|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 69152
|
الإنتساب : Nov 2011
|
المشاركات : 18,859
|
بمعدل : 3.88 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
س البغدادي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 14-05-2013 الساعة : 11:09 PM
فلنتأمل في ما جاء في الكتاب المقدّس : ( اللهمَّ أعطِ شريعتك للملك , وعدلك لابن الملك ؛ ليحكم بين شعبك بالعدل , ولعبادك المساكين بالحق . فلتحمل الجبال والآكام السّلام للشعب في ظل العدل ؛ ليحكم لمساكين العشب بالحق , ويخلّص البائسين , ويسحق الظالم .
يخشونك ما دامت الشمس , وما أنار القمر على مر الأجيال والعصور . سيكون كالمطر يهطل على العشب , وكالغيث الوارف الذي يروي الأرض العطشى . يشرق في أيامه الأبرار , ويعم السّلام إلى يوم يختفي القمر من الوجود , ويملك من البحر إلى البحر , ومن النهر إلى أقاصي الأرض .
أمامه يجثو أهل الصحراء , ويلحس أعداؤه التراب . ملوك ترسيس والجزائر يدفعون الجزية , وملوك سبأ وشبا يقدّمون هدايا . يسجد له كل الملوك , وتخدمه كل الاُمم ؛ لأنه ينجي الفقير المستغيث به , والمسكين إذ لا معين له . يشفق على الضعفاء والبائسين , ويخلّص أنفس الفقراء , ويحرّرهم من الظلم والجور , وتكرم دماؤهم في عينيه .
فليعش طويلاً , وليعطَ له ذهب سبأ , وليصلَّ عليه دائماً , وليبارك كلّ يوم .
فليكثر القمح والبُّر في البلاد حتّى أعالي البلاد , ولتتمايل سنابل القمح كأشجار جبل لبنان , وليشرق الرجال في المدينة كحشائش الحقول , ويبقى اسمه أبد الدهر , وينتشر ذكره واسمه أبداً ما بقيت الشمس مضيئة , وليتبارك به الجميع , وجميع الاُمم تنادي باسمه سعيدة )(المزمور 72 / 1 ـ 17) .
وهذا النص ذو دلالة واضحة للنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وابنه الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) ، لكن بعض حاخامات اليهود ورهبان النصارى ينسبونه إلى نبي الله داود (عليه السّلام) ، فيما ينسبه بعض آخر منهم إلى ابنه سليمان (عليه السّلام) ، وهم إثر ذلك واقعون في خلاف حول هاتين الشخصيّتين اللتين يُتوسّل بهما ـ كما في النص ـ إلى الله تعالى ؛ كي يرسلهما لإنقاذ المستضعفين في الأرض , والعمل بشريعة الله وإقامة عدله .
ومطابقة الأوصاف الواردة في النص على الواقع تكشف أنها تخصّ الرسول والإمام المنتظر (عليهما الصلاة والسّلام) ؛ فالفقرة الأولى من هذه البشارة والتي جاءت على شكل دعاء تشير إلى أنه سوف تظهر بعد زمن داود (عليه السّلام) شخصيتان عظيمتان ؛ إحداهما عُبِّر عنها بالملك صاحب الشريعة , (اللهمّ أعطِ شريعتك للملك) , والاُخرى بابنه الذي سيقيم العدل حسب تلك الشريعة (وعدلك لابن الملك) .
فالفرق بين الشخصيتين هو في كون الأوّل نبياً صاحب شريعة خاتمة , بينما الآخر مقتفٍ لأثر ذلك النبي , ومهمّته هي إقامة العدل .
أمّا بقية الصفات الواردة فإنها مشتركة بين الشخصيتين ، لكن من الواضح أنها ترسم صورة مستقبلية لأحداث عظيمة سيسود فيها الخير , وينغلق فيها باب الشر تماماً .
ولم يكن هذا قد حدث في زمن من الأزمان ، وهو لن يحدث إلاّ في زمان الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) .
إنّ وصلة القرابة بين الشخصيتين تدلل على هذه الحقيقة ؛ فالإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) هو ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذي وُصف في المزمور بالملك ؛ لأنّ شريعته ستحكم جميع الشعوب والاُمم ، وهذا التعبير (الملك) دارج في الكتاب المقدّس على مختلف الأنبياء (عليهم السّلام) , ويؤيد أنّ المقصود بالملك هو الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) .
|
|
|
|
|