|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 71598
|
الإنتساب : Mar 2012
|
المشاركات : 1,992
|
بمعدل : 0.42 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مصحح المسار
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 09-01-2013 الساعة : 11:56 AM
خيال بين الماء والطين... ج3
نفذ الأمر ونزل الجميع من المركبة وانتشروا في أرض رحبة ممتدة أمام النظر بهية في
طالعها تزينها الأشجار والأزهار وتتربع على عشبها الأخضر مقاعد بأشكال هندســية
مختلفة ؛ ترتيب وعناية وجودة .
افترشوا أرض احدى البساتين ومن ثم أعطو الأطفال الإذن بالحركة العشــوائية بعد أن
وزعوا عليهم حصصهم الغذائية .
استلقى بوضعه السابق في البيت وهو يصم أذنه عن ماتقول زوجته ويكتفي بهزرأسه
إيمانا ً بالموافقة على كل حال .
أما أطفاله فقد أبعدوا في عشوائيتهم حتى وصلوا لمكان غريب حفرة تكــــومت فوقها
مجموعة من الشجيرات والأغصان بدت غائرة نوعا ً ؛ ولأنهم في نشاطهم قرروا البحث
عما تخفي تحتها فشرعوا بإزالة الشجيرات والأغصان بل وإزاحة الأتربة عنها حتى وصلوا
لسداد عظيم الحجم ، تعاونوا جميعا ًحتى يبعدوه عن استقراره ؛ ففاجأتهم أيدي تمتد
خارجة؛ ماجعلهم يستغيثون بنشاطهم وسرعتهم للهرب .
جاءوا مذعورين نحو أبيهم من ثم لاذوا به من كل جهة وعندما دقق بنظره نحو وجهتهم
شاهد فوج من شخصيات تعلوها الأتربة بأزياء شتى متباينة منهم من يرتدي بدلة حديثة
برباط للعنق وغيره بعمامة وثالث بزي قومي لقد عرف وعايش هؤلاء من قبل وهنا تذكر...
إنهم يتوجهون صوبهم فعاجل زوجته بأمر :- لملمي الأغراض والأمتعة بسرعة ...
جمعوا كل شيء وكوموه فوق بعضه بعض وهرعوا لمركبتهم وهنا أسقطت زوجته إناء للسقي
فالتقطته وبدأت تعبأه بالماء وترمي به ناحية رأس زوجها !!!...
استيقظ من غفوته وقد أبتل وجهه وشعره بالماء ، قالت زوجته :- مابك أ أغمي عليك أم
أنك تنام أينما اتفق لك ؟!... نظر أمامه وإذابه في مستنقع مياه تصل إلى ركبتيه وهو مستلقي
على بقايا طينية تكاد تكون يابسة أدار جذعه ورأسه ليشاهد منزله وقد جعلته الأمطار الغزيرة
كالخرقة المبللة ؛ مسح وجهه بكفيه ودفع شعره للخلف وهو يفغر فاه قال :- ولكن أين الأولاد؟
ردت زوجته :- مالك يارجل الأولاد مجموعة منهم خلف البيت ينزحون أحمال المياه من حول
السياج ومجموعة أخرى أمام البيت يفعلون نفس الشيء وأنا أنشف الماء المتساقط من
السقف ... ألست بخير ؟!... سكت للحظات ثم قال :- ياترى أيمكنهم أن يصلوا إلينا ؟!...
|
|
|
|
|