عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية alyatem
alyatem
عضو برونزي
رقم العضوية : 77639
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 741
بمعدل : 0.17 يوميا

alyatem غير متصل

 عرض البوم صور alyatem

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : alyatem المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 05:37 AM


ثم يكمل رحمه الله مقطوعته:

خبّريني يا ذكريات أبي العزيز، أليس أبو بكر هو الذي لم يأتمنه الوحي على‏ تبليغ آيةٍ للمشركين، وانتخب للمهمّة عليّاً؟! فماذا يكون معنى‏ هذا إن لم‏ يكن معناه أنّ عليّاً هو الممثّل الطبيعي للإسلام الذي يجب أن تسند إليه كلّ مهمّةٍ لا يتيسّر للنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم مباشرتها؟

وهو يشير الى حادثة التبليغ كما وردت في مسند أحمد بن حنبل 1: 3، وفي الكشّاف للزمخشري 2: 243، قال: «رُوي أنّ أبا بكر لمّا كان ببعض الطريق لتبليغ سورة براءة هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد، لا يبلّغنّ رسالتك إلّا رجلٌ منك، فأرسل عليّاً ...»
وها هو يعتبر ان عليا هو الممثل الحقيقي للاسلام وليس ابا بكر. كما يقولها بصراحة.
ثم يضيف عن لسان حال الزهراء صلوات الله عليها:

إنّي لأتذكّر بوضوحٍ ذلك اليوم العصيب الذي أرجف فيه المرجفون‏ لمّا استخلف أبي عليّاً على المدينة وخرج إلى الحرب، فوضعوا لهذا الاستخلاف ما شاؤوا من تفاسير، وكان عليّ ثابتاً كالطود لا تزعزعه مشاغبات المشاغبين، وكنت احاول أن يلتحق بأبي ليحدّثه بحديث الناس، وأخيراً لَحِقَ بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ رجع متهلّل الوجه ضاحك الأسارير، تحمله الفرحة إلى‏ قرينته الحبيبة؛ ليزفّ إليها بشرى‏ لا بمعنىً من معاني الدنيا، بل بمعنىً من معاني السماء. فقصَّ عليٌّ كيف استقبله النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورحّب به، وقال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى‏ إلّا أنّه لا نبيّ بعدي»، وهارون موسى‏ كان شريكاً له في الحكم، وإماماً لُامّته، ومعدّاً لخلافته، فلابدّ أن يكون هارون محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وليّاً للمسلمين وخليفته فيهم من بعده.

وهذه الحادثة تجدها في كتاب التاج الجامع للُاصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم 3: 332، قال: رواه الشيخان والترمذي، صحيح مسلم 4: 1870- 1871 الحديث 2404، خصائص النسائي: 48- 50. وراجع تفصيل الرواية في تأريخ الطبري 2: 182- 183
ثم يكمل:

ولمّا وصلت إلى‏ هذه النقطة من أفكارها المتدفّقة صرخت: إنّ هذا هو الانقلاب الذي أنذر اللَّه تعالى‏ به في كتابه إذ قال: «وَمَا مُحَمَّدٌ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفإن مَاتَ أوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى‏ أعْقَابِكُمْ».
فها هُمُ الناس قد انقلبوا على‏ أعقابهم، واستولى‏ عليهم المنطق الجاهلي الذي تبادله الحزبان في السقيفة حين قال أحدهما: «نحن أهل العزّة والمنعة، واولو العدد والكثرة، وأجابه الآخر: مَن ينازعنا سلطان محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ونحن أولياؤه وعترته». وسقط الكتاب والسُنّة في تلك المقاييس.

وهذا الكلام من احسن التعريض بالسقيفة.
ثم يذكر مقطعا استنسخه من خطبة الزهراء العصماء، فيقول رحمه الله:

ثمّ أخذت تقول:
يا مبادئ محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم التي جرت في عروقي منذ ولدت كما يجري الدم في‏ العصب، إنّ الرجل الذي هجم عليكِ في بيتك المكّي الذي أقامه النبيّ مركزاً لدعوته قد هجم على‏ آل محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم في دارهم، وأشعل النار فيها أو كاد ...
يا روحَ امّي العظيمة، إنّكِ ألقيتِ عليَّ درساً خالداً في حياة النضال الإسلامي بجهادك الرائع في صفّ سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، وسوف أجعل من نفسي خديجة عليّ في محنته القائمة.
لبّيكِ لبّيكِ يا امّاه، إنّي أسمع صوتك في أعماق روحي يدفعني إلى‏ مقاومة الحاكمين.
فسوف أذهب إلى‏ أبي بكر لأقول له: «لقد جئت شيئاً فريّاً، فدونكها مخطومةً مرحولةً تلقاك يوم حشرك، فنِعم الحكم اللَّه، والزعيم محمّد، والموعد القيامة» ، ولُانبّه المسلمين إلى‏ عواقب فعلتهم والمستقبل القاتم الذي بنوه بأيديهم، وأقول: «لقد لقحت فنظرة ريثما تُحلب، ثمّ احتلبوها طلاع القعب دماً عبيطاً ...، وهناك يخسر المبطلون، ويعرف التالون، غبّ ما أسّس الأوّلون».
ثمّ اندفعت إلى‏ ميدان العمل وفي نفسها مبادئ محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وروح خديجة، وبطولة عليّ، وإشفاقٌ عظيمٌ على‏ هذه الامّة من مستقبلٍ مظلم.

ايوجد خير من هذه التعرية لأبي بكر وزمرته الحاكمة؟!!

ثم يأتي رحمه الله على عنوان في الموضوع آخر:

طريق الثورة:
لم يكن الطريق الذي اجتازته الثائرة طويلًا؛ لأنّ البيت الذي انبعث منه‏ شرر الثورة ولهيبها هو بيت عليٍّ عليه السلام، بالطبع الذي كان يصطلح عليه‏ رسول‏ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم بيت النبوّة، وهو جار المسجد لا يفصل بينهما سوى‏ جدار واحد، فلعلّها دخلته من الباب المتّصل به والمؤدّي إليه من دارها مباشرة، كما يمكن أن يكون مدخلها الباب العامّ.

وهو يشير الى ما ينقله الرواة والمؤرخون أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم استمرّ أكثر من ستّة أشهرٍ بعد نزول آية التطهير يقف على‏ باب دار عليٍّ وفاطمة عليهما السلام عند ذهابه إلى الصلاة، وهو يقول: «السلام عليكم يا أهل البيت». راجع مسند أحمد بن حنبل 3: 285، والمستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري 3: 158.
وفي انه جار المسجد راجع مسند أحمد بن حنبل 4: 369 .

ثم انه رحمه الله يدفع اشكالا مقدرا، فيقول:

ولا يهمّنا تعيين أحد الطريقين، وإن كنت ارجِّح أ نّها سلكت الباب العامّ؛ لأنّ سياق الرواية التأريخية التي حكت لنا هذه الحركة الدفاعية يُشعر بهذا، فإنّ دخولها من الباب الخاصِّ لا يكلّفها سيراً في نفس المسجد، ولا اجتياز طريقٍ بينه وبين بيتها، فمن أين للراوي أن يصف مشيها وينعته بأ نّه لا يخرم مشية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم‏ وهو لم يكن معها بالطبع؟! ولو تصوّرنا أنّها سارت في نفس المسجد فلا ينتهي سيرها بالدخول على الخليفة، وإنّما يبتدئ بذلك؛ لأنّ من دخل‏ المسجد صدق عليه أنّه دخل على‏ من فيه وإن سار في ساحته، مع أنّ الراوي يجعل دخولها على‏ أبي بكر متعقّباً لمشيها، وهذا وغيره يكون قرينةً على‏ ما استقربناه.

ثم يأخذنا الى عنوان آخر في الموضوع يبين فيه سبب مصاحبة النساء لها صلوات الله عليها:

النسوة:
وتدلّنا الرواية على‏ أنّ‏ الزهراء كانت تصحبُ معها نسوةً من قومها وحفدتها كما سبق ذكره، ومردّ هذه الصحبة وذلك الاختيار للباب العامّ إلى‏ أمرٍ واحد، وهو تنبيه الناس، وكسب التفاتهم باجتيازها في الطريق مع تلك النسوة ليجتمعوا في المسجد، ويتهافتوا حيث ينتهي بها السير بقصد التعرّف على ما تريده، وتعزم عليه من قولٍ أو فعل، وبهذا تكون المحاكمة علنيّةً تعيها أسماع عامّة المسلمين في ذلك الوسط المضطرب.

ثم يعود رحمه الله الى وصف ما سمّاه بالـ (الحركة الفاطمية) ويقصد بها مشيتها سلام الله عليها:

ظاهرة:
سبق أنّ الرواية التأريخية جاءت تنصّ على‏ أنّ الزهراء لم تكن لتخرم في مشيتها مشية أبيها صلى الله عليه و آله و سلم.
ويتّسع لنا المجال لفلسفة هذا التقليد الدقيق، فلعلّه كان طبيعةً قد جرت عليها في موقفها هذا بلا تكلّفٍ ولا اعتناءٍ خاصّ، وليس هذا ببعيد، فإنّها- صلوات اللَّه عليها- قد اعتادت أن تقلّد أباها وتحاكيه في سائر أفعالها وأقوالها.
ويحتمل أن يكون لهذه المشابهة المتقنة وجه آخر بأن كانت الحوراء قد عمدت في موقفها يومذاك إلى‏ تقليد أبيها في مشيه عن التفاتٍ وقصدٍ فأحكمت التمثيل، وأجادت المحاكاة، فلم تكن لتخرم مشية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأرادت بهذا أن تستولي على المشاعر وإحساس الناس وعواطف الجمهور بهذا التقليد الباهر الذي يدفع بأفكارهم إلى‏ سفرٍ قصير، وتجوّلٍ لذيذٍ في الماضي القريب حيث عهد النبوّة المقدّس، والأيام الضواحك التي قضوها تحت ظِلال نبيّهم الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فيكون في إرهاف هذه الإحساسات وصقلها صقلًا عاطفيّاً ما يمهّد للزهراء الشروع في مقصودها، ويوطّئ القلوب لِتَقَبّل دعوتها الصارخة، واستجابة استنقاذها الحزين، ونجاح محاولتها اليائسة أو شبه اليائسة.
ولذا ترى‏ أنّ الراوي نفسه أثّرت عليه هذه الناحية أيضاً من حيث يشعر أو لا يشعر، ودفعه تأثّره هذا إلى‏ تسجيلها فيما سجّل من تصوير الحركة الفاطمية.
صرخة باركتها الزهراء، ورعتها السماء، فكانت عند اندلاعها محطّ الثقل الذي تركّز عنده الحقّ المذبوح، والمحاولة اليائسة التي شاعت حولها ابتسامات أملٍ استحالت بعد انتهائها إلى‏ عبوسٍ مرير، ويأسٍ ثابت، واستسلامٍ فرضته حياة الناس الواقعة يومذاك.
ثورة لم تكن لتقصد بها الثائرة نتيجةً لها على‏ ما يطّرد في الثورات الاخرى‏ بقدر ما كانت تهدف إلى‏ تثبيت الثورة لذاتها، وتسجيلها في ما يسجّله التأريخ في سطوره البارزة، فكانت الثورة على‏ هذا بنفسها تؤدّي الغرض كاملًا غير منقوص، وهذا ما وقع بالفعل، وبه نفسِّر الحكم بنجاحها وإن فشلت، كما سنوضّحه في موضعٍ آخر من هذا الكتاب.

وهنا نترك لكم مطالعة في الكتاب ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
تجد الكتاب على هذا الرابط (
هنا)
ونسخة نصية منه (
هنا)
وكذلك نص كتاب الشهيد الصدر سمو الذات وسمو الموقف للسيد كاظم الحائري (هنا).

والحمد لله رب العالمين.


من مواضيع : alyatem 0 هل أن كنوز الطالقان في أفغانستان أم في إيران؟!!
0 زيارة قرية المنتظرين للحجة(عجل الله فرجه الشريف) في مدينة طالقان
0 حق اليقين.. في تنزيه أعراض النبيين
0 الرد التحريري على السيد حسن الكشميري
0 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء
رد مع اقتباس