|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 69152
|
الإنتساب : Nov 2011
|
المشاركات : 18,859
|
بمعدل : 3.88 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
س البغدادي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 14-05-2013 الساعة : 11:11 PM
* ما جاء في الكتاب على لسان نبي الله دانيال (عليه السّلام) من إشارة واضحة بأنّ صاحب السلطان والمملكة المرتقبة سيظهر يوماً , ولن تنقرض مملكته (أي شريعته) أبداً حتّى يرث الله من في الأرض ومن عليها .
يقول النص : ( وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً , ومُلكها لا يُترك لشعب آخر , وتُسحَق وتفنى كل هذه الممالك وهي (أي المملكة الإلهية) تثبت إلى الأبد )(سفر دانيال 2 / 44) .
كما تنبّأ دانيال (عليه السّلام) ثانية بمجيء محمّد (صلّى الله عليه وآله) , وبأنّ شريعته لن تمحى أبداً , فقال : ( كنت أرى في رؤى الليل , وإذا مع سحاب السماء مثل ابن إنسان أتى , وجاء إلى القديم الأيام (أي الله تعالى) فقرّبوه قدامه (إشارة إلى معراج الرسول) , فاُعطِي سلطاناً ومجداً وملكوتاً ؛ لتتعبّد له كل الشعوب والاُمم والألسنة . سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول , وملكوته ما لا ينقرض )(سفر دانيال 7 / 13 ـ 14) .
كما دعا نبي الله يحيى (عليه السّلام) بني إسرائيل وهو يعمدهم بالتوبة إلى الله تعالى حتّى يتهيّؤوا لاستقبال شريعة الله الخاتمة والخالدة التي عبّر عنها بملكوت السماوات , فقال لهم : ( توبوا ؛ لأنه قد اقترب ملكوت السماوات ؛ فإنّ هذا هو الذي يتكلّم عنه النبي أشعياء قائلاً : صوت صارخ في الصحراء (إشارة إلى ظهور النبي في صحراء الجزيرة العربية) , أعدّوا طريق الرب , اصنعوا سبله مستقيمة )(إنجيل متى 3 / 2 ـ 3) .
وثمة نص آخر ورد على لسان نبي الله زكريا (عليه السّلام) يتحدّث فيه عن الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) , لكن النصارى يؤوّلونه تأويلاً آخر .
يقول النص : ( ابتهجي جداً يابنة صهيون , اهتفي يا بنت اُورشليم ؛ هو ذا ملك قادم إليك , هو عادل ومنصور )(سفر زكريا 9 / 9) .
وهاتان الصفتان (العادل والمنصور) لا تنطبقان إلاّ على الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) الذي ستُحرّر فلسطين (اُورشليم) على يديه ، لكن النصارى يدعون أنّ هذه البشارة جاءت خاصة بعيسى المسيح (عليه السّلام) .
إلاّ أنّ ادّعاءهم باطل ؛ لأنّ عيسى (عليه السّلام) لم يكن صاحب سلطة يحكم بها , ولم يخض حرباً في فلسطين حتّى يوصف بالمنصور .
وعودة إلى البشائر الواردة في المزمور 72 , فإنّ ملاحظة دقيقة لبعض العبارات تدعم حقيقة أنها مخصوصة برسول الله (صلّى الله عليه وآله) وحفيده الإمام الحجة (عجّل الله تعالى فرجه) .
من تلك : (ملوك ترسيس والجزائر يدفعون الجزية , وملوك سبأ وشبا يقدّمون هدايا) , فهي واضحة بانطباقها على النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ؛ فمَن مِن الأنبياء كانت الجزية تُعطى له ؟ أمّا الهدايا فقد كانت تتوالى عليه (صلوات الله عليه وآله) من مختلف البقاع .
ومن الأوصاف أيضاً : (وليصلَّ عليه دائماً , وليبارك كلّ يوم ... ويبقى اسمه أبد الدهر , وينتشر ذكره واسمه أبداً ما بقيت الشمس مضيئة , وليتبارك به الجميع , وجميع الاُمم تنادي باسمه سعيدة) .
فلا أحد في هذه الدنيا يُصلّى عليه ويتبارك باسمه كلّ يوم سوى نبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله) الذي يهتف أكثر من ثلث البشرية (مليارا مسلم) باسمه يومياً في الأذان , ويصلّون عليه ويتباركون بذكره . إنّ جميع الاُمم تنادي باسمه سعيدة حقاً .
وأمّا ما يخص الإمام المنتظر (صلوات الله عليه) من الأوصاف الواردة في المزمور فهي كثيرة ، لكن أبرزها : (ليحكم لمساكين الشعب بالحق , ويخلّص البائسين , ويسحق الظالم ... ؛ لأنه ينجي الفقير المستغيث به , والمسكين إذ لا معين له . يشفق على الضعفاء والبائسين , ويخلّص أنفس الفقراء ويحرّرهم من الظلم والجور , وتُكرَم دماؤهم في عينيه) .
ولا تحتاج هذه العبارات إلى صعوبة في فهمها ؛ فدولة الله التي سيقيمها على الأرض ستكون على يد صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه) ؛ مصداقاً لقوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) . ولينظر القارئ في وجه التشابه الكبير في ما بين هذه الآية وذلك المزمور.
أمّا في ما يتعلّق بأهل البيت (عليهم السّلام) عامة ، ممّا ورد بحقّهم في الكتاب المقدّس فكثير ، لكنّنا نورد هاهنا أهمّ تلك العبارات والأوصاف على نحو مختصر .
|
|
|
|
|