عرض مشاركة واحدة

ali alasady
عضو جديد
رقم العضوية : 73770
الإنتساب : Aug 2012
المشاركات : 11
بمعدل : 0.00 يوميا

ali alasady غير متصل

 عرض البوم صور ali alasady

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ali alasady المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-02-2013 الساعة : 02:33 PM


إن الله تعالى عادل ورحيم بعباده وله سنن وقوانين في هذا الكون يسيّر بها خلقه، فمن المعلوم كما أشرنا سابقاً إن إبراهيم (عليه السلام) وهو أول الموحدين وسيدهم، ولد له ابنان هما إسحاق وإسماعيل وقد جعل الله عز وجل النبوة في إسحاق فالأنبياء منذ زمن إبراهيم (عليه السلام) إلى ما قبل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في ذرية إسحاق.
ولكن الله عز وجل إكراماً لإسماعيل وعوضاً له جعل خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من ذريته، وكذلك الحال مع سيد الموحدين وهو الإمام علي (عليه السلام) فقد رزقه الله ولدين هما الحسن والحسين ( عليهما السلام ) فجعل الإمامة في ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) ولم يجعل من ذرية الإمام الحسن إماماً، وعليه فإكراماً للإمام الحسن (عليه السلام) وعوضاً له جعل من ذريته المهدي اليماني الداعي إلى الإمام المهدي (عليه السلام) وإلى الإسلام الجديد، كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إلى الإسلام وكان من ذرية إسماعيل.
ومما يجدر الإشارة إليه إن الروايات التي تذكر صفات الإمام الحسن (عليه السلام) لها شبه كبير بالروايات التي تذكر صفة اليماني حفيد الإمام الحسن (عليه السلام)، فالإمام الحسن كما ذكر المؤرخون وأهل السير في صفته وشمائله إنه:
(أبيض مشرب بحمرة دعج العينين سهل الخدين رقيق المشربة كث اللحية ذا وقرة وكأن عنقه أبريق فضة عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين ربعة من الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير ملجأ من أحسن الناس وجهاً )( ذخائر العقبى ص127).
وإذا تابعنا الروايات الخاصة بصفة اليماني وشمائله نلاحظ وجود شبه بينهما وهذا ما سنذكره مفضلاً في حينه، ونكتفي هنا بنقل ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
( يخرج رجل مني في آخر الزمان أبيض مشرب بحمرة...)( بحار الأنوار ج51 ص35 ، منتخب الأنوار ص27).
وبهذا يتبين لنا إن حفيد الإمام الحسن (عليه السلام) اليماني الموعود يكون فيه شبه كبير من الإمام الحسن (عليه السلام).
وبما إننا نتحدث عن الداعي اليماني وإنه المهدي الحسني فلا بد من الإشارة إلى ما ورد في أحاديث أهل السنة في هذا الشأن.
فإن أغلب المصادر السنية تشير إلى الإمام المهدي (عليه السلام) إنه من ذرية فاطمة (عليها السلام ) وهو الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ولكن الاختلاف بين رواياتهم وبين روايات الشيعة هو كالآتي:
أولا يعتقد السنة إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) بينما الشيعة يعتقدون إنه من ذرية الإمام الحسين (عليه السلام)، والحقيقة إن من السهولة بمكان الجمع بين هذين الرأيين ورفع التناقض الظاهري الموجود بين ما يعتقده السنة وبين ما يعتقده الشيعة في قضية الإمام المهدي (عليه السلام).
أما ما يثبت إن المهدي (عليه السلام) عند أهل السنة من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) ما ورد عن ابن حجر العسقلاني قوله:
(إن للحسن في المهدي الولادة العظمى لأن أحاديث كونه من ذريته أكثر...)( معجم أحاديث الإمام المهدي ج1 ص185 ).
كما ورد هذا المعنى عن ابن القيم الجوزية وهو من علماء أهل السنة حيث قال:
( إنه رجل من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً وأكثر الأحاديث على هذا تدل في كونه من ولد الحسن سر لطيف، وهو الحسن ( رضي الله عنه ) ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة بالحق المتضمن للعدل الذي يملئ الأرض وهذه سنة الله في عباده إنه من ترك لأجله شيئاً، أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه...)( المنار المنيف ج1 ص389).
ثانياً يعتقد أهل السنة إن المهدي (عليه السلام) لم يولد بعد وإنه سيولد في آخر الزمان من ذلك ما أورده أبن أبي الحديد المعتزلي حيث قال:
( أما أصحابنا فيزعمون إنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لأم ولد وليس بموجود الآن )( بحار الأنوار ج34 ص119، شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ج7 ص58).
والمتتبع لروايات أهل السنة الذين يعتقد قسم كبير منهم إن المهدي (عليه السلام) من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) وإنه لم يولد بعد بل وسيولد في آخر الزمان.
وذلك مرده إلى سببين، السبب الأول هو ورود روايات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) تشير إلى هذا المعنى والسبب الثاني هو لإثبات صحة ادعائهم ودعم حجتهم المستندة على إن ليس هنالك نص على إمامة الأئمة الإثنا عشر من أهل البيت (عليهم السلام) وإن العصمة بذلك تكون منقطعة الاتصال فيها وهذا ما يخالفون به الشيعة الذين يعتقدون إن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) نص على إن الإمامة من بعده في الأئمة الإثنا عشر (عليهم السلام) الذين أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأخرهم المهدي (عليه السلام) الذي هو من نسل الإمام الحسين (عليه السلام) وهو التاسع من ولده.
ويمكن الجمع بين روايات اهل السنة وروايات الشيعة وذلك لأن روايات كلا الطرفين لا تتحدثان عن مهدي واحد بل هي تتحدث عن مهديين اثنين.
المهدي الأول وهو الذي ورد في روايات اهل السنة هو المهدي الحسني اليماني الموعود، وزير الإمام المهدي (عليه السلام) وصاحب دعوته والممهد الرئيسي للإمام المهدي والذي يولد في آخر الزمان وهو من ذرية الإمام الحسن السبط (عليه السلام).
أما المهدي الثاني وهو المهدي الحسيني الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والذي ولد عام 255هـ وهو من ذرية الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام).
وبذلك ويرفع التناقض والاختلاف.
وكأن العناية الإلهية ويد الغيب الإلهي ومشيئة الله تعالى وحكمته اقتضت ذلك ولإحقاق الحق ودحض الباطل وإثبات أن الأئمة هم الإثنا عشر المنصوص عليهم من قبل جدهم المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من جهة، ومن جهة ثانية فإن المهدي الحسني صاحب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) في حال إعلان دعوته المباركة ورفعه راية التمهيد للإمام المهدي (عليه السلام) سيكون حجة على أهل السنة بمقتضى الروايات الواردة عندهم، ولعله سيكون سبباً في إيمان العديد من أهل السنة به وبدعوته، ويدخلون في عداد أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) تحت قيادته.
وفي نفس الوقت يكون ذلك حجة على الشيعة أيضاً في قبول تلك الروايات والاهتداء إلى دعوة السيد اليماني المباركة، ويكون ذلك من أعظم الإمتحانات التي سيمر بها المسلمون، ليؤمن به من آمن على بينة وهدى من أمره وليكفر بذلك من كفر على بينة وضلال من أمره

من مواضيع : ali alasady 0 قيادة العالم في ما بعد المهدي (عليه السلام)
0 قيادة العالم في ما بعد المهدي (عليه السلام)
0 ابلوغوا عن هذه الصفحة
0 المهدي الحسني والمهدي الحسيني
رد مع اقتباس