عرض مشاركة واحدة

أبو باقر
عضو برونزي
رقم العضوية : 5808
الإنتساب : Jun 2007
المشاركات : 949
بمعدل : 0.15 يوميا

أبو باقر غير متصل

 عرض البوم صور أبو باقر

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : أبو باقر المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-08-2007 الساعة : 03:30 AM


القسم الثالث :
مقارنة بين التطهير وإذهاب الرجس
ثم إن الآية الكريمة أخذت في جانب المحمول عنوانين :
احدهما : إذهاب الرجس .
ثانيهما : التطهير المركز .
فهل هما يعودان إلى معنى واحد ، بحيث يكون ثانيهما إيضاحا لأولهما ؟ .
ويقرب ذلك ، بان الرجس نحو من القذارة ، والطهارة إزالة القذارة . فإذهاب الرجس هو التطهير ، والتطهير هو إذهاب الرجس ، فهما متلازمان متساويان ، بل احدهما عين الأخر ، فان الإذهاب هو التطهير نفسه كالمترادفين ، ويكون الثاني إيضاحا للأول .
بإزاء ذلك توجد عدة أطروحات تدل على المغايرة بينهما :
منها : اختلاف درجات الطهارة ، فالبدا يكون بالأدنى والانتهاء بالأعلى ، فالإذهاب هو الأدنى ، والتطهير هو الأعلى ، وهذا لا يتم بمجرده ، لأنه حصل لهم دفعة لا تدريجا .
ومنها : إن احدهما بمنزلة الموضوع والأخر بمنزلة المحمول . والموضوع متقدم رتبة لا زمانا فكل من يذهب عنه الرجس يطهر . وفاعلية الفاعل إما في إيجاد الموضوع أو فيهما معا .
ومنها : إن احدهما تكويني وهو إذهاب الرجس ، والأخر انتزاعي وهو التطهير ، وهو متأخر رتبة . يعني من يذهب عنه الرجس نسميه طاهرا ومطهرا .
إلا انه لا يتم ، لان فيه إقرارا إن الجهة التكوينية واحدة ، وهو إذهاب الرجس في حين إن الآية ظاهرة بالتعدد بمقتضى التعاطف .
ومنها : إن الاختلاف بينهما باختلاف المتعلق ، فان الشرور في المكلف على مستويين وكلاهما على مستوى المقتضي لا العلة التامة .
1- الشرور الوجودية : أي الشرور المركوزة في الخلقة .
2- الشرور العدمية : أي ما يترتب على الأفعال من نواقص .
فالذهاب الرجس يكون بالنسبة إلى الشرور الوجودية لكي تذهب أو تنطفئ . والتطهير أي من الشرور العدمية لكي تتبدل إلى الوجود الأفضل .
ومنها : إن الاختلاف بينهما يكون في جانب العلة والمعلول ، فإذهاب الرجس بمنزلة العلة ، والتطهير بمنزلة المعلول . فإذهاب الرجس عن جانب العلة يعني تطهير الروح من الشرور والأدناس ، والتطهير يعني تطهير الأفعال .
وأي شيء فسرناه فلابد إن نفهم منه الإذهاب المطلق للرجس ، وليس مطلق الإذهاب . وكذلك نفهم من التطهير ، التطهير المطلق وليس مطلق التطهير . لان الإذهاب المطلق والتطهير المطلق هو المناسب مع تلك المرتبة العليا التي لا يشاركهم فيها احد .
إما ألان فندخل إلى كلام لا ينبغي الإطالة فيه عن معنى الرجس .
فإننا في حدود ما مشينا عليه من سلسلة التفكير يمكن إن نفسره بأحد تفسيرين :
الأول : هو الشر المركوز أساسا في الخلقة إلى جانب الخير كما قالت الآية الكريمة : { وهديناه النجدين } .
الثاني : اثأر هذا الحال ونتائجه غير المحمودة من عصيان وعيوب وذنوب .
حينئذ نعرض هذين الاحتمالين على آية التطهير لنرى إذهاب الرجس على أي المعنيين يصدق ؟ فإذا كان المراد هو المعنى الأول فانه غير زائل ، بل يستحيل زواله لأنه من تبديل الخلقة ، وليس في المصلحة زواله ، لأنه يستلزم نقص الخلقة ، فالملائكة فيهم عقل بلا شهوة ، ومن هنا كانت خلقتهم اقل من خلقة البشر . فإذا كان الرجس هو هذا ، إذن فإننا نحتاج إلى تقدير مضاف ، يعني اثأر الرجس أو نتائجه ونحو ذلك ، وهو خلاف الأصل .
وإما إذا حملنا على المعنى الثاني بان يكون المراد أساسا هو النتائج ، فهي ذاهبة لا محالة .
فيصدق بالدلالة المطابقة ، ولا نحتاج إلى تقدير .
ويمكن إن يقرب الوجه الثاني بان الراد من الرجس ما يتنجس به الطبع الإنساني معنويا ، أو سلوكيا أو عقليا ، ونحو ذلك ، وهذا ليس إلا نتائج السوء وليس السوء الخلقي ، فانه مما لا يوجب النجاسة وإنما يوجب فقط كمال الخلقة ، فوجوده أصلا خير ، وإنما تأثيره شر ونجاسة . ولذا اتصف الكثيرون بالعصمة وبالولاية وبالقرب ولم يضر ذلك بهم ، بل هو نافع لهم لأنه سوف يكون سببا لكمالهم وارتفاعهم في درجات اليقين .





كتبها عدنان الخاقاني


توقيع : أبو باقر
**************************
من مواضيع : أبو باقر 0 براءة ذمه من الاخوه والاخوات أعضاء المنتدى
0 "اللهم أعز الاسلام بأحد العمرين"
0 اللعــــــــــــــــــــــن كمـــــــــــــا اره
0 الشـــــــــــــيعه قــــــــــــــــــــــادمون
0 أتحداكم ياشيعه
رد مع اقتباس