[محمد الشرع]

مقال اعجبني جدا و احببت نقله في الموضوع :
الأرصفة المقرنصة والأرغـفة المقرصنة تـطـيـح بمحافظين وتـريـح آخريـن

في الانتخابات السابقة سنة 2009 أحرزت قائمة (يوسف الحبوبي) المركز الأول في محافظة كربلاء المقدسة بعد أن صوت لها (37846) سبعة وثلاثون ألفاً وثمان مائة وستة وأربعون ناخباً ،وفاقت هذه الأصوات التي جمعها المرشح الوحيد يوسف الحبوبي فاقت ما أحرزه جميع مرشحي قائمة دولة القانون التي حلت بالمركز الثالث بعد أن جمعوا (( 25649 )) خمسة وعشرين ألفاً وستمائة وتسعة وأربعين صوتاً ولكن لم يعترض أحد على إبعاد الحبوبي عن منصب المحافظ ولم يخرج نائب برلماني ليقول إن ترشيح غير الحبوبي لمنصب المحافظ كان خلافاً لرغبة الناخب الكربلائي !!

الفرق بين الحبوبي لوحده وبين الباقين جميعاً كان اثني عشر ألفاً ومائةً وسبعةً وتسـعـين صوتاً (( 12197 )) ومع ذلك كانت حصتهم من المقاعد تسعة أضعاف حصته حيث جلس على ذلك المقعد مقـتـنعاً بمنصب (نائب المحافظ) مع أن الشارع الكربلائي كان معه بدليل أنه أعاد انتخابه هذه السنة أيضاً بينما لم يسمح هذا (الشارع) لــ (عربة) المحافظ ( امال الهر) أن تـتـبخـتـر مرة أخرى على (أرصفته) المقرنصة بعد أن تبخرت آمالهم في (آمال) ولم يتغير وضعهم الى أحسن الحال ..

ظهرت نتائج التصويت فتقدم كيان وتأخر آخر .. تقدمت الكيانات بطعونها وتأخرت الديمقراطية بظعونها، النتائج لم تقدم فائزاً دون شريك فالتبس الوضع وتجمد واحتاج التحريك .. اجتمع قادة الكتل في المركز بغداد .. وتفاوض في المدن الأشباه والأضداد .. تجنب البعض الإشارة الى محاصصة الكرة الملعوبة لكي لا يكشف مماصصة اللبن والروبة .. وفي هذه (اللعبة) والأكلة أغـلبية مـغـلوبة وحقوق مـسلوبة ..

محافظاتنا سواء وشوارعها سواء والمشاركون بانتخاباتها سواء! نفس الشارع فلا فرق بين كربلاء وبين البصرة فهنا وهناك يجمع المواطن الناخب بالمحافظ المنتخب ما يجمع الأرصفة المقرنصة والأرغـفة المقرصنة .. الأولى يصنع منها تماسيح المقاولات أفضل دعاية للمحافظين الراغبين بـ (ولاية) أخرى ، والثانية تنفرد بها حيتان مفردات البطاقة التموينية ليبقى المواطن مظلوماً في كل المواطن !

ويعود الينا عهد القائد صدام فـتدق طبول الإعلام .. يعيش المحافظ ... أضوية مباني المدينة مطفأة أو خافتة تحجبها ألف لافتة ولافتة .. وكلها تقول : برعاية السيد المحافظ .. تم وضع حجر الأساس لأضخم مشاريع الشرق الأوسخ .. بدلة المحافظ من لندن ومحافظته أوسخ من مقاديشو ! ومحطة المحافظ الفضائية تـكـرِّم مراسلها لنقله كلمة السيد المحافظ في مؤتمره العالمي و أفراد شرطته (تـقـرِّم) أرجل صحفي آخر يحاول كشف المستور فيعود الإعلامي الأول بتجارة لن تبور ويفـر الثاني متبوعاً بكلب بوليسي مسعور. أين التغيير؟ وهل حقاً خرج الشارع في ملحمة التصويت يريد التغيير ؟

وأنا أتناول شاي الظهر انتقلت (فيحاء) الطائي الى بغداد ونقلتنا الى مؤتمر صحفي لجنان البريسم النائبة التي يبدو ان نتيجة انتخابات مجلس البصرة اصابتها بنائبة إذ قالت إن انتخاب غير الدكتور خلف سيكون مخالفاً لإرادة الناخب البصري لأنه صاحب الأغلبية حيث أحرز لوحده من الأصوات ما يفوق باقي مرشحي الإئتلاف مجتمعين – تقصد ائتلاف دولة القانون – لذا يجب اعادة انتخاب محافظ البصرة وإلا فإن الشارع البصري لن يقبل !!

عن أي (أغلبية) تتحدثين يا ست جنان ؟ يا نائبة البصرة يا بعد اعيوني.. لماذا تجب اعادة خلف والبزوني ؟ لماذ نتجاهل من امتنع عن التصويت فهم اكثر من تسعة أعشار المليون !
أغلبيتكم مغلوبة فانصرفوا عنها والتفتوا لحقوق الناس المسلوبة .. مع احترامي للمحافظ خلف فهو لم يخلف شيئاً يذكره به أهل البصرة ... فاتركي الآخرين لأن لهم الحق في انتخاب من يشاؤون .. اليست هذه الديمقراطية التي أجلست الحبوبي على مقعده الوحيد بينما طار محافظكم بتسعة مقاعد قبل أن تطـيِّـره رياح التغيير التي عصفت بها هذه الانتخابات مع اثنين من المحافظين في ذي قار والديوانية .

يا ست جنان لقد طار الهـر ديمقراطياً وما طار الفيل أبداً لا في البصرة ولا في المريخ ... التصويت هو الفيصل