الموضوع: حديث الثقلين
عرض مشاركة واحدة

ابومحمد العلوي
عضو نشط
رقم العضوية : 76917
الإنتساب : Jan 2013
المشاركات : 164
بمعدل : 0.04 يوميا

ابومحمد العلوي غير متصل

 عرض البوم صور ابومحمد العلوي

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : ابومحمد العلوي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Waz4
قديم بتاريخ : 31-08-2013 الساعة : 04:43 PM


ثالثا ـ عرض صوره من صور معنى البعض من الفاظ الحديث والبعض من دلالاته
قال ابن حجر:
..لأنّ الثقل كلُّ نفيس خطير مصون ، وهذان كذلك ؛ إذ كلٌّ منهما معدن للعلوم الدينية والأسرار والحكم العلية ، والأحكام الشرعية ، ولذا حثّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الاقتداء والتمسك بهم ، والتعلم منهم ، وقال الحمد للّه الذي جعل فينا الحكمة ـ أهل البيت ـ وقيل سُمِّيا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما) (الصواعق المحرقة / ابن حجر الهيتمي : 131 ط مصر.).
قال السيد علي الحسيني الميلاني:
الثَقَل: متاع المسافر كما في اللغة، فإنّي تارك فيكم الثَقَلين، الثقلين تثنية ثَقَل، وجماعة من المحدّثين واللغويين يقرأون الكلمة بالثِّقْلين: «إنّي تارك فيكم الثِّقْلين»، فيكون تثنية للثِقْل.
ولعلّ الاظهر كون الكلمة محرّكةً، أي «إنّي تارك فيكم الثَّقَلين» على أن تكون تثنية للثَقَل.
يقول صاحب القاموس: والثقل ـ محركة ـ متاع المسافر وحشمه وكلّ شيء نفيس مصون، ومنه الحديث: إنّي تارك فيكم الثَقَلين كتاب الله وعترتي
(القاموس المحيط 3/342 ـ ثقل ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1403 هـ.) .
وإنّما أُرجّح الثَّقَل والثَّقَلين على الثِّقْلين، لانّه إذا كان الثَّقَل
بمعنى متاع المسافر، فهذا أنسب بحال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبالظروف التي قال فيها هذا الكلام، لانّ المسافر من بلد إلى بلد وخاصةً مع العزم على عدم العود إلى بلده السابق، يأخذ معه متاعه، ولمّا كانت المراكب في تلك العصور لا تتحمّل أخذ جميع وسائل الانسان وأمتعته، فلابدّ وأن يأخذ المسافر أنفس الاشياء وأغلى الاشياء وأثمن الاشياء التي يمتلكها، أو تكون في حوزته.
ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في حديث الثقلين:
(إنّي قد دعيت فأجبت) أو: (يوشك أنْ أُدعى فأُجيب)
هذه مقدمة حديث الثقلين، فيخبر رسول الله عن دنوّ أجله وقرب رحيله عن هذه الحياة، وحينئذ يقول: (وإنّي تارك)، ولا يخفى أنّ أغلى الاشياء عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأثمنها في حياته: القرآن والعترة، فكان ينبغي أنْ يأخذ القرآن والعترة معه، لكن مقتضى رأفته بهذه الاُمّة وحرصه على بقاء هذا الدين هو أن يبقي أغلى الاشياء عنده في هذا العالم، ويترك الثقلين الامرين اللّذين كان مقتضى الحال أن يأخذهما معه، فيقول:
(إنّي تارك فيكم الثَقَلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي)
ثمّ يوصيهم بقوله(ماإنْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا)
فالغرض من إبقاء هذين الامرين بين الاُمّة، والهدف من تركهما فيهم هو أنْ لا يضلّوا من بعده.
فبهذه القرائن الموجودة في داخل الحديث، والظروف المحيطة بهذا الحديث، نرجّح أنْ تكون الكلمة الثقَلين لا الثقْلين.
وقد لاحظتم في اللفظين المذكورين أنّه في اللفظ الاوّل يقول:
(ما إنْ أخذتم بهما لن تضلّوا) ، وفي اللفظ الثاني يقول:
(ما إنْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا)، وهذان اللفظان موجودان عند غير الترمذي أيضاً.
فلفظة «ما إن أخذتم» أو لفظة «الاخذ» موجودة في مسند أحمد(مسند أحمد 5/492 رقم 18780) ، وفي مسند ابن راهويه
(أنظر: المطالب العالية لابن حجر العسقلاني، رقم 1873.)
وفي طبقات ابن سعد(طبقات ابن سعد 1 / 194) ، وفي صحيح الترمذي(صحيح الترمذي 2 / 219) ، وفي مسند أبي يعلى(على مافي بعض المصادر، مثل كتاب مفتاح النجا للعلامة البدخشي) ، وفي المعجم الكبير للطبراني(المعجم الكبير للطبراني 3/62 رقم 2678 ـ دار إحياء التراث العربي.) ، وفي مصابيح السنّة للبغوي(مصابيح السنة 4/190 رقم 4816 ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ 1407 هـ) ، وفي جامع الاُصول لابن الاثير(جامع الاصول 1/278 رقم 66 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1403 هـ) ، وفي غيرها من المصادر.
ولفظ «التمسك» تجدونه في مسند عبد بن حميد(منتخب مسند عبد بن حميد: 265.) ، وفي الدر المنثور(الدر المنثور، الجامع الصغير، إحياء الميت: 12.) ، وغيرهما من المصادر.
وأنتم لو راجعتم اللغة لوجدتم معنى «الاخذ» في مثل هذا المقام، ومعنى «التمسك» في مثل هذا المقام هو «الاتّباع».
لكنّ كلمة «الاتّباع» أيضاً من ألفاظ حديث الثقلين، وهذا ما تجدونه في رواية ابن أبي شيبة(مصنف ابن أبي شيبة 10/505 رقم 10127 ـ الدار السلفية ـ الهند ـ 1401 هـ.) .
وفي رواية الخطيب البغدادي(مفتاح النجا للعلامة البدخشي عن المتفق والمفترق للخطيب) لفظ «الاعتصام» بدل لفظ «التمسك» و«الاخذ»، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي تركت فيكم مالن تضلّوا بعدي إنْ اعتصمتم به كتاب الله وعترتي»، و«الاعتصام» في اللغة العربية في الكتاب والسنّة وفي الاستعمالات الفصيحة هو «التمسك».
ولذا نرى في الحديث المتفق عليه ـ أي الموجود في كتب أصحابنا وفي كتب القوم ـ عن الامام الصادق (عليه السلام) بتفسير قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا)( سورة آل عمران: 103) يقول الامام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام): «نحن حبل الله». حديث الصادق (عليه السلام)هذا بتفسير الاية المباركة موجود في تفسير الثعلبي، وفي الصواعق المحرقة(الصواعق المحرقة: 233 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 1414 هـ.) ، وبعض المصادر الاُخرى.
وإذا راجعتم تفسير الفخر الرازي(تفسير الرازي 8/173) في تفسير هذه الاية المباركة، وأيضاً تفسير الخازن(تفسير الخازن 1/277 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 1415 هـ.) وبعض التفاسير الاُخرى، لرأيتم أنّهم يذكرون حديث الثقلين في تفسير الآية المباركة، وقد عرفنا أنّ الاعتصام هو «التمسك»، و«التمسك» يرجع إلى «الاتّباع» أيضاً، وذلك موجود أيضاً بسند صحيح في مستدرك الحاكم(المستدرك على الصحيحين 3 / 109) .
وإذا وجب «الاتّباع» ثبتت الامامة بلا نزاع، فيكون علي وأهل البيت (عليهم السلام) خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده.
لكن حديث الثقلين ورد بلفظ «الخليفتين» أيضاً، كما تجدونه عند أحمد في المسند(مسند أحمد 6/232 رقم 21068 و244 رقم 21145) ، وابن أبي عاصم في كتاب
السنّة(كتاب السنّة لابن أبي عاصم: 336 رقم 754 ـ المكتب الاسلامي ـ بيروت ـ 1405هـ.) ، وفي المعجم الكبير للطبراني، يقول الحافظ الهيثمي بعد أن يرويه عن المعجم الكبير للطبراني يقول: ورجاله ثقات(مجمع الزوائد 9/165 ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ 1402 هـ.) ، وكذا صحّح الحديث جلال الدين السيوطي(الجامع الصغير بشرح المناوي 3 / 14.) .
والالطف من هذا، عندما نراجع فيض القدير في شرح الجامع الصغير(فيض القدير 3/14 شرح حديث 2631 ـ دار الفكر ـ بيروت ـ 1391 هـ.) يقول المنّاوي بشرح كلمة «عترتي» يقول: وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
فلاحظوا، ألفاظ هذا الحديث كيف تنتهي إلى الامامة والخلافة، وإلى تعيين الامام والخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فظهر: أنّ هذا الحديث بجميع ألفاظه يؤدّي معنىً واحداً، وهو معنى الامامة، أمّا بلفظ «الخليفتين» فهو نص، ولا خلاف في هذا، وأيّ لفظ يكون أصرح في الدلالة على الامامة والخلافة من هذا اللفظ ؟!
«إنّي تارك فيكم خليفتين ـ أو الخليفتين ـ: كتاب الله وعترتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي».
إذن، رأينا كيف يصدّق الحديث القرآن الكريم، وكيف يصدّق
القرآن الكريم الحديث النبوي الشريف.
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا) .
فهذه هي الجهة الاُولى فيما يرتبط بألفاظ حديث الثقلين، وأنّه كيف نستكشف الامامة والخلافة من نفس الالفاظ، بغضّ النظر عن ذلك اللفظ الذي هو نصّ صريح بالخلافة بعد رسول الله.
قال السيد علي الحسيني الميلاني :
يقول المنّاوي: في هذا الحديث تصريح بأنّهما ـ أي القرآن والعترة ـ كتوأمين خلّفهما وأوصى أُمّته بحسن معاملتهما، وإيثار حقّهما على أنفسهم، والاستمساك بهما في الدين(فيض القدير في شرح الجامع الصغير 3/15)
يقول القاري في شرح الحديث: معنى التمسك بالعترة محبّتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم(المرقاة في شرح المشكاة 5 / 600.) .
ويقول الزرقاني المالكي وهو أيضاً محقق في الحديث يقول: وأكّد تلك الوصية وقوّاها بقوله: فانظروا بمَ تخلفوني فيهما بعد وفاتي، هل تتبعونهما فتسرّوني أو لا فتسيئوني(شرح المواهب اللدنية 7 / 5.) .
ويقول ابن حجر المكّي: حثّ (صلى الله عليه وسلم) على الاقتداء والتمسك بهم والتعلّم منهم(الصواعق المحرقة: 231 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 1414 هـ.) . وحينئذ، يكون من دلالات حديث الثقلين: أعلميّة أهل البيت من غيرهم، والاعلميّة المطلقة، وهي تستلزم أفضليّتهم، والافضليّة مستلزمه للإمامة، كما سنقرأ إن شاء الله تعالى ونحقّق هذا الموضوع.
إذن، كلّ الصحابة كانوا مأمورين بالرجوع إلى أهل البيت، والاقتداء بهم، والتعلّم منهم، وإطاعتهم والانقياد لهم.
ومن هنا، فقد جاء في بعض ألفاظ حديث الثقلين ـ كما هو عند الطبراني(المعجم الكبير 5 / 186 ـ 187) ، وفي مجمع الزوائد(مجمع الزوائد، عن الطبراني) ، وعند ابن الاثير في أُسد الغابة(أُسد الغابة 1/490 ـ دار الفكر ـ بيروت ـ 1409 هـ.) ، وأيضاً في الصواعق المحرقة(الصواعق المحرقة: 90.) ـ
قال رسول الله بعد: «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما...» قال: «فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم»
»، ففي نفس حديث الثقلين توجد هذه الفقرة في رواية القوم.
أمّا الشرّاح فيوضّحون هذه الناحية أيضاً، مثلاً يقول القاري في المرقاة: الاظهر هو أنّ أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم المطّلعون على سيرته، الواقفون على طريقته، العارفون بحكمه وحكمته، وبهذا يصلح أن يكونوا عِدلاً لكتاب الله سبحانه، كما قال تعالى: (يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)( سورة آل عمران: 164، سورة الجمعة: 2.) .
وإذا راجعتم الصواعق لوجدتم هذه العبارة بالنص يقول: وفي قوله (صلى الله عليه وسلم): «فلا تقدّموهم فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» في قوله هذا دليل على أنّ من تأهّل منهم للمراتب العليّة والوظائف الدينيّة كان مقدّماً على غيره.
فتكون هذه الفقرة الدالة على وجوب التعلّم منهم دالة على إمامتهم وتقدّمهم على غيرهم.
وهذه أيضاً من دلالات حديث الثقلين.
وفي قِران أهل البيت بالقرآن دلالة على عصمة أهل البيت، وعلى وجود الامام من أهل البيت في كلّ زمان، يصلح للامامة، ولان يكون قدوة للناس، ولان يتعلّم منه الناس جميع العلوم
الاسلاميّة وجميع الاُمور المحتاج إليها، لابد وأنْ يكون موجوداً في كلّ زمان مادام القرآن موجوداً ....
تتمّة
تشتمل على مطالب
المطلب الاول: اقتران حديث الثقلين بأحاديث أُخرى
لقد اقترن حديث الثقلين في كثير من ألفاظه وموارده بأحاديث أُخرى، تلك الاحاديث هي بدورها من الأدلة المعتبرة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام). ففي بعض الالفاظ عن ابن جرير الطبري، وابن أبي عاصم، وأمالي المحاملي الذي هو محدّث كبير من المحدّثين عند القوم وقد صحّح المحاملي هذا الحديث، ويرويه عنهم صاحب كنز العمّال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو آخذ بيد علي (عليه السلام) في يوم الغدير: «أيها الناس ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأنّ الله ورسوله مولاكم ؟» قالوا: بلى، قال: «فمن كان الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إنْ أخذتم بهما لن تضلّوا
بعدي كتاب الله وأهل بيتي»( كنز العمال 13/140 رقم 36441 ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ 1405 هـ.) .
واقتران حديث الثقلين بحديث الغدير المتواتر الدال على إمامة أمير المؤمنين ومجيؤهما في سياق واحد، يدلّ على دلالة حديث الثقلين أيضاً على نفس مدلول حديث الغدير، والسياق كما قلنا قرينة يؤخذ بها ما لم يكن في مقابلها نصّ قاطع، وليس هنا في المقابل نصّ قاطع يمنعنا من الاخذ بهذا السياق.
ومن مصادر اقتران الحديثين: المعجم الكبير(المعجم الكبير 5/195 رقم 5070) للطبراني، ومسند ابن راهويه(مسند ابن راهويه: مخطوط) ، والمستدرك(مستدرك الحاكم 3 / 109، 174.) ، ونوادر الاُصول للحكيم الترمذي(نوادر الاصول، كما في غير واحد من المصادر عنه.) ، والاصابة(الاصابة 7/78 رقم 4767 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.) ، وأُسد الغابة(أُسد الغابة 3/605) ، والسيرة الحلبيّة(السيرة الحلبيّة 3/274 ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت) .
ولقد اقترن حديث الثقلين بحديث الغدير وحديث المنزلة أيضاً، فأصبح ثلاثة أحاديث في سياق واحد، في رواية ابن حجر
في كتاب الفتاوي الفقهية(الفتاوي الفقهية 2 / 122.) وكلّ منها يدلّ على إمامة أمير المؤمنين بالاستقلال.
المطلب الثاني: تكرار الوصية بالكتاب والعترة في عدّة مواطن
قد ثبت أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كرّر هذه الوصية، أي الوصية بالكتاب والعترة، في موارد عديدة:
المورد الاول: عند انصرافه (صلى الله عليه وآله وسلم) من الطائف، وهذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة، وعنه ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة(الصواعق المحرقة: 64.) .
المورد الثاني: في حجة الوداع، وفي عرفة بالذات، وقد أخرج هذا الحديث ابن أبي شيبة كما في كنز العمال(كنز العمال 1 / 48 ط1.) ، والترمذي في صحيحه(صحيح الترمذي 5 / 621.) ، والطبراني في المعجم الكبير(المعجم الكبير 3 / 63 رقم 2679.) ، وابن الاثير في
جامع الاصول(جامع الاصول 1 / 277) ، وغير هؤلاء.
المورد الثالث: في يوم غدير خم، وفي الخطبة، وقد أخرج هذا الحديث أحمد في المسند(مسند أحمد 3 / 17.) ، الدارمي في السنن(سنن الدارمي 2 / 310.) ، البيهقي في السنن الكبرى(سنن البيهقي 2 / 148) ، وابن كثير في تاريخه(البداية والنهاية 5 / 209) ، وغيرهم.
المورد الرابع: في مرضه (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي توفي فيه، قاله وقد امتلات الغرفة أو الحجرة بالناس، أخرجه ابن أبي شيبة(رواه عنه العصامي في سمط النجوم العوالي 2 / 502 رقم 136) ، والبزّار(كشف الاستار عن زوائد البزّار 3 / 221 رقم 2612) ، وابن حجر المكي(الصواعق المحرقة: 89.) ، وغيرهم.
وربّما يكون هناك موارد أُخرى لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي تارك فيكم الثقلين...».
المطلب الثالث: مسألة الدعوة إلى الوحدة الاسلامية على ضوء حديث الثقلين
كان جدّنا السيّد الميلاني رحمة الله عليه يحدّثنا عن مبادرة بعض أعلام النجف الاشرف(هو الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء.) إلى التفاهم والتقارب مع بعض علماء السنّة في ذلك الزمان
كان يقول رحمة الله عليه: كنّا نقترح عليه وعلى غيره: إنّ السبيل الصحيح السليم للتقارب بين المذاهب الاسلامية، هو الاخذ بحديث الثقلين، لانّ المفروض أنّه حديث صحيح عند الطرفين إنْ لم يكن متواتراً وهو متواتر قطعاً، حديث مقبول عند الطرفين، ودلالته واضحة.
فحينئذ إذا كان هناك شيء عن رسول الله نفسه وهو صحيح سنداً ودلالته تامّة، ويصلح لان يكون جامعاً بيننا، لماذا نتركه ونتوجّه إلى نظريّات واقتراحات ومشاريع أُخرى، قد لا تفيدنا ولا نصل عن طريقها إلى الهدف...
..إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخبر عن دنوّ وفاته وقرب رحيله، وأخبر الاُمّة بأنّه تارك بينهم أعزّ الاشياء عنده وأثمن الاشياء وأغلاها عنده، إنّه تارك بين الاُمّة القرآن والعترة، حتّى لا يضلّوا من بعده
، وكلمة «لن» تدلّ على التأبيد، وهذه موجودة في ألفاظ الحديث: «ما إن تمسّكتم بهما»، أو «ما إنْ أخذتم بهما لن تضلّوا».
ثمّ إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أكّد عليهم أنّه سيسألهم عند الحوض عن معاملتهم مع الثقلين، وأنّهم كيف خلفوه فيهما.
ولعلّه أراد أن يشير بهذا الموعد والملتقى إلى أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الساقي على هذا الحوض، وهو الذي يذود المنافقين عنه.
وأيضاً: لعلّه كان يريد الاشارة إلى حديث الحوض الشهير الذي قال (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في الصحاح:
(سيرد عَلَيّ أصحابي وأنّهم يذادون عن الحوض وأقول: يا ربّ هؤلاء أصحابي، فيقول: إنّك لا تدري ما أحدثوا من بعدك).(انتهى)
( حديث الثقلين , تأليف : السيّد علي الحسيني الميلاني , سلسلة الكتب العقائدية (75) , إعداد : مركز الأبحاث العقائدية)
ــــــــــــــــــــــــــــ
الى هنا ينتهي هذا المبحث حول حديث الثقلين المبارك , اسأل الباري ان يسامحني عن كل قصور وتقصير فيه والناجم عن جهلي ...
كما وان هذه الصوره التي تم عرضها لكم احبتي حول هذا الحديث قد شارك فيها جمع غفير من العلماء والمحققين والاولياء والمتقين ...قديما وحديثا .., الكثير منهم جاهد في الله مخلصا له الدين ولو كرهت النفس الأمارة والخبيث ابليس , وما انا الى اقل الناس تفضل علي الباري بعرض هذه الصورة , عسى ان تكون خالصة لوجه الله تعالى شأنه , وأسألكم الدعاء بالمغفرة وحسن العاقبة لكل اهلنا الطيبين وللأقل المذنب معهم.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الخلق محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين المعصومين.



من مواضيع : ابومحمد العلوي 0 أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام)
0 اقوال في الامام محمد الباقر(عليه السلام)
0 حديث الدار (حديث الانذار)
0 حديث المنزلة
0 قالوا في الامام جعفر الصادق(ع)
رد مع اقتباس