[عبدالله مرتضى محمد]

الحديث الرابع .
عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم : ( من أحب أن يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عز و جل في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب ) 1.
أخي العزيز : ان النبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم كان خاتم الأنبياء و رسالته خاتمة الرسالات فلابد و ان يكون قد رشح الله جماعة للقيام بحفظها , و اداء دورها بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) و ذلك الى جانب القرآن , حتى تتم الحجة لله على الخليقة و ينتظم أمر الدين , و قد بين الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) في كل مناسبة اتيحت له من هذه الجماعة , فعن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال ( كأني قد دُعيت فأجبت , إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله و عترتي أهل بيتي , فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ثم قال إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه ) 2 و مما لاشك فيه ان لأهل بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) مكانة مرموقة و مقدسة عند الأمة الأسلامية جمعاء لما اتصفوا به من خصال محمودة و اشتملوا على رائعة قل نظيرها في بيت اخر غيرهم و لذا كانت دعوة الناس إلى حب أهل البيت (عليهم السلام) قائمة أولا على توجيه الناس إلى معرفة فضائل أهل البيت (عليهم السلام) وكمالاتهم التي لا يبلغ مبلغها غيرهم مما يوجد في نفوس الناس حباً واشتياقاً لهم لاسيما إنهم عترة الرسول(صلى الله عليه واله) حبيب رب العالمين و سيد المرسلين وخاتم النبيين ، وثانياً على تأكيد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) على الحث على حب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) و فاطمة ( عليها السلام ) والحسن والحسين ( عليهما السلام ) والأئمة من بعدهم عليهم أفضل الصلاة و السلام تنبيها للناس على عظم خطرهم و المنزلة والشأن الذي لهم عند الله ، فلما كانت الوصية عظيمة فالموصى به أعظم مما يشد الناس إلى ازدياد الحب و الود لهم وإطاعتهم لما في ذلك من إطاعة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) و إطاعة رب العالمين . فالنبي الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) سيد الكونين خاتم الأنبياء والرسل الذي قال عز و جل فيه { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى }3 مما يشعر بأنه (صلى الله عليه واله وسلم) قد وصل إلى أرقى مراتب الكمالات العرفانية و هو شفيع أمته يوم القيامة فهو ( صلى الله عليه واله وسلم ) معشوق كل المسلمين فحبه لا ينفك عن قلوبهم و حب من أوصى بحبه و أمر بمودته كذلك .
1 - فضائل اهل البيت من كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ص174 ح256 طبعة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب تحقيق محمد كاظم المحمودي .
2 - السنن الكبرى للنسائي ج5 ص130 ح8464
3 - سورة النجم الاية 8-10