عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية جعفر المندلاوي
جعفر المندلاوي
مشرف المنتدى الثقافي
رقم العضوية : 68149
الإنتساب : Sep 2011
المشاركات : 6,661
بمعدل : 1.34 يوميا

جعفر المندلاوي غير متصل

 عرض البوم صور جعفر المندلاوي

  مشاركة رقم : 552  
كاتب الموضوع : جعفر المندلاوي المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 31-05-2013 الساعة : 05:48 AM


أسرَاب الآسَى
======

كَـمْ بَكـَتْ عَيْنَـيَّ ؛ لكِنْ مِثلما === دَمَعَتْ فِيِـكِ فَلا يَوماً بَكَتْ
وَبِقَلبيِ ألـفُ جُـرحٍ نـازِفٍ === وَحدَهُ جُرحِـكِ نيراناً سَـــرَتْ
كَشِواظٍ وَسْـطَ أَحشائي ، فما === رَقَـأتْ ؛ لكنَّمَا إضْـطَرَمَتْ
كَمْ فـؤادٍ أفجَـعَ الَموتُ، وَ لِي === كَسَــّرّتنِي طِخْيَةٍ لمّاَ دَهَـتْ
في غّداةِ البَينِ أَرخَـى لَيلُهُ === وبِأسـرَابِ الآســى قدْ أَطْبَقَتْ
فَسِهَامُ المَوتِ تَتْرَى رَشْقُهَا === لِنُحُورِ الخَلقِ حَتماً صُوِّبَتْ
كَيفَ أردَاكِ الرَدىَ حتى إرتَدى == صُبحِيَ لَيلاً وشَمسي أَفَلَتْ
يَــا أَكُفّـاً لِلمَنونِ هَـدّمَتْ === مِنّيَ الرُكْـنَ ؛ وأسْــوَاري كَبَـتْ
قَدْ أَرَانيِ الدَهْرَ شَيْباً بَعدَما === هَدَّنِي الرُزْءَ وعُودي يَبَسَـتْ
فَأنَا المَفجُوعُ فيِمَن رَحَلَتْ == كَمْ ضَرِيحـَاً في فؤادِي حَفَـرَتْ
أيُّ حُزْنٍ في الحَشا مُستَوسِقٌ == وَلَظَىً بَينَ الجَوَى إِقْتَدَحَتْ
سَرمَدِّيُّ الغَّـمِ مَفتُوحَ المَدى == أَخَذَتْ رُوحُ المُنَى لَمَا مَضَتْ
يَا مَلَاكَ الطُهْرِ يَا عَينَ النَقاءِ = يَا سَحابَ الصَبرِ بِالطِيبِ جَرَتْ
تَرَكَتْ فِي النَبضِ آهَات النَوَى == وَكَمَوجِ البَحرِ، أسدَافاً عَلَتْ
يَا (يَقيناً) إتّقَتْ حَتى اليَقينَ == رَبَّهَا ؛ فإستَبْشَرَتْ فِيمَنْ رَأَتْ
سَيِّدَ الدِينِ وآلَ المُصطَفَى === حَضَرُوهَا تحتَضِر أو أوشَكَتْ
فَبِهَذا نَصًّ قُرآنَ الآلَهِ === فِيِه جَاءَت (إعْمَلُوا )، فِإستَيقَنَتْ
في الغَــرّيّ قَدْ ثَوَتها تُربَةٌ == أَغْدَقُ الرَحِمَاتِ واللُطفِ حَوَت
كَيْفَ لا وَهيَ عَـرِينُ حَيْدَرٍ ==== وَبِــرَوْحٍ ثُــمَّ رَيـحَانٍ أتَــتْ
فَتَغَشَاهَا مِنَ الطُـــورِ رِمـالٌ == هي مِسـكُ ،هي ضَوعٌ عَبَقَتْ
والى الحَشْـرِ سَيـُبكِيكِ دَمِي == لَا دُمُوعٍ في المَآقي انسَـكَبَتْ
نَبِئُونِي مَنْ يُجاريِ حُزنِي ذَا === غَيْرَهُم خَمَسَتَهُم فِيما خَلَتْ
قَـدْ بَكَـوا لِلفَـقْـدِ مِــنْ آدَمِهـِم === وَبـِزَينِ العَابِـديـنَ إكتَمَـلَـتْ
هُمُو مَعْصُومُونَ مِن بَارِئِهِم === وَجَرَت أَدمُعَهُم ، فَإشتَهَرَتْ
آدَمٌ أَشـجَاهُ قَتْـلَ فَـرعِـهِ ===== وَمِـن الدَمعِ ، أخَـاديـدَ بَـدَتْ
مِثلَ يَعـقُـوبَ الــذَي مِنْ بَثِّهِ === يشَــكُو للهِ ، وَعَيـنٍ ذّهَبَــتْ
وَبِرِيحٍ مِنْ قَمِـيصٍ أَبصـَرَتْ === عَينُهُ ؛ مِن بَعدما قَدْ طُمِسَتْ
وَهُنَاكَ لَوعَـةٌ مِنْ يُوسِـــفٍ ==== فـِي بَني وَالـدِهِ لَـمّا طَغـَـتْ
غَيَّبـُوهُ فِي ظَـلامٍ دَامِـسٍ === وَإحْتَـوَتْهُ البِئْـرَ كَالقـَبْـرِ غَــدَتْ
والى أُمَ أَبِيِهَا فَـاطِـــمٍ ===== لـِرَزَايَــاهــا المَـلائِـــكُ نَـعَـــتْ
أغرَقَت مِن دَمعِهَا وَجَهَ الثَرَى === وَمِنَ الآوصـابِ لله شَـكَتْ
وَهُنا السَجّادُ مِذْ يَومَ الحُسَينِ === وَاكِفُ الدَمْعِ كَوطفاءٍ هَمَتْ
فَـغَـدَوا أُســـوَتُنا ، قُدوَتـُنـا == وَبِـهِم هَـامِـي المآقـي أيْنـَعَــتْ
يَا آلَهي مُلهِـمَ الصَبـرِ أَغِـثْ === كــلُّ نفــسٍ بعـزيزٍ فُـجِعَـتْ
فَإليكَ الرُجعَى ربُّ العَالَمِين ===== فَحَنَانَيكَ فـي يَومٍ أَزِفَـتْ


توقيع : جعفر المندلاوي
إِلهي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاع إِلَيْكَ، وَأَنْرِ أَبْصَارَ قُلوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ
حَتّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ العَظَمَةِ وَتَصِيرَ أرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ
من مواضيع : جعفر المندلاوي 0 كلاب أدنى الأرض
0 عنوان الإباء (علي الأكبر)
0 شهيد السجن
0 الصحابة في ميزان الحسين
0 سرُّ الهدى
رد مع اقتباس