عرض مشاركة واحدة

أحلى بحراني
عضو برونزي
رقم العضوية : 77832
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 722
بمعدل : 0.17 يوميا

أحلى بحراني غير متصل

 عرض البوم صور أحلى بحراني

  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : أحلى بحراني المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-05-2013 الساعة : 09:01 PM


تؤكّد كونَ الإمام عليه السّلام هو المرجعَ بعد الرسول صلّى الله عليه وآله في حالة التباس الأُمور وطغيان المحن وعدم معرفة الصحيح من الاستفهامات الطارئة والمستجدّات، فقد جاء في تفسيرها عن جابر الجُعفيّ قال: لمّا نزلت فسألوا أهلَ الذِّكْرِ إنْ كنتُم لا تَعلَمُون ، قال عليّ عليه السّلام: نحنُ أهلُ الذِّكْر (157). وبهذا يكون عليّ عليه السّلام الإمامَ للفِرقة الناجية، وهو المعلِّم لغيره من الصحابة، مخافةَ الانخراط من غير علم ضمنَ الفِرق الضالة.
عن أبي سعيد الخدريّ يقول: كنّا جلوساً ننتظر رسولَ الله صلّى الله عليه وآله، فخرج علينا مِن بعض بيوتِ نسائه، قال: فقُمْنا معه فآنقطعت نعلُه، فتخلّف عليها عليٌّ عليه السّلام يخصفها، فمضى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله ومضينا معه، ثم قام ينتظره وقمنا معه، فقال: إنّ منكم مَن يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلتُ على تنزيله. فاستشْرَفْنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال صلّى الله عليه وآله: لا، ولكنّه خاصف النعل. قال: فجئنا نبشّره، قال في أحدهما: وكأنه قد سمعه، وقال في الآخر: فلم يرفع به رأساً كأنّه قد سمعه (158).

وتمييزاً آخَرَ لصفّ الإمام عليّ عليه السّلام عن غيره من الناحية المصداقية؛ لتكون البيّنة آكدَ، ولا تبقى حجّة بيد المناوئين للإمام، فقد قال صلّى الله عليه وآله لعمار الموالي للإمام عليّ عليه السّلام والمناصر له: تَقتُلك الفئةُ الباغية.
عن عِكرمة أنّ ابن عباس قال له ولابنه عليّ: « إِنطلِقا إلى أبي سعيدٍ الخُدْري فآسمعا مِن حديثه، قال: فانطلقا فإذا هو في حائط له، فلمّا رآنا أخذ رداءه فجاءنا فقعد، فأنشأ يحدّثنا حتّى أتى على ذِكْر بناء المسجد، قال: كنّا نحمل لُبنةً لبنة وعمّارُ بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين، قال: فرآه رسولُ الله صلّى الله عليه وآل فجعل ينفض التراب عنه ويقول: يا عمّار، ألاَ تحمل لبنةً كما يحمل أصحابك ؟! قال: إنّي أُريد الأجرَ من الله، قال: فجعل ينفض التراب عنه ويقول: وَيْحَ عمّار! تقتله الفئةُ الباغية، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار. قال: فجعل عمّار يقول: أعوذ بالرحمان مِن الفتن » (159).
ومن إشارات الرسول وتنبيهاته للحوادث المستقبليّة، والتي تتضمّن الكشفَ عن صفة الاندماج والاتحاد بين إمامة الإمام عليّ عليه السّلام وخطّ الرسالة، وكونه الامتدادَ الشرعيَّ لها، وتُحقّق في الوقت نفسه حصانَة الأُمّة ووقايتَها من ضرر شعارات الضلالة ودعوات الانحراف، فقد حذّر صلّى الله عليه وآله من خطورة حركة الخوارج التي تظهر فيما بعد ومناوأتها للإمام عليّ عليه السّلام، بهذا التنبيه يمثل الإمامُ عليٌّ عليه السّلام خط الإمامة والمجسِّد للقيم الإلهيّة، أما باقي الدعوات المخالفة فتتهاوى نحو الحضيض والانحراف.
فعن أبي سعيد الخُدْريّ قال: بينما نحن عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو يقسّم قسماً، أتاه ذو الخويصرة ـ وهورجل من بني تَميم ـ فقال: يا رسول الله اعدِلْ، فقال: ويلك! ومَن يعدل إذْ لم أعدل ؟! قد خِبْتَ وخَسِرتَ إن لم أكنْ أعدل، فقال عمر: يا رسول الله أتأذن لي فيه فأضربَ عنقه ؟ قال: دعه؛ فإنّ له أصحاباً يحقر صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآنَ لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدِّين كما يمرق السهمُ مِن الرمية. إلى أن قال: آيتُهم رجلٌ أسود إحدى عَضُدَيه مثل ثَدْي المرأة، أو مثل البضعة تدر درّاً، ويخرجون على خير فرقة من الناس. قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأشهد أنّ عليَّ بن أبي طالب عليه السّلام قاتَلَهم وأنا معه، فأمَر بذلك الرجل فالتُمس فأُتي به حتّى نظرتُ إليه على نَعْت النبيّ صلّى الله عليه وآله الذي نَعَت به (160).
وجاء عن الرسول صلّى الله عليه وآله روايات أُخرى تتّجه نحو تبنّي الإمام عليّ عليه السّلام وعلى نحو الإطلاق، أي تبيّن أفضليّة الإمام عليٍّ عليه السّلام على غيره، سواءً من قد كان عاصَرَه من المسلمين مع النبيّ صلّى الله عليه وآله أو مَن يأتي مستقبَلاً، وتوضّح أيضاً أن سلوك الإمام عليه السّلام ومواقفه لا تمثل حالةً طارئة تُنتَزع عنه في ظرف آخر، وإنما تمسّكُ الإمام عليٍّ عليه السّلام بالحقّ، أو علاقته بالحقّ والحقّ بعليّ، هي علاقة اتّحاد المفهوم بالمصداق.
فقد روي عن ثابت مولى أبي ذر قال دخلت على أُمّ سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً عليه السّلام وقالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « عليٌّ مع الحقّ والحقُّ مع عليّ، ولن يَفْتَرِقا حتّى يَرِدا عَلَيّ الحوضَ يومَ القيامة » (161).
وجاء أيضاً عن النبيّ صلّى الله عليه وآله من عدة طرق: « إنّ عليّاً منّي وأنا مِن عليّ، وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ بَعدي، لا يُؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ » (162).

ثالثاً: الإخبارات الغيبيّة والكرامات عند الإمام عليٍّ عليه السّلام
لقد امتاز الإمام عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام على باقي الصحابة بكرامات عديدة، حتّى شكّلت إخباراته بالحوادث المستقبلية ظاهرةً مشهودة في حياته، فمِن ضمن ما أَخبَرَ به وتحقّق خارجاً، ما يلي:
1 ـ إخباره عليه السّلام بعمارة بغداد ومُلْك بني العبّاس وذِكْرِ أحوالهم وأخذ المغول منه. قال عليه السّلام: « وما أدراك ما الزوراء! أرض ذات أثل، يُشيَّد فيها البنيان، ويكثر بها السكّان، يتّخذها وُلْدُ العبّاس مَوْطناً، ولزخرفهم مسكناً، تكون لهم دارَ لَهْوٍ ولَعِب، ويكون بها الجورُ الجائر والحيف المحيف، والأئمّة الفجرة، والقُراء الفَسَقة، والوزراء الخَوَنة، يخدمهم أبناءُ فارسَ والروم، لا يأتمرون بينهم بمعروفٍ إذا عَرَفُوه، ولا يَنتَهُون عن منكرٍ إذا نَكِرُوه... » (163).
2 ـ جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي مررتُ بوادي القرى، فرأيت خالدَ بن عرفطة قد مات، فاستغفرْ له.
فقال عليه السّلام: « إنّه لم يَمُت، ولا يموتُ حتّى يقودَ جيشَ ضَلالةٍ، صاحبُ لوائهِ حبيبُ بن جمّاز ». فقام رجل من تحت المنبر فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي لك شيعة، وإني لك محبّ.
فقال: ومن أنت ؟ قال: حبيبُ بن جمّاز. فقال عليه السّلام: « إيّاك أن تحملها، ولتحملنّها فتدخل بها مِن هذا الباب »، وأومأ بيده إلى باب الفيل.
فلما مضى أمير المؤمنين عليه السّلام ومضى الحسن ابنُه مِن بعده، وكان من أمر الحسين عليه السّلام ما كان؛ بعث ابنُ زياد بعُمَرِ بنِ سعد إلى الحسين عليه السّلام وجعل خالد بن عرفطة على مقدّمته، وحبيبَ بن جمّاز صاحبَ رايته، حتّى دخل المسجدَ مِن باب الفيل (164).
3 ـ ورُوي عنه عليه السّلام أنّه لمّا توجّه إلى صِفِّين لحرب معاوية ووصل إلى كربلاء؛ وقف عليه السّلام ناحيةً من المعسكر، ثمّ نظر يميناً وشمالاً وقال: « هذا واللهِ مناخُ رِكابِهم، وموضعُ منبتهِم ». وبكى بكاءً طويلاً.
فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما هذا الموضع ؟ ومَن هؤلاء ؟ فقال عليه السّلام: « هذه كربلاء، يُقتل فيها فئةٌ من آل محمّدٍ ظلماً وعدواناً، ويُقتَل معهم قومٌ يدخلون الجنّةَ بغيرِ حساب ».
ثم سار عليه السّلام وكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال، حتّى كان من أمر الحسين عليه السّلام ما كان (165).
4 ـ ولما خرج الإمام عليّ عليه السّلام إلى أهل النهروان؛ أقبل رجل من أصحابه ممن كان على مقدّمته يركض، حتّى انتهى إلى الإمام عليٍّ عليه السّلام فقال: البشرى يا أمير المؤمنين! قال: « ما بُشراك ؟ ».
قال: إنّ القوم عبروا النهر لمّا بلغهم وصولك، فأبشِرْ، فقد منحك الله أكتافَهم، فقال له: « آلله أنت رأيتَهم قد عبروا! » قال: نعم، فأحلَفَه ثلاث مرّات، في كلّها يقول: نعم، فقال الإمام عليّ عليه السّلام: « واللهِ ما عبروه ولن يَعبروه، وإنّ مصارعَهم لَدُون النطفة، والّذي فلَقَ الحبّة، وبرأ النَّسَمة،لن يبلغوا الأثْلاث ولا قَصْر بَوازِن، حتّى يقتلهم الله، وقد خابَ مَن افترى ».
قال: ثم أقبل فارس آخر يركض، فقال كقول الأوّل، فلم يكترث الإمام عليّ عليه السّلام بقوله، وجاءت الفرسان تركض كلّها تقول مثل ذلك، [ فقال: « فلا يبقى منهم إلاّ أقلّ من عشرة، ولا يُقتَل من أصحابي إلاّ أقلُّ من عشرة » ].
فقام الإمام عليّ عليه السّلام فجال في متن فرسه، قال: فيقول شابّ من الناس: واللهِ لأكوننّ قريباً منه، فإن كانوا عبروا النهر لأجعلنّ سِنانَ هذا الرمح في عينه، أيدّعي عِلمَ الغَيب ؟
فلمّا انتهى عليه السّلام إلى النهر؛ وجد القومَ قد كسروا جفونَ سيوفهم وعرقَبوا خيلهم، وجَثَوا على رُكَبهم وحكّموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زَجل، فنزل ذلك الشابّ فقال: يا أمير المؤمنين إنّي كنت شككتُ فيك آنفاً، وإنّي تائب إلى الله وإليك فاغفرْ لي.
فقال عليّ عليه السّلام: « إنّ الله هو الذي يَغفر الذنوب، فآستغْفِرْه » (166).

من مواضيع : أحلى بحراني 0 شيخ سني وهابي يشرح طريقة (ذبح البشر) طبقا للديانة السنية الناصبية.
0 زيارة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع) - حيدر العطار.
0 صوت أحساس وي عباس - باسم الكربلائي.
0 دعاء التوسل - الحاج باسم الكربلائي.
0 حديث الكساء - أبا ذر الحلواجي.
رد مع اقتباس