عرض مشاركة واحدة

أحلى بحراني
عضو برونزي
رقم العضوية : 77832
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 722
بمعدل : 0.17 يوميا

أحلى بحراني غير متصل

 عرض البوم صور أحلى بحراني

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : أحلى بحراني المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-05-2013 الساعة : 08:57 PM


الأمر الثاني: الآيات النازلة في حقّ الإمام عليّ عليه السّلام ولم ينزل مِثلُها في حقّ غيره:
نختار في هذه الفقرة بعض الآيات النازلة في حقّ الإمام عليّ عليه السّلام والتي تبيّن أفضليتَه على الصحابة، ليس كلّ الآيات التي تبيّن فضله والتي نزلت في حقّه مطلقاً؛ لأن هذه تحتاج إلى بحث مستقل. فمن الآيات التي يمتاز بها الإمام عليّ عليه السّلام ولا تنسحب على غيره، وبها تثبت أفضليته على الصحابة، وتوضح مِن ثَمّ مدى علاقة الإمام عليّ عليه السّلام بالقرآن:
1 ـ ما عن ابن عباس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « ما أنزلَ اللهُ آية فيها يا أيُّها الذينَ آمَنوا إلاّ وعليٌّ رأسُها وأميرها » (68).
2 ـ وعن ابن عباس أيضاً أنه قال: لمّا نزل قلْ لا أسألُكُم عليهِ أجراً إلاَّ المودّةَ في القربى (69)، قالوا: يا رسول الله، مَن قرابتُك هؤلاء الذين وجبَتْ علينا مودّتُهم ؟ قال: « عليٌّ وفاطمةُ وآبناهما » (70).
وبهذه الآية تصبح المودّة للإمام عليّ عليه السّلام واجبة على غيره من الصحابة.
3 ـ قوله تعالى: وآجعَلْ لي وزيراً مِن أهلي (71) فعَن ابن عباس رضي الله عنه أنّه قال: أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله بيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ـ ونحن بمكّة ـ وبيدي، وصلّى أربع ركعات، ثم رفع يده إلى السماء فقال: « اللهم إن موسى بن عمران سألك، وأنا محمّدٌ نبيُّك أسألك أن تشرح لي صدري، وتَحْلُلَ عُقدةً من لساني؛ يفقهوا قولي، وآجعلْ لي وزيراً من أهلي، عليَّ بنَ أبي طالب أخي، أُشدُدْ به أزْري، وأشْرِكه في أمري ». قال ابن عبّاس: « سمعت منادياً ينادي: يا أحمد، قد أُتِيتَ ما سألت » (72).
4 ـ قال تعالى: إنَّما وليُّكُمُ اللهُ ورسولُه والذينَ آمَنوا الذين يُقيمونَ الصلاةَ ويُؤتُون الزكاةَ وهُم راكِعُون (73).
اعتمد القرآن الكريم في خصوص هذه الآية على تبيان أفضلية الإمام عليّ عليه السّلام على غيره من الصحابة عن طريق إبراز الجانب السلوكيّ المصحوب بالتصريح بأن عليّاً عليه السّلام هو الوليّ للمؤمنين.
وقد أجمعوا على نزول هذه الآية في الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام لمّا تصدّق بخاتَمهِ على المسكين في الصلاة بمحضرٍ من الصحابة.
قال الزمخشريّ عن قوله « وهُم راكِعُون »: وقيل: هو حال مَن يُؤتُون الزكاة، بمعنى يؤتونها في حالِ ركوعهم في الصلاة، وأنها نزلت في عليٍّ كرّم الله وجهَه حين سأله سائلٌ وهو راكع في صلاته، فطرَحَ له خاتَمَه كأنّه كان مرجاً في خنصره (74)، فلم يتكلّف لخلعه كثيرَ عملٍ تَفسد بمِثله صلاتُه.
فإن قلت: كيف صحّ لعليّ عليه السّلام واللّفظ جماعة ؟
قلت: جِيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً، ليرغب الناسُ في مثل فعله، فينالوا مثل ثوابه، ولينبِّه على أن سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البِرّ والإحسان وتفقّد الفقراء، حتّى إن لَزِمهم أمرٌ لا يَقبل التأخير وهم في الصلاة؛ لم يُؤخّروه إلى الفراغ منها » (75).
5 ـ قال تعالى: « يا أيُّها الرسولُ بلِّغْ ما اُنزِلَ إليكَ مِن ربِّك... » (76).
صرّح أئمّة التفسير والحديث أنّها نزلت في بيان فضل الإمام عليّ عليه السّلام يوم الغدير، حيث أخذ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله بيد عليّ عليه السّلام وقال: « مَن كنتُ مَولاه، فعليٌّ مولاه، اَللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وآنْصُرْ مَن نَصَره، واخذلْ مَن خَذَله، وأدِرِ الحقَّ مَعَه كيف مادار » (77).
وبهذا التنصيب الإلهي لعلي ـ حسب هذا النص القرآني ـ يثبت أنه عليه السّلام هو الأفضل بعد الرسول صلّى الله عليه وآله من غيره.
6 ـ وقال تعالى: إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكُمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهيراً (78).
إن الآية تنصّ على حصر إرادة الله تعالى هنا في إذهاب الرجس عن أهل البيت، وتطهيرهم تطهيراً كاملاً شاملاً، وهذا الحصر إنّما هو بالنسبة إلى ما يتعلّق بأهل البيت، وإلاّ فإن لله تعالى إرادات تشريعيّةً وتكوينيّة، غيّرها بالضرورة، فالمعنى أن إرادة إذهاب الرجس والتطهير مختصّة بهم دون غيرهم، فتصير في قوّة أن يُقال: يا أهل البيت، أنتمُ الذين يُريد اللهُ أن يذهب عنكمُ الرجسَ ويُطهِّرَكم من الأدناس. فالإرادة هذه تكوينيّة لا محالة، فإن الإرادة التشريعيّة للتطهير لا تختصّ بقومٍ دون قوم، أو بيتٍ دون بيت. والإرادة التكوينية منه تعالى لا تنفكّ عن المراد، فتطهير أهل البيت من الرجس أمر واقع بإرادة الله تعالى، فهم المعصومون من الذنوب والآثام والأخطاء.
هذا هو الظاهر من نفس الجملة بصرف النظر عمّا قَبلها.
وروايات نزولها في أهل البيت ـ أهل بيت الوحي المطهّرين، النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ـ دون غيرهم كثيرة جداً، تربو على سبعين حديثاً من طرق الفريقين، وإذا لم يكن مثل هذه الروايات معتمَداً عليها فبأيّ حديث بعده يؤمنون ؟!
وهذه الروايات التي روتها الشيعة بطرقهم عن أمير المؤمنين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وعليّ بن موسى الرضا عليهم السّلام، عن أُمّ سلمة وأبي ذرّ وأبي ليلى وأبي الأسود الدؤليّ وعمر بن ميمون الأوديّ وسعد بن أبي وقّاص، وروتها السنّة بأسانيدهم عن أُمّ سلمة وعائشة وأبي سعيد الخُدْريّ وسعد ووائلة بن الأصقع وأبي الحمراء وابن عبّاس وثوبان مولى النبيّ صلّى الله عليه وآله وعبدالله بن جعفر وعليّ بن أبي طالب والحسن بن عليّ عليهم السّلام، كلّها تدل على أن الآية نزلت في الخمسة الطيبة: رسول الله وابن عمه عليّ وبنته فاطمة وسبطَيه الحسنين عليهم السّلام، وهم المرادون بأهل البيت دون غيرهم (79).


من مواضيع : أحلى بحراني 0 شيخ سني وهابي يشرح طريقة (ذبح البشر) طبقا للديانة السنية الناصبية.
0 زيارة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع) - حيدر العطار.
0 صوت أحساس وي عباس - باسم الكربلائي.
0 دعاء التوسل - الحاج باسم الكربلائي.
0 حديث الكساء - أبا ذر الحلواجي.
رد مع اقتباس