|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 02:16 PM
الثالثة: قصّة قتل الأنبياء
وقد ندّد القرآن الكريم واستنكر قتلهم فيما يقرب من تسعة مواضع منها: «قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» «البقرة: 91»
وقال «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ» «البقرة: 61»
كما في البقرة 61- 91؛ وآل عمران 21- 112؛ والمائدة 70- 81- 183؛ والنساء 155 .. وكذلك ندّد القرآن بقتل روّاد الإصلاح الإلهيّ في البشريّة «وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ» «آل عمران: 21»
الرابعة: ما في سورة التكوير : «وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ» «التكوير: 8، 9»
وهذه ندبة قرآنيّة للمولودة التي تُقتَل في زمن الجاهليّة نتيجة السُنن العُرفيّة الجاهليّة الظالمة. ويتبيّن في هذا الأسلوب الرثائيّ كيفية مسرح الجناية بدفن الوليدة وهي حيّة في التراب مع كمال براءتها.
الخامسة: عزاء الشهداء في سبيل اللَّه تعالى
«وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَل أَحْيَاءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُون» «البقرة: 154»
السادسة: قصّة هابيل وجريمة قتله من قِبل قابيل،
بقوله «لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ ... فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ» «البقرة: 91»
فيبيّن البراءة في جانب هابيل والوحشيّة والقساوة في جانب قابيل، فالبيان يصوّر شدّة الأحاسيس من الطرفَين أثناء التحام الطرفَين في الحدث، إلّا أن إلتهاب أحاسيس هابيل مملوءة بالصفاء والإحسان، وأحاسيس قابيل مشحونة بالعدوان والتجاوز لمقتضيات الفطرة.
السابعة: ما ارتكبه فرعون وهامان من طغيانٍ واستكبارٍ في الأرض:
«يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيي نِسَاءَهُمْ» «القصص: 4»
، وقوله سبحانه:
«يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ» «إبراهيم: 6؛ البقرة: 49»
الثامنة: ناقة صالح
في سورة الشمس «كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا* إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا* فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا* فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا* وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا» «الشمس: 11- 15»
فبيّن طغيان ثمود وأنّ الذي ارتكب الجريمة هو الأشقى من قوم ثمود، وبيّن حُرمة الناقة بإضافتها إلى ذاته المقدسّة مع كونها ناقة صالح، ثمّ صوّر بإحساس ملتهب عملية الجناية من المعتدي بأنّه قام بعملية العقر .. واللفظ يبيّن قساوة الفعل، والسورة تُسند الفعل إلى قوم ثمود كلِّهم لرضاهم بذلك، كما سبق أن وصف المعتدي بالشقاء البالغ غايته .. ثم بيّن بجانب وقوفه بصف المظلوم وتضامنه معه تنديده للظالم وانبعاث الغضب والنقمة الإلهيّة العاجلة وسخطه الشديد عليهم، فلم يكتف برثاء المظلوم، بل قرنه بشجب الظالم والإنكار عليه، بل وإدانة قوم ثمود لموقفهم المتفاعل تأييداً للجريمة.
فإذا كان موقف القرآن من ناقة صالح يبدى مثل هذا التضامن معها وهي دابّة وآية إلهيّة .. ويدين ظلم قوم ثمود لها .. فباللَّه عليك، ما هو موقف القرآن الكريم من سبط سيّد النبيّين وأشرف السفراء المقرّبين وسيّد شباب أهل الجنة؟ وإذا كان القرآن يدعونا إلى تلاوة الندبة والرثاء على ناقة صالح والظلامة الحادثة .. بقرآن يُتلى إلى يوم القيامة تتلقّى منه البشريّة دروساً من التربية؛ ويحثّنا على إقامة هذه الندبة وعلى التنديد بمرتكبي تلك الظلامة، فكيف بك بالظلامة المرتكبة ضد سيّد شباب أهل الجنة، ريحانة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وما يمثّله من مبادئ وأصول للدين الحنيف متجسّدة فيه ..
|
|
|
|
|