|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77832
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 722
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أحلى بحراني
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 02-05-2013 الساعة : 08:55 PM
3 ـ مظاهر شخصية الإمام عليّ عليه السّلام في الجانب الجهادي:
أما الجهاد عند الإمام عليّ عليه السّلام، فالخوض في إثباته يجري مجرى إيضاح الواضحات وتقرير البديهيات، فإنّه لا خلاف بين جميع المسلمين وغيرهم أن الإمام عليّاً عليه السّلام في جهاده كان أشجعَ الصحابة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وأكثرَهم إقداماً، وإن كانت الشجاعة وحبّ الجهاد عند الصحابة ظاهرة بارزة في حياتهم، إلاّ أنها عند الإمام عليّ عليه السّلام تبدو قيمتها أكثر جلاءً في المهمات الصعبة وعند تراجع الآخرين وعدم قدرتهم على تجاوزها، فيتقدم الإمام عليّ عليه السّلام بتفوّقه الإلهيّ لفكّ الطوق عن المسلمين، وهذا ما تشهد به المعارك التي خاضها ضدّ المشركين وأهلِ الكتاب في بدرٍ والأحزاب وخيبر وحنين وغيرها.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله يومَ خيبر: « لأَدفعنّ الرايةَ إلى رجل يحبُّ اللهَ ورسولَه، ويفتح الله عليه، قال عمر: فما أحببتُ الإمارة قطّ قبلَ يومئذٍ، فدفعها إلى عليّ قال: قال: ولا تلتفت، فسار قريباً، قال: يا رسول الله، علامَ نقاتل ؟
قال صلّى الله عليه وآله: على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عَصَموا دماءهم وأموالَهم إلاّ بحقها، وحسابُهم على الله تعالى » (32).
وفي غزوة الخندق: ضرب الإمام عليّ عليه السّلام أروع مثالٍ لنصرة الحق، وتميّزَ به عن غيره من الصحابة، وقد عزّز الرسولُ صلّى الله عليه وآله قيمةَ هذا الحدث العظيم عندما صرّح بأن الإمام يمثّل جانبَ الحقّ كلِّه، فقد روى الجمهور:
أنه لما برز عمرو بن عبد ودّ العامري في غزوة الخندق، وقد عجز عنه المسلمون، قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « برَز الإيمانُ كلُّه إلى الشِّركِ كلِّه » (33).
ونقل أحمد بن حنبل في مسنده، قال: خطب الإمامُ الحسن عليه السّلام فقال: « لقد فارقَكُم رجلٌ بالأمس لم يَسبقْه الأوّلون بعلم، ولا يُدركه الآخِرون، كان رسولُ الله صلّى الله عليه وآله يبعثه بالراية، جبرئيلُ عن يمينه وميكائيلُ عن شماله، لا ينصرف حتّى يُفتَح له » (34).
وروى الخوارزميّ قال: حدثنا عبيدالله بن عائشة عن أبيه قال: « كان المشركون إذا أبصروا عليّاً في الحرب، عَهِد بعضُهم إلى بعض » (35).
وعن جابر بن عبدالله قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول يوم الحديبيّة ـ وهو آخذٌ بضِبْع عليّ بن أبي طالب ـ يقول: هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصورٌ مَن نَصَره، مخذولٌ مَن خَذَله. ثم مدّ بها صوته وقال: أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، فمن أراد الدارَ فلْيأتِ الباب » (36).
وعن ابن عبّاس قال: « كان المهاجرون يوم بدرٍ سبعةً وسبعين رجلاً، وكان الأنصار مائتين وستة وثلاثين رجلاً، وكان صاحب راية رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّ ابن أبي طالب، وصاحب راية الأنصار سعد بن عُبادة » (37).
وعن ابن عباس قال: « إن راية المهاجرين كانت مع عليّ عليه السّلام في المواقف كلِّها: يوم بدر ويوم أُحد ويوم خيبر ويوم الأحزاب ويوم فتح مكة، ولم تزل معه في المواقف كلِّها » (38).
ويحدثنا الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام عن صُحبته لرسول الله صلّى الله عليه وآله عندما عزما على كسر الأصنام التي كانت فوق الكعبة وقد صعد عليه السّلام على مَنكِبَي رسول الله صلّى الله عليه وآله:
قال عليّ عليه السّلام: « إنطلقتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى أتينا الكعبة، فصعد رسولُ الله صلّى الله عليه وآله على مَنْكِبي ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: إنهض. فنهضت، فلما رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله ضَعفي قال لي: إجلْس. فجلست، فنزل النبيّ صلّى الله عليه وآله وجلس لي، وقال لي: إصعد على مَنْكِبي. فصَعِدتُ على مَنكِبَيه فنهض بي. فقال عليّ عليه السّلام: إنه يُخيَّل إليّ أنّي لو شئتُ لَنِلتُ أُفقَ السماء، فصعدت على الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس، فجعلت أعالجه لأُزيله يميناً وشمالاً وقداماً ومن بين يديه ومن خلفه، حتّى استمكنتُ منه، فقال نبيُّ الله: اِقذفْه، فقذفتُ به فكسرته كما يكسر القوارير، ثمّ نزلت فانطلقتُ أنا ورسول الله صلّى الله عليه وآله نستبق، حتّى توارينا بالبيوت؛ خشيةَ أن يلقانا أحد » (39).
وتتلخّص صورة سلوك الإمام عليّ عليه السّلام بكل جوانبها الإلهيّة عندما يشبّهه رسول الله صلّى الله عليه وآله بالأنبياء عليهم السّلام، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « من أراد أن ينظر إلى آدمَ في علمه، وإلى نوحٍ في عزمه، وإلى إبراهيمَ في حِلْمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في زُهده؛ فلْينظُرْ إلى عليِّ بنِ أبي طالب » (40).
|
|
|
|
|