذلك.
والمتحصل من ذلك ان البداء في المحتوم وقع محلا للخلاف بين من يقول باستحالته وبين من يقول بامكانه ولا يوجد رأي يقول بضرورة وقوع البداء في المحتوم وعلى فرض وقوعه فانه ممكن ان يقع في بعض العلامات الحتمية دون جميعها لان وقوعها بجميعها يستلزم لغوية وضع تلك العلائم .
مع خالص الدعاء لكم
|
|
|
|
|