المهم أن نتائج الانتخابات جاءت كارثية لكل من استبشر خيراً بذلك الصراع من أتباع المرجعية و مريديها ,,
فالمالكي يسحق خصومه السياسيين في أغلب محافظات الشيعة و يتربع أتباعه على عرش العاصمة بحوالي نصف مليون صوت تاركاً الآخرين يلهثون خلف فتات الكراسي المتساقطة من ركبه الكبير ..
كارثية النتيجة تتمثل في فوز الطرف الغير ملتزم بقيم الدين كما تراها عين المرجعية ,,
الطرف الذي راح يمتهن وسائل الخلط بين الوسيلة و الغاية ,,
و بين المشروع و المشرعن ,,
و بين التدين الأرضي الهوائي و التدين السماوي النقي ,,
الطرف الذي لن يخضع للمرجعية أبداً بل لن يكترث و لو ملئت الدنيا بفتاوى ضده ,,
و لعله في المستقبل المنظور ينجح في سحب البساط من تحت أقدام الجميع ليثبت هو بدكتاتورية إنتخابية أتقن فن صناعتها من خلال ضخ الأموال و الإمتيازات الحكومية عبر مجالس الإسناد و الوظائف ,,
و خلق منظومة متدينة بدين المالكي وحزبه تنتشر بين الأوساط الأكاديمية و الوظيفية مستغلاً فشل تيار المرجعية برؤوسه و أطرافه و وكلائه و معتمديه و سدنة حياضه و جماهيره من استمالة ذلك الوسط الطامح الجامح الصاخب و الفاعل على الساحة أكثر من غيره ..
فإلى كل جماهير المرجعية و إلى كل التيارات الحزبية الدينية التي تستتر خلف عباءتها النقية من الشوائب ,,
إنما نجح المالكي لأنه يعمل بصمت و أنتم تتكلمون بلا عمل ,,
و لأنه يتعلم من التجارب و أنتم تفشلون بدون أن تجربوا ,,
و لأنه يصحح أخطاءه دائماً و أنتم تقدسون أخطاءكم كي لا تخسروا عروشكم الوهمية ,,
و لأنه بدأ للتو بالسير على طريق خلق الظرف السياسي ليصبح فاعلاً في الساحة السياسية ,,
بينما أنتم مجرد منفعلين تحت أي ظرف سياسي يعصف بالبلد ..
فحظاً أوفر في المرة القادمة التي بدأ المالكي للإستعداد لها منذ سنوات بينما لم تبدأوا أنتم بعد
تحياتي للجميع