عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية علاء ناصر حسين
علاء ناصر حسين
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 2764
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 2,518
بمعدل : 0.38 يوميا

علاء ناصر حسين غير متصل

 عرض البوم صور علاء ناصر حسين

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
Waz2 قطع صغيرة فى أحجية الحياة
قديم بتاريخ : 15-02-2013 الساعة : 08:23 AM


قطع صغيرة فى أحجية الحياة





كيف لكوب من القهوة ان يغير حياة شخص لم يشربه ؟
كيف لمكالمة تليفونية ان تغير حياة شخص لم يتلقاها ؟
كيف لقصة حب حزينة أن تحول حياة شخص لم يكن طرفاً فيها الى جحيم ؟
كيف لشخص لم يستيقظ فى موعده ان يكون السبب فى حادث أليم لشخص لم يره أبداً ؟
كيف لشاحنة ان تكون السبب فى حادث لم تتواجد أثناءه ؟
بل كيف يمكن لمعطف لم يكن أبداً لك ورباط حذاء مقطوع لم تلبسه أبداً ان يؤديا الى وفاتك ؟
كيف لهذه الأشياء مجتمعة ان تحدث فى حياة أشخاص لم تعرفهم يوماً فى وقت لم تكن موجوداً فيه ولكنها تؤدى فى النهاية الى مصرعك ؟

انها قصة بسيطة
امرأة كانت على وشك الخروج من منزلها للتبضع وبعدما اغلقت باب المنزل ورائها تذكرت انها نسيت معطفها فعادت لتحضره ، ولكن هاتف منزلها رن فاختارت أن تتأخر بضع دقائق أخرى لترد على الهاتف ، وعندما انتهت ونزلت اخيرا الى الشارع لم تستطع اللحاق بسيارة أجرة كانت تمر من امام المنزل ، فانتظرت قليلا ريثما انتهى سائق سيارة اخرى من تناول فنجان قهوة استطاع الحصول علـيه بعدما أعطاه زبون ركب معه فى الصباح الباكر اكرامية جيدة .
ركبت المرأة فى سيارة الأجرة التى ما ان بدات بالتحرك حتى اضطرت للتوقف حتى يعبر الشارع رجل مسرع تأخر على عمله لأنه نسى ان يضبط المنبه . بعدها اضطرت السيارة للتوقف مرة اخرى لأن شاحنة كانت تسد الطريق .
عندما وصلت المرأة اخيرا الى وجهتها انتظرها سائق السيارة فى الخارج حتى تحضر علبة كانت اوصت علـيها من المتجر ، لكنها لم تجد علبتها جاهزة لأن عاملة المتجر التى تركها حبيبها بالأمس كانت حزينة جدا ولم تبدأ بالعمل بعد . انتظرت المرأة بضع دقائق أخرى حتى انتهت العاملة من تغليف علبتها واخذتها وركبت السيارة واتجهت الى المنزل ثانية .
فى هذه الأثناء كانت بطلة قصتنا التى لم نذكرها حتى الآن قد انهت تدريبها فى فرقة الباليه التى تعمل بها وارتدت ملابسها واصبحت جاهزة للخروج ، ولكن فى آخر لحظة انقطع رباط حذاء زميلتها فاضطرت لانتظارها بضع ثوانى اخرى حتى تصلحه .
واخيرا عندما تمكنت البطلة وصديقتها من الخروج من المسرح كانت سيارة الأجرة التى تستقلها المرأة التى ذهبت للتبضع تمر بجوارها وللحظة فقد السائق تركيزه وصدم البطلة .


بالطبع لو لم تنسى المرأة معطفها ، أو لم ترد على التليفون ، او لم يتناول السائق قهوته الصباحية ، او لم ينسى الرجل ان يضبط المنبه ولم يتأخر فى نومه ، او لو كان حبيب فتاة المتجر لم يتركها فتأخرت فى تغليف علبة المرأة ، أو ، أو ،أو ، لما كان حدث ما حدث .
حدث واحد غير مهم لا يأخذ غير ثوانى لو لم يحدث لتغيرت حياة البطلة الى النقيض .

لكنها الحياة ، مجرد أحداث صغيرة تتجمع لتكون صورة أشمل مثل الأحجية اذا فقدنا اى جزء منها مهما كان صغيرا ، او بدا لنا غير ذى أهمية فلن تكتمل الصورة أبدا بشكل صحيح .



مشهد من فيلم


منقولة

توقيع : علاء ناصر حسين
قال الحبيب محمّد ( ص ) :

إنّ الله أرتضى لكم الإسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق .
من مواضيع : علاء ناصر حسين 0 صورة وعِــبرة ... 1
0 من حكايات العبرة
0 إلى جنّــــة الخُلد
0 صورة وعِــبرة ...
0 فوائد الصلاة على محمد وال محمد
رد مع اقتباس