|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 05:24 AM
رسم الصورة الكاملة حول الكتاب وتاريخه
وعلى ضوء ما تقدّم سابقاً نستطيع رسم صورة أكثر موضوعيّة وملامسةً للواقع، وهي كالتالي:
* عندما كان في الكاظميّة كتب السيّد الصدر موضوعاً حول السيّدة الزهراء ألقاه في حسينيّة أخواله من آل ياسين، وكان عمره حينها حوالي إحدى عشرة سنة، وهنا يلتقي ما نقله الشيخ علي كوراني وما نقله السيّد نور الدين الإشكوري.
* وبعد استقرار السيّد الصدر في النجف الأشرف، استغلّ إحدى العطل الدراسيّة في شهر رمضان المبارك وطوّر ما كان قد بدأه في الكاظميّة، وكان هدفه من ذلك هو التأريخ لتلك المرحلة العلميّة من حياته، ولم يكن في نيّته طباعته ونشره على الإطلاق، وكان ذلك حوالي سنة 1367 هـ.
* وبعد فترة (1370 - 1371) كتب السيّد الصدر (غاية الفكر) وأراد طبعه سنة 1374 هـ، ولكنّه لم يكن يملك المبلغ اللازم لطباعته، فعرض عليه الشيخ محمّد كاظم الكتبي طباعته مقابل أن يسمح له بطباعة (فدك) بعد أن علم أنّ له كتاباً حول الموضوع. ويبدو أنّ السيّد الصدر التزم بإعطاء حقوق الطبع إلى الشيخ الكتبي (داخل العراق على أقلّ تقدير) وإن لم يؤمن به فقهيّاً (أو أنّه كان يؤمن به يومذاك)، ولهذا أحال تجّار الناصريّة إلى الشيخ الكتبي عندما رغبوا في إعادة طبع الكتاب.
* ثمّ بعد أن عرض عليه الشيخ الكتبي طباعة (غاية الفكر) مقابل السماح بطباعة (فدك) أعاد النظر في الكتاب الأخير لكي يكون بنظره أكثر إقناعاً ومدعاةً لتقبّل الطرف الآخر، فأدخل العبارات المرتبطة بالخلفاء غيرَ بانٍ عليها بينه وبين نفسه، إضافةً إلى مناقشته مع العقّاد، وربّما مباحث أخرى.
* وبعد أن أصبح السيّد الصدر في سدّة المرجعيّة شخّص أنّ العمل الفكري الإيجابي أكثر فائدةً للتشيّع، ولهذا كان مهتمّاً بالدخول إلى الساحة السنيّة في مصر من أجل إرجاع مثقّفيها في التقليد إليه ليكون الفقه الإمامي الشيعي هو المرجع، وذلك تمهيداً للتشيّع الكامل بحسب تعبيره.
ولهذا لم يرجّح إعادة نشر الكتاب عندما طلب منه السيّد حسن الأمين ذلك، وهو ما ذكره للحاج حامد عزيزي عندما طلب منه ذلك، ولكنّه وافق بعد أن طلب الحاج حامد ذلك مرّة أخرى. وهذا يعني أنّ ملاك إعادة النشر لم يكن عنده بمستوى المفسدة المطلقة، إضافةً إلى عدم ممانعته من طباعته مترجماً في إيران.
هذه هي الصورة المتكاملة التي أجدها أقدر على تفسير مختلف الظواهر في ما يتعلّق بالكتاب.
نشير أخيراً إلى أنّ السيّد البروجردي مثلًا كان يمنع غيره عن طباعة ما يثير الحساسيّات الشيعيّة السنيّة: فعندما أراد آقاي وكيلي طباعة منظومة له في الفقه تعرّض في أوّلها للخليفتين الأوّل والثاني، قال له السيّد البروجردي: «لا يحق لك نشر هذا الكتاب، وعليك حذف مطلعه، إنّ اليوم ليس زمان طرح هذه الأمور وتشديد الخلاف الشيعي السنّي». كما انتقد الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب (الغدير) بدون ذكر اسمه عندما زار إصفهان مصادفاً مع التاسع من ربيع الأوّل، واتّخذت محاضراته طابعاً مشحوناً ضدّ السنّة، فقال: «ما هذا الوضع في إصفهان؟ ففي الوقت الذي تشنّ فيه إسرائيل حربها على مصر وتريد احتلال قناة السويس وتعريض أهل مصر للضغوطات والأخطار، نأتي لنشعل حرباً بين السنّة والشيعة» (انظر: يادنامه شرق، ضميمه رايگان تاريخ وانديشه، شماره 12، ويژه آيت الله بروجردى، فروردين 6: 85).
وكان الشيخ المستشكل قد نوّه سابقاً بجهود السيّد الصدر حيث قال: «الوعي الإسلامي الذي تراه في العالم العربي الشيعي هو مدينٌ لجهود المرحوم السيّد الحكيم والشهيد الصدر..» (صحيفة المبلغ الرسالي، العدد 108، 10/ 4/ 1997 م: 10).
|
|
|
|
|