الموضوع:
أفضلية الإمام عليّ عليه السّلام على الصحابة
عرض مشاركة واحدة
أحلى بحراني
عضو برونزي
رقم العضوية : 77832
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 722
بمعدل : 0.17 يوميا
مشاركة رقم :
8
كاتب الموضوع :
أحلى بحراني
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 02-05-2013 الساعة : 08:58 PM
ثم إن في قوله تعالى:
نَدْعُ أبناءنا...
إشارة إلى أنّ لغيره صلّى الله عليه وآله شأناً في الدعوة إلى المباهلة، حيث أضاف الأبناء والنساء إلى ضمير المتكلّم مع الغير، مع أن المحاجّة كانت معه صلّى الله عليه وآله خاصّة، كما يدلّ عليه قوله تعالى:
فمَن حاجَّكَ..
. وهذا هو الذي يستفاد من قوله تعالى:
ويَتْلُوه شاهدٌ مِنه
(87) وقوله تعالى:
قلْ هذهِ سبيلي أدْعُو إلى اللهِ على بصيرةٍ أنا ومَنِ آتَّبَعني
(88). كما يؤيده ما ورد فيها من الروايات، وهو مقتضى إطلاق التنزيل في قوله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السّلام: « أنت منّي بمنزلةِ هارونَ مِن موسى ».
ويؤيّد ذلك قولُه تعالى:
فنَجْعَلْ لعنةَ اللهِ علَى الكاذبين
، فإنّ المراد بالكاذبين هنا ليس كلّ مَن هو كاذب في كل إخبارٍ ودعوى، بل المراد هم الكاذبون المغرضون في أحد طرفَي المحاجّة والمباهلة، فلا محالة يكون المدعي في كلا الجانبين أكثر من واحد، وإلاّ لكان حق الكلام أن يقال مثلاً: « فنجعلْ لعنةَ الله على مَن هو كاذِب » حتّى يصحّ انطباقه على الفرد أيضاً. فالمشتركون مع النبيّ صلّى الله عليه وآله في المباهلة شركاءُ له في الدعوى.
وحيث أنّ المحاجّة إنّما وقعت بين النبيّ صلّى الله عليه وآله وبين النصارى لا لمجرد الدعوى، بل لأجل دعوتهم إلى الإسلام، وأنّ الحضور للمباهلة كان تبعاً لتلك الدعوى والدعوة، فحضور مَن حضر أمارة على كون الحاضرين مشاركين له في الدعوى والدعوة معاً.
والروايات التي صدرت من الصحابة في آية المباهلة كثيرة جدّاً، كرواية جابر بن عبدالله والبُراء بن عازب، وأنس بن مالك، وعثمان بن عفّان، وعبدالرحمان بن عوف، وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقّاص، وعبدالله بن عبّاس، وأبي رافع مولى النبيّ صلّى الله عليه وآله.. وغيرهم، ورواية جمع من التابعين عنهم كالسدي والشعبي والكلبيّ وأبي صالح، وإطباق المحدّثين والمؤرخّين والمفسّرين على إيداعها في موسوعاتهم، كمسلم والترمذي والطبريّ وأبي الفداء والسيوطيّ والزمخشريّ والرازيّ باتّفاق الروايات وصحّتها (89).
قال جابر: فيهم نزلت
نَدْعُ أبناءنا وأبناءَكم
قال جابر: ( أنْفُسَنا ) رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّ عليه السّلام، و ( أبناءَنا ) الحسن والحسين عليهما السّلام، و ( نساءَنا ) فاطمة عليها السّلام (90).
8 ـ قوله تعالى:
إنّ الذينَ آمَنوا وعَمِلوا الصّالحاتِ أُولئكَ هُمْ خَيرُ البريّة
(91). عن جابر بن عبدالله قال:
« كنّا عند النبيّ صلّى الله عليه وآله فأقبل عليّ بن أبي طالب، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « قد أتاكم أخي »، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: « والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة »، ثم قال: « إنّه أوّلُكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلُكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مَزيّة ». قال: ونزلت « إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ أُولئك هم خيرُ البريّة »، قال: فكان أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وآله إذا أقبل عليٌّ قالوا: قد جاء خيرُ البريّة » (92).
الأمر الثالث: تصاريح عامة من السنّة النبويّة تؤكّد فَضْل الإمام عليٍّ عليه السّلام على الصحابة
ليس غرضنا استعراض كامل الروايات الصادرة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في حقّ الإمام عليّ عليه السّلام، أو التي يُكتشف منها عمق العلاقة بينهما وخصوصيتها، أو أن عليّاً عليه السّلام ذلك النموذجُ الإلهيّ المختار لحمل الأمانة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، بل غرضنا انتخاب بعض النماذج الروائيّة التي أظهر أو أفرز فيها رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أفضليّةَ الإمام عليّ عليه السّلام على الصحابة، لا لشيء وإنما سعياً منه صلّى الله عليه وآله لتبليغ الأُمّة بما يُريده الله سبحانه، فمِن تلك الروايات:
1 ـ عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله جمع قريشاً ثمّ قال: « لا يؤدّي أحدٌ عنّي دَيني إلاّ عليّ » (93).
2 ـ عن عبدالله قال:
وطرَقَ الإمامُ عليّ عليه السّلام البابَ على رسول الله صلّى الله عليه وآله في بيت أُمّ سَلَمة، حيث أمرها صلّى الله عليه وآله في فتح الباب له معلّقاً بأنّ الطارق رجلٌ يحبّ اللهَ ورسولَه، ولمّا دخل، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « يا أُمّ سلمة، أتعرفونه ؟ » قالت: نعم يا رسول الله، هذا عليُّ بن أبي طالب، قال: « صدقتِ، سيّدٌ أُحبّه، لحمُه مِن لحمي، ودمُه من دمي، وهو عَيبةُ بيتي، اِسمعي وآشْهَدي، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين مِن بَعدي، فآسمعي واشهدي، وهو قاضي عِداتي، فاسمعي واشهدي، وهوَ واللهِ يُحيي سُنّتي فاسمعي واشهدي، لو أن عبداً عَبَدَ اللهَ ألفَ عام، بعد ألف عام، وألفَ عام بين الركن والمَقام، ثمّ لقيَ اللهَ مُبغضاً لعليّ بن أبي طالب وعترتي، أكبَّه اللهُ على مَنخَرَيه يومَ القيامة في نارِ جهنّم » (94).
3 ـ ما روي عن الإمام عليٍّ عليه السّلام أنّه قال: « جاء النبيَّ أُناسٌ من قريش، فقالوا: يا محمّد إنّا جيرانك وحلفاؤك، وإن مِن عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه، إنما فرّوا من ضياعنا وأموالنا فآردُدْهم إلينا، فقال لأبي بكر: ما تقول ؟ قال: صدقوا، إنهم لَجيرانُك وحلفاؤك. فتغير وجه النبيّ صلّى الله عليه وآله، ثمّ قال لعمر: ما تقول ؟ قال: صدقوا، إنهم لَجيرانك وحلفاؤك. فتغير وجه النبيّ صلّى الله عليه وآله، ثم قال: « يا معشرَ قريش! واللهِ لَيَبعثَنّ اللهُ عليكم رجلاً منكمُ آمتحنَ اللهُ قلبَه للإيمان، فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم ». قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله ؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو يا رسول الله ؟ قال: لا، ولكن الذي يخصف النعل. وقد كان أعطى عليّاً نعلاً يخصفها » (95).
4 ـ روى الزمخشري بإسناده فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « فاطمة مهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبَعلُها نور بصري، والأئمّة مِن وُلْدها أُمناء ربّي، وحبلٌ ممدود بينه وبين خلقه، مَن اعتصم بهم نجا، ومن تخلّفَ عنهم هوى » (96).
وبهذا يصبحون عليهم السّلام أفضلَ مَن يُعتصَم بهم، لأنّهم يقودونه نحو الهداية، وبطريق أولى يكونون عليهم السّلام أفضلَ من الذي يخالفهم من الصحابة، لأنّ الله ورسوله مع الذي يَعتصِم بهم لا مع الذي يتخلف عنهم، ومن المعلوم أن كثيراً من الصحابة لم يتخلّف عنهم فحسب وإنّما قد شن الحربَ عليهم، والإمام عليّ عليه السّلام قد وضح موقفه من بعض الصحابة كما في الخطبة المعروفة بالشِّقْشِقية، وموقفُ الزهراء عليها السّلام واضح أيضاً من خلال خطبتها في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد وفاة أبيها، حيث عكست صورة عن مدى مخالفة بعض الصحابة للإمام عليّ عليه السّلام.
5 ـ روي عن أبي سعيد الخُدْريّ أنّه قال: كنّا جلوساً ننتظر رسول الله صلّى الله عليه وآله، فخرج علينا مِن بعض بيوت نسائه، قال: فقُمنا معه، فانقطعت نعله فتخلف عليها علي يخصفها، فمضى رسول الله صلّى الله عليه وآله ومضينا معه، ثمّ قام ينتظره وقمنا معه فقال: « إنّ منكم مَن يقاتل على تأويل هذا القرآن، كما قاتلت على تنزيله » فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال صلّى الله عليه وآله: « لا، ولكنّه خاصف النعل ». قال: فجئنا نبشّره ( قال في أحدهما ) وكأنّه قد سمعه. وقال في الآخر فلم يرفع به رأساً كأنّه قد سمعه (97).
وبهذا النمط من الروايات يكتسب الإمام عليٌّ عليه السّلام الأفضليّةَ على الصحابة؛ لأنّه المتصدّي لإثبات الحقّ في مرحلة ما بعد الرسول صلّى الله عليه وآله، وعلى الصحابة أن يلتحقوا به.
6 ـ جاء عن النبيّ من عدة طرق: « إنّ عليّاً منّي وأنا من عليّ، وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، لا يؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ » (98).
7 ـ يكشف موقفُ رسول الله صلّى الله عليه وآله من عمر وأبي بكر في مسألة تزويج فاطمة، عن مدى عناية الرسول صلّى الله عليه وآله الخاصّة بالإمام عليّ عليه السّلام دونَهما.
عن عبدالله بن يزيد عن أبيه، قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّها صغيرة. فخطبها عليٌّ عليه السّلام فزوّجها منه (99).
8 ـ قضية سدّ الأبواب باستثناء باب الإمام عليّ عليه السّلام:
في مسند أحمد عن عدّة طرق: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله أمر بسدّ الأبواب إلاّ باب عليّ فتكلّم الناس، فخطب رسول الله صلّى الله عليه وآله، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه، ثمّ قال: « أمّا بعد، فإنّي أُمِرتُ بسدّ هذه الأبواب غيرَ بابِ عليّ، فقال فيه قائلكم! واللهِ ما سددتُ شيئاً ولا فتَحْتُه، وإنَّما أُمِرتُ بشيء فاتّبعْتَه » (100).
9 ـ مؤاخاة النبيّ لعليّ عليه السّلام:
نجد أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله آخى بين الناس، وترك عليّاً عليه السّلام حتّى بقيَ آخِرَهم، لا يرى له أخاً، فقال: يا رسول الله، آخيتَ بين أصحابك وتركتني ؟! فقال: « إنّما تركتُك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، فإنْ ذَكَرك أحد فقل: أنا عبدالله وأخو رسوله، لا يَدّعيهما بعدَك إلاّ كذّاب، والذي بعثني بالحق، ما أخّرتُك إلاّ لنفسي » (101).
10 ـ ويلخّص بعض ما تفرّد به الإمام عليّ عليه السّلام من الفضائل ما جاء عن سعد ابن أبي وقّاص، حيث قال: واللهِ لأَن يكون لي واحدةٌ من خلال ثلاث أحبُّ إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لأن يكون قال لي ما قال له حين ردّه من تبوك: « أمَا تَرضى أن تكونَ منّي بمنزلة هارونَ مِن موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي »، أحبُّ إليّ مِن أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. ولأن يكون قال لي ما قال له يوم خيبر: « لأُعْطينّ الرايةَ رجلاً يحبّ اللهَ ورسولَه، يفتح اللهُ على يديه، ليس بفرّار » أحبُّ إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. ولأن يكون لي ابنته ولي منها من الولد ما له، أحبُّ إليَّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس (102).
من مواضيع :
أحلى بحراني
0
شيخ سني وهابي يشرح طريقة (ذبح البشر) طبقا للديانة السنية الناصبية.
0
زيارة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع) - حيدر العطار.
0
صوت أحساس وي عباس - باسم الكربلائي.
0
دعاء التوسل - الحاج باسم الكربلائي.
0
حديث الكساء - أبا ذر الحلواجي.
أحلى بحراني
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة أحلى بحراني
البحث عن جميع مواضيع أحلى بحراني