عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 01:27 PM


توصّل السيستاني إلى طريقة تجعل المحتلّين يعملون لصالحه

مادلين أولبرايت* وبيل ودوورد

... ربما يعدّ غزو العراق – وما تلاه – في نهاية المطاف من أسوأ كوارث السياسة الخارجية في التاريخ الأمريكي، على الرغم من أننا نأمل مخلصين خلاف ذلك. فقد أصبح قرار الهجوم بالفعل دراسة حالة عن العواقب غير المقصودة. فمن العجيب مثلاً أن يتوقّف نجاح مقامرة إدارة بوش الكبرى في الشؤون العالمية على استمرار سعة صدر آية الله الإيراني المولد في الخامسة والسبعين من العمر والذي يعاني من مرض في القلب. فعندما قلبت إزاحة صدّام حسين السياسة في العراق رأساً على عقب، حلّت محل الأقلية السنية المهيمنة منذ مدّة طويلة أغلبية شيعية مقموعة منذ عهد بعيد، وأوسع قادتها نفوذاً آية الله العظمى السيستاني.

خلافاً لرجال الدين الشيعة في إيران الذين يصرّون على ممارسة السلطة السياسية، ينتمي السيستاني "الزاهد" إلى التراث الشيعي السائد الذي يبقى فيه رجال الدين منأى عن الحياة العامة الروتينية، مع أنهم يحتفظون بحقّ استعمال سلتطهم في الأوقات الحاسمة. فمنذ سقوط بغداد، أدّى السيستاني دوره بشكل خلاّق. وبدلاً من تكرار خطأ التمرّد صراحة على قوة عسكرية غربية قوية، توصّل السيستاني إلى طريقة تجعل المحتلّين يعملون لصالحه. ففي سنة 2003، عندما كشفت الولايات المتحدة النقاب عن خطة متعدّدة المراحل للعراق تقضي باختيار جمعية وطنية ووضع مشروع دستور، تصدّى السيستاني لها – لا لأنها ديمقراطية بل لأنها ليست ديمقراطية بقدر كافٍ. فقد كان الأميركيون يريدون عملية خاضعة للسيطرة تضع القواعد قبل إجراء الانتخابات. ورأى السيستاني أن قيام ممثّلين غير منتخبين بوضع مسودّة الدستور أمر غير مشروع، وأصرّ على أن تتمّ الانتخابات أولاً. وبعد محاولة تجاهل مطلبه في البداية، ثم بعد الفشل في التوصّل إلى تسوية، لم يكن أمام المسؤولين الأمريكيين – بالنظر إلى كل حديثهم عن الديمقراطية – إلا الرضوخ. وضمِن دعم آية الله لاحقاَ للانتخابات نجاحها على الرغم من تهديدات الارهابيين، بل إنه أفتى بوجوب مشاركة النساء في الانتخاب سواء قبل أزواجهن بذلك أم لا. وتمكّن المرشّحون المفضّلون لدى السيستاني من إلحاق الهزيمة بسهولة بأولئك المرتبطين ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتحدة.

يعمل آية الله السيستاني مثلما عمل أسلافه منذ قرون، باستثناء أنه يستخدم شبكة اتصالات أوسع بكثير. وهو زاهد، يعيش في بيت صغير في مدينة النجف الشبعية، ويمسك عن التحدّث أو الوعظ على الملأ. ويرفض أيضاً الاجتماع بالمسؤولين الأميركيين بشكل مباشر. وتعزّز صورته حلقة من المستشارين الماهرين، وتوسّع نفوذه شبكة من المنظّمات الاجتماعية والخيرية التي يشرف عليها. والسيستاني ليس قوياً بالقدر الذي يمكّنه من فرض أجندة وطنية عراقية، لكن لا تستطيع أي فئة أخرى تحقيق أهدافها بدون موافقته. وسيستخدم نفوذه لضمان أن يلعب الإسلام دوراً بارزاً في تشكيل المجتمع والقانون العراقي. وسيتكرّر اختبار حكمة السيستاني فيما يتنافس المسلمون المحافظون، المقموعون طويلاً، مع المعتدلين ودعاة حقوق المرأة لتحديد مقدار تسامح العراق الجديد وتنوّعه.

نقلا عن كتاب الجبروت والجبّار
تأملات في السلطة والدين والشؤون الدولية
ص (161 – 162)
الدار العربية للعلوم _ ناشرون ش. م. ل.

* مادلين أولبرايت
اسمها ماري آنا كوربولوفا وهي أول امرأة تتسلم منصب وزيرة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية، تنتمي الي الحزب الديموقراطي، لتصبح وزيرة الخارجية الرابعة والستين لأمريكا، وظلت في منصبها حتي يناير 2001، قبل منصب وزيرة الخارجية شغلت منصب مندوب الولايات المتحدة الدائم في الأمم المتحدة من 1993إلى 1997.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس